البشرى الثانية والستون
بشرى ولاية الله لأهله من بعده
وكلما تتوالى البشريات يسعد المؤمن بها ويفرح ولكنه وهو فى الدنيا تكون بقلبه غصَّة إذا ذكر أولاده وأهله؟ماذا يفعلون من بعدى وأنا لهم المعين والسند صحيحٌ أن الأمر كله لله ولكنه يريد من الله أن يطمئنه عليهم من بعده وهنا تأتى البشرى الكريمة فالله يبشِّر المؤمن بعد موته بأنه يتولى أهله وأنه تعالى خير لهم منه كما ورد بالحديث الشريف كما يبشره بصلاح ولده من بعده فيقال له لا تخف علي ولدك من ورائك نحن سنصلح شأنه ونتولى أمره وإياك أن تشك فى هذا مادمت من أهل{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً}فالله أرسل نبياً من أولى العزم من الرسل وولياً من الأولياء ليبنيا جداراً كان قد تهدَّم من أجل ذرية الرجل الصالح وكانت هذه الذرية من الجيل السابع وليس الأب المباشر الصالح ولكنهم أحفاد أحفاده إلى سبعة فأرسل الله النبى (موسى) والعبد الصالح (الخضر)عليهما السلام ليبنيا الجدار ويظل الكنز كما هو لا يعرف به أحد من الناس ليستخرج الأبناء الكنز بأنفسهم عندما يكبروا وهذا لم؟ليعرفنا الله أن العمل الصالح لا يبقى للولد فقط ولكن لولد
الولد ويزيد إلى ما يشاء الله ولذلك فالأنصار عندما أكرموا النبى دعا لهم
{اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار}وفى رواية أخرى قال{اللهم أغفر للأنصار} [6]وهذا لم؟ لأنهم أكرموا النبى فدعا لهم ولذرياتهم ولذا فإن الله يبشِّر العبد الصالح وهو خارج من هذه الدنيا بأنه سيتولى أهله وذريته جميعا ولا يحمل لهم هماً من ناحية الأرزاق أوالعمل الصالح ولذلك بشرنا العلماء العاملون بأن الرجل الصالح لو ابتعد واحد من أولاده قليلاً عن الطريق فسيعود ثانية ببركة صلاح والده ليحظى بحسن الختام إكراماً له ومن بركة البشريات الشرعية الخفية فى تلك الآية ما قاله سيدنا عبد الله بن عباس واسمعوا لقوله وأنظروا أين بلغ فقههم وفهمهم قال فى تفسير الآية{{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً}يعني الرجلَ يَحْضُرُهُ الموتُ فيقالُ لهُ: تَصَدَّقْ من مالِكَ وأَعْتِقْ وأَعْطِ منه في سبيلِ اللَّه فَنُهُوا أَنْ يَأْمُرُوهُ بذلكَ يعني مَن حَضَرَ مِنْكُمْ مريضاً عندَ الموتِ فلا يَأْمُرْهُ أَنْ يُنْفِقَ مالَهُ في العَتْقِ والصَّدَقَةِ وفي سبيلِ الله، ولكِنْ يَأْمُرُهُ أَنْ يُبَيِّنَ مالَهُ وما عليهِ من دَيْنٍ ويُوْصِي من مالهِ لِذِي قَرَابَتِهِ الَّذِيْنَ لا يَرِثُونَ ويُوْصِي لَهُمْ بالخُمُسِ أو الرُّبُعِ يقولُ: أَيَسُرُّ أَحَدُكُمْ إذَا ماتَ ولَهُ ولدٌ ضِعَافٌ يعني صغاراً أَنْ يَتْرُكَهُمْ بغير مالٍ فيكونُوا عِيَالاً على الناسِ، فلا يَنْبَغِي أَنْ تَأْمُرُوهُ بما لا تَرْضَوْنَ بِهِ لأَنْفُسِكُمْ ولأَوْلاَدِكُمْ ولكِنْ قُولُوا الحَقَّ من ذلكَ}[7]أى من ضمن بشريات حفظ الأهل والولد من بعد الموت أن الله يأمر المؤمنين بتذكير أحدهم عند الموت بحقوقهم فلا يجور عليهم ولا يقولون له عليك بالصدقة إلا ما شرع منها فلا يظلم من وراءه من أهله ومن بركة الحفظ أيضاً أن الله أمر المؤمنين بالوصية تكون دائماً مكتوبة ومحفوظة وهم فى حياتهم فلا يحتار من خلفهم فى معرفة ما لهم من حقوق عند أحد و ما عليهم من حقوق نحو أى أحد وقال أحد الصالحين :
يا رب صلي على المختار سيدنا في القبر وسعه لي واجعل به وصلي
كونوا مع الله في أدواركم فعسى أن تمنحوا فضله بالحول والطول
وقبري جمله بنورك والرضا ويوم اللقا آنس بوجهك يا ربي
أيارب أولادي ففرحني بهم بدنياي والأخرى لأسعد بالقرب
ووسع لإخواني العطايا عميمة وعلمًا به الكشف الصريح بلا حجب
[6] عن أبى سعيد الخدري، العراقي، محجة القرب.
[7] سنن الكبرى للبيهقي، عن ابن عباس
[8] ورواه الأمام الترمذي وفى سنن ابن ماجة
[9] عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ أعن أَبَى هُرَيْرَةَ صحيح البخارى ومسلم
[10] عن عَلِيَ كرم الله وجهه سنن أبى داود
[11] عَنْ أَنسٍ : المروزي فِي الْجَنَائز، وأَبُو بكر الشَّافعِي فِي الْغَلاَنِيَّات وأَبو الشَّيخ فِي الْعَظَمَةِ وللبيهقي في شعب الإيمان والدَّيلمي، وأَوردهُ ابْنُ الْجُوزِي فِي الموضوعات فَلَمْ يُصِبْ)، جامع المسانيد والمراسيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق