Disqus for ومضات إيمانية

الأربعاء، 14 أغسطس 2019

الفرق بين كلمة ( إن شاء الله ) .. وكلمة ( بإذن الله ) في القرآن الكريم .

الفرق بين كلمة ( إن شاء الله ) .. وكلمة ( بإذن الله ) في القرآن الكريم ..
متى يجب أن نقول ( إن شاء الله ) ؟ و متى نقول ( بإذن الله ) ؟
* إستخدام كلمة ( إن شاء الله ) .. تكون عندما نقوم بأنفسنا بعمل حاجةٍ ما أو نتدخل بها شخصياً
- مثال كقوله تعالى : " إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون "
أي أنهم هم سيقومون بذبح البقرة بأنفسهم .
- وكقوله تعالى : " قال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين "
أي أنهم هم سيدخلون
وكقوله تعالى : " ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصِ لك امراً "
- وكقوله تعالى : " ستجدني إن شاء الله من الصابرين "
أي هو الذي سيصبر ..
وما أريد أن أشقّ عليك ستجدنى إن شاء الله من الصالحين
قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاءالله من الصابرين

وغيرها كثير في القرآن
....
* أما كلمة (بإذن الله ) .. تكون لعمل ليس لنا أي تدخل أو يدٍ فيه ، بل هو بتدبير خارج عن إرادتنا .
- مثال كقوله تعالى : " من كان عدواً لجبريل فإنه نزّله على قلبك بإذن الله "
فنزول القرآن على رسول الله ﷺ ليس له دخلٌ أو يدٌ فيه، هو من عند الله.
- وكقوله تعالى : " كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن الله "
إنتصر القلة بتدبير إلهي ، وإلا فالمنطق يقول أنهم يهزمون .
- و كقوله تعالى عن جيش طالوت : " فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت "
فالنصر كان من عند الله تعالى فقط ..
- و كقوله تعالى : " وما هم بضارين به من أحدٍ إلا بإذن الله "
فالسحر لايضر الناس إلا بقضاء الله وإذنه فقط .
(ورسولا إلى بنى إسرائيل أنّى قد جئتكم بآية من ربكم أنّى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، وأبرئ الأكمه والأبرص وأحى الموتى بإذن الله)
(وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزى الشاكرين)
(وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين)
(وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله)
وعدد من الآيات الأخرى بالقرآن الكريم
وبمراجعة الآيات فإن الملاحظ أن الآيات التى جاءت تروى أحداثا وقعت فى الماضى كانت (بإذن الله)، أى بمعنى (حدثت بمشيئة الله،
فهزموهم بإذن الله، فإنه نزله على قلبك بإذن الله، كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.
فلا يمكن أن تكون (فهزموهم إن شاءالله ) أو (كم من فئة قليلة هزمت فئة كثيرة إن شاءالله) أو (وما هم بضارين به من أحد إلا إن شاءالله) ..إلخ
وعن أحداث أو ظروف قد تقع فى المستقبل جاءت الآيات بـ (إن شاء الله).
وكانت الآية بسورة الكهف صريحة (ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاءالله
إذا للأفعال التى ينوى المسلم أن يقوم بها فى المستقبل عليه أن يقول (إن شاءالله)
وهذا يعني أنه غير صحيح أن نقول (سأذهب غدا بإذن الله الى المسجد).
وفى آية السحر فى سورة البقرة التى جاءت بصيغة الفعل المضارع :
(وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)، أى أنه إذا (وقع) الضر فما وقع إلا بمشيئة الله تعالى
إذا : بإذن الله تخص ما حدث فى الماضى ،
وأيضا يمكن القول أنه لو حدث شئ فى المستقبل فبإذن الله،
إذا ذهبت الى المسجد غدا فبإذن الله
وفى آيات عيسى التى جاءت بصيغ الفعل الماضى والفعل المضارع مع (بإذن الله):
(أّنّى قد جئتكم بآية من ربكم أّنّى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، وأبرئ الأكمه والأبرص وأحى الموتى بإذن الله)
وليست (إنى خلقت لكم من الطين كهيئة الطير فنفخت فيها فكانت طيرا بإذن الله) ..
وذلك لأن :
أولا: بداية الآية جاءت بصيغة الماضى :أنّى قد جئتكم بآية من ربكم
ثانيا: الأفعال الثانية بصيغة المضارع ، فنفهم أن تلك المعجزات من المسيح كانت قد وقعت أمام القوم لأنها إنتهت بكلمة الماضى (بإذن الله)، وأنه لو طلب بنو إسرائيل منه تكرارها مرة أخرى لفعل عيسى ليثبت صدق تأييد الله تعالى له، لذا جاءت بصيغة المضارع، وهذا من البلاغة القرآنية.
إذا فـعبارة (بإذن الله) بعد كل معجزة تثبت أنها وقعت فى الماضى ، والتأكيد على أنها ستقع لا محالة فى المستقبل إذا طلب بنو إسرائيل تكرارها.
سبحان هذا الإله العظيم وهذه الدقة في القرآن الكريم ...
منقوول للفائدة