Disqus for ومضات إيمانية

الأحد، 19 مايو 2013

صوفيات من كتاب الإجابات


من كتاب الإجابات لسعيد حوى
الباب الثالث
صوفيات وفقهيات
مقدمة الباب الثالث:
لقد دعوت إلى دراسة العقائد الإسلامية والفقه والتصوف وأصول الفقه على مذاهب أهل السنة والجماعة كدراسات اختصاص في علوم انبثقت عن الكتاب والسنة وفرضتها المسيرة العلمية للأمة الإسلامية. ودعوتي لدراسة هذه العلوم لا أعني بالضرورة التسليم بكل ما كتب فيها ولا أعني بالضرورة تزكية لكل كلمة في كتبها بل نبهت في أكثر من مكان من كتبي إلى أن كتب المتأخرين فيها شيء من دخن وطالبت أبناء الحركة الإسلامية المعاصرة ممن اجتمع لهم وعي وعلم وتخصص أن يكتبوا في هذه العلوم لينقوها وينقحوها ويقدّموها للناس غضّة طريّة. ولما كان أخطر العلوم علم التصوّف فقد كتبت فيه كتاب (تربيتنا الروحية) وسأصدر كتابين آخرين كل ذلك لشعوري أن هذا العلم قد داخله ما داخله، وحاولت أن أحرر هذا العلم، وظني أن من قرأ كتبنا لا يجد عليها مأخذاً ينكره أهل العلم. ولقد تهجم عليّ ناس بسبب دعوتي لدراسة هذه العلوم، أو بسبب دلالتي على كتب فيها يمكن الرجوع إليها، أو بسبب كلامي في موضوعات لغيري كلام فيها، فتهجم عليّ وكأنني أنا القائل بذلك الكلام، ومن دقق في عباراتي وجد أنها متسقة مع كلام أهل العلم ومع ما استقر عليه ضمير الأمة الإسلامية، وهذه وقفات عند بعض الاعتراضات.

س12- يحاول بعضهم أن يعتبر الصوفية بإطلاق فرقة من فرق الضلالة كالخوارج والمعتزلة والمرجئة فما الموقف من ذلك؟
ج12- أقول: إن التصوف أنواع، والحكم على التصوف حكم على شيوخه وأفكارهم، فهناك من شيوخ التصوف من هو من أكابر أهل السنة والجماعة كالجنيد والقشيري والشيخ عبد القادر الجيلاني الذي يقول عنه ابن تيمية رحمه الله: إن كراماته منقولة تواتراً، فحيثما وجد الصوفي الذي يتبنى في العقائد مذهب أهل السنة والجماعة ويلزم نفسه بفقههم فهذا من أكابر أهل السنة والجماعة، وإذا تأملت حال علماء الأمة الإسلامية منذ قرون فإنك تجدهم كذلك أو تتلمذوا على من كان كذلك، فإذا استثنيت هؤلاء وأدخلتهم في أهل السنة والجماعة فإنك تستطيع أن تقول: إنه وجد عند بعض الصوفية غلو وانحراف تجعل بعضهم يدخل في الفرق الهالكة، بل إن بعض الصوفية يقول كما نقل ذلك الشيخ أحمد الزروق في كتابه قواعد التصوف: احذر هذا الطريق فإن أكثر الخوارج منه، وإنما هو طريق الهلك أو الملك، فمن حقّق علمه وعمله وحاله فقد نال عز الأبد وإلا فقد هلك مع من هلك. إن هناك بعض الصوفية وصلوا إلى سقوط التكليف فاستباحوا المحرمات وتركوا العبادات، وبإجماع أهل الحق من الصوفية وغيرهم إن هؤلاء كفرة، فهذه فرقة صوفية تستطيع أن تسميها (الإباحية) وهي فرقة هالكة. وبعض الصوفية قالوا بوحدة الوجود بمعنى أن الخلق جزء من الخالق وهذا كفر بنص القرآن: {وجعلوا له من عباده جزءاً إنّ الإنسان لكفور مبين} [الزخرف: 15] فهذه فرقة كافرة بإجماع أهل الحق وقد أشرت إلى مثل هذا في كتابنا (تربيتنا الروحية) وإذن فهناك من انتسب إلى التصوف وتستطيع أن تصنفه في الفرق الهالكة، ولكن أهل الحق منهم هم من كبار الفرقة الناجية بفضل الله. والخلاصة أن من التزم من الصوفية بالكتاب والسنة وبعقائد أهل السنة والجماعة ومذاهبهم الفقهية وفتاوى الأئمة فأمثال هؤلاء هداة مهديون عند أهل التحقيق والإنصاف من أهل العلم، أمّا القائلون بسقوط التكليف أو القائلون بوحدة الوجود أو الذين يأتون ناقضاً من نواقض الشهادتين أو الذين يفعلون مالا يجيزه أهل الفتوى فكل من هؤلاء له حكمه الخاص به، والثلاثة الأولون يعتبرون من الفرق الخارجة الهالكة، أمّا الآخرون فأهل بدعة، ولم يزل العلماء يفرّون من التسرع بالتكفير والتضليل، ومتى رأيت إنساناً يهجم على التكفير والتضليل دون ضوابط فاعلم أنه داخل في دائرة الغلو.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق