Disqus for ومضات إيمانية

السبت، 18 مايو 2013

هل شرب الرسول الخمر


زعم بعض أعداء الإسلام أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يشرب الخمر فى المسجد فكيف يفعل ذلك وقد نهى أصحابه عن شرب الخمر
يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : ماههمت بشيء مما كان أهل الجاهليه يعملون غير مرتين ، وكان الله يحول بيني وبينه . ثم ماهممت به حتى أكرمني برسالته ، قلت ليلة للغلام الذي يرعى معي الغنم بأعلى مكه : لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكه وأسمر بها كما يسمر الشباب !!
فقال الغلام: أفعل ..
فخرجت حتى إذا كنت عند اول دار بمكه سمعت عزفا ، فقلت ماهذا ؟ فقالوا : عرس فلان بفلانه ، فجلست أسمع فضرب الله على أذني فنمت ، فما أيقظني إلا حر الشمس ، فعدت إلى صاحبي فسألني ، فأخبرته ، ثم قلت : ليله أخرى مثل ذلكـ ، ودخلت بمكه فأصابني مثل أول ليلته ..
هذا لمجرد سماع العزف . فكيف بلمس يده الشريفه لهذا النجس ..

النبي صلى الله عليه وسلم قد اصطفاه الله منذ ولادته، وطهر قلبه حيث ترفع عن جميع الأمور المذمومة
 التي يكرهها العقلاء قبل أن يأتي الحكم التشريعي بتحريمها مثل، الخمر وعبادة الأصنام  وغيرها
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم خُير ما بين الخمر واللبن فاختار اللبن، 
وقد أفتى أئمة المذاهب الأربعة بنجاسة الخمر والآية المباركة (إنما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه)، سورة المائدة آية 90، تدل على نجاسة الخمر اذ فسر علماء اللغة الرجس بالشيء النجس بالإضافة الى ان الأمر بالاجتناب المطلق للخمر ارشاد الى نجاستها. وعن ابن عباس رضي الله عنه قال أهدى رجل الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم راوية خمر فقال له صلى الله عليه وسلم أما علمت ان الله حرمها؟ فقال لا، فساره رجل الى جنبه فقال صلى الله عليه وآله سلم بما ساررته؟ فقال أمرته أن يبيعها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الذي حرم شربها حرم بيعها، ففتح الرجل مزادتين (جلد يضم بعضه البعض) حتى ذهب ما فيها.
دليل الشبهة
 
(عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
 
نَاوِلِينِى الْخُمْرَةَ مِنْ الْمَسْجِدِ)
 
أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا ثابت بن يزيد أخبرنا عاصم الأحول عن أبي قلابة قال دخلت بيت أم سلمة فسألت ابنة ابنها أم كلثوم عن مصلى النبي صلى الله عليه وسلم فأرتني المسجد فغذا فيه خمرة فأردت أن أنحيها فقالت إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الخمرة أخبرنا يحيى بن عباد أخبرنا حماد بن سلمة عن الألندق بن قيس عن ذكوان عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الخمرة أخبرنا عبيدة بن حميد التيمي حدثني سليمان الأعمش عن ثابت بن عبيد عن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال قالت عائشة رضي الله تعالى عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناوليني الخمرة من المسجد قالت قلت إني حائض فقال إن حيضتك ليست في يدك أخبرنا محمد بن سابق أخبرنا زائدة عن إسماعيل السدي عن عبد الله البهي قال حدثتني عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في المسجد فقال للجارية ناوليني الخمرة فقالت إنها حائض فقال إن حيضتها ليست في يدها فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها أراد أن نبسطها فيصلي عليها أخبرنا محمد بن الصباح أخبرنا هشيم قال أخبرنا بن أبي ليلى عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عائشة ناوليني الخمرة من المسجد قالت يا رسول الله إني حائض قال إنها ليست في يدك أخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا شريك عن أبي إسحاق عن البهي عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على الخمرة أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا شعبة وأخبرنا سعيد بن سليمان أخبرنا عباد بن العوام جميعا عن الشيباني عن عبد الله بن شداد عن ميمونة بنت الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الخمرة ‏.
 
الحكم على الحديث
هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة الثابتة فى كثير من كتب السنة النبوية المطهرة ([1])
وهذا الذى استدلوا به على شبهتهم هذه إنما هو جزء منحديث نبوى شريف ونصه كالتالى
 
(عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
نَاوِلِينِى الْخُمْرَةَ مِنْ الْمَسْجِدِ 
قَالَتْ : فَقُلْتُ : إِنِّى حَائِضٌ
فَقَالَ : إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِى يَدِكِ)

معنى كلمة الْخُمْرَةَ  الواردة فى الحديث

1- قال ابن منظور في (لسان العرب):

(الخمرة: حصيرة أو سجادة صغيرة تنسج من سعف النخل وترمل بالخيوط, وقيل حصيرة أصغر من المصلى وقيل الحصير الصغير الذي يسجد عليه, وفي الحديث: (أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يسجد على الخمرة) وهو حصير صغير قدر ما يسجد عليه ينسج من سعف النخل.
قال الزجاج:

سميت خمرة لأنها تستر الوجه من الأرض وفي حديث أم سلمة: (ناوليني الخمرة). وهي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصيرة أو نسيجة خوص ونحوه من النبات. قال: ولا تكون خمرة إلا في هذا المقدار, وسميت خمرة لأن خيوطها مستورة بسعفها)(ابن منظور: لسان العرب ج4/ 258(مادة خمر).).

وقال الفيروزابادي في(القاموس المحيط):

(الخمرة بالضم حصيرة صغيرة من السعف)(الفيروزابادي: القاموس المحيط ص495(مادة خمر).).

 وقال الزبيدي في(تاج العروس):

(وهي (أي الخمرة) حصيرة صغيرة تنسج من سعف النخل وترمل بالخيوط)(الزبيدي: تاج العروس ج3/ 188(مادة الخمر).).

- ورد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يصلي على الخمرة.
قالت ميمونة : 

كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي على الخمرة(صحيح بخاري ج1 ص80 باب21/ ط بيروت. ابن العربي: شرح صحيح الترمذي ج2 ص126/ ط بيروت. صحيح مسلم ج1 ص458 ح270/ ط بيروت.).

والظاهر أن الخمرة لم تكن تختلف عن الحصير في المادة وإنما كانت تختلف عنه في الحجم(الأحمدي: السجود على الأرض ص85, 86/ ط دار التبليغ الإسلامي.)..
فالْخُمْرَةُ إذا أشبه ما تكون بسجادة الصلاة التى يسجد عليها الإنسان فى صلاته ([2])
 
ولاحظ تشكيل الكلمة فهى بضم الخاء وسكون الميم وليس المعنى بها الخَمْرَة المحرمة شرعا لأن الأخيرة بفتح الراء وسكون الميم

حَدَّثَنَا ‏ ‏عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏خَالِدٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الشَّيْبَانِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ ‏ ‏حَدَّثَتْنِي ‏ ‏مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ ‏ ‏قَالَتْ ‏
 
‏كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يُصَلِّي وَأَنَا ‏ ‏حِذَاءَهُ ‏ ‏وَأَنَا حَائِضٌ وَرُبَّمَا أَصَابَنِي ثَوْبُهُ إِذَا سَجَدَ وَكَانَ ‏ ‏يُصَلِّي عَلَى ‏ ‏الْخُمْرَةِ (بالضم) وليس {الْخَمْرِ (بالفتحة)}

قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخَطَّابِيّ فِي الْمَعَالِم : الْخُمْرَة سَجَّادَة تُعْمَل مِنْ سَعَف النَّخْل وَتُرْمَل بِالْخُيُوطِ وَسُمِّيَتْ خُمْرَة لِأَنَّهَا تُخَمِّر وَجْه الْأَرْض أَيْ تَسْتُرهُ .
الدليل على أن الْخُمْرَةَ للسجود
 
عن ابن عباس قال جاءت فأرة فأخذت تجر الفتيلة فذهبت الجارية تزجرها
 
(فقال النبى صلى الله عليه وسلم دعيها قال فجاءت بها فالقتها بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخمرة التى كان عليها قاعدا فأحرقت منها مثل موضع درهم فقال صلى الله عليه وسلم
إذا نمتم فأطفئوا سرجكم فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا فتحرقكم)
وجه الدلالة
 
يبين هذا الحديث النبوى الشريف أن فأرة أرادت أن تلقى أو تعبث بالمصباح وكانت المصابيح وقتها تضاء بمواد مشتعلة كالجاز مثلا فى عصرنا هذا فأرادت الجارية أن تمنعالفأرةَ من ذلك فأمرها النبى صلى الله عليه وسلم أن تكف عن ذلك فتركت الجارية الفأرةَ فنقل المصباح من مكانه وألقى به على الخمرة موضع جلوسه صلى الله عليه وسلم فإن  قلبت فأحرقت مكانها موضع درهم فأمر الحبيب صلى الله عليه وسلم بعدم ترك المصابيح مضاءة طالما أنه لا يجلس أحد بجوارها لأن الشياطين تدل الفئران عليها لتدفع بها ويحترق بها المؤمنون
 
الشاهد فى هذا الحديث
 
والشاهد هو أنه صلى الله عليه وسلم كان جالسا على الحمرة أى ما يعرف فى عصرنا بسجادة الصلاة كما أسلفنا إذا فهو صلى الله عليه وسلم لم يكن ليشرب الخمر فى المسجد كما زعموا وإنما أراد صلى الله عليه وسلم أن تناوله السيدة عائشة سجادة صلاته التى يصلى عليها
 
هل شرب النبى الخمر؟
       
ما هو النبيذ ؟ 

الاجابه :

كل ما ينتبذ فى فى المـاء او اللبـن او غيـرها فهو نبيذ 
فقد جاء في معجم لسان العرب، الإصدار 2.02 - لابن المنظور الإفريقي :

النَّبْذُ: طرحك الشَّيء من يدك أَمامك أَو وراءك.
نَبَذْتُ الشَّيء أَنْبِذُه نَبْذاً إِذا أَلقيته من يدك، ونَبَّذته، شدد للكثرة.
ونبذت الشَّيء أَيضاً إِذا رميته وأَبعدته.
ومنه الحديث: ((فنبذ خاتمه، فنبذ النَّاس خواتيمهم)).
أي: أَلقاها من يده.
وكلُّ طرحٍ: نَبْذٌ؛ نَبَذه يَنْبِذُه نَبْذاً.
والنبيذ: معروف، واحد الأَنبذة.
والنبيذ: الشَّيء المنبوذ.
والنبيذ: ما نُبِذَ من عصير ونحوه.
وقد نبذ النبيذ وأَنبذه وانتبَذه ونَبَّذَه ونَبَذْتُ نبيذاً إِذا تخذته، والعامة تقول: أَنْبَذْتُ.
وفي الحديث: ((نَبَّذوا وانْتَبَذُوا)).
وحكى اللحياني: نبذ تمراً جعله نبيذاً، وحكى أَيضاً: أَنبذ فلان تمراً.
قال: وهي قليلة وإِنما سمي نبيذاً لأَنَّ الذي يتخذه يأْخذ تمراً أَو زبيباً فينبذه في وعاء أَو سقاء عليه الماء ويتركه حتى يفور فيصير مسكراً.
والنبذ: الطرح، وهو ما لم يسكر حلال فإِذا أَسكر حرم.
وقد تكرر في الحديث ذكر النبيذ، وهو ما يعمل من الأَشربة من التَّمر والزَّبيب والعسل والحنطة والشَّعير وغير ذلك.
يقال: نبذت التَّمر والعنب إِذا تركت عليه الماء ليصير نبيذاً، فصرف من مفعول إِلى فعيل.
وانتبذته: اتخذته نبيذاً وسواء كان مسكراً أَو غير مسكر فإِنَّه يقال له: نبيذ، ويقال للخمر المعتصَرة من العنب: نبيذ، كما يقال للنَّبيذ: خمر.
ونبذ الكتاب وراء ظهره: أَلقاه.

وقد جاء في الحديث النبوي غير المحكوم عليه في الدرر السنة للألباني رحمه الله ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له ليلة الجن: ما في إدواتك؟! ،قال: قلت: نبيذ: قال: تمرة طيبة،وماء طهور،فتوضأ منه ) مشكاة المصابيح 459 
فالنبيذ كما هو مشار في الحديث هو الماء الموضوع فيه قليل من التمر مما يجعل طعم الماء حلو المذاق وليس كما يدعي الكفرة على رسول الله و خير الانام عليه افضل الصلاة و السلام .

و شرب النبيذ و العصير جائز بالاتفاق قبل غليانه ـ الغليان أى الاختمار ـ وذلك بدليل مشروعية هو

حديث أبى هريرة عند أبى داود والنسائى وابن ماجه ، قال علمت أن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يصوم ، فتحنيت فطره بنبيذ صنعته فى دباء ، ثم أتيته به ، فإذا هو ينش ( أى يغلى أى مختمر ) فقال ( اضرب بهذا الحائط ، فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر ) 

وأخرج أحمد عن ابن عمر فى العصير قال ( اشربه مالم يأخذ شيطانه ، قيل وفى كم يأخذه شيطانه ؟ قال فى ثلاث ) قلت : أى ثلاث ليال .

وأخرج مسلم وغيره من حديث ابن عباس ( أنه كان ينقع للنبى صلى الله عليه وسلم الزبيب فيشربه اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة ، ثم يأمر به فيسقى الخادم أو يهرق ) 

قلت : ومعنى قوله يسقى الخادم هو ما قاله أبوداود : ومعنى أن يسقى الخادم يبادر به الفساد ومظنة ذلك ما زاد على ثلاثة أيام .

وقد أخرج مسلم وغيره من حديث عائشة ( أنها كانت تنتبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة ، فإذا كان العشى فتعشى ، شرب على عشائه ، وإن فضل شئ صبته أو أفرغته ثم تنتبذ له بليل ، فإذا أصبح تغدى فشرب على غدائه قالت تغسل السقاء غدوة وعشية ) 

قلت : وهو لا ينافى حديث ابن عباس السابق أنه كان يشرب اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة ، لأن الثلاث مشتملة على زيادة غير منافية ، والكل فى الصحيح .

قال صلى الله عليه وسلم : ( إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام ، فامسكوا ما بدا لكم ، ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا ) صحيح النسائي 5223

وهذه الادلة من الاحاديث النبوية والتفسيرات اللغوية نستنتج الاتي :

1- ان كل خمر هو نبيذ ولكن ليس كل نبيذ هو خمر

2- ان النبيذ الذي كان يشربه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عبارة عن ماء منقوع به قليلا من التمر وهو بمثابة العصير الذي لم يختمر ويصبح خمرا مسكرا كالخمر المتعارف عليه ومن المعروف ولا يخفى على احد ان الخمر ما هي عصائر مخمجه و مغليه .

3- نرى في الاحاديث المغايرة بين النبيذ المسكر والذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وبين النبيذ المحلل شربه قبل غليانه 
أولاً: النقير

        أصل النخلة ينقر وسطه، ثم ينتبذ فيه.

ثانيًا: الْبِتْع

        نبيذ العسل. وَالتَّمْرِ نَبِيذًا 

ثالثًا: الْمِزْرُ 

        نَبِيذُ الشَّعِيرِ. 

        وهناك من الأحاديث ما يفيد ظاهره بهذه الشبهة، حدثنا ‏ ‏روح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد ‏ ‏عن ‏ ‏حميد ‏ ‏عن ‏ ‏بكر بن عبد الله ‏ ‏أن أعرابيًا قال ‏ ‏لابن عباس:" ‏ ‏ما شأن آل ‏ ‏معاوية ‏ ‏يسقون الماء والعسل، وآل فلان يسقون اللبن، وأنتم تسقون ‏ ‏النبيذ، ‏ ‏أمن بخل بكم أو حاجة؟ فقال ‏ ‏ابن عباس: ‏ ‏ما بنا بخل ولا حاجة، ولكن رسول الله ‏ ‏- صلى الله عليه وسلم - ‏ ‏جاءنا ‏ ‏ورديفه ‏ ‏أسامة بن زيد، ‏ ‏فاستسقى فسقيناه من هذا - ‏ ‏يعني ‏ ‏نبيذ ‏ ‏السقاية - فشرب منه وقال:" أحسنتم.. هكذا فاصنعوا ". ‏ 

        ما الأغلى فى الثمن وسعره عالى ؟ المــاء أم اللـــبن أم العســل أم التمـر ؟ فى الصحراء العربيه يتوافر شجر البلح، بينما نجد صعوبه فى الحصول على المـاء واللبــن والعسـل فى هذه البيئه الصحراوية.

        وبالتالى فالنبيذ المتوافر ورخيص الثمن هو نبيذ البلح الذى يفعله المصريون فى رمضان قبل الإفطار، وهو الذى شربه النبى فى الحديث؛ لأن الناس اتهموا آل عباس بالبخـل لاستخدامهم نبيذ البلح، وليس الخمـــر الغاليه الثمن مقارنة بالمـاء واللبـن والعسـل. بمعنى لو كان النبيذ الذى شربه النبى خمرًا فلن يتهم آل عباس بالبخل؛ لأن الخمر أغلى من الماء واللبن والعسل، وهاكم بعض الأدلـة الحديثية للتوضيح:

الحديث الأول

        "حَدَّثَنِى إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنِ الشَّيْبَانِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ - رضى الله عنه - أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْرِبَةٍ تُصْنَعُ بِهَا فَقَالَ: وَمَا هِىَ. قَالَ الْبِتْعُ وَالْمِزْرُ. فَقُلْتُ لأَبِى بُرْدَةَ: مَا الْبِتْعُ؟ قَالَ: نَبِيذُ الْعَسَلِ، وَالْمِزْرُ نَبِيذُ الشَّعِيرِ. فَقَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (رَوَاهُ جَرِيرٌ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ عَنِ الشَّيْبَانِىِّ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ).

الحديث الثانى

        " آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ الإِيمَانِ بِاللَّهِ هَلْ تَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَإِقَامُ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغَانِمِ الْخُمُسَ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ مَا انْتُبِذَ فِى الدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ " (البخارى: 4411).

الحديث الثالث

        " حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْبِتْع (نبيذ العسل) فَقَالَ: كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهْوَ حَرَامٌ ".

        " نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِىِّ فَوْقَ ثَلاَثٍ فَأَمْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ إِلاَّ فِى سِقَاءٍ، فَاشْرَبُوا فِى الأَسْقِيَةِ كُلِّهَا "، قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِى رِوَايَتِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ: وَلاَ تَشْرَبُوا مُسْكِرًا ".

أحاديث خاصة بالتمر والبلح 

        " لاَ تَجْمَعُوا بَيْنَ الرُّطَبِ وَالْبُسْرِ وَبَيْنَ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ نَبِيذًا ". 

        " مَنْ شَرِبَ النَّبِيذَ مِنْكُمْ فَلْيَشْرَبْهُ زَبِيبًا فَرْدًا فَرْدًا أَوْ بُسْرًا فَرْدًا أَوْ تَمْرًا ".

         " حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ أَبِيهِ ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ الْعَبْسِيِّ عَنْ أَبِي زَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهُ لَيْلَةَ الْجِنِّ: عِنْدَكَ طَهُورٌ؟ قَالَ: لَا.. إِلَّا شَيْءٌ مِنْ نَبِيذٍ فِي إِدَاوَةٍ. قَالَ: تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ، فَتَوَضَّأَ " ( هَذَا حَدِيثُ وَكِيعٍ ).

النبيذ: الماء الموضوع فيه قليل من التمر؛ مما يجل تطعم الماء حلو المذاق.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق