Disqus for ومضات إيمانية

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

ذرة نورانية من رسول الله هى سر محبة الله


                                               سر معرفة الله
**********
من الذي يعرف ربنا؟ 
الذي أحبه الله عزَّ وجلَّ، ( أحببت أن أعرف )
فالذي أحبه الله ؛ يعرِّفُـه بحضرته ..كيف سيعرَّفه؟!! عن طريق رسول الله ..
هل هناك من يعرف الله بدون رسول الله؟ لا..!!
فكون الإنسان عرف الله ؛ فهذا دليل على محبة الله عزَّ وجلَّ له
لأن الله عرَّفه بذاته وعرَّفه بسيد كائناته صلى الله عليه وسلم.
وقد بين سيدنا رسول الله الدليل الذي لا يحتاج الإنسان بعده لأي سند أو دليل، فقال صلى الله عليه وسلم :
إن الله خلق الخلق في ظلمة ، ثم رشَّ عليهم من نوره – ونوره يعني نور رسول الله صلى الله عليه وسلم- 
فمن أصابه ذلك النور - اسمعوا وعوا - وفِّق ، واهتدى، ومن لم يصبه ذلك النور ؛ ضلَّ وغوى }
(سنن الترمذي- الجامع الصحيح عن عبدالله بن عمرو بن العاص)
وهذا حديث صحيح ؛ رواه الإمام البخاري ، والإمام مسلم ، وموجود في كتب الصحاح
(إن الله خلق الخلق - كلهم - في ظلمة)!!! ومن أراد أن يعرِّفه به ، ماذا فعل له؟ رش عليه من نور حبيبه ومصطفاه
(ثم رش عليهم من نوره ) على من؟ على الأحباب
(فمن أصابه ذلك النور)، يكون هذا المراد والمطلوب (وفَّق واهتدى)
(ومن لم يصبه ذلك النور ضل وغوى) حتى ولو علم علوم الأولين والآخرين
وحتى ولو كان من الأساتذة الكبار في المعاهد العلمية الأوربية أو الأمريكية مثل المستشرقين الذين درسوا الدين الإسلامي
لكن هل سيهتدي أحدهم؟ لا، إلا من سبقت له من الله العناية!
لأنه درس ، ولكنه لم يرث!!!
فالذي ورث ... هو من أخذ ذرة من نور المحبة، وظهرت عليه أنوار الأحبة، بعد طلاوته من نور رسول الله صلى الله عليه وسلم 
فقد أخذنا هذا بفضل الله ، وبكرم الله ، وبمحض عطاء من الله جلَّ في علاه . ولذلك عندما نسمع ؛ نـَحِنُّ ...
إلى ماذا نَحِـنُّ ؟ نـَحِنُّ للأصل!!
مثلما يرى الواحد منا في الدنيا شخصاً ويجالسه ... وتمر على هذه الحادثة سبع سنين مثلاً 
ويرجع بعد هذه السنين يقابله فبمجرد أن تصوب عليه الكاميرات الإلهية - فوراً –
تعطي صورة للذاكرة الربانية ؛ فيقول له : 
لقد رأيتك قبل ذلك !!... أين..؟ لا أعرف ..! ثم بعد ذلك يتذكر ، ويقول له : 
لقد رأيتك في المكان الفلاني ، يوم كذا ، وقد قلت لك كذا ، وقلت لي كذا... 
ألا يحدث ذلك؟
وهذا الكلام في الدنيا، وهذا بالنسبة لنا أجمعين، وللناس جميعاً ، أي انسان إن كان مؤمناً أو غير مؤمن، مهتدى أو ضال!!
لكن بالنسبة للمؤمنين ، والموحِّـدين ، والموقنين ، المحسنين ... لقد رأى هؤلاء مشاهد عالية في الحضرة التى حكاها لنا رسول الله صل الله عليه وسلم
ثم رشَّ عليهم من نوره
رأينا فيها مشاهداً روحانية، حيث كانت الأرواح هي الموجودة فقط ، ولم تكن الأجسام، ولا النفس!!
مشاهـد روحانيـة!!!
الدُّرةُ النـورانيَّـة
*****************
وهذه المشاهد علِّقت، ثم تنزل إلى القـلوب في حالة الصفا ، فتجعل الإنسان يحنُّ دائماً لمراتع الصفاء هذه
والتي يقول فيها سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه:
على الدُّرة البيضــاء كان اجتماعنــا ******* وفي قــاب قوسين اجتمــاع الأحبة
كنا مجموعين هناك على " الدرة البيضاء " ...
وهـي الدرة النورانيـــة ، قبل خلق الطين ، وقبل خلق الأفلاك ، وقبل خلق الأملاك
كانت هناك درة نورانية أشار إليها النبي فقال :" قبضت قبضة من نوري "... هذه هي الدرة .." وقلت لها كوني محمداً.."
وهذه القبضة ...ليست كقبضتنا هذه..!! حاشا لله عن هذه القبضة
كلمة " قبضة ": يعني مجمع ؛ يعني جمعت مجمعاً من نوري !!... جميع أنواري ، وجميع أسراري ، وقلت لها كوني محمداً .
يعني فيه جميع جمالات الله ، وجميع كمالات الله وجميع أسرار الله ؛ لأنه قبضة الله الجامعة الشاملة لجميع عطاءات الله جلَّ في علاه .
فاجتمعنا جميعاً ، ورأينا هذه الأشياء ، وسمعنا ، ولكن بالسمع الروحاني ، للأسرار التي أذاعتها إذاعة الحق ، ونحن في رحاب الحق ، منظورين بنظرات سيد الخلق ..!
-ويتكلم الإمام أبو العزائم في هذا الموضوع ويقول:
من ألست لم ننسَ مـا قــد شهــدنا ***** من جمـال الجميــل إذْ خـاطبنـــا
لم ننسَ هذه المشاهد ، ولا الخطاب الذي سمعنــاه في هذا الموقف...:
كيف أنســاك يا جميــل وأنت ****** ســرُّ مجلى الأسمــاء عرش المعنى
هذه معاني راقية ، وعالية ، وقد عشنا فيها .
ولذلك كلمة الإيمان ماذا تعني؟
يعرفوها - باللغة - بالتصديق ... التصديق بماذا ؟
بما سمعه ، ورآه الإنسان من قبل ، وذُكِّر به في هذه الحياة الدنيا ..!عندما يُذَّكَّر..! يَذْكُر...! ثم يصدق .
والذي لم يعش هذه المشاهد العالية هناك ، مهما قال له القائلون ..!هل يُصدِّق..؟
لا.!! لأنه لم يعش في عالم المعاني هذه .
-وهؤلاء هم الجماعة الكافرون - والعياذ بالله - لأنه عايش في المحسوسات ، وكل هذه الأحاديث معنويات ! ، كمالات إلهية ! ،
ولكنه يريد أن يحضَّرُ الكمالات الإلهية في المعمل !!؟، لأنه لم يعشها ولم يرها قبل ذلك .
جمالات محمدية ، يريد أن يراها على شاشة التلفاز ، ويحس بها ، ولا يعرف التلفاز القلبي ..!! ولا يدركه ..!! ولا يقدر أن يستورد ، أو يصنع جهازاً منه ..!!
وهذا مخصوص لمخصوصين ! ، كل واحد فينا يستطيع أن يشترى جهاز توشيبا أو ناشيونال أو غيره ؟
لكن من منا يستطيع أن يشترى جهاز يشاهد هذه القنوات الربانية العالية ؟ !!..أين يباع..!!..؟
ولكنه مخصوص لمخصوصين ، هدايا ، وعطايا ، لا يباع ، ولا يشترى ...!! بماذا يشتريه؟
هذا هدية ، وعطية ، ...لمن..؟
لأهل الاجتباء ، وأهل الإصطفاء ، الذين أحسنوا ؛ فأجمل الله عزَّ وجلَّ لهم الهدية ، والأجر العظيم ، والعطاء.
************

هناك تعليقان (2):

  1. بارك الله فيك .. عرض طيب، وموضوع شيق .. جعلنا من أهل هذا النور العلى والضياء البهى

    ردحذف
  2. شكرا لمرورك الطيب أستاذنا الفاضل الدكتور أحمد
    استنارت مدونتى بأنواركم وتطيبت بشذى أنفاسكم
    دمت فى حفظ الرحمن ومعية النبى العدنان صل الله عليه وسلم

    ردحذف