ماذا فتح له؟ .. هذا هو الفتح!
لم يقل الله : فلولا أنه كان من (الذاكرين) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ،
ولكنه قال:
(فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ)
[143- الصافات ]
إذن الذكر المناسب هنا ، ما هو ؟ التسبيح!! والذي يعلِّم ذلك هو الطبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم
- ماذا أفعل ؟ أمشي خلفه، مثلما قال الصالحون:
" حذو النعل بالنعل ، والقدم على القدم "
لكن الإنسان يريد أن يستسهل، فيذكر بذكر واحد، ويردِّده اللسان في غَيْبَةٍ القلب والجنان،
لأن أذكار رسـول الله تحرِّك القلب والفكر، لأن كل ذكر له حالة والفكر يشتغل فيه!!
( الحمد لله الذي أحيانا بعد مماتنا وإليه النشور )
فإذا تفكرت فيها: أنا كنت ميت، لا حول لي ولا طول، أصبحت حياً، وسأموت، وسيأتي يوم النشور!!
هنا يُشغِّل دائرة الفكر وكل ذكر له موضوع.
- إذن القلب لازم يكون حاضراً لكي يأتي بالذكر المناسب،
لكن عندما أجلس وأذكر (لا إله إلا الله) مائة ألف مرة - وعيني تنظر هنا وهناك!! فاللسان يقول، والقلب مشغول!!
لكن أذكار رسول الله تقتضي حضور القلب، وجولة الفكر، والفكر هو أساس الفتح بالذكر:
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ )
وبعد ذلك.. الفتح!!
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
[ الآية (191) آل عمران ]
عندما يمشي الإنسان في ساحة هذا الذكر بعد صفاء النفس، وطهرة القلب؛ يبدأ الفكر؛
فتأتي له أرسال وأمواج من العلوم الإلهية، والإمدادات الربانية، ويكون أساسها الفكر.
***************
ولذلك بداية العلوم الوهبية تأتي نتيجة الفكر بهذه الكيفية!!!
لأنه عندما يتفكَّر الإنسان؛ من الممكن أن ينسى من حوله، ويذهب في دائرة ثانية خالص،
يتولاه الولي ويلهمه بإلهامات نافعة ورافعة في ذلك الوقت والحين،
ويؤيدها له بنصوص في كتاب رب العالمين، وأحاديث صحيحة عن سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم
ولذلك عندما ترى إلهامات الصالحين أين هي؟
إما في آية قرآنية، أو في حديث نبوي
كيف تأتي؟!! تأتي نتيجة الفكر .
عندما يصوم الرجل الصالح في أول رمضان، لم يكن يصوم مثلنا!! ولكنه كان يتفكر ...
لماذا أصوم؟ ولمن أصوم؟ وماذا أريد بصيامي؟
أنا أريد الله، ففوراً يبعث له الله:
{ صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته }
صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
الناس يقولون رؤية الهلال، ولكنه يقول إنها رؤيته هو!!!!
فأنا أصوم من أجل رؤيته!!
ومتى أفطر؟ إذا حصلت رؤيته !
وإذا لم تحصل الرؤية ... أواصل الصيام على مدى الأيام حتى يمتعني الله عزَّ وجلَّ بهذا المشهد العظيم وأدخل في قول الله:
( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ . إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )
[ 22، 23- سورة القيامة]
( فإن غُمَّ عليكم ...) الحديث
فإن غمت الرؤية بسبب الحظوظ والأهواء، والزور والبهتان، والمعاصي والمخالفات!!
( ... فاكملوا عدة شعبان)!!
شعِّبوا الخير، وكثروا فروع الخير- لأنه سمي شعبان لأنه تتشعب فيه فروع الخير - فشعِّب الخيرات، وشعِّب أبواب القربات؛
حتى يتم الله عزَّ وجلَّ عليك النعمة ، وينعم عليك بهذه المكرمات .
وذلك نتيجة الفكر بهذه الكيفية!!!
ولذلك فدائما علامة توفيق المريد، وعلامة سعادة المريد ، أن تجده في بدايته ( ماشي ) مع رسول الله دائماً،
لأنه يستحضر حضرته في كل عمل، أو حركة، أو سكنة؛ ليرى : كيف عملها رسول الله ؟... فيعمل مثله..!
ماذا قال ؟.... يقول مثله..!!
ولذلك مقرر المدرسة المحمدية لأهل البداية: هي هذه الأذكار. يطالعها في كتاب: "الأذكار " للإمام النووي رضي الله عنه وأرضاه
وكان الصالحون يقولون فيه : " بع الدار واشتري الأذكار "
أو "عمل اليوم والليلة" للإمام ابن السنى
أو " الإمام ابن ماجة " ، لكي يعرف هذه الأذكار
وقد أخذنا منها الأذكار الأساسية ، ووضعناها في كتابنا : ( أذكار الأبـرار )
***********
إلهام العبد ذكر الله
************
وقد أخذنا منها الأذكار الأساسية ، ووضعناها في كتابنا : ( أذكار الأبـرار )
لكي يحفظها المريد ولن تُحفَظ مثل النصوص أو القرآن، ولكن لن تحفظ إلا بالتكرار والاستمرار !! ولا يغَّير لفظاً
لأن سيدنا رسول الله عندما سأله أحدهم : ماذا أقول عند النوم ؟
فأعطاه هذا الدعاء - وهو:
" اللهم إني وجهت وجهي إليك ، وأسندت ظهري إليك ، لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك ، اللهم إني آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت..." .
وقال :
أعدْ عليَّ الدعاء ، فأعاد الدعاء إلى أن قــال :
( اللهم إني آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبرسولك الذي أرسلت ) ؛ فقال : ( لا ... وبنبيك الذي أرسلت ) .
وعندما نسمع ذلك أو نقرأه نقـول: ( أن كلمة رسول أشمل وأعم )، لكن عند حضرة النبى ( لا ) ، لكي يعلِّمنا أن لا نجتهد في هذه الأدعية، ولكن نردِّدها كما وردت .
ولا تقل : إن كله يوصل .
لأن الكلمة التي قالها ؛ قالها بمدد من السماء ، ويفتح لها خزائن كرم وجود في سدرة المنتهى ، فإذا قلت لفظا ثانيا ، فلن تفتح هذه الكنوز .
مثلا :
لو أن مِفْتاح الباب فيه خلل في سنة واحدة من أسنانه ، هل سيفتح ؟….لا.
كذلك هذه الأدعية !! إذا أبدلت كلمة منها ؛ كأنك غيرت سنةً في المفتاح . وهذه هي مفاتح الفتح التي أعطاها له ، وسلمها له الكريم الفتاح عزَّ وجلَّ .
وهذا هو الأساس الأول ! والعلامة الأولى من علامات التوفيق !
التي إذا ألهم الله بها العبد ؛ يعلم علم اليقين أن الله عزَّ وجلَّ إختاره لسلوك طريق التحقيق.
**********
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق