Disqus for ومضات إيمانية

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

حال الصالحين مع رسول الله صل الله عليه وسلم


دائماً الإنسان السالك في طريق الله عزَّ وجلَّ يسأل نفسه:
- هل أنا على خير ؟
- وهل الله عزَّ وجلَّ راضٍ عني ؟
- وهل الحبيب صلى الله عليه وسلم ينظرني ؟
- وهل الصالحون المقامون يقومون بإمدادي وإرشادي؟

لأن السالك عنده قلق دائم في هذه النواحي!! 

ونلخصها في سؤال واحد هو:
متى أعلم يقيناً أن الله عزَّ وجلَّ يحبُّنِي؟

هذه الأسئلة لا تحتاج إلى اجتهاد عقلي في الإجابة عليها، أو إلى تأويل وتفسير سفسطائي في الرد عليها،
لكن يسأل الإنسان فيها حبيب الله ومصطفاه – ومن إكرام الله عزَّ وجلَّ لهذه الأمة - 
أنه ما من شيء سيحدث للأمم أو للأفراد، أو للجماعات،
 في شتى المناحي وفي اختلاف الأغراض؛ 
إلا وقـد أحدثه الله في زمانه صلى الله عليه وسلم ؛ لينطق فيه بحكم الله ...
مؤيَداً ببرهانه وقرآنه ... 
فلا توجد حاجةٌ ستحدث إلى آخر الزمان؛ إلا وقد حصل شبيهٌ لها في عصر حضرة النبي ، وقضى فيها بحكم الله عزَّ وجلَّ،
حتى لا نزِل ولا نضل ولا نتحير؛ ما دمنا نرجع إلى حضرته، ونتناول من شهي سنته الحكم الذي قاله عن الله.
وإن كان هذا يحتاج إلى أولي الأمر، أو إلى أهل الإستنباط الذين يقول الله عزَّ وجلَّ فيهم [83 - النساء]:
(لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) 


هل تتصور أنه في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث كل ما يمكن أن يتصوره العقل أو يتخيله الإدراك في الحج
في أي زمان ومكان؟!!
على سبيل المثال: الحج إما إفراد، أو قران، أو تمتع.
ألا تعلمون أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أجرى الكُلَّ على ذاته الشريفة!!! 
ولذلك اختلف الأئمة أيهم أفضل؟ 
منهم من قال الإفراد ؛ لأن الرواية التي وصلته أن رسول الله أفرد بالحج ،
ومنهم من قال القران ؛ لأن الرواية التي وصلته أنه قرن بالحج ، 
ومنهم من قال التمتع . 
فالكل رأى على قدره في حضرة النبوة ، ما يلائم قدراته ، ويناسب أحوالــه في شريعة الحج .
حتى أنه وهو على عرفات ، مات واحد من المسلمين وهو مُحْرِم ؛ ليعلمنا كيف نفعل في من مات محرماً ؟!!
ماذا نفعل يا رسول الله؟ قال : ادفنوه على هيئته .
فلو لم تحدث مثل هذه الحالة ؛ ماذا كنا نفعل؟!!!!

لكن كل شيء حدث في عصره وزمانه وأوانه، وقضى فيه صلى الله عليه و سلم بحكم الله عزَّ وجلَّ .
وإن كان الحكم غاب عني ؛ فلا يغيب عن الرجال الذين يشاهدون أحوال الحضرة المحمدية كما يشاهد بعضنا بعضاً. 
فإن كان الاختلاف يأتي من جهة فهم الكلام، فإنهم يعاينون حقيقة هذا الكلام؛ 
ومن هنا ليس عندهم خلافٌ في فقه هذا الكلام!!!!
**********************


كيف يتوضأ ؟
**********
لماذا يختلفوا ؟!
لقد رأوه وهو يتوضأ ، المشهد موجود ، أعاد الله لهم المشهد فرأوه ؛
 فتوضؤوا كما رأوه .
وهؤلاء كما قال الإمام أبو العزائم - رضي الله عنه:

عشقتك كشفاً لا سماع رواية ****

فالعشق هنا كشفُ؛ لأنه قد رأى ، وإن كان قد رأى على قدره ، وليس على قدر الحضرة المحمدية ؛ لأنها حضرة عليَّة ، 
لا يستطيع أحد من الأولين والآخرين أن يصل إلى ذرة من حقيقتها؛ إلا بلطف يلطف به ربُّ العالمين ، ليستطيع أن يرى ذرَّة من أنوار سيد الأولين والآخرين صل
 الله عليه وسلم.
إذا كان جبريل ، لو صعد قدر أُنملةٍ بعد السدرة احترق - وهو نور - فماذا نفعل نحن ؟
فيلزم هنا لطف الله ؛ لكي يتمتع الإنسان على قدره بما يسمح به الله ،
من حضرة حبيب الله ومصطفاه .
فنحن نسأل حضرة النبي صلى الله عليه وسلم في كل أمر .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق