الإمام سلطان العلماء العز بن عبد السلام
حيث قال في كتابه تفليس إبليس
حيث قال في كتابه تفليس إبليس
( صـ38 ) :
" وبعد فإني لما اطلعت على كتاب تلبيس إبليس رأيته بئس الجليس , فإنه يشتمل على تنقيص أولياء الله والقدح في علو مراتبهم وزكي مناصبهم , وإيهام أن الشيطان يسلط عليهم إغواء وإضلالا !! والله تعالى يقول : " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " فليت الواقع فيهم والناقد عليهم تأدب بما تأدب به إبليس معهم حيث قال : " فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين " . علم أن لله تعالى عبادا لا يخلص إليهم , وأصفياء لايصل إليهم , وعبادا لا يسلط عليهم , وهو أقل مقدارا , وأذل اقتدارا وأخفض منارا أن يجول في مجال الرجال أو يطول في ميدان الأبطال . " اهـ
وانظر فيما قاله أيضا
الإمام اليافعي عن كتاب تلبيس إبليس ,
فقد قال في كتابه " نشر المحاسن " :
[ وقد بلغني أن ابن الجوزي عفا الله تعالى عنا وعنه صنف كتابا سماه تلبيس إبليس تكلم فيه على شيوخ الصوفية وطريقتهم وزعم أن إبليس لبس عليهم , ولم يدر أنه هو الذي لبس عليه في كلامه هذا وهو لا يشعر , والعجب كل العجب منه في إنكاره على سادات ما بين أوتاد وأبدال وصديقين عارفين بالله تعالى محققين , ملأوا الوجود كرامات وأنوارا ومعارف وحكما وأسرارا .
يعدون إقبال الناس عليهم ليلا وإدبارهم عنهم نهارا , يفرون طول دهرهم من نفوسهم ومن الخلق و الشيطان والدنيا إلى الله تعالى فرارا , قد صفوا بواطنهم من شوائب الكدر , واستوى عندهم الذهب والمدر والمدح والذم والشدائد والنعم , بل يعدون نعمة الدنيا منعا وبلاء والشدة عطاء ورخاء , أعرضوا في بداياتهم عما سوى الله فحصلوا في نهايتهم من فضل الله ما لا يعلمه إلا الله .
فما ظنه بقوم ضبطوا أنفاسهم مع الله سبحانه وتعالى فشغلهم طول دهرهم مراقبته , يقول الصغير منهم : وقفت على باب قلبي عشرين سنة ما جاز به شيء لغير الله إلا رددته , فلو أنه لاقى واحدا من تلامذتهم الصغار في ميدان الحرب والإنكار لكان يدري إذا ما انكشف الغبار أتحته فرس أم حمار!!
هذا وهو يطرز كلامه بحكاياتهم وينمق بضاعته بمحاسن صفاتهم , فهلا أخلى كتبه من ذكرهم إخلاء عاما ولا يكون ممن يحل ذلك عاما ويحرمه عاما !!
أما علم أن أعلام العلماء الصالحين لم يزالوا قديما وحديثا يعتقدون طائفة الصوفية ويزورونهم ويتبركون بمجالستهم ودعائهم وآثارهم ويحترمونهم ويجلسون بين يدي الواحد مهم كما يجلس الصبي بين يدي المعلم ويتأدبون معهم .
كالإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام سفيان الثوري والإمام ابن سريج والإمام ابن فورك وإمام الحرمين والإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي والإمام عز الدين بن عبد السلام والإمام تقي الدين بن دقيق العيد والإمام محيي الدين النووي رضي الله تعالى عنهم وغيرهم ممن لا يحصى من المتقدمين والمتأخرين في حكايات مشهورات .] اهـ كلام الإمام اليافعي
على أنه هناك ما يدل على رجوع ابن الجوزي عن الإنكار على السادة الصوفية .
ومما يغلب الظن برجوع ابن الجوزي عن إنكاره : ماذكره ابن الحاج في شرح ابن باديس :
[ قال : حضر يوما مجلسه " أي مجلس سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه " الشيخ أبو الفرج بن الجوزي ففسر الشيخ عبد القادر آية وذكر فيها وجوها , وإلى جانب الشيخ أبي الفرج من يسأله : أتعرف هذا القول ؟ فيقول : نعم , إلى أن بلغ أحد عشر وجها يعرفها أبو الفرج , ثم زاد الشيخ حتى انتهى إلى أربعين وجها وعزا كل وجه إلى قائله , فاشتد تعجب الشيخ أبي الفرج من كثرة علم الشيخ , ثم قال : نترك المقال ونرجع للأحوال , لا إله إلا الله محمد رسول الله , فاضطرب الناس اضطرابا شديدا , ومزق أبو الفرج ثوبه . ] اهـ [2] .
" وبعد فإني لما اطلعت على كتاب تلبيس إبليس رأيته بئس الجليس , فإنه يشتمل على تنقيص أولياء الله والقدح في علو مراتبهم وزكي مناصبهم , وإيهام أن الشيطان يسلط عليهم إغواء وإضلالا !! والله تعالى يقول : " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " فليت الواقع فيهم والناقد عليهم تأدب بما تأدب به إبليس معهم حيث قال : " فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين " . علم أن لله تعالى عبادا لا يخلص إليهم , وأصفياء لايصل إليهم , وعبادا لا يسلط عليهم , وهو أقل مقدارا , وأذل اقتدارا وأخفض منارا أن يجول في مجال الرجال أو يطول في ميدان الأبطال . " اهـ
وانظر فيما قاله أيضا
الإمام اليافعي عن كتاب تلبيس إبليس ,
فقد قال في كتابه " نشر المحاسن " :
[ وقد بلغني أن ابن الجوزي عفا الله تعالى عنا وعنه صنف كتابا سماه تلبيس إبليس تكلم فيه على شيوخ الصوفية وطريقتهم وزعم أن إبليس لبس عليهم , ولم يدر أنه هو الذي لبس عليه في كلامه هذا وهو لا يشعر , والعجب كل العجب منه في إنكاره على سادات ما بين أوتاد وأبدال وصديقين عارفين بالله تعالى محققين , ملأوا الوجود كرامات وأنوارا ومعارف وحكما وأسرارا .
يعدون إقبال الناس عليهم ليلا وإدبارهم عنهم نهارا , يفرون طول دهرهم من نفوسهم ومن الخلق و الشيطان والدنيا إلى الله تعالى فرارا , قد صفوا بواطنهم من شوائب الكدر , واستوى عندهم الذهب والمدر والمدح والذم والشدائد والنعم , بل يعدون نعمة الدنيا منعا وبلاء والشدة عطاء ورخاء , أعرضوا في بداياتهم عما سوى الله فحصلوا في نهايتهم من فضل الله ما لا يعلمه إلا الله .
فما ظنه بقوم ضبطوا أنفاسهم مع الله سبحانه وتعالى فشغلهم طول دهرهم مراقبته , يقول الصغير منهم : وقفت على باب قلبي عشرين سنة ما جاز به شيء لغير الله إلا رددته , فلو أنه لاقى واحدا من تلامذتهم الصغار في ميدان الحرب والإنكار لكان يدري إذا ما انكشف الغبار أتحته فرس أم حمار!!
هذا وهو يطرز كلامه بحكاياتهم وينمق بضاعته بمحاسن صفاتهم , فهلا أخلى كتبه من ذكرهم إخلاء عاما ولا يكون ممن يحل ذلك عاما ويحرمه عاما !!
أما علم أن أعلام العلماء الصالحين لم يزالوا قديما وحديثا يعتقدون طائفة الصوفية ويزورونهم ويتبركون بمجالستهم ودعائهم وآثارهم ويحترمونهم ويجلسون بين يدي الواحد مهم كما يجلس الصبي بين يدي المعلم ويتأدبون معهم .
كالإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام سفيان الثوري والإمام ابن سريج والإمام ابن فورك وإمام الحرمين والإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي والإمام عز الدين بن عبد السلام والإمام تقي الدين بن دقيق العيد والإمام محيي الدين النووي رضي الله تعالى عنهم وغيرهم ممن لا يحصى من المتقدمين والمتأخرين في حكايات مشهورات .] اهـ كلام الإمام اليافعي
على أنه هناك ما يدل على رجوع ابن الجوزي عن الإنكار على السادة الصوفية .
ومما يغلب الظن برجوع ابن الجوزي عن إنكاره : ماذكره ابن الحاج في شرح ابن باديس :
[ قال : حضر يوما مجلسه " أي مجلس سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه " الشيخ أبو الفرج بن الجوزي ففسر الشيخ عبد القادر آية وذكر فيها وجوها , وإلى جانب الشيخ أبي الفرج من يسأله : أتعرف هذا القول ؟ فيقول : نعم , إلى أن بلغ أحد عشر وجها يعرفها أبو الفرج , ثم زاد الشيخ حتى انتهى إلى أربعين وجها وعزا كل وجه إلى قائله , فاشتد تعجب الشيخ أبي الفرج من كثرة علم الشيخ , ثم قال : نترك المقال ونرجع للأحوال , لا إله إلا الله محمد رسول الله , فاضطرب الناس اضطرابا شديدا , ومزق أبو الفرج ثوبه . ] اهـ [2] .