Disqus for ومضات إيمانية

الجمعة، 13 ديسمبر 2013

العقل السليم يستجيب لدعوة الله تعالى

إن العقل هو زينة الانسان وكماله، وقد أكرم الله به الانسان وميزه على سائر الكائنات وان الله خاطب هذا العقل بشرائعه وأديانه لينظر فيها ويتأمله ويؤمن بأن الله أنزلها لإصلاح بنى الانسان، ولإسعاد هذه الحياة، ولن يتأخر هذا العقل فى استجابته لداعى الحق إلا إذا أصيب بهوى يعميه، أو شهوة تطغيه، ويكون مثله فى ذلك مثل المريض الذى يذوق طعم الحلو مرا، وطعم الماء العذب متغيرا، وعندئذ لا تنفع مع هذا العقل الحيلة، ولا تجدى فيه الوسيلة، اللهم الا إذا ابرىء من علله وشفى من أمراضه، إذ أن العقل فطرة الله الكريمة فى الانسان التى فطر جميع الناس عليها من لدن آدم الى انتهاء الحياة من على وجه هذه الأرض، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا.
هذا وان الله جعل الخير فى المسلمين، وجعلهم أمة وسطا يعنى أهل عدل وحكمة، ولذلك حملهم رسالة الاسلام يبشرون بها الأمم والشعوب، ويدعون الناس الى الله بالحكمة والرحمة والموعظة الحسنة من غير جدال ولا خصام ولا معاندة ولا مكابرة لأن قصدهم نجاة إخوانهم من بنى الانسان من الكفر والضلال، وتوصيل نور الله وهداية السماء إليهم، ولا تزال طائف من المسلمين يقومون بهذا الأمر على الوجه الذى يرضى الله ورسوله ويرضى الفضيلة والعقل السليم، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهم على هذا الحال لا يضرهم من خالفهم، ولا يمنعهم من ناوؤهم لا إعتقادهم أن هذا فرض فرضه الله عليهم عملا يقول الله تعالى: ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[1].
نسأل الله أن يجعلنا من الهداة المهتدين، والدعاة المرشدين إنه مجيب الدعاء وصلى الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وسلام على جميع الأنبياء والمرسلين والحمد لله رب العالمين.
                                العبد المنكسر القلب الى الله ورسوله    
                                                محمد على سلامه   
 مدير أوقاف بورسعيد الأسبق 



[1]  [108،يوسف].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق