Disqus for ومضات إيمانية

الأحد، 19 مايو 2013

أدلة تأويل السلف الصالح للنصوص التى توحى بمشابهة الله لمخلوقاته


أدلة المؤولة:

قال المؤولة: إليكم أدلتنا على أن السلف الصالح أوّلوا النصوص التي توحي بمشابهة الله لمخلوقاته، وصرفوها لمعان أخرى تجيزها اللغة العربية، لتتأكدوا أننا نحن أهل السنة والجماعة، وأننا نحن على منهج السلف الصالح: 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله عز وجل يقول ، يوم القيامة : يا ابن آدم ! مرضت فلم تعدني . قال : يا رب ! كيف أعودك ؟ وأنت رب العالمين . قال : أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده . أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ يا ابن آدم ! استطعمتك فلم تطعمني . قال : يا رب ! وكيف أطعمك ؟ وأنت رب العالمين . قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟ يا ابن آدم ! استسقيتك فلم تسقني . قال : يا رب ! كيف أسقيك ؟ وأنت رب العالمين . قال : استسقاك عبدي فلان فلم تسقه . أما أنك لو سقيته وجدت ذلك عندي (صحيح مسلم)

فهذا حديث قدسي يعلمنا فيه نبينا صلى الله عليه وسلم بنفسه التأويل، فالله تعالى عن أن يجوع أو يعطش أو يمرض، والعبد عرف فوراً أن هذه أمور غير جائزة على الله، لأن الله تعالى ليس كمثله شيء، فقال مندهشا كيف أطعمك؟ كيف أسقيك؟ كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ فعلمه ربنا تبارك وتعالى التأويل، وصرف اللفظ عن ظاهره المستحيل على الله تعالى إلى المجاز...

وإليكم أيضا هذه النقول:

تأويل ابن عباس رضى الله عنهما:
1- أوّل ابن عباس قوله تعالى (يوم يُكشف عن ساق) سورة القلم <42>
فقال يكشف عن شِدَّة .. فأَوَّلَ الساق وفسرها بالشدة
ذكر ذلك عنه الحافظ ابن حجر العسقلانى في فتح الباري بشرح صحيح البخاري (13/428)
والحافظ ابن جرير الطبري في تفسيره (29/38) حيث قال في صدر كلامه على هذه الآية
"
قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل :
 "يبدو عن أمر شديد".
2- أوّل النسيان الوارد في قوله تعالى (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا) سورة الأعراف <51>
بأنه التَّرْك .. كما قال الطبري "أي ففي هذا اليوم وذلك يوم القيامة ننساهم - يقول نتركهم في العذاب"
وهو تأويل صريح من ابن جرير للنسيان بأنه الترك.. وهو صرف لمعنى هذا اللفظ عن ظاهره إلى معنى مجازى
ونقل ابن جرير هذا التأويل الصارف عن الظاهر ورواه بأسانيده عن ابن عباس ومجاهد وغيرهم .تفسير الطبري (8/201)

3- أوّل قوله تعالى (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) سورة الذاريات <47>
قال ابن عباس بنيناها بقوة .. كما في تفسير الطبري (27/7)
كما نقل ابن جرير أيضا في تفسيره تأويل لفظة "أيد" عن جماعة من أئمة السلف منهم : مجاهد وقتادة ومنصور وابن زيد وسفيان
تأويل الإمام أحمد بن حنبل:
1- روى الحافظ البيهقي في كتابه مناقب أحمد وهو كتاب مخطوط  نقل عنه ابن كثير في البداية والنهاية
فقال " روى البيهقى عن الحاكم عن أبى عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأوَّل قول الله تعالى (وجاء ربك) أنه : جاء ثوابه .. ثم قال البيهقى وهذا إسناد لا غبار عليه "
انتهى كلام ابن كثير من غير انتقاد للرواية . نقله في البداية والنهاية (10/327)
2- قال الحافظ ابن كثير أيضا في البداية والنهاية (10/327)
"
ومن طريق أبى الحسن الميموني عن أحمد بن حنبل أنه أجاب الجهمية حين احتجوا عليه بقوله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون) قال: يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدَث .. وعن حنبل عن أحمد أنه قال : يحتمل أن يكون ذكر آخر غير القرآن" .
وجه التأويل هنا أن ظاهر اللفظ  يفيد أن القرآن مخلوق حيث عبر عن الذكر بأنه محدث، فصرف الإمام اللفظ عن الظاهر بقرينة عقلية هي التنزيه ونفى التشبيه .. حيث أن القرآن كلام الله وكلام الله ليس بمخلوق لأن كلامه لا يشبه كلام خلقه.
 
تأويل الإمام سفيان الثوري:

ذكر الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة سيد الحفاظ في زمانه الإمام سفيان الثوري (7/274)
أن معداناً سأله عن قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم) فقال : علمه معكم
تأويل الإمام عبد الله بن المبارك:
قال الإمام البخاري : حدثنا محمد عن عبد الله عن محمد بن بشار عن قتادة عن صفوان بن محرز عن ابن عمر قال : بينما أنا أمشى معه إذ جاء رجل فقال يا ابن عمر .. كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر في النجوى ؟ - قال سمعته يقول : يدنو من ربه حتى يضع عليه كنفه ........ثم قال البخاري قال ابن المبارك: (كنفه يعنى ستره) (باب خلق أفعال العباد ص 61)
وأيَّد كلامه الحافظ ابن حجر في فتح الباري عند شرح هذا الحديث


أدلة المفوضة:

قال المفوضة ، بل نحن المتبعون للسلف الصالح، فانظروا إليهم كيف كانوا يفوضون، ويقولون لا نفسر ولا نتكلم في المعاني:

جاء في شرح جوهرة التوحيد للباجوري: 
- سئل الإمام الأوزاعي عن تفسير قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}
فقال: الرحمن على العرش استوى كما قال، وإني لأراك ضالاً. وقد عقب ابن الصلاح على هذا بقوله: على هذه الطريقة مضى صدر هذه الأمة وساداتها، وإياها اختار الأئمة الفقهاء وقادتها، وإليها دعا أئمة الحديث وأعلامه، ولا أحد من المتكلمين من أصحابنا يصدف عنها ويأباها.
- وقد سئل الإمام أحمد رضي الله عنه عن الاستواء، فقال: استوى كما أخبر، لا كما يخطر للبشر.
- ولما سئل الشافعي قال: آمنت بلا تشبيه، وصدقت بلا تمثيل، واتهمت نفسي عن الإدراك، وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك.
- وقال الترمذي عند حديث (إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه): وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبهه: يؤمن به ولا يتوهم، ولا يقال كيف؟ هكذا روي عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة. (الترمذي 3/24)
- ونقل الشهرستاني أن الأئمة: مالكاً والشافعي وأحمد لم يتعرضوا للتأويل واحترزوا عن التشبيه أيما احتراز، حتى قالوا: من حرك يده عند قراءة قوله تعالى: {لما خلقت بيدي}، أو أشار بإصبعه عند رواية: (قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن) وجب قطع إصبعه. (الملل والنحل 1/172)
- وقد قال الإمام النووي بعد أن ذكر حديث النزول.... وفي هذا الحديث وشبهه من أحاديث الصفات وآياتها مذهبان، أحدهما: تأويله على ما يليق بصفات الله تعالى، وتنزيهه عن الانتقال وسائر صفات المحدث، وهذا هو الأشهر عن المتكلمين. وثانيهما: الإمساك عن تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله سبحانه عن صفات المحدث لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} وهذا هو مذهب السلف وجماعة من المتكلمين، وحاصله أن يقال: لا نعلم المراد بهذا، ولكن نؤمن به مع اعتقاد أن ظاهره غير مراد، وله معنى يليق بالله تعالى. (شرح صحيح مسلم 6/29)

وفي لمع الاعتقاد لابن قدامة المقدسي:
- قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه: (آمنت بالله وبما جاء عن الله ، على مراد الله ، وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله).

- قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم:  (إن الله ينزل الى سماء الدنيا) و (إن الله يُرى في القيامة) وما أشبه هذه الأحاديث: (نؤمن بها ، ونصدق بها ، لا كيف ، ولا معنى ، ولا نرد شيئا منها ، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق ، ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه ، بلا حد ولا غاية {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} ، ونقول كما قال ، ونصفه بما وصف به نفسه لا نتعدى ذلك ، ولا يبلغه وصف الواصفين، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت ، ولا نتعدى القرآن والحديث ، ولا نعلم كيف كنه ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيت القرآن).

أدلة أخرى:
- قال سيدنا علي بن أبي طالب: كان الله ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان" (الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي ص 333)
- يقول الامام الترمذي في سننه ( 4 / 692 ) : " والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الاشياء ثم قالوا: تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ، ولا يقال كيف ، وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه ".
- يقول الإمام الذهبي في السير(8/163):
(قَدْ صَنَّفَ أَبُو عُبَيْدٍ -يقصد القاسم بن سلام- كِتَابَ (غَرِيْبِ الحَدِيْثِ)، وَمَا تَعرَّضَ لأَخْبَارِ الصِّفَاتِ الإِلَهِيَّةِ بِتَأْوِيلٍ أَبَداً، وَلاَ فَسَّرَ مِنْهَا شَيْئاً. وَقَدْ أَخَبَرَ بِأَنَّهُ مَا لَحِقَ أَحَداً يُفَسِّرُهَا، فَلَو كَانَ -وَاللهِ- تَفْسِيْرُهَا سَائِغاً، أَوْ حَتماً، لأَوْشَكَ أَنْ يَكُوْنَ اهْتِمَامُهُم بِذَلِكَ فَوْقَ اهْتِمَامِهِم بِأَحَادِيْثِ الفُرُوْعِ وَالآدَابِ، فَلَمَّا لَمْ يَتعَرَّضُوا لَهَا بِتَأْوِيلٍ، وَأَقَرُّوهَا عَلَى مَا وَرَدَتْ عَلَيْهِ، عُلِمَ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الحَقُّ الَّذِي لاَ حَيْدَةَ عَنْهُ).
 -وروى أبو القاسم الأصبهاني بسنده عن أشهب بن عبد العزيز قال : (سمعت مالك بن أنس يقول : إياكم والبدع . فقيل : يا أبا عبد الله ، وما البدع ؟ قال : أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان ) الحجة في بيان المحجة للأصبهاني (1/104)

 - وقال سفيان بن عيينة : " كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه".

 - جاء عن ابن رجب الحنبلي في فضل علم السلف على الخلف ص 30: والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها . . ولا يصح منهم خلاف ذلك البتة خصوصا الإمام أحمد ولا خوض في معانيها .
- قال الإمام أحمد في كتاب الورع ص 199:
ومن وصف الله تعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار ازدجر واعلم أن الله تعالى بصفاته ليس كالبشر، والرؤية حق لأهل الجنة من غير إحاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة" وتفسيره على ما أراد الله تعالى وعلمه وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهو كما قال ومعناه على ما أراد الله ولا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا فإنه ما سلم في دينه إلا من سلّم لله عز وجل ولرسوله عليه الصلاة والسلام ورد ما اشتبه عليه إلى عالمه ولا يثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم ومن رام ما حظر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الإيمان فيتذبذب بين الكفر والإيمان والتصديق والتكذيب والإنكار موسوسا تائها شاكا زائغا لا مؤمنا مصدقا ولا جاحدا مكذبا .أ.هـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق