Disqus for ومضات إيمانية

الجمعة، 2 مارس 2012

نحن فى بركة رسول الله



نحن في بركة الرسول صلى الله عليه وسلم

نسمع كثيراً من الناس يقولون: نحن في بركة الرسول صلى الله عليه وسلم، أو معنا بركته صلى الله عليه وسلم وسئل عن ذلك ابن تيمية فقال: وأما قول القائل: نحن في بركة فلان أو من وقت حلوله عندنا حلت البركة، فهذا الكلام صحيح باعتبار، باطل باعتبار، فأما الصحيح: فأن يراد به أنه هدانا وعلمنا وأمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر، فببركة اتباعه وطاعته حصل لنا من الخير ما حصل، فهذا كلام صحيح، كما كان أهل المدينة لما قدم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم في بركته لما آمنوا به وأطاعوه، فببركة ذلك حصل لهم سعادة الدنيا والآخرة، بل كل مؤمن آمن بالرسول وأطاعه حصل له من بركة الرسول بسبب إيمانه وطاعته من خير الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله.
وأيضاً: إذا أريد بذلك إنه ببركة دعائه وصلاحه دفع الله الشر وحصل لنا رزق ونصر فهذا حق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:((وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم بدعائهم وصلاتهم وإخلاصهم)).
وقد يدفع العذاب عن الكفار والفجار لئلا يصيب من بينهم من المؤمنين ممن لا يستحق العذاب، ومنه قوله تعالى: } وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ – إلى قوله: لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً {.فلولا الضعفاء المؤمنون الذين كانوا بمكة بين ظهراني الكفار لعذب الله الكفار.
وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((لولا ما في البيوت من النساء والذراري لأمرت بالصلاة فتقام، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة معنا فأحرق عليهم بيوتهم))..وكذلك ترك رجم الحامل حتى تضع جنينها، وقد قال المسيح عليه السلام: } وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ {، فبركات أولياء الله الصالحين باعتبار نفعهم للخلق بدعائهم إلى طاعة الله، وبدعائهم للخلق وبما ينزل الله من الرحمة ويدفع من العذاب بسببهم حق موجود، فمن أراد بالبركة هذا، وكان صادقاً فقوله حق.
وأما ((المعنى الباطل)) فمثل أن يريد الإشراك بالخلق: مثل أن يكون رجل مقبور بمكان فيظن أن الله يتولاهم لأجله، وإن لم يقوموا بطاعة الله ورسوله، فهذا جهل، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم مدفون بالمدينة عام الحرة، وقد أصاب أهل المدينة من القتل والنهب والخوف ما لا يعلمه إلا الله، وكان ذلك لأنهم بعد الخلفاء الراشدين أحدثوا أعمالاً أوجبت ذلك، وكان على عهد الخلفاء يدفع الله عنهم بإيمانهم وتقواهم، لأن الخلفاء الراشدين كانوا يدفعونهم إلى ذلك، وكان ببركة طاعتهم للخلفاء الراشدين، وببركة عمل الخلفاء معهم ينصرهم الله ويؤيدهم، وكذلك الخليل صلى الله عليه وسلم مدفون بالشام وقد استولى النصارى على تلك البلاد قريباً من مائة سنة، وكان أهلها في شر، فمن ظن أن الميت يدفع عن الحي مع كون الحي عاملاً بمعصية الله فهو غالط.
وكذلك إذا ظن أن بركة الشخص تعود على من أشرك به وخرج عن طاعة الله ورسوله، مثل أن يظن أن بركة السجود لغيره، وتقبيل الأرض عنده، ونحو ذلك يحصل له السعادة، وإن لم يعمل بطاعة الله ورسوله، وكذلك إذا اعتقد أن ذلك الشخص يشفع له، ويدخله الجنة بمجرد محبته، وانتسابه إليه، فهذه الأمور ونحوها مما فيه مخالفة الكتاب والسنة، فهو من أحوال المشركين وأهل البدع باطل لا يجوز اعتقاده ولا اعتماده. كذا في الفتاوى (ج11 ص113)
الإمام أحمد يتبرك والحافظ الذهبي يؤيده

قال عبد الله بن أحمد: رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه يقبّلها، وأحسِب أني رأيته يضعها على عينه، ويغمسها في الماء ويشربه ويستشفي به.ورأيته أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في

حُبّ الماء ثم شرب فيها، ورأيته يشرب من ماء زمزم
يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه.
قلت: أين المتنطّع المنكر على أحمد، وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمّن يلمَس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويمَسّ الحجرة النبوية، فقال: لا أرى بذلك بأساً. أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع. (سير أعلام النبلاء ج11 ص212).
الخلاصة

والحاصل من هذه الآثار والأحاديث هو أن التبرك به صلى الله عليه وسلم وبآثاره وبكل ما هو منسوب إليه سنة مرفوعة وطريقة محمودة مشروعة، ويكفي في إثبات ذلك فعل خيار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وتأييد النبي صلى الله عليه وسلم لذلك بل وأمره مرة وإشارته أخرى إلى فعل ذلك، وبالنصوص التي نقلناها يظهر كذب من زعم أن ذلك ما كان يعتني به ويهتم بفعله أحد من الصحابة إلا ابن عمر وأن ابن عمر ما كان يوافقه على ذلك أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا جهل أو كذب أو تلبيس، فقد كان كثير غيره يفعل ذلك ويهتم به ومنهم الخلفاء الراشدون رضي اله عنهم وأم سلمة وخالد بن الوليد وواثلة بن الأسقع وسلمة بن الأكوع وأنس بن مالك وأم سليم وأسيد بن خضير وسواد بن غزية وسواد بن عمرو وعبد الله بن سلام وأبو موسى وعبد الله بن الزبير وسفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم وسرة خادم أم سلمة ومالك بن سنان وأسماء بنت أبي بكر وأبو محذورة ومالك بن أنس وأشياخه من أهل المدينة كسعيد بن المسيب ويحي بن سعيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق