Disqus for ومضات إيمانية

الخميس، 8 أغسطس 2013

مناهج التربية النبوية بفهم أولياء الله الصالحين

بسم الله الرحمن ارحيم

قد يجد الإنسان نفسه في حيرة شديدة إذا نظر إلى أحوال أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وكيف تجلت فيهم العبقرية في كل مجال سلكوه وفي كل باب ولجوه حتى أنك لا تجد في الوجود كله قديماً وحديثاً من يضاهي حُكامهم وأحكامهم في العدل والمساواة مع الرحمة والرقة والشفقة لجميع خلق الله ولا من يماثل قادتهم في التدبير والتخطيط لخوض المعارك والنجدة والشجاعة أثناءها

بل يقف العالم كله دهشاً حائراً وهو ينظر إلى القمم العالية منهم في القضاء والتي عزَّ أن يكون لها نظير في السابقين أو المعاصرين أو اللاحقين وهكذا الأمر فيهم جميعاً في كل أحوالهم فإذا نظرنا بعين فاحصة متلمسين أسباب ذلك نجد أنها تنحصر في سبب جامع واحد هو التربية القرآنية النبوية

فلقد كان لتربية النبي صلي الله عليه وسلم لأصحابه الفضل الأكبر في تفجير طاقاتهم وإظهار عبقرياتهم وتفرد نبوغهم مع إكسابهم عظيم الخلال وجميل الصفات فبرزوا بهذا الجمال الذي ليس له مثال

ولو رجعنا إلى الصفحات المضيئة في تاريخنا لوجدنا وراء ذلك كله التربية الإسلامية التي قام بها رجال تربوا على مائدة القرآن واقتدوا في سلوكهم وكل أحوالهم بالنبي العدنان وصحابته عليهم سحائب الرضوان بينما نجد المواقف التي يتخلى فيها النصر والعزة للمسلمين ترجع إلى تخلي المسلمين في هذا الوقت والآن عن التربية القرآنية وانشغالهم بالكلية بالدنيا الدنية

ولذا نستطيع أن نقول باطمئنان تام وثقة كاملة أن المسلمين المعاصرين رغم الصحوة الإسلامية الظاهرة في الشكل والمظهر والفضائيات الدينية والصحف والمجلات الإسلامية وكثرة المعروض من الكتب الدينية والتنظيمات الكثيرة التي تنتسب إلى الإسلام فإن المسلمين الآن لن يعودوا إلى مجد السلف الصالح وعزتهم وتظهر مواهبهم وتنفتق قدراتهم إلا إذا رجعوا إلى مناهج التربية النبوية وطبقوها بما يتناسب مع حياتهم المعاصرة بدون شذوذ وتجاوز عن الحد أو تقصير بذلك وبهذه التربية يستطيعون أن يكونوا جيل النصر المنشود

والحق الذي لا مرية فيه وباستقراء تاريخنا المجيد نصل إلى حقيقة ناصعة وهي أن رجالات الصوفية الصادقين هم وحدهم أصحاب المدارس التربوية القرآنية التي خرَّجت الأبطال في كل مجال على مدى الأجيال

كيف كان ذلك؟ وما المناهج التي استخدموها ليتم لهم ذلك؟ وما طرق التدريس التي اتبعوها ليصلوا إلى ذلك؟ ذلك ما تجد إجابته شافية ووافية في هذا الكتاب والذي سميناه (شراب أهل الوصل)

وإن كنا ألمحنا في ثنايا بعض كتبنا الأخرى إلى شيء مما يحويه ككتابنا (طريق الصديقين) وكتابنا (طريق المحبوبين وأذواقهم) وكتابنا (منهاج الواصلين) وكتابنا (الفتح العرفاني) وكتابنا ( العطايا الصمدانية للأصفياء) وكتابنا (مراقي الصالحين) وكتابنا (رسالة الصالحين) وكتابنا (نسمات القرب) وكتابنا (الولاية والأولياء) وكتابنا (المجاهدة للصفاء والمشاهدة) وكتابنا (علامات التوفيق لأهل التحقيق) وكتابنا (سياحة العارفين) وكتابنا (موازين الصادقين) وكتابنا (النفس وصفها وتزكيتها) وغيرها من الكتب التي تناولنا فيها هذا المنهج النبوي التربوي والذي لا مخرج للمسلمين من كبوتهم المعاصرة ونهوضهم وتقدمهم بين الأمم المعاصرة إلا به


http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...1&id=101&cat=6


منقول من كتاب [شراب أهل الوصل] اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق