Disqus for ومضات إيمانية

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

أغلى بضاعة فى كتاب الله


                                                                       التوفيق

*******
وأغلى بضاعة في كتاب الله ، وعند أنبياء الله                ، ورسل الله ، ولدى الصالحين من عباد الله... ما هي؟
                  هي قول الله جلَّ في علاه:
               ( وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ )
[الآية (88) سورة هود]
التوفيق!! ولذلك لم يذكره الله إلا مرَّة واحدة، وعلى لسان نبي ، لأنه بضاعة غالية .
فإذا شملك الله بالتوفيق ... تُـهْ على الزمان وأهله، 
واعلم أنك من أهل عنايته ، وأنه لا بد أن يتوجك بتاج ولايته، وأنه سبقت لك الحسنى ، بأنك من أهل سعادته:
شمس العناية يــا مريــد جنابـــــي ****** لك أشرقــت وكتبت مــن أحبابي
تــه يا مرادي على الزمان وأهــله **** لمــا كُـتبت مـن أحبــــــــــــابي
************


العلامة الأولى : إلهامُ العبدِ ذكرُ الله

وأكبر علامة من علامات التوفيق، 
نسأل فيها النبي الشفيق صلى الله عليه وسلم ، ما هي؟...قال :
إذا أحبَّ الله عبداً ألهمهُ ذكره }
وفى رواية أخرى لإبن أبى الدنيا و البيهقى :
" أكثروا ذكر الله على كل حال ، فإنه ليس عمل أحب إلى الله ، و لا أنجى لعبده من ذكر الله تعالى فى الدنيا والآخرة " .
إذن فالذكر إلهام 
*************


والذي يحبه الله ؛ يلهمه ذكره على الدوام، لأن المنافقين يذكرون، ولكن كما ذكـر الله ذلك في القرآن، 

فقد قال في شأنهم:
وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً )
[142- سورة النساء ]
فهل الذكر بهذه الكيفية علامة توفيق؟!! لا، ولكن علامة التوفيق:
- أن يذكر الله على الدوام .
- وأن يكون ذكره رغبة في القرب من الملك العلام، وليس رياء ولا سمعة ولا شهرة .
وهذا هو ذكر القلب - وليس ذكر اللسان - لأنه إلهام.
- من الذي يتلقى الإلهام؟ اللسان أم القلب؟
....... القلب ......
- فأكبر علامة على التوفيق أن يلهم الله عزَّ وجلَّ العبد دوام ذكر الله.
وهل من يقعد في جبل، أو في خلوة، ويمسك بمسبحة ألفية، ويذكر الله على الدوام، يكون ذلك علامة على حبِّ الله له؟
نعم ! هذا الذكر علامة حبِّ الله ؛.ولكن على قدره!!! 
ولكن هناك حبٌّ أعظم!! وحبٌّ أكرم!! ما علامته؟
أن يذكر الله على منهج حبيب الله ومصطفاه. 
والحبيب لم يقعد في جبل!! ولم يترك العمل والأهل!!
فكيف كان يذكر الله إذن..؟
قالت السيدة عائشة :
(كان يذكر الله على كل أحيانه)
فلكل لحظة ذكرها ، ولكل حالة ذكرها ، ولكل نازلة ذكرها .
والتقي النقي: الذي يذكر في كل حالة بما يلائمها من بحر النبوة .
-ونحن نتكلم عن (علامات التوفيق في بدايات أهل التحقيق)، أو (لمن بدء سلوك الطريق) 
تكون علامة على أنه ماشي صح في البداية. 
لكن علامات التوفيق لأهل التحقيق: بحرٌ لو تكـلم فيه أي إنسان فهو غريق؛ لأنه يستلزم (ذُقْ تَعْرِف).
- لكن لأهل البداية: فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من لحظة قيامه من النوم، إلى أن يخلد إلى النوم يذكر الله!!
ولكن كيف كان يذكر الله؟ أيقول: يا ودود - مائة ألف مرة؟!! أو: يا لطيف؟
أيذكر الله بثلاثة عشر إسماً؟ أم بسبع أسماء؟!! أم بخمس أسماء؟!!
لا هذا ولا ذاك، ولكن كل حالة لها ذكرها.
فساعة صحوه من النوم كان يقول:
(الحمد لله الذي أحيانا بعد مماتنا وإليه النشور)
وهذا هو ذكر هذه الحالة، 
والموَّفق في بدايته؛ لا يعدل عن هذا الذكر، والموفق في نهايته؛ لا يترك هذا الذكر .
- وكيف يذكر؟
بصوت عالٍ يسمع من حوله لكي يتعلموا!!
ما الذي ضيَّع أولادنا وبناتنا ونسائنا؟
أن الذي يذكر فينا، يذكر في سره!! فماذا سمعت؟ وممن ستتعلم؟
لكن الأئمة الأعلام قالوا: أن الحبيب كان يذكر بصوت عالٍ ليُسْمِعَ كل من حوله، 
حتى عند صلاته كان وهو راكع يسبِّح بصوت 
لكي يعرف ويسمع من خلفه، وهو ساجد أيضاً، 
كذلك كانت الدعوات التي يدعو بها؛ يدعو بها بصوت مسموع
لكي يسمع من خلفه ما يقول.
ولو كان يذكر في سرِّه وفي نفسه ... هل كنا سنعرف هذه الأذكار؟!
فلو أن زوجتي جاهلة، وَرَدَّدْتُ بجوارها هذه الأذكار؛ لحَفَظَتْهَا خلال شهر واحد فقط - من غير قراءة ولا كتابة - 
وأولادي نفس النظام ، 
ولكننا غير مهتمين بهذا الأمر، حتى لو قال الواحد منا ذكرا معيناً فإنه يقوله مرةً، وينساه عشر مرات!!
ولكن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن كذلك، 
فقد كان لكل مناسبة عنده ذِكْرٌ خاص.
فعندما كان يخرج للخلاء ماذا كان يعمل؟ لازم يذكر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق