Disqus for ومضات إيمانية

الاثنين، 26 أغسطس 2013

عزل الدكتور مرسى وصحة ولاية المتغلب

البعض يريدها فتنة لنصرة هواه ورأيه وهو دون أن يدرى يصير سيفا فى يد أعداء الله ومعول هدم ليهدم الدولة ويفتت الجيش ويحول الوطن إلى عصابات مسلحة ويحوله إلى صومال جديد وتكثر"الفتنة" والهرج الذي لا يعرف فيه المقتول فيما قُتل ولا القاتل فيما قَتل ،وتذداد حالة الفوضى العامة والاضطرابات الشعبية، لذلك قالوا :
ستين سنة بسلطان ظالم أو جائر خير من يوم بلا سلطان؛ 

وقالوا أيضا :وسلطان غشوم خير من فتنة تدوم.

 لذلك أردنا أن نبيّن الأمر ونجليه ونقيم الحجة على كل مخرب ومجرم وجاهل يهدم الوطن ويظن لجهله أنه ينصر الدين !

لو افترضنا جدلا أن ما تم فى مصر من عزل للدكتور مرسى قد تم بالسيف والغلبة وتناسينا الملايين التى خرجت لعزله بأعداد لم يسبق لها مثيل فى تاريخ البشريه منذ آدم حتى عصرنا هذا فما هى صحة ولاية المتغلب بالسيف ؟

المتغلب الآن فى مصر 

صحت له الولاية وانطبقت عليه الشروط فقد بايعه أهل الحل والعقد ورضوا به وتعاونوا معه وأهل الحل والعقد فى الدولة الحديثه هى مؤسسات الدوله فقد بايعه العلماء من شيخ الإسلام ومؤسسة الأزهر وبايعه الجيش وبايعته الشرطه وبايعته نقابة الصحفيين والمثقفين والأعلاميين وبايعه كذلك أقباط مصر وكل كنائسها وحفظ شعائر الإسلام والمسلمين وبلادهم وأموالهم 

فإن الإمامة تثبت بإختيار أهل الحل والعقد 

 قال التفتازاني: قال الرازي: الإمامة رئاسة عامة في الدين والدنيا لشخص من الأشخاص، وقال: هو احتراز عن كل الأمة إذا عزلوا الإمام لفسقه، وتابع التفتازاني تفسير قول الرازي قائلاً: وكأنه أراد بكل الأمة أهل الحل والعقد، واعتبر رئاستهم على من عداهم أو على كل من آحاد الأمة. وهنا يحدد التفتازاني أهل الحل والعقد بالعلماء والرؤساء ووجوه الناس،

وأضاف النووي إلى هذا التعريف قوله: الذين يتيسر اجتماعهم

وتثبت بالغلبة والقهر

قال رسول الله صل الله عليه وسلم :

"إنكم سترون بعدي أثرةً وأموراً تنكرونها" قالوا: فماذا تأمرنا يا رسول الله ؟ قال: " أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم" أي حقهم من السمع والطاعة وعدم الخروج عليهم. 

 التغلب
وهي أن يتغلب رجل على الأمر ويتم له التمكين ويستتب له الأمر وتحصل له الشوكة وتخضع له الرقاب فهذا تجب طاعته وتصبح ولايته شرعية لما في ذلك من المصالح العظيمة من ، حقن الدماء ، القضاء على الفتن ، حماية الثغور ، ضبط الأمن بحفظ الأعراض والموال
ومذهب أهل السنة والجماعة أن الإمامة يصح أن تعقد لمن غلب الناس ، وقعد بالقوة على كرسي الحكم ، قال الإمام أحمد في رواية عبدوس بن مالك العطار : ( ومن غلب عليهم بالسيف حتى صار خليفة ، وسمي أمير المؤمنين ، فلا يحلّ لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر ، أن يبيت ولا يراه إمامًا ) (الأحكام السلطانية لأبي يعلى (ص 23)) .


وقال أيضًا في رواية أبي الحارث في الإمام : ( يَخْرُجُ عليه من يطلب الملك فيكون مع هذا قوم ومع هذا قوم ، تكون الجمعة مع من غلب ) . واحتج بأن ابن عمر صلى بأهل المدينة زمن الحرَّة وقال : ( نحن مع من غلب )

(الأحكام السلطانية لأبي يعلى (ص 23))

وهذا مذهب مالك والشافعي رحمهما الله تعالى ، فأما مالك فقد قال يحيى بن يحيى - من أصحاب مالك - حين سئل : البيعة مكروهة ؟ قال : ( لا ) ، قيل له : وإن كانوا أئمة جور ؟ فقال : ( قد بايع ابن عمر لعبد الملك بن مروان وبالسيف أخذ الملك ، أخبرني بذلك مالك عنه أنه كتب إليه ، وأمر له بالسمع والطاعة على كتاب الله وسنة نبيه ) (الاعتصام للشاطبي (2/182)) .


وقال الإمام الشافعي رحمه الله كل من غلب على الخلافة بالسيف حتى يسمى خليفة ويجتمع الناس عليه فهو خليفة) فتاوى الشافعي للبيهقي ( 1/448(( .


قال القلقشندي ( الثالثة أن الإمامة قد ثبتت له بالقهر والاستيلاء فيجئ آخر ويقهره
ويستولي على الأمر فينعزل الأول ويصير الإمام هو الثاني حفظا لنظام الشريعة تنفيذا لأحكامها كما صرح به الرافعي والنووي وغيرها من أئمة أصحابنا الشافعية
( مآثر الإنافة (1/71))

قَالَ أبو الحسن الأشعري : وأجمعوا عَلَى السمع والطاعة لأئمة المسلمين، وعلى أن كل من ولي شيئًا من أمورهم عن رضىً أو غلبة وامتدت طاعته من بَرٍّ وفاجر لا يلزم الخروج عليهم بالسيف جار أو عدل، وعلى أن يغزوا معهم العدو، ويُحج معهم البيت، وتدفع إليهم الصدقات إذا طلبوها ويصلى خلفهم الجمع والأعياد
(في رسالة إلى أهل الثغر (ص296))

قال النووي أما الطريق الثالث فهو القهر والاستيلاء ، فإذا مات الإمام فتصدى للإمامة من جمع شرائطها من غير استخلاف ولا بيعة ، وقهر الناس بشوكته وجنوده ، انعقدت خلافته ، لينتظم شمل المسلمين ، فإن لم يكن جامعًا للشرائط ، بأن كان فاسقًا أو جاهلاً فوجهان أصحهما انعقادها لما ذكرناه وإن كان عاصيًا بفعله )
(روضة الطالبين (10/46))

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فمتى صار قادرًا على سياستهم ، إما بطاعتهم أو بقهره فهو ذو سلطان مطاع إذا أمر بطاعة الله ) (منهاج السنة (1/142)) .

إمامة المتغلب صحيحة وهذا اجماع بشرط ان يكون مسلما ولا يجوز الخروج عليه على الراجح من قولي اهل السنة.
ثبوت البيعة بالقوّة والغلبة والقهر

إذا غلب على النّاس حاكمٌ بالقوّة والسّيف حتّى أذعنوا له واستقرّ له الأمر في الحكم وتمّ له التّمكين، صار المتغلّبُ إمامًا للمسلمين وإن لم يستجمع شروط الإمامة، وأحكامُه نافذةٌ، بل تجب طاعته في المعروف وتحرم منازعته ومعصيته والخروج عليه قولاً واحدًا عند أهل السّنّة، ذلك لأنّ طاعته خيرٌ من الخروج عليه، لِما في ذلك من حقن الدّماء وتسكين الدّهماء، ولِما في الخروج عليه من شقّ عصا المسلمين وإراقة دمائهم، وذهاب أموالهم وتسلُّطِ أعداء الإسلام عليهم، قال الإمام أحمد -رحمه الله-: «ومن خرج على إمامٍ من أئمّة المسلمين وقد كان النّاس اجتمعوا عليه وأقرّوا له بالخلافة بأيّ وجهٍ كان بالرّضا أو الغلبة؛ فقد شقّ هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن مات الخارج مات ميتة جاهليّة، ولا يحلّ قتال السّلطان ولا الخروج عليه لأحدٍ من النّاس، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السّنّة والطّريق»

وقد حكى الإجماع على وجوب طاعة الحاكم المتغلّب الحافظ ابن حجر في «الفتح»، والشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب في «الدّرر السّنيّة»
  ومن الإمامة التي انعقدت بالغلبة والقوّة ولاية عبد الملك بن مروان، حيث تغلّب على النّاس بسيفه واستتبّ له الأمر في الحكم، وصار إمامًا حاكمًا بالغلبة، ومن ذلك ولاية بني أميّة في الأندلس: انعقدت لهم بالاستيلاء والغلبة، مع أنّ الخلافة قائمة في بغداد للعبّاسيّين.
 ((من قويت شوكته وجبت طاعته))

صلى ابن عمر رضي الله تعالى عنهما بأهل المدينة يوم الحرَّة (1) وقال: (نحن مع من غلب) . وقال: (لا أقاتل في الفتنة، وأصلي وراء من غلب) 
 الحرة موضع قريب من المدينة، ووقعة الحرة هذه هي الوقعة التي حصلت بين يزيد بن معاوية وبين أهل المدينة لما خلعوه لما أخذوا عليه من فسق، فبعث إليهم من يردهم إلى الطاعة، وأنظرهم ثلاثة أيام، فلما رجعوا قاتلهم واستباح المدينة ثلاثة أيام ... انظر: ((البداية والنهاية)) (8/ 232).



وقال  محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله:
"الأئمة مجمعون من كل مذهب، على أن من تغلب على بلد أو بلدان له حكم الإمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا" .

صحة ولاية المتغلب بالسيف

 وفي الفقه الإسلامي وأدلته للدكتور وهبة الزحيلي قال: رأي فقهاء المذاهب الأربعة وغيرهم أن الإمامة تنعقد بالتغلب والقهر؛ إذ يصير المتغلب إماماً دون مبايعة أو استخلاف من الإمام السابق، وإنما بالاستيلاء، وقد يكون مع التغلب المبايعة أيضاً فيما بعد
قال الحافظ ابن حجر فِي الفتح (13/7): $وقد أجمع الفقهاء عَلَى وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه لِما فِي ذَلِكَ من حقن الدماء وتسكين الدهماء#.
وَقَالَ ابن قُدامة فِي المغني (9/5): $وجُملة الأمر أن من اتفق المسلمون عَلَى إمامته، وبيعته، ثبتت إمامته ووجبت معونته لِمَا ذكرنا من الحديث والإجماع، وفي معناه من ثبتت إمامته بعهد النَّبِي د أو بعده إمام قبله إليه فإن أبا بكر ثبتت إمامته بإجماع الصحابة عَلَى بيعته، وعمر ثبتت إمامته بعهد أبي بكر إليه، وأجمعَ الصحابة عَلَى قبوله، ولو خرج رجل عَلَى الإمام فقهره وغلب الناس بسيفه حتَّى أقروا له وأذعنوا بطاعته وتابعوه صار إمامًا يَحرم قتاله، والخروج عليه، فإن عبد الملك بن مروان خرج عَلَى ابن الزبير، فقتله واستولى عَلَى البلاد وأهلها حتَّى بايعوه طوعًا وكرهًا، فصار إمامًا يَحرم الخروج عليه، وذلك لِمَا فِي الخروج عليه من شق عصا المسلمين وإراقة دمائهم وذهاب أموالِهم... فمن خرج عَلَى من ثبتت إمامته بأحد هذه الوجوه باغيًا وجب قتاله#. ا
وَقَالَ أبو الحسن الأشعري / فِي رسالة إلى أهل الثغر (ص296): $وأجمعوا عَلَى السمع والطاعة لأئمة المسلمين، وعلى أن كل من ولي شيئًا من أمورهم عن رضىً أو غلبة وامتدت طاعته من بَرٍّ وفاجر لا يلزم الخروج عليهم بالسيف جار أو عدل، وعلى أن يغزوا معهم العدو، ويُحج معهم البيت، وتدفع إليهم الصدقات إذا طلبوها ويصلى خلفهم الجمع والأعياد#. ا

  الإمام أحمد بن حنبل :

(( والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين ، البر والفاجر ، ومَن وَلِيَ الخلافة ، واجتمع الناس عليه ورضوا به ، ومن عَلِيَهم  بالسيف حتى صار خليفة وسُمِّيَ أمير المؤمنين ...

ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين ، وقد كان الناس اجتمعوا عليه ، وأقروا له بالخلافة بأيِّ وجه كان بالرضا أو بالغلبة ؛ فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين ، وخالف الآثار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية .
ولا يحل قتال السلطان ، ولا الخروج عليه لأحد من الناس ، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السُّنّة والطريق )) .


قال ابن قدامة : (( ومن السنة السمع والطاعة لأئمة المسلمين وأمراء المؤمنين ، برهم وفاجرهم ، ما لم يأمروا بمعصية الله ، فإنه لا طاعة لأحد في معصية الله .
ومن ولي الخلافة ، واجتمع عليه الناس ورضوا به ، أو غلبهم بسيفه حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين ، وجبت طاعته ، وحرمت مخالفته ، والخروج عليه ، وشق عصا المسلمين )) . 

قَالَ ابن قُدامة فِي المغني (9/5): وجُملة الأمر أن من اتفق المسلمون عَلَى إمامته، وبيعته، ثبتت إمامته ووجبت معونته لِمَا ذكرنا من الحديث والإجماع، وفي معناه من ثبتت إمامته بعهد النَّبِي صلى الله عليه وسلم أو بعده إمام قبله إليه فإن أبا بكر ثبتت إمامته بإجماع الصحابة عَلَى بيعته، وعمر ثبتت إمامته بعهد أبي بكر إليه، وأجمعَ الصحابة عَلَى قبوله، ولو خرج رجل عَلَى الإمام فقهره وغلب الناس بسيفه حتَّى أقروا له وأذعنوا بطاعته وتابعوه صار إمامًا يَحرم قتاله، والخروج عليه، فإن عبد الملك بن مروان خرج عَلَى ابن الزبير، فقتله واستولى عَلَى البلاد وأهلها حتَّى بايعوه طوعًا وكرهًا، فصار إمامًا يَحرم الخروج عليه،
 أجمع أهل العلم على نفوذ أحكام ولاية المتغلب ، ووجوب السمع والطاعة له في غير معصية الله ، كما دلت عليه النصوص بإطلاقاتها وعموماتها .
 قال ابن بطال : حجة على ترك الخروج على السلطان ولو جار وقد اجمع الفقهاءعلى وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليهلما فى ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء)) فتح البارى 13/7 
 نقل الامام النووى -رحمه الله - الإجماع على ذلك فقال في ((واما الخروج عليهم وقتالهم فحرام باجماع المسلمين وإن كانوافسقة ظالمين وقد تظاهرت الاحاديث على ماذكرته واجمع اهل السنه انه لاينعزل السلطان بالفسق....... )) شرح النووى 12/229 
 وعن القاضي أبو يعلى: وروي عن أحمد ما دل على أنها تثبت بالقهر والغلبة، ولا تفتقر إلى العقد، فقال في رواية عبدوس بن مالك العطار: ومن غلب عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً براً كان أو فاجراً. وقال أيضاً في رواية أبي الحرف في الإمام: يخرج إليه من يطلب الملك فيكون مع هذا قوم ومع هذا قوم، تكون الجمعة مع من غلب، واحتج بأن ابن عمر صلى بأهل المدينة في زمن الحرة وقال: نحن مع من غلب
ما تقدم ذكره هو الذي جرى عليه العمل من القرون الأولى ، فانتقال الحكم من دولة إلى أخرى كان عامته بالتغلب ، ومع ذلك كان أهل العلم يتولون لهم القضاء والولايات، ويرون نفاذ أحكامهم ، ويجاهدون معهم ، ويدينون لهم بالسمع والطاعة ، وينزلون عليهم الأدلة الواردة في ذلك . ومعرفة هذا العمل المتتابع أمر مهم ؛ حتى يعلم أن هذا إجماع عملي منهم على صحة ولاية المتغلب ، فضلا عن المنقول عنهم قولا في ذلك .

هناك 6 تعليقات:

  1. تكملة ما سبق


    ومن هنا كان لفظ الإمام ملازما لمن يحقق مقاصد الإمامة من سياسة الدنيا بالدين وإقامة الواجبات الشرعية والشريعة الإسلامية، ومنه لفظ الإمام المتغلب، فقد كان المتغلبون في عصور السلف مطبقين للشريعة الإسلامية رافعين للواء الجهاد يسوسون الدنيا بالدين، فكان أن مقاصد الإمامة متحققة فيهم وضرورة حفظ الدين متحققة معهم فروعي حفظ النفس على القتال من أجل الأشخاص فأجمعوا على صحة ولاية المتغلب للضرورة .

    لكن لو أن المتغلب خرج على إمام مسلم بغية قمع الشريعة وكبح البرنامج الإسلامي ومظاهرة الكفار عليه كان فعله من أقبح القبائح ولا تجوز ولايته ولا طاعته ولا تسقط ولاية الأول المأسور ومنه قول الإمام الماوردي رحمه الله تعالى : [ ... فأما الحجر فهو أن يستولي عليه من أعوانه من يستبد بتنفيذ الأمور من غير تظاهر بمعصية ولا مجاهرة بمشقة فلا يمنع ذلك من إمامته ولا يقدح في صحة ولايته ولكن يُنظر في أفعال من استولى على أموره فإن كانت جارية على أحكام الدين ومقتضى العدل جاز إقراره عليها تنفيذا لها وإمضاء لأحكامها لئلا يقف من الأمور الدينية ما يعود بفساد على الأمة . ]

    وهنا اشترط الماوردي كما عامة الفقهاء أن طاعة الإمام المتغلب لا تكون لمجرد أنه متغلب بل إن كانت تتحقق فيه مسألة كبرى وهي إقامة الدين بأحكامه وإلا فيضيف الماوردي : [ وإن كانت أفعاله خارجة عن حكم الدين ومقتضى العدل لم يجز إقراره عليها ولزمه أن يستنصر من يقبض ويزيل تغلبه ]

    فكان الشرط الذي تتحقق به الطاعة هي حكمه بالدين لا علمنتها، ثم يضيف في كتابه الأحكام السلطانية : [ وإن أُسر - يعني الإمام الشرعي - بعد أن عقدت له الإمامة فعلى كافة الأمة استنقاذه لما أوجبته الإمامة من نصرته، وهو على إمامته ما كان مرجو الخلاص مأمول الفكاك إما بقتال أو فداء . ]

    والشرط مصداق لقول النبي صلى الله عليه وسلم [ اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عبد حبشي رأسه زبيبة ما أقام فيكم كتاب الله تعالى ] - البخاري - فالطاعة مشروطة بإقامة كتاب الله تعالى وإن انعدم الشرط سقطت الولاية، وهذا الحديث يفهم جمعا مع الأحاديث الناهية عن خلع الإمام بغير كفر ووجوب قتل الإمام الذي ينازع الأول في الولاية ...

    والتقييد تجده في كتب الفقه مبسطا ومنه قول الإمام ابن عابدين رحمه الله تعالى : [وإذا تغلب آخر على المتغلب وقعد مكانه انعزل الأول وصار الثاني إماما وتجب طاعة الإمام عادلا كان أو جائرا إذا لم يخالف الشرع ] - رد المحتار على الدر المختار -

    لكن الأمر مختلف في مصر، فالسيسي عين حكومة علمانية، وجاء انقلابه نصرة للطائفة العلمانية التي تعادي الدين وتزدري الشريعة وتقول بأنها لا تصلح لمكاننا ولا زماننا وأنها أحكام متخلفة من العصور الماضية، ولا يختلف اثنان أن من اعتقد هذا فهو لا يعد من أهل الإسلام جملة وتفصيلا لأنه من المعلوم بالدين بالضرورة، وإن كانت نية السيسي إجهاض حكم الإخوان لأنهم يقولون بالشريعة وتطبيقها تدريجا فهذا أيضا ناقض من نواقض الإيمان، وكفى بها طامة بأن يصرح إيهود باراك بوجوب دعم السيسي والليبراليين أمثال البرادعي وأن الانقلاب في نظره جاء لأن مرسي أراد الحكم بالشريعة !

    وفي كلتا الحالتين لا يكون وصف الإمام المتغلب الذي تجب طاعته متحققا في الفريق السيسي، وأفعاله دالة على إرادة ترسيخ العلمانية في البلاد، وهذا ما يسقط مقصود الإمامة جملة وتفصيلا .

    وإلا فحدثوني هل هذه مبشرات تطمئنون إليها :

    1- الخروج على إمام شرعي بعزله مقابل اغتصابه للسلطة .

    2- التنسيق مع الغرب والعصابة العلمانية للتمهيد للانقلاب العسكري .

    4- تعيين حكومة علمانية ليبرالية واستبعاد حتى حزب النور المشارك في الانقلاب !

    5- الإسهام في حصار أهل غزة عبر إغلاق المعبر .

    6- التضييق على الدعوة عبر منع الدعاة وإغلاق القنوات الإسلامية .

    7- حصار المساجد وانتهاك حرماتها والتهاون في حمايتها .

    8- قتل الأنفس المؤمنة المحرمة شرعا .

    9- اعتقال عدد من أهل الفضل وتلفيق التهم إليهم .

    10- حصوله على دعم الحكومات الغربية وتأييد الكيان الصهيوني.

    لهذا فأرجوا ممن يكرر على المسامع مسألة الإمام المتغلب أن يتحرى هذا المسلك الدقيق .
    لعنة الله على السيسي وعلى من فوض السيسي وعلى من دعم السيسي وعلى من برر للسيسي ما فعله ويفعله ألا لعنة الله على الفاسدين

    ردحذف
  2. اتفق اهل السنة على انعقاد الإمامة للمتغلب إذا كان الخروج عليه يفضي إلى المفسدة وإراقة الدماء .

    وقد نقل ابن حجر رحمة الله عليه الإجماع على ذالك فقال :

    ( أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء ). فتح الباري - ابن حجر - (13 / 7)

    ولكن المتغلب الذي اتفقوا على انعقاد الإمامة له هو من كان جامعا لشروط الإمامة ..ولهذا قال النووي :

    (فإذا مات الإمام فتصدى للإمامة من جمع شرائطها من غير استخلاف ولا بيعة وقهر الناس بشوكته وجنوده انعقدت خلافته لينتظم شمل المسلمين فإن لم يكن جامعا للشرائط بأن كان فاسقا أو جاهلا فوجهان أصحهما انعقادها لما ذكرناه وإن كان عاصيا بفعله..) روضة الطالبين (10/ 46).

    وإذا كان النووي قد ترجح عنده انعقاد الإمامة للمتغلب الذي لا تتوفر فيه شروط الإمامة ,ففي صدر كلامه تصريح بأن أهل العلم اختلفوا في انعقاد الإمامة له .

    وبهذا يكون هناك شرطان لاتفاق العلماء على انعقاد البيعة للمتغلب :

    الأول : خشية الفتنة في الخروج عليه .
    الثاني : كونه جامعا لشروط الإمامة .

    وقد بَيَّن الغزالي العلة التي جعلت العلماء يقولون بمشروعية انعقاد الإمامة للمتغلب إذا خشيت الفتنة في الخروج عليه فقال : ( فمن يتصدى للإمامة ، وكان في صرفه إثارة فتنة لا تطاق حكمنا بانعقاد إمامته ، لأننا بين أن نحرِّك فتنة بالاستبدال ، فما يلقى المسلمون منه من الضرر يزيد على ما يفوتهم من نقصان هذه الشروط التي أثبتت المزية المصلحة ، فلا يهدم أصل المصلحة شغفًا بمزاياها كالذي يبني قصرًا ويهدم مصرًا ، وبين أن نحكم بخلو البلاد من الإمام وبفساد الأقضية وذلك محال ، ونحن نقضي بنفوذ قضاء أهل البغي في بلادهم لمسيس حاجتهم ، فكيف لا نقضي بصحة الإمامة عند الحاجة والضرورة ؟ ) إحياء علوم الدين (2/233) .

    ولعل هذه هي العلة نفسها التي منع من أجلها الشرع الخروج على الإمام الجامع لشروط الإمامة إذا ظلم الرعية في بعض الأمور كما في قوله صلى الله عليه وسلم :«تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع».

    ومسألة انعقاد البيعة اللإمام المتغلب الذي توفرت فيه شروط الإمامة ليست هي مسألة الطاعة للإمام الجائر .

    فالمسألة الأولى تبحث في توفر شرط من شروط الإمامة هو البيعة واختيار اهل الحل والعقد .

    والثانية تبحث في شرط آخر هو العدل والقيام بمصالح الرعية .

    ولا تلازم بين الشرطين فقد يكون الإمام مبايعا من طرف أهل الحل والعقد ثم يجور ويظلم الرعية ..

    وقد يكون إماما بالغلبة لكنه عادل وقائم بشؤون الرعية .

    وبهذا يتبين أن من استدل على عدم انعقاد البيعة للمتغلب بخروج الإمام الحسين رضي الله عنه على يزيد وخروج ابن الزبير رضي الله عنه على عبد الملك بن مروان ..فاستدلاله غير سديد لأن سبب الخروج على هؤلاء كان في الاساس بسبب ظلمهم وجورهم.

    وأصح قولي أهل العلم هو القول بمشروعية الخروج على الإمام إذا كان في بقائه مفسدة عظيمة على الرعية ,وأما إذا كان الخروج عليه يؤدي إلى مفسدة أعظم فهو غير مشروع ..

    لأن الخروج عليه لرفع ظلمه من باب إزالة المنكر , والمنكر لا يشرع تغييره , إذا كان رفعه يؤدي إلى ضرر أكبر .

    فالقاعدة الشرعية تقتضي تحمل الضرر الأصغر تفاديا للضرر الأكبر.

    ولهذا قال الجويني في كتاب "الغياثي" :

    ( فأمّا إذا تواصل منه العصيان, وفشا منه العدوان, وظهر الفساد, وزال السّداد, وتعطّلت الحقوق, وارتفعت الصّيانة, ووضحت الخيانة؛ فلا بدّ من استدراك هذا الأمر المتفاقم, فإن أمكن كفّ يده وتولية غيره بالصّفات المعتبرة, فالبدار البدار, وإن لم يكن ذلك لاستظهاره بالشّوكة إلا بإراقة الدّماء, ومصادمة الأهوال؛ فالوجه أن يقاس ما النّاس مدفوعون إليه ومبتلون به بما يفرض وقوعه, فإن كان النّاجز الواقع أكثر مما يتوقع؛ فيجب احتمال المتوقّع, وإلا فلا يسوغ التّشاغل بالدّفع, بل يتعيّن الصّبر والابتهال إلى الله تعالى)اهـ.

    ردحذف
  3. الانقلاب وفقه المتغلب (منقول)
    د. عادل رفوش

    هوية بريس - الخميس 22 غشت 2013م

    لست غافلاً عن مضايقِ النظر في السياسة الشرعية المعاصرة، والتقاطعات المتناحرة مع السياسة الديمقراطية، بل والتحدي الكبير أمام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضوابطه شرعاً، وبإكراهاته واقعاً بين مجتمعاتٍ انخفض فيها الوازع الديني عملاً، -وإن كان قويا تعاطفاً، وخاصة عند الجدب وركوب أمواجِ المحن؛ ترى ذلك جليا في مستشفيات مجتمعاتنا المسلمة وفي مقابرها، وعند عزاءاتها المنكسرة لجلال الله إيماناً بقضائه وقدره خيره وشره حلوه ومره من الله تعالى-..

    وكما انخفضت الرغبة في تشخيص واقعيةِ الشريعةِ وجعْلِهَا دَأَباً في حياة الناس عقيدة وسلوكاً، لأسباب أكبرتِ الوضعَ عبر السنين، فكذلك انخفضت المعرفة الأصيلة بماهية الشريعة ولو في أدنى تصوراتها البعيدة عن تحريف العلمانيين وعن تشكيلها في خلافات المذاهب..

    وبعيداً عن تراقيع مُهَجَّنَةً تهاب هجمة الناسِ وتغفل عن "نعم المولى ونعم النصير"، وعن "فإن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين"، وعن "فإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المومنين والملائكة بعد ذلك ظهير"..

    هذا التدني العام في تصور الشريعة وطرق تكييفها في حياة الناس لا يشك عاقل في أنه ملقٍ بظلاله، -ظلالٌ محرقةٌ ذات شعبٍ ذات لهبٍ فكريٍّ لا ظليلٍ ولا مخايله بوارفةٍ،- على كثيرٍ من الأنفس والعوالم، ولا يجوز التغافل عنه وعن أزواجه من مفاتيح الأزمات التي قد تساعد في تفسير كثير من المعضلات؛ تقريباً بين الأفهام وتحقيقاً لرحمانية الله "التي وسعت كل شيء" في أن جعل "لكلّ قومٍ هادٍ"..

    وغيرَ بعيدٍ عن شجرة الفقه في شاطئ المصالح الأيمن، من واد الاجتهاد غير المقدس في بقعة الشريعة المباركة الشاسعة..

    أَيْ يا عبادَ الله اخلعوا نعال التجاذب وأمسكوا بعصا الطاعةِ لله وحده، تهشون بها الشبهات وزاهقَ الباطلِ؛ دون أن تكون لكم فيها مآرب أخرى، ظهرت لغيركم أو تختانون بها أنفسكم، إلى درجة أن تُسَكَّرَ الأبصار فتجادلون عن الذين يختانون أنفسهم أكثر منكم "هأنتم جدلتم عنهم في الحيوة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أَمَّن يكون عليهم وكيلاً".

    أو إلى درجة توقعون الضرائر بأنفسكم وتستسلمون للمُضِرّينَ بكم، ثم تقولون: "فقه الضرورات" وأَيُّ ضرورةٍ هذه وهي في حيز إمكانِ الرفعِ أو الدفعِ، وأي ضرورة هذه التي لم تنل شرف الصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى "لعلكم تفلحون"؟!

    وأي ضرورة هذه "ولما يعلم الله الذين صدقوا"؟

    وأي ضرورة هذه وأنت مازلت في أول بوادر الألم في ذات الإله لتكون من الراجين: "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله غفوراً رحيماً".

    وأَيُّ ضرورة تلك وأرضُ البدائل واسعة ومساحة المدافعة شاسعة "ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها" -وقد كان فيهم مستضعفون تنتابهم الضرورات- أليست المدافعة أذىً هَوَّنَهُ الرحيمُ الودود بقوله: "لن يضروكم إلا أذى وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور"، وجعل في لأوائه حفظ الصوامع والبِيَعِ والصلواتِ من الانهدام..

    فليس كل أذى ضرورة، وليس كل مدافعة فتنة، وليس كل حالٍ مكروهةٍ يتخيل في مآلها المُكْفَهِرُّ الأسوأُ "عسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا"، بل قد يفرضُ الشاقُّ شرعاً "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم" فتجاوز به حدّ الخيرية له في نفسه إلى الخيرية لأنفسنا ونحن لا نشعر..

    والأنفسُ هنا أبعد وأبلغ من أن تقصر على من يعايش الحدث وإنما نفس الأمة ذات الجسد الواحد "فإذا دخلتم بيوتاً غير مسكونةٍ فسلموا على أنفسكم"؛ فقد نتحمل الأذى الضنكَ في جيلٍ لترتاح أجيال؛ فتكون عين التهلكة جزءًا نجاةً كُلاَّ، وعينُ المفسدةِ سَنَةً مصلحَةَ الدهر والحِقَب: "قال أَخَرَّقْتَهَا لِيَغْرِقَ أَهْلَهَا"؟

    "فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا"

    وشواهد ذلك في حياة الصابرين بعدد رمل عالج وأضْوَأ من مصابيح السماءِ وأزين.

    أي يا عبادَ الله: الحاكم في أصل الشرع:

    ولي بايع له أهل الحل والعقد فتابعتهم الأمة، على تفاصيل معروفة في الأوصاف والشورى وصيغة البيعة.. الخ

    المهم أن الرضى شرط، ولا يؤمُّ قوما وهم له كارهون، (ولا أريد التطويلَ بنقولٍ فهي باديةُ المظان)..

    ردحذف
  4. تكملة المقال السابق
    الانقلاب وفقه المتغلب (منقول)
    د. عادل رفوش
    هوية بريس - الخميس 22 غشت 2013م
    ولما كانت النزاعات واردة في أقل العقود شأناً في الدراهم والأواقي؛ كان النزاع في عقد الإمامة بأنواعها، وسياسة الناس أكثر احتمالاً؛ لشساعة الرداء ولصعوبة التعميم بالإرضاء، فجاءت الشريعة بفقه"الغلبة" إمعانا في الرحمانية والرحيمية بالناس كافة، ولكن بين المرتبتين -أعنى "الرضى والغلبة"-.
    نصت الشريعة بقطع المتواترات على تحريم الخروج، والنهي عن الأخذ بالظنة أو التحامل لفئوية المصالح أو التعلل بتقصيره في نفسه، وجعلت لأقاصي ذلك حد البواح؛ قطعاً للطريق عن العبث في العصب، فجعلت الباب أعقد من الربا في الاقتصاد لا يقبل في عُمَدِ المال "إلا هاءَ وهاء يدا بيد"..
    بل استحلت دمَ المنازع مع أنه لا يخلو من متابع كائنا من كان؛ طلبا للقرار والوقار، وحتى لا يصابَ الناس في طُعمَةِ الجوع ولا في مأمنِ الخوف، ورحمة بالجماعة من عذاب الافتراق ، والإعجاب بالرأي والقبيل..
    ولم تأذن في جعل كل ظالم خارج غالباً إلا بعد مغالبة، لأن الظالم طاغ ولو تصوّر وجودهم في ملكوت الإلهية!!"لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا سبحانه"؛ فلا يحجز الظالم إلا الأخذ على يده، أو أن يسلم له الاستضعاف.
    أما والدلاء سجال، تَنالُ وتُنالُ، فليس إلا مقارعة المدافعة استنصارا للسلام بالحق؛ إذا أيها الناظر: "الحاكم المتغلب" في الشريعة ضرورة لا يجوز إيقاعها بالنفس عند إمكان دفعها دون تهويل أو تهوين؛ "فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم"، "غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه واتقوا الله".
    ولا يجوز التجاوز إذعاناً إلى مسغبة الكرهِ دون المدافعة عن أصل مَقْرُبَةِ الرضى، ولا يصح الهرع إلى المستثنيات ولما يستفرغ الوسع في الحفاظ على الأصول، ولا مجال هنا لادعاء الاستبصار في رؤية المآلات قبل إدبار الفتن؛ فإن سلمت كنت حكيم الأمة، وإن ابتليت قلت: ألم أقل لكم! وإن ظفر الحق قلت ألم أكن معكم!!
    أما نحن فنعتقد الجزم لمصير من إليه تصير الأمور، ونقول ما قال الرجل الصالح: "فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله"، وما أمره إلا دعوته ولا موعده إلا الآخرة، وما عدا ذلك ما قال إمامنا مالك: "إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين"..
    وإنها -والله شهيد- لمدلهماتٌ، ولكن الحديثَ عن كلمة حق تَكْلؤ الكوزَ أن لا يصيرَ "مجَخِّياً لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا" خير من توريع بارد أو اعتزال شارد أو وسط بائد..
    ليس ضروريا أن نكون بين خيارين نزاريين "إني خيرتُكِ فاختاري"، أن نستسلم أو الدماء!
    الواقع الدنيوي بالمجاهدة سيفرض اختيارات أخرى تبقي على المصالح وتهدي بإذن الله وسنجد أن في الحياة الدنيا على الأعراف رجال لن يروا معك النعيم بادي الرأي ولكن قد لا يستمرؤون تلقاء أصحاب الهاوية؛ وهذا القدر كافٍ في سياسةِ الدولةِ تحقيقا للعدل، ثم تحسن الدعوةُ طريق البر للأنام ..

    ردحذف
  5. تكملة المقال السابق
    الانقلاب وفقه المتغلب (منقول)
    د. عادل رفوش
    هوية بريس - الخميس 22 غشت 2013م
    لماذا لا نجعل الظلمة يفكرون في العدل؟!
    لماذا لا نغالب المفسدين حتى يعزموا على الإصلاح؟!
    إنَّ عَجَلتنا في تقدير المصالح والمفاسد؛ كثيراً ما تجعلنا في حَيِّزِ من يخافون "عيلةً" وقد فَنَّدهم الله بقوله: "فسوف يغنيهم الله من فضله"، ودونك أمثالَ أرضِ الكنانة -وقد صارت من أيام الله التي يُذَكَّرُ بها، حتى رأينا فيها انبعاثَ من يَهْبِطُها شهوةً في "بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها" يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير-؛ أن تجد في حادثة انقلاب مصر "30يونيو" من يسوي بين "خَلْعِ مبارك" و"الثورة القدرية" عليهِ أَخْذَ عزيزٍ مقتدر، وبين "الخروج على مرسي" و"فئة اللاغين عليه ولم يُسَمِّ بعدُ "لعلهم يغلبون"!
    كالذي يسوي بين مدتيهما: "تجريب سنة بصورة حكم"، وبين "خلود ثلاثين سنة فرعونية دكتاتورية"!
    ناهيك عن الصوت النشاز بتفضيل حسني!!
    يُخَلِّدونَ قولةَ هتلر: "اكذب اكذب حتى يصدقك الناس" فيصير الكذب حقيقة فلا يخترق!
    أي ميزان هذا؟؟
    وأي كذب على الشريعة؟
    وكيف سيلقى الله مثل: "خالد الجندي الأزهري" مواطئا "لعمرو أديب المذيع" في ليلة القدر!!! تغلي قدور حناجرهم بالسوء.
    وكمُلَ المشهد حين اتصل "رئيس الانقلابيين الصوري المؤقت" بأهله وعشيرته!!! فكان حسب المذيع المِهْيافِ والأزهري المتلاف أنه من بركات استجابةِ دعائهم في ليلة القدر!!!!
    ثم بعدها شاء الله بُكْرَةً أن شهد شاهد من أهل أمريكا -ولي أن الانقلاب انقلاب كما أن البطة بطة، فَنَكَّتَ وبَكَّتَ حتى خرج المسلماني صاحب الجمهورية الثانية عن عقله المصطنع في طبعته الأولى!!!!!
    كيف إذا ستقدرون المتغلب في زماننا يا ألسنَ العدل وأنتم لم تحددوا أين الغلبة وعند من القوة والمقاليد ومن الغالبُ والمتغالبُ والمُغَلِّبُ؟!
    وإذا كان الأمر محيرا فالوقوف مع الأصل أصل، وأن الحقائق عندنا عقائد لا تزلزل وإن خفيت مآلات حكمها، فنحن عبيدُ "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"، موقنون بـ: "له مقاليد السموات والأرض"، مؤمنون بقوله: "فوجد الله عنده فوفاه حسابه".
    أَيْ يا عباد الله؛ إن شريعة الكبير المتعال بناءٌ واحدٌ؛ أذن الله لإبراهيم الخليل وولده إسماعيل برفع قواعد بيته المُحَرَّم ولم يأت ذكر السقف في البيان الكريم؛ تلميحا -والله أعلم بمراده- إلى سموقِ هذا البيت وسُمُوِّ شريعته، وبساقة نخيل الفهم فيه؛ بحيث يمكن البناء على قواعده إلى يوم تبلى السرائر، ما دام المُوَلِّي وجهه شطره ليضع لبنةً أو ما قاربها؛ ويضع ما صنع على عين الرحمن: "ولتصنع على عيني"، ولنفسه سبحانه: "واصطنعتك لنفسي"، ويُقرِّبُهَا لِتَقَرَّ في يده تعالى وكلتا يدي ربكم يمين..
    ولا هَمَّ له حينئذٍ إلا أن يُشَدَّ أزره للصدع بما يؤمر "كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنك كنت بنا بصيراً"..

    ردحذف
  6. أيها المدعو أبورقية
    لقد حذفت تعليقاتك البذيئة التى لا تدل على أنك دارس للعلم ولا طالبا له فلابد للعلم من تربية وأدب وتواضع وأنت للآسف تفتقد كل هذا
    ولقد قال سيدنا عيسى علي نبينا وعليه افضل الصلاة واتم التسليم : داويتُ المرضى فشفيتهم بإذن الله ، وأبرأتُ الأكمه والأبرص بإذن الله ، وعالجتُ الموتى فأحييتهم بإذن الله ، وعالجتُ الأحمق فلم أقدر على إصلاحه ، فقيل :
    يا روح الله وما الأحمق ؟!.. قال : المُعجَب برأيه ونفسه ، الذي يرى الفضل كلّه له لا عليه ، ويوجب الحق كلّه لنفسه ولا يوجب عليها حقّاً ، فذلك الأحمق الذي لا حيلة في مداواته ،


    كل ما ذكرته من شروط الإمامة هل تنطبق على الدكتور مرسى ؟
    لقد أمر حماس أن توقع على هدنة ووافقت على تسمية المقاومة المشروعة بالأعمال العدائية ولم تطلق حتى ألعاب نارية ضد إسرائيل وضمن أمن إسرائيل وتعهد به كما يتعهد القرضاوى لأمريكا بأمن إسرائيل الآن
    هل أقام الدين وهو الذى أباح التعامل بالقروض الربوية
    والصكوك الإسلامية التى قالت هيئة العلماء أنها تخالف الشريعة
    الدكتور مرسى منح الملاهى الليلية ومحلات الخمور وأندية القمار رخصة أمتدت لثلاث سنوات بعد أن كانت مدة الرخصة عامان فقط
    باع الخمور فى مذاد علنى حينما عجز أصحاب الخمور عن دفع الضريبة وحصل أموال الخمور
    ماذا أضاف مرسى للشريعة ؟ لا شئ غير شعارات حنجورية جوفاء ينخدع بها السطحيين من الناس
    أما حصار غزة
    فإن غزة لها أكثر من معبر وليس معبر رفح ومع ذلك المعبر مفتوح لكنهم يريدون المتاجرة بالأنفاق ولقد أصبحوا الآن مليونيرات وتنعموا وتركوا الجهاد ضد إسرائيل وبدأوا فى الجهاد ضد المسلمين فى مصر من أجل الضرائب التى يحصلون عليها من الأنفاق ومن سرقة السيارات المصرية
    للآسف لقد أثبتت الأيام أنكم أحاب شعارات فقط وأنكم مجموعة من العملاء تحاولون تدمير الأوطان والجيوش الإسلامية لصالح أمريكا هذا ما فعلتموه فى ليبيا وما تفعلونه الآن فى سوريا وما كنتم تنون فعله فى مصر وسقطتم وسقطت اطماعم يا خوارج هذا العصر

    ردحذف