لأهل الله أسرار خفية .. وأحوال ترى فيهم علية
وأنوار ترى فيهم جهارا .. يرون بها حقائقهم جلية
وعلم غامض يعطي بفضل .. لأنهموا تهنوا بالمعية
معية ربهم حال التجلي .. بأفئدة من الدنيا خلية
صفوا لله من ميل وحظ .. فكان القرب منه لهم عطية
حباهم بالشهود وقد سقاهم .. وناولهم من الراح الشهية
صفت ألبابهم فسموا ونالوا .. مقام القرب من رب البرية
رأوه بأعين ملئت يقينا .. عيون بصيرة صارت مضية
بلا كيف ولا كم ولكن .. بأسرار تعالت معنوية
ولم يحجبهم كون ووهم .. عن الأنوار فافهم يا أخيه
هموا الأنوار ناولهم فغابوا .. به عن رؤية الدنيا الدنية
قلوبهم بنور الله عمرت .. فقاموا بالأوامر والوصية
عبيدا أخلصوا لله دينا .. وقاموا صادقين بحسن نية
فلم تشغلهموا دنيا وأخرى .. عن الإخلاص للذات العلية
رأوا مولاهموا أحدا تعالى .. وأنفسهم به صارت غنية
عليه توكلوا واليه فروا .. فواجههم بأنوار سنية
وكل أمورهم قد فوضوها .. وأنفسهم به صارت رضية
بذكر الله عن دنيا وأخرى ..فآنسهم به بعد العطية
ونجاهم وأدناهم إليه .. بمحض الفضل حسني أوليه
رضوا عنه فرضي الله عنهم .. على سنن الهداة محمدية
ومن عين الشريعة قد سقاهم .. براح الحال خمرا عيسوية
ومن يد سيد الرسل التهامي .. سقوا خمرا بشائر أحمدية
على مولاهمو عكفوا بصدق .. فرقاهم إلى روض المعية
وخصهموا بمحض الحفظ حتى .. لقد فازوا بحسنى السابقية
وجملهم بأخلاق التهامي ..فحفظوا من صفات الجاهلية
عبيد ذلهم عز ومجد .. وفقرهم الغني حلل جلية
إذا أوذوا فمولاهم قريب ..يغار عليهمو من ذي الحمية
ويكرمهم ويرفعهم مقاما .. ويمنحهم به الرتب العلية
أداموا شكرهم في كل حال .. وحمدوه على كل العطية
على سنن القويم صراط طه ..بصدق والعزائم ما ضوية
فخل الخلق خلفك ثم عامل .. بصدق ذات مولاك العلية
وقم لله لا بالخلق واحفظ .. فؤادك من وساسه الخفية
فإن الله مولانا مجيب .. يلبي من دعاه بحسن نية
صلاة الله مولانا تعالى .. على الفرد المراد به العطية
وأصحاب ووراث كرام .. وعترته الكرام الهاشمية
السيد /محمد ماضى أبو العزائم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق