العلامة الثانية: الفقـــة في الديــن
*******************
فإذا انتهى من هذه العلامة (الأولى)، ونجح فيها، وحفظ هذه الأدعية ... وسار عليها، ويريد أن يعرف هل ربنا مازال يحبه؟!! أم لا؟!!
ينتقل للعلامة الثانية :
{ إذا أحب الله عبداً فقَّهَهُ في الدين وألهمهُ رشده }
(حلية الأولياء والسنن الكبرى للبيهقي عن عبد الله بن مسعود)
فيجد عنده الرغبة في الفقه ... فقــه الدين ، وليس علم الفقه .
والفقه الحقيقي: معرفة أحوال رسول الله وصحبه الكرام، للسير على منوالهم، والتأسي بأحوالهم،
والتخلق بأخلاقهم، والمشي على منهاجهم، حتى يفتح الله عليه كما فتح عليهم.
فليس عندهم وقت للمجادلات، أو المناظرات، ولكن لكي يعمل!!!
فيبحث عن العلم الذي يفتح له ميادين العمل، الذي يبلغ به هذا الأمل،
فيكون من أهل الوصال، ومن أهل الكمال، ومن أهل هذا الجمال، الذي خص به الله عزَّ وجلَّ الحبيب المصطفى والصحب والآل .
وهذه هي علامات التوفيق، التي أريد من إخواني - بارك الله فيهم أجمعين – أن يأخذوها بجد ويقين،
ولا يأخذوها بتهاون مع النفس لأنها تستلزم إصراراً وعزيمة؛
لأنها هي الأحوال التي كان عليها، ولا يزال الصالحون أجمعون.
وكما قلت وبصوت عال:
من فيكم عندما يجلس - للأكل مع أولاده – يفتتح الأكل بالدعاء الوارد عن الحبيب ؟
ويختم الأكل بالدعاء الوارد عن الحبيب ؟
ويسير معهم في الأكل على النظام الذي كان يسير عليه الحبيب - لكي يتعلموا منه؟
مع أننا نفعلها كل مرة في جميع لقاءاتنا!!
ألسنا نقول :
"بسم الله الشافي المعافي، بسم الله في أوله وآخره،
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"!!!
لماذا نقول هذا الكلام - يا إخواني؟
لكي تقولوه هناك وتمشوا عليه دائما!!!
متى سنقول هذه الأدعية؟!!!
عندما نذهب إلى القبور!!..أم يوم النشور!!
فنحن لا نمشي خطوة، أو نذهب إلى أي بيت في أي زمان أو مكان، إلا ونقول:
" بســم الله ، ماشــاء الله، لا قوة إلا بالله "
وأنتم جميعاً تسمعون!!
لماذا نقول هذا الكلام؟
أليس لكي تعملوا؟ إذن لماذا لا يعمل أحد بهذا؟!!
لا أعرف!!
قد يقول: أنني أقول في سري.
هذا لا ينفع. لازم الكل يسمع، أسمع البيت، وأسمع سكان البيت - الظاهرين والباطنين.
وهذا هو الأساس الأول الذي عليه أحـوال الصالحين،
والذي عليه مدار الفتح عند المتقين.
ومن تهاون بهذا فنفسه تضحك عليه، وتلعب به؛
وليس له سهم في فتح سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق