عندما التقى موسى الكليم مع العبد الذي في زمانه وعصره وأوانه فعندما سأله بنو إسرائيل من أعلم الناس يا موسى؟ قال: أنا فغضب عليه ربه لأنه لم ينسب العلم إلى العليم فأحاله إلى العبد - هل هذا العبد كان معروفاً في الفضائيات أو ظاهراً في الصحف والمجلات؟ لم يكن يعرفه أحد
وهذه سُنة الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لأن الناس تنخدع بالظاهرين وهؤلاء أهل علم القشور - إذن أين يجد موسى العبد؟
أمره الله أن يأخذ سمكة مشوية وأن يسير فإذا أحسَّ بالتعب يعرف أن هذا المكان فيه العبد فأخذ السمكة وسار ومعه تلميذه يوشع بن نون إلى أن وصلا إلى مكان مرتفع وأحسا بالتعب فقال له موسى نستريح هنا فنام سيدنا موسى
ونظر سيدنا يوشع إلى السمكة وقد جاء عليها بعض رزاز الماء فتحركت واحتيت وسبحت وغاصت في البحر ونسى أن يبلغ سيدنا موسى بذلك واستيقظ سيدنا موسى من النوم وسارا إلى أن أحسا بالتعب فقال {آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً} الكهف62
فتذكر يوشع ما حدث للسمكة وأخبر موسى فرجعا على آثار أقدامهما {فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً} الكهف64
فوجدا الخضر نائم ومسجَّى ومغطى فعرف أنه هو العبد فأيقظه وقال: السلام عليكم فقال: وعليك السلام يا موس، قال: كيف عرفتني؟ قال: عرَّفني بك الذي أرسلك إلىَّ
كيف احتيت السمكة؟ كان الخضر يتوضأ فطارت قطرات من ماء وضوءه فنزلت على السمكة فاحتيت بإذن الله وهذا حال الصالحين وما من شيء حدث في الأنبياء والمرسلين وما تبعهم من الأولياء والصالحين إلا وحدث مثله أضعافاً مضاعفة في أمة سيد الأولين والآخرين صلي الله عله وسلم فهذه الخاصية ليست في الخضر فقط فهي موجودة في أمة حضرة النبي صلي الله عليه وسلم
فالسيدة نفيسة رضي الله عنها بنت السيد حسن الأنور رضي الله عنه كان من جيرانها جماعة يهود وكان عندهم طفلة مقعدة لا تستطيع الحركة وجاءهم سفر فاحتاروا ماذا نفعل بهذه الطفلة فقالوا: نتركها عند جارتنا السيدة نفيسة حتي نرجع واستأذنوها فأذنت
وبعد رجوعهم من السفر دقوا الباب على السيدة نفيسة فإذا بالبنت واقفة وهي التي تفتح لهم الباب فتعجبوا وقالوا: كيف تم لك هذا؟ قالت: رأيت السيدة نفيسة تتوضأ وبعد أن انتهت من الوضوء أخذت أزحف حتي وصلت إلى الماء الذي توضأت به وأخذت منه ومسحت رجلىَّ فكلما مسحت جزءاً أحس أنه تحركت فيه الحياة فلما مسحت رجلىَّ تحركت بأمر الله فأسلموا بسبب هذه الكرامة التي أيَّد الله بها عباده الصالحين وأولياءه المتقين رضي الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين
سيدنا موسى ذهب للخضر – والشاهد الذي أتيت لأجله بهذه الحكاية – أن سيدنا الخضر قال
(يا موسى أنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا – وهو علم الشريعة – وأنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت – وهو علم الحقيقة – وما علمي وعلمك في علم الله – وإذا بعصفور ينزل ليشرب من البحر – إلا كما أخذ هذا العصفور من هذا البحر)
أدار الله هذه القصة لنعلم أن الوحيد الذي جمع الله له الظاهر والباطن والحقائق الظاهرة والخفية والأسرار والأنوار وكل مواهب حضرة العزيز الغفار هو النبي المختار صلي الله عليه وسلم لنعرف قدر الثروة الإلهية التي اختصنا بها الله على يد خير البرية صلي الله عليه وسلم
فإن كل ما آتاه الله فهو لنا من علم ومن نور ومن أحوال ومن خصوصيات ومن إكرامات ومن تشريفات كلها لنا نحن لأننا أمته ولكن لمن؟ لمن مشوا على هديه وتعلقوا بحبه وتأسوا به في كل أحيانه ولم يلتفتوا عن حضرته مشغولين بالدنيا أو الأهواء أو غيرها عن ذاته صلي الله عليه وسلم
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...1&id=101&cat=6
منقول من كتاب [شراب أهل الوصل] اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق