البشرى الثامنة والخمسون إستقبال الرسول والملائكة للمؤمن وهنا بشرى الحبيب المحبوب وهو يطئمن على وصول أحبابه من أرباب الصدق والقلوب إذ وصلوا لمحطة النهاية فالآن الميت بين يدى الله هو عندنا ميت وعند مولاه فى شأن آخر وتتوالى البشريات وتتعدد فملائكة الله تكون فى إستقبال أهل الإيمان أى تصطف كتائب من حرس الشرف الملائكى وربما كان مع هؤلاء الملائكة رسول الله وصحبه الكرام فإذا كان ذلك جاء معه كبار ملائكة الله ولكن كيف يعلم أهل السماء بنعى هذا الرجل المؤمن حتى يتجهزوا لإستقباله؟ هذا ما أجاب عليه الحبيب فى حديث البراء بن عازب(ذكرنا أغلبه سابقاً){وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلاَ يَمُرُّونَ على مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا: مَا هذَا الرُّوحُ الطَّيبُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا}فينعى إليهم فى هذه الساعة، فيقال لهم مات فلان بن فلان ثم قال النبى{ حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحِونَ لَهُ، فَيُفْتَحُ لَهُ، فَيُشَيعُهُ مِنْ كُل سَمَاءٍ مُقَربُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِليينَ}فأفصح أنه وقت ما تخرج الروح تطلع رائحة طيبة تهب على السموات العلى فتشمها الملائكة وهذا هو النعي بالنسبة لخاصتهم فيتساءلون أي مقرب يأتي إلينا؟ ثم تفتح أبواب السموات ويقف على أبواب كل سماء مقرَّبوها يستقبلوا هذه الروح الطيبة يقفون منتظرين حتى يروه ويستقبلوه ويهنئوه بسلامة الوصول وهذه من أعظم البشريات للمؤمن عند موته أن يرى سيدنا رسول الله أو ملائكة الرحمة أو إذا كان من أهل الكمال والجلال مع الله، يري أنوار حضرة الله{يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ} وهنا الذي يبشرهم هو ربُّ العزة جلَّ وعلا ولذلك سيدنا بلال في لحظات الموت كانت زوجته تجلس بجواره وتبكى وتقول واكرباه واحزناه فقال لها{لا تقولي واكرباه ولا تقولي واحزناه ولكن قولي: واطرباه وافرحتاه واسروراه غداً ألقى الأحبَّة محمداً وحزبه }[8]أنا ذاهب إلى أين ؟ أنا ذاهب عند رسول الله الذي يذهب لرسول الله في الدنيا يا إخواني ماذا نفعل له ؟ نحن نهنِّيه ونزفه إذاً الذي يذهب لرسول الله في الحياة الدائمة الباقية ماذا نفعل له؟ نفرح له ونزفه لأنها المنزلة العظمي وإذا شيعوا جنازته فإن الملائكة تحضر تشييع جنازات المؤمنين ولذلك يجب علينا ألا نتحدث إلا بما يرضى رب العالمين لأن رسول الله شيع جنازة ماشياً فرأى أناساً ركباناً فقال{ألا تستحيون!إن ملائكة الله يمشون على أقدامهم وأنتم على ظهور الدواب}[9]وللشيخ الشعراوى قصيدة طويلة أسماها "رسول الله ضاق بى الفضاء" أخذ فيها أبياتاً من قصيدتين لحسان بن ثابت إخترنا منها بعض الأبيات، يقول فيها : رسول اللـه ضاق بي الفضاء وجلّ الخطب وانقطع الأخاء وجاهك يا رسول اللـه جاه رفيع ما لرفعته انتهاء رسول اللـه إني مستجير بجاهك والزمان لـه اعتداء وحاشى أن أرى ضيما وذلا ولي نسب بمدحك وانتهاء وأنت أجلّ من ركب المطايا وشيمتك السماحة والحياء رسول اللـه إني في عناء عسى بك ينجلي ذاك العناء وما لي حيلة إلا التجائي لجاهك إذ يعز الالتجاء رجوتك يا ابن آمنة لأني محبّ والمحبّ لـه رجاء عسى بك تنجلى عني كروبي وكم كرب لـه منك انجلاء وكم لك يا رسول اللـه فضل تضيق الأرض عنه والسماء أقلني من ذنوب أثقلتني فأنت لعلتي نعم الدواء وخذ بيدي فإني عبد سوء على كسب الذنوب لي اجتراء وكن لي شافعاً في يوم حشر إذا ما اشتدّ بالناس البلاء وحقق يا رسول اللـه ظني فجودك ليس لي فيه امتراء وحاشى أن يخيب لديك سعيـي وليس لجود راحتك انقضاء وها أنا بالذنوب ظلمت نفسي وجئتك والكريم لـه وفاء وحاشى أن تعود يداي صفرا وفضلك ليس ينقصه الدلاء قرأنا في الضحى ولسوف يعطي فسرّ قلوبنا هذا العطاء وحاشى يا رسول اللـه ترضى وفينا من يعذب أو يساء رسول اللـه فضلك ليس يحصى وليس لقدرك السامي فناء سمعنا فيك مدحاً فابتهجنا وصار لنا بمعناه اكتفاء خلقت مبرّأ من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء وأجمل منك لم تر قط عين وأكمل منك لم تلد النساء عليك صلاة ربي ما توالت دهور تلا صبحا مساء http://www.fawzyabuzeid.com/news_d.php?id=175 [8] إيقاظ الهمم بشرح الحكم، والشفا بتعريف حقوق المصطفى وغيرها | |
Islam is religion of peace
الأحد، 26 فبراير 2012
استقبال الرسول والملائكة للمؤمن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق