حقيقة القيام لرسول الله صلى الله عليه وسلم
******************
إذا كان الجمال الذي يقول فيه سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه:
قيــامي للحبيب علــيَّ فـرضٌ ******* وترك الفَـرض مــا هو مســتقيم
عجبت لمــن له عقــلٌ وفهـمٌ ******* يرى هــذا الجمـــــــال ولا يقــوم
وطبعاً بعض الناس - الذين على قدرهم - قالوا: يقوم يعني يقوم له واقفاً!!
وكيف يتم هذا الوقوف الآن؟!!
ولكن حقيقتها: يقوم لخدمته، ويسعى لنصرته، ويمشي لتأييد شريعته، ويذوب عن ناسوته وبشريته، شغلاً بحضرتهصلى الله عليه وسلم.
وليس القيام أن يقف كما قالوا، لأن سيدنا رسول الله نفسه لا يريد هذا، لكن يريد من يقوم بخدمته - وليس خدمته هو – ولكن خدمة الشريعة .
وهذا أمر سيدنا رسول الله، وسدنة الشريعة الأمناء في كل زمان ومكان .
وهذا ما جعل الصالحين دائماً منشغلين البال ، ودائماً مشغولين قلباً وقالباً بالحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم
ولكننا جميعاً والحمد لله - وكل مؤمن - عند سماعه لسيرة الحبيب ؛ يحن قلبه ، ويهيم فؤاده ، ويشتاق على الأقل لزيارته ، إن لم يكن سيشتاق لرؤياه .
وهذه هي البشرى التي يطمأننا بها ربنا عزَّ وجلَّ .
وما دام الإنسان يحنُّ عند سماعه لسيرة حضرة النبي صلى الله عليه وسلم
ويريد أن يزوره، ويريد أن يراه، ويحنُّ له هنا،
لا بد أن يتيقين أن له سابقة عناية من الله ، ويتأكد أنه من الجماعة الداخلين في قول الله :
(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)
[101 سورة الأنبياء]
لماذا؟
لأن رسول الله هو الذي أذاع هذه الحقيقة، وأبان هذا الأمر، عندما حكى عن ربه عزَّ وجلَّ في الحديث القدسي
(( كنت كنزاً مخفياً؛ فأحببت أن أعرف ؛ فخلقت الخلق ليعرفوني ))
المعرفة هنا ؛ دائرةٌ مع المحبة .
************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق