بسم الله الرحمن الرحيم
إن الدين يا أيها المؤمن يأمرك أن تجعل على مائدتك كل ما يحتاج إليه الجسم من الأملاح والفيتامينات والمعادن والدهون والبروتينات والنشويات التي يحتاجها الجسم فعلا لأن الزيادة ترهق الجهاز الهضمي ثم تمرض الإنسان ثم تتحول إلى ما تعلمون وربما يتعب في إخراجها ولا يخرجها إلا بالذهاب إلى طبيب
وعندما ذهب للحسن البصري رجلين أحدهما يشكو من ألم في معدته فسأله عن السبب قال لأني لم أتناول طعام منذ كذا والآخر يشكوا مغصاً في بطنه قال ولم ؟ قال لأني أكثرت من الطعام فقال لو كان ما زاد على هذا في بطن هذا ما اشتكى هذا ولا هذا
فدينك يأمرك أن تأكل الطيبات وتأكل المستحسنات لكن تأكلها بالقدر الذي يحتاجه الجسم وما تبقى عنك من الملابس أو من الأغذية أو المتاع لا ترميه بل تتصدق به على الفقراء والمساكين
وقد ورد أن رجلا كان في اللحظات الأخيرة وقال وهو لا يشعر بما يقول ليته كان كله ليتها كانت الجديدة فتعجب من حوله وقالوا ما هذا الأمر؟
فقال أهله إنه كان يأكل ذات يوم فحضر إليه مسكين فقطع جزءا من الرغيف وناوله إياه فلما رأى وعاين الأجر والثواب قال ليته كان كله للمسكين أي ليتنى أعطيته الرغيف كاملاً
وكان لا يلبس ثوبا جديدا إلا إذا خلع القديم وأعطاه لفقير فلما عاين الأجر والثواب قال ليتها كانت الجديدة أي ليتنى أعطيته الثوب الجديد وليس الثوب القدم
ألا تستحي يا عبد الله أن تأتى بالات محملة بالملابس من أوربا خلعها الكافرون ويمنون بها على المسلمين ونحن نخلع الملابس ونلقى بها هاهنا و هاهنا لا ننتفع بها في الدنيا ولا في الآخرة
إن المؤمن يلبس ما يحتاجه ويتصدق بالباقي على المساكين ويأكل ما يرد جوعته ويتصدق بالباقي على الجائعين ولا يلقيه في أماكن القمامة والزبالة وفى نفس الوقت لا يتكبر بطعامه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فـي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيـلَةٍ}[1]
مخيلة يعنى مباهاة أو كبرياء أي يصنع المائدة ليباهى بأنه صنع كذا وأعد كذا وهذا مما حرمه الله أما آداب الجلوس على المائدة وكيفية الجلوس عليها وكيفية تناول الطعام فهذا يحتاج إلى وقت آخر
أرجو منكم وفّقكم الله أن تتدارسوا هذه الأحكام وتعلموها لأولادكم ولبناتكم ولأزواجكم فتلك مسئولية في أعناقنا جميعا ويا حبذا لو جلسنا معهم على مائدة الطعام وأخذنا نناقش مثل هذه الأمور على طعامنا حتى يكون طعاما مباركا
نسأل الله أن يفقهنا في ديننا وأن يلهمنا رشدنا وأن يعلمنا ما جهلنا ويذكرنا ما نسينا وأن ويوفقنا لحسن طاعته ورضاه اللهم ارزقنا وبناتنا وأولادنا رزقا حلالا طيبا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
[1] أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم عن عبد الله بن عمرو
مائدة المسلم بين الدين والعلم ط2
منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
إن الدين يا أيها المؤمن يأمرك أن تجعل على مائدتك كل ما يحتاج إليه الجسم من الأملاح والفيتامينات والمعادن والدهون والبروتينات والنشويات التي يحتاجها الجسم فعلا لأن الزيادة ترهق الجهاز الهضمي ثم تمرض الإنسان ثم تتحول إلى ما تعلمون وربما يتعب في إخراجها ولا يخرجها إلا بالذهاب إلى طبيب
وعندما ذهب للحسن البصري رجلين أحدهما يشكو من ألم في معدته فسأله عن السبب قال لأني لم أتناول طعام منذ كذا والآخر يشكوا مغصاً في بطنه قال ولم ؟ قال لأني أكثرت من الطعام فقال لو كان ما زاد على هذا في بطن هذا ما اشتكى هذا ولا هذا
فدينك يأمرك أن تأكل الطيبات وتأكل المستحسنات لكن تأكلها بالقدر الذي يحتاجه الجسم وما تبقى عنك من الملابس أو من الأغذية أو المتاع لا ترميه بل تتصدق به على الفقراء والمساكين
وقد ورد أن رجلا كان في اللحظات الأخيرة وقال وهو لا يشعر بما يقول ليته كان كله ليتها كانت الجديدة فتعجب من حوله وقالوا ما هذا الأمر؟
فقال أهله إنه كان يأكل ذات يوم فحضر إليه مسكين فقطع جزءا من الرغيف وناوله إياه فلما رأى وعاين الأجر والثواب قال ليته كان كله للمسكين أي ليتنى أعطيته الرغيف كاملاً
وكان لا يلبس ثوبا جديدا إلا إذا خلع القديم وأعطاه لفقير فلما عاين الأجر والثواب قال ليتها كانت الجديدة أي ليتنى أعطيته الثوب الجديد وليس الثوب القدم
ألا تستحي يا عبد الله أن تأتى بالات محملة بالملابس من أوربا خلعها الكافرون ويمنون بها على المسلمين ونحن نخلع الملابس ونلقى بها هاهنا و هاهنا لا ننتفع بها في الدنيا ولا في الآخرة
إن المؤمن يلبس ما يحتاجه ويتصدق بالباقي على المساكين ويأكل ما يرد جوعته ويتصدق بالباقي على الجائعين ولا يلقيه في أماكن القمامة والزبالة وفى نفس الوقت لا يتكبر بطعامه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فـي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيـلَةٍ}[1]
مخيلة يعنى مباهاة أو كبرياء أي يصنع المائدة ليباهى بأنه صنع كذا وأعد كذا وهذا مما حرمه الله أما آداب الجلوس على المائدة وكيفية الجلوس عليها وكيفية تناول الطعام فهذا يحتاج إلى وقت آخر
أرجو منكم وفّقكم الله أن تتدارسوا هذه الأحكام وتعلموها لأولادكم ولبناتكم ولأزواجكم فتلك مسئولية في أعناقنا جميعا ويا حبذا لو جلسنا معهم على مائدة الطعام وأخذنا نناقش مثل هذه الأمور على طعامنا حتى يكون طعاما مباركا
نسأل الله أن يفقهنا في ديننا وأن يلهمنا رشدنا وأن يعلمنا ما جهلنا ويذكرنا ما نسينا وأن ويوفقنا لحسن طاعته ورضاه اللهم ارزقنا وبناتنا وأولادنا رزقا حلالا طيبا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
[1] أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم عن عبد الله بن عمرو
مائدة المسلم بين الدين والعلم ط2
منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق