بسم الله الرحمن الرحيم
يؤدى عدم الاهتمام بدقيق الورع إلى فقدان حلاوة الطاعة في القلب كما روى عن أبى بكر الدقاق قال : تهت في تيه بني إسرائيل خمسة عشر يوما فلما وافيت الطريق استقبلني جندي فسقاني شربة من ماء فعادت قسوتهاعلى قلبي ثلاثين سنة
وقيل أيضا خاطت رابعة شقا في قميصها في ضوء شعلة سلطان ففقدت قلبها زمانا حتى تذكرت فشقّت قميصها فوجدت قلبها
كما قد يؤدى إلى أكل الشبهات والإكثار من الطعام وذلك يؤدى إلى قساوة القلب وجفاء الطبع قال سهل بن عبد الله رضي الله عنه : من لم يصحبه الورع أكل رأس الفيل ولم يشبع وقيل في شدة ورع بشر الحافي رضي الله عنه أنه دعي إلى دعوة فوضع بين يديه طعام فجهد أن يمد يده إليه فلم تمتد ففعل ذلك ثلاث مرات فقال رجل يعرف ذلك منه إن يده لا تمتد إلى طعام فيه شبهة ما كان أغنى صاحب الدعوة أن يدعو هذا الشيخ
والأخطر من ذلك أن ترك دقيق الورع بالنسبة لأهل المقامات قد يعرضهم للنزول من الدرجة التي وصلوا إليها لأنهم يأخذون أنفسهم بالشدة في معاملتهم لها وذلك من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين
ومن ذلك ما روى عن إبراهيم بن أدهم قال : بت ليلة تحت الصخرة ببيت المقدس فلما كان بعض الليل نزل ملكان فقال أحدهما لصاحبه : من هاهنا؟ فقال الآخر : إبراهيم بن أدهم فقال : ذاك الذي حطّ الله درجة من درجاته فقال: لم؟، قال : لأنه اشترى بالبصرة التمر فوقعت تمرة على تمره من تمر البقال فلم يردّها على صاحبها
قال إبراهيم فمضيت إلى البصرة واشتريت التمر من ذلك الرجل وأوقعت تمرة على تمره ورجعت إلى بيت المقدس وبت في الصخرة فلما كان بعض الليل إذا أنا بملكين نزلا من السماء فقال أحدهما للآخر : من هاهنا؟ فقال الآخر: إبراهيم بن أدهم فقال : ذاك الذي ردّ الله مكانه ورفعت درجته قال : نعم
أما منزلة الورع في الدار الآخرة فقد ورد فيها كثير من منامات ومكاشفات الصالحين فمن ذلك أن سفيان الثوري رؤى في المنام بعد موته وله جناحان يطير بهما في الجنة من شجرة إلى شجرة فقيل له : بم نلت هذا ؟ فقال: بالورع
وكان حسّان بن أبى سنان لا ينام مضطجعا ولا يأكل سمينا ولا يشرب ماء باردا ستين سنة فرؤى في المنام بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: خيرا إلا أنى محبوس عن الجنة بإبرة استعرتها فلم أردّها
وكان لعبد الواحد بن زيد غلام خدمه سنين وتعبّد أربعين سنة وكان ابتداء أمره كيّالا فلما مات رؤى في المنام فقيل له : ما فعل الله تعالى بك؟ فقال: خيراً غير أنى محبوس عن الجنة وقد أخرج على من غبار القفيز {المكيال} أربعين قفيزا
ومرَّ عيسى بن مريم عليه السلام بمقبرة فنادي رجلا منها فأحياه الله تعالى فقال: من أنت؟ فقال: كنت حمالا أنقل للناس فنقلت يوما لإنسان حطبا فكسرت منه خلالا تخلّلت به فأنا مطالب به منذ وقت
وهكذا يتضح لنا المنزلة الدقيقة للورع بين العبادات الإسلامية حتى نحرص على مراعاته في كل أحوالنا بل ولا نحيد عنه في كل أنفاسنا ولا تعبأ بوعورة الطريق مع قلة السالكين ولا تغتر بظاهر الشهوات مع كثرة الهالكين فقد قال الله {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ} ص24
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...2&id=128&cat=2
منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
يؤدى عدم الاهتمام بدقيق الورع إلى فقدان حلاوة الطاعة في القلب كما روى عن أبى بكر الدقاق قال : تهت في تيه بني إسرائيل خمسة عشر يوما فلما وافيت الطريق استقبلني جندي فسقاني شربة من ماء فعادت قسوتهاعلى قلبي ثلاثين سنة
وقيل أيضا خاطت رابعة شقا في قميصها في ضوء شعلة سلطان ففقدت قلبها زمانا حتى تذكرت فشقّت قميصها فوجدت قلبها
كما قد يؤدى إلى أكل الشبهات والإكثار من الطعام وذلك يؤدى إلى قساوة القلب وجفاء الطبع قال سهل بن عبد الله رضي الله عنه : من لم يصحبه الورع أكل رأس الفيل ولم يشبع وقيل في شدة ورع بشر الحافي رضي الله عنه أنه دعي إلى دعوة فوضع بين يديه طعام فجهد أن يمد يده إليه فلم تمتد ففعل ذلك ثلاث مرات فقال رجل يعرف ذلك منه إن يده لا تمتد إلى طعام فيه شبهة ما كان أغنى صاحب الدعوة أن يدعو هذا الشيخ
والأخطر من ذلك أن ترك دقيق الورع بالنسبة لأهل المقامات قد يعرضهم للنزول من الدرجة التي وصلوا إليها لأنهم يأخذون أنفسهم بالشدة في معاملتهم لها وذلك من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين
ومن ذلك ما روى عن إبراهيم بن أدهم قال : بت ليلة تحت الصخرة ببيت المقدس فلما كان بعض الليل نزل ملكان فقال أحدهما لصاحبه : من هاهنا؟ فقال الآخر : إبراهيم بن أدهم فقال : ذاك الذي حطّ الله درجة من درجاته فقال: لم؟، قال : لأنه اشترى بالبصرة التمر فوقعت تمرة على تمره من تمر البقال فلم يردّها على صاحبها
قال إبراهيم فمضيت إلى البصرة واشتريت التمر من ذلك الرجل وأوقعت تمرة على تمره ورجعت إلى بيت المقدس وبت في الصخرة فلما كان بعض الليل إذا أنا بملكين نزلا من السماء فقال أحدهما للآخر : من هاهنا؟ فقال الآخر: إبراهيم بن أدهم فقال : ذاك الذي ردّ الله مكانه ورفعت درجته قال : نعم
أما منزلة الورع في الدار الآخرة فقد ورد فيها كثير من منامات ومكاشفات الصالحين فمن ذلك أن سفيان الثوري رؤى في المنام بعد موته وله جناحان يطير بهما في الجنة من شجرة إلى شجرة فقيل له : بم نلت هذا ؟ فقال: بالورع
وكان حسّان بن أبى سنان لا ينام مضطجعا ولا يأكل سمينا ولا يشرب ماء باردا ستين سنة فرؤى في المنام بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: خيرا إلا أنى محبوس عن الجنة بإبرة استعرتها فلم أردّها
وكان لعبد الواحد بن زيد غلام خدمه سنين وتعبّد أربعين سنة وكان ابتداء أمره كيّالا فلما مات رؤى في المنام فقيل له : ما فعل الله تعالى بك؟ فقال: خيراً غير أنى محبوس عن الجنة وقد أخرج على من غبار القفيز {المكيال} أربعين قفيزا
ومرَّ عيسى بن مريم عليه السلام بمقبرة فنادي رجلا منها فأحياه الله تعالى فقال: من أنت؟ فقال: كنت حمالا أنقل للناس فنقلت يوما لإنسان حطبا فكسرت منه خلالا تخلّلت به فأنا مطالب به منذ وقت
وهكذا يتضح لنا المنزلة الدقيقة للورع بين العبادات الإسلامية حتى نحرص على مراعاته في كل أحوالنا بل ولا نحيد عنه في كل أنفاسنا ولا تعبأ بوعورة الطريق مع قلة السالكين ولا تغتر بظاهر الشهوات مع كثرة الهالكين فقد قال الله {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ} ص24
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...2&id=128&cat=2
منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق