التوسل بالنبى فى حياته وبعد انتقاله
التوسل بالنبى فى حياته الأمة كلها أجمعت عليه ولم يشذ أحد عن هذا الإجماع ،
لكن وقع الخلاف فى مسألة التوسل بالنبى بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى
جانب كبير من علماء أهل السنة والجماعة ومن بينهم علماء الصوفية يعتقدون أن التوسل بالنبي في حياته وبعد وفاته هو أمر متفق عليه بين المسلمين طيلة فترة السلف ولم يكن محل نقاش إلا بعد مضي ستة قرون على وفاة النبي محمد فكان أن أثير الخلاف في التوسل بالنبي بعد مماته والتوسل بغيره كالأئمة ووالأولياء، ويستشهدون بنصوص من الكتاب والسنة وفعل السلف الصالح من بينها الحديث الذي رواه عثمان بن حنيف وقصة الرجل مع عثمان بن عفان والتي صححها الطبراني وغيره، والذي ورد فيه النص التالي بجواز التوسل بالنبي محمد في حياته وبعد وفاته: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمــد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي" [13]. واستمر جمهور العلماء يجمعون على جواز التوسل بالنبي والرجال الصالحين إلى أن أعيد النقاش قبل حوالي مائتي عام. ويرى هذا الجانب من علماء أهل السنة والجماعة أن ابن تيمية هو أول من ابتدع القول بحرمة التوسل
ومنهم من قال أنه لا يجوز التوسل بأحد من الخلق إلاّ بالنبي محمد وحده دون التفريق بين حياته أو مماته،
ومن القائلين بهذا الإمام العز بن عبد السلام
بينما السلفية: يعتقدون بجواز التوسل بدعاء النبي واستغفاره في حياته دون مماته. أما التوسل إلى الله بذات النبي وذوات غيره من الأنبياء والصالحين (كأن يقول: اللهم إني أسألك بفلان، أو أتوسل إليك بحق فلان، أو بجاه فلان)، فهي عبادة غير مشروعة لم ترد بها نصوص صحيحة، ولم يفعلها أحد من السلف،
وإن كانوا يقرون بأنها مسألة خلافية لا يجوز الغلو في الإنكار على فاعلها، أو تكفيره
يقول محمد بن عبد الوهاب في فتاواه:
"وإن كان الصواب عندنا قول الجمهور من أنه مكروه، فلا ننكر على من فعله، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد، ولكن إنكارنا على من دعا لمخلوق أكثر مما يدعو الله ويقصد القبر يتضرع عند ضريح..يطلب فيه تفريج الكربات..، فأين هذا ممن يدعو الله أحدًا ولكن يقول في دعائه: أسألك بنبيك أو..بعبادك الصالحين، أو يقصد قبرًا معروفًا أو غيره يدعو عنده، لكن لا يدعو إلا الله..فأين هذا مما نحن فيه" (فتاوى محمد بن عبد الوهاب، مجموعة المؤلفات، القسم الثالث، ص 68، منشورات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)
وما دام هناك إجماع على التوسل بالنبى فى حياته فلا داعى لأن نفرد له صفحات
أو نأتى بالأدلة على إثباتها فالأمة كله مجمعة عليها
ولكن سنذكر الأدلة على التوسل بالنبى بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى
وكذلك التوسل بالصالحين والتبرك بآثار الأنبياء والأولياء إن شاء الله
فقد ورد عن رسول الله أنه قال
" من خرج من بيته الى الصلاة فقال : اللهم أسألك بحق السائلين عليك . و بحق ممشاي هذا . فانى لم أخرج أشر ولا بطرا ........)
رواة ابن ماجه عن أبى سعيد الخدرى
قال المنذري في الترغيب والترهيب ج3 ص119 : رواه ابن ماجه بإسناد فيه مقال ،وحسنه شيخنا الحافظ أبو الحسن .
وقال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار ج1 ص272 : هذا حديث حسن ، أخرجه أحمد وابن خزيمة في كتاب التوحيد ، وأبو نعيم وابن السني .
وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ج1 ص323 عن الحديث : بأنه حسن.
وقال الحافظ البوصيري في زوائد ابن ماجه المسمى ((بمصباح الزجاجة)) ج1 ص98 : رواه ابن خزيمة في صحيحه .
وقال الحافظ شرف الدين الدمياطي في المتجر الرابع ص471 : إسناده حسن إن شاء الله .
وذكر العلامة المحقق المحدث السيد علي بن يحي العلوي في رسالته اللطيفة هداية المتخبطين : أن الحافظ عبد الغني المقدسي حسّن الحديث ، وقبله ابن أبي حاتم،
وبهذا يتبين لك أن هذا الحديث صححه وحسنه ثمانية من كبار حفاظ الحديث وأئمته ، وهم :
ابن خزيمة والمنذري وشيخه أبو الحسن والعراقي والبوصيري وابن حجر وشرف الدين الدمياطي وعبد الغني المقدسي وابن أبي حاتم ، وهؤلاء منهم
فهل يبقى بعد قول هؤلاء كلام المتكلم ، وهل يصح من عاقل أن يترك حكم هؤلاء الفحول من الرجال الحفاظ المتقنين إلى قول المتطفلين على موائد الحديث.
{ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ . }
{ . فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } .
وما رواه الطبرانى و ابن حيان و الحاكم عن أنس رضى الله عنه" لما ماتت فاطمه بنت أسد أم على ابن طالب
" دخل الرسول صل الله عليه وسلم الغير فاضطجع و قال الله الذى يحيى و يميت و هو حي لا يموت أغفر لأمى فاطمه بنت أسد و لقنها حجتها و وسع عليها مدخلها بحق نبيك و الأنبياء الذى من قبلى فأنك أرحم الراحمين "رواه ابن ابى شيبه عن جابر . و كذا رواه ابن عبد البر عن ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين .
جاء في مناقب فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب إنها لما ماتت حفر رسول الله صل الله عليه وسلم لحدها بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله صل الله عليه وسلم فاضطجع فيه فقال : ((الله الذي يحي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين . وكبر عليها أربعاً وأدخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم)) ..
. رواه الطبراني في الكبير والأوسط . وفيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان والحاكم ، وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح . [ كذا بمجمع الزوائد ج9 ص257 ] .
واختلف بعضهم في [روح بن صلاح] أحد رواته ، ولكن ابن حبان ذكره في الثقات ، وقال الحاكم : ثقة مأمون ، وكلا الحافظين صحح الحديث ، وهكذا الهيثمي في [مجمع الزوائد] ورجاله رجال الصحيح(11)[1].
ورواه كذلك ابن عبد البر عن ابن عباس ، وابن أبي شيبة عن جابر ، وأخرجه الديلمي وأبو نعيم ، فطرقه يشد بعضه بعضاً بقوة وتحقيق(12) .
قال الشيخ الحافظ الغماري في إتحاف الأذكياء ص20 : وروح هذا ضعفه خفيف عند من ضعفه كما يستفاد من عباراتهم ، ولذا عبر الحافظ الهيثمي بما يفيد خفة الضعف كما لا يخفى على من مارس كتب الفن . فالحديث لا يقل عن رتبة الحسن بل هو على شرط ابن حبان صحيح .
ونلاحظ هنا أيضاً أن الأنبياء الذين توسل النبي r بحقهم على الله في هذا الحديث وغيره قد ماتوا فثبت جواز التوسل إلى الله [بالحق] وبأهل الحق أحياء وموتى .
و فى الحديث الذى رواه الترميزى و النسائى و البيهقىو الطبرانى باسناد صحيح عن عثمان ابن حنيف رضى الله عنه
" أن رجل رجل ضرير البصر أتى البى فقال ادعوا الله أن يعافينى ’ قال ان شئت دعوت و ان شئت صبرت خير لك قال فادعه ؟ قال فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء و يدعو بهذا
( اللهم أنى أسألك و أتوجه اليك نبيك محمد نبى الرحمة انى توجهت بك الى ربى فى حاجتى هذه لتقض لى اللهم شفعه فيّ ). فعاد و قد أبصر .
والسبب فى رواية سيدنا عثمان بن حنيف لهذا الحديث هى : أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضى الله عنه فى حاجة له أثناء توليه إمارة المؤمنين _فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر فى حاجته
فلقى عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك فقال له عثمان بن حنيف :ائت الميضأة فتوضأ فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل : اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة ، يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى لتقضى لى حاجتى وتذكر حاجتك ورح إلى حتى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال لهثم أتى باب عثمان بن عفان فجاء البواب حتى أخذ بيدة فأدخله على عثمان بن عفان وأجلسه وذكر حاجته لعثمان فقضاها له وقال له : ما كانت لك من حاجة فائتنا وخرج الرجل من عنده ولقى عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر فى حاجتى حتى كلمته فىّ فقال عثمان : والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صل الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير ثم ذكر الحديث ، والقصه تدل على ما يدل عليه الحديث وتغلق الباب وتسد الطريق على من حاول أن يزعم أن الحديث خاص بحياة النبى صل الله عليه وسلم وقد صحح هذا الحديث
الحاكم والترمذى وصححه الألبانى أيضا قال عنه إسناده صحيح فى التعليق على صحيح بن خزيمه 1219
ورواة الطبرانى فى الصغير والبيهقى فى دلائل النبوة والمنذرى فى الترغيب والترهيب
قال الطبراني: "والحديث صحيح" ففيه دليل على أن الأعمى توسّل بالنبي صلى اللّه عليه وسلم في غير حضرته، بل ذهب إلى الميضأة فتوضأ وصلى ودعا باللفظ الذي علّمه رسول اللّه، ثم دخل على النبي صلى اللّه عليه وسلم والنبي لم يفارق مجلسه لقول راوي الحديث عثمان بن حُنيف: "فواللّه ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا وقد أبصر".
والهيثمى فى مجمع الذوائد والمباركفورى فى تحفة الأحوذى
صحابي توسل واستغاث بالنبي في حضرة عمر ولم ينكر عليه
روى البيهقي (1) بإسناد صحيح عن مالك الدار (وكان خازن عمر)
قال [أصاب الناس قحط في زمان عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المنام فقال:
إيت عمر فأقرئه مني السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له:عليك بالكيس الكيس، فأتى الرجل عمر فأخبر عمر فقال:
يا رب ما ءالو إلا ما عجزت] اهـ. وهذا الرجل هو بلال بن الحارث المزني الصحابي
، فهذا الصحابي قد قصد قبر الرسول للتبرك فلم ينكر عليه عمر ولا غيره.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (2) ما نصه
[وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان
عن مالك الدار قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى
قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك
فإنهم قد هلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر . . . الحديث.
وقد روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو
بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة] ا.هـ.
------------
(1) انظر البداية والنهاية (7/ 91-92) (2) فتح الباري شرح صحيح البخاري (2/495-496)
وخازن عمر يقولون أنه مجهول وردنا أنه لو لم يكن ثقة لما اختارة الفاروق رضى الله عنه ليكون خازنه
" من خرج من بيته الى الصلاة فقال : اللهم أسألك بحق السائلين عليك . و بحق ممشاي هذا . فانى لم أخرج أشر ولا بطرا ........)
رواة ابن ماجه عن أبى سعيد الخدرى
قال المنذري في الترغيب والترهيب ج3 ص119 : رواه ابن ماجه بإسناد فيه مقال ،وحسنه شيخنا الحافظ أبو الحسن .
وقال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار ج1 ص272 : هذا حديث حسن ، أخرجه أحمد وابن خزيمة في كتاب التوحيد ، وأبو نعيم وابن السني .
وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ج1 ص323 عن الحديث : بأنه حسن.
وقال الحافظ البوصيري في زوائد ابن ماجه المسمى ((بمصباح الزجاجة)) ج1 ص98 : رواه ابن خزيمة في صحيحه .
وقال الحافظ شرف الدين الدمياطي في المتجر الرابع ص471 : إسناده حسن إن شاء الله .
وذكر العلامة المحقق المحدث السيد علي بن يحي العلوي في رسالته اللطيفة هداية المتخبطين : أن الحافظ عبد الغني المقدسي حسّن الحديث ، وقبله ابن أبي حاتم،
وبهذا يتبين لك أن هذا الحديث صححه وحسنه ثمانية من كبار حفاظ الحديث وأئمته ، وهم :
ابن خزيمة والمنذري وشيخه أبو الحسن والعراقي والبوصيري وابن حجر وشرف الدين الدمياطي وعبد الغني المقدسي وابن أبي حاتم ، وهؤلاء منهم
فهل يبقى بعد قول هؤلاء كلام المتكلم ، وهل يصح من عاقل أن يترك حكم هؤلاء الفحول من الرجال الحفاظ المتقنين إلى قول المتطفلين على موائد الحديث.
{ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ . }
{ . فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } .
وما رواه الطبرانى و ابن حيان و الحاكم عن أنس رضى الله عنه" لما ماتت فاطمه بنت أسد أم على ابن طالب
" دخل الرسول صل الله عليه وسلم الغير فاضطجع و قال الله الذى يحيى و يميت و هو حي لا يموت أغفر لأمى فاطمه بنت أسد و لقنها حجتها و وسع عليها مدخلها بحق نبيك و الأنبياء الذى من قبلى فأنك أرحم الراحمين "رواه ابن ابى شيبه عن جابر . و كذا رواه ابن عبد البر عن ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين .
جاء في مناقب فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب إنها لما ماتت حفر رسول الله صل الله عليه وسلم لحدها بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله صل الله عليه وسلم فاضطجع فيه فقال : ((الله الذي يحي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين . وكبر عليها أربعاً وأدخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم)) ..
. رواه الطبراني في الكبير والأوسط . وفيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان والحاكم ، وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح . [ كذا بمجمع الزوائد ج9 ص257 ] .
واختلف بعضهم في [روح بن صلاح] أحد رواته ، ولكن ابن حبان ذكره في الثقات ، وقال الحاكم : ثقة مأمون ، وكلا الحافظين صحح الحديث ، وهكذا الهيثمي في [مجمع الزوائد] ورجاله رجال الصحيح(11)[1].
ورواه كذلك ابن عبد البر عن ابن عباس ، وابن أبي شيبة عن جابر ، وأخرجه الديلمي وأبو نعيم ، فطرقه يشد بعضه بعضاً بقوة وتحقيق(12) .
قال الشيخ الحافظ الغماري في إتحاف الأذكياء ص20 : وروح هذا ضعفه خفيف عند من ضعفه كما يستفاد من عباراتهم ، ولذا عبر الحافظ الهيثمي بما يفيد خفة الضعف كما لا يخفى على من مارس كتب الفن . فالحديث لا يقل عن رتبة الحسن بل هو على شرط ابن حبان صحيح .
ونلاحظ هنا أيضاً أن الأنبياء الذين توسل النبي r بحقهم على الله في هذا الحديث وغيره قد ماتوا فثبت جواز التوسل إلى الله [بالحق] وبأهل الحق أحياء وموتى .
و فى الحديث الذى رواه الترميزى و النسائى و البيهقىو الطبرانى باسناد صحيح عن عثمان ابن حنيف رضى الله عنه
" أن رجل رجل ضرير البصر أتى البى فقال ادعوا الله أن يعافينى ’ قال ان شئت دعوت و ان شئت صبرت خير لك قال فادعه ؟ قال فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء و يدعو بهذا
( اللهم أنى أسألك و أتوجه اليك نبيك محمد نبى الرحمة انى توجهت بك الى ربى فى حاجتى هذه لتقض لى اللهم شفعه فيّ ). فعاد و قد أبصر .
والسبب فى رواية سيدنا عثمان بن حنيف لهذا الحديث هى : أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضى الله عنه فى حاجة له أثناء توليه إمارة المؤمنين _فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر فى حاجته
فلقى عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك فقال له عثمان بن حنيف :ائت الميضأة فتوضأ فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل : اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة ، يا محمد إنى أتوجه بك إلى ربى لتقضى لى حاجتى وتذكر حاجتك ورح إلى حتى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال لهثم أتى باب عثمان بن عفان فجاء البواب حتى أخذ بيدة فأدخله على عثمان بن عفان وأجلسه وذكر حاجته لعثمان فقضاها له وقال له : ما كانت لك من حاجة فائتنا وخرج الرجل من عنده ولقى عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر فى حاجتى حتى كلمته فىّ فقال عثمان : والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صل الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير ثم ذكر الحديث ، والقصه تدل على ما يدل عليه الحديث وتغلق الباب وتسد الطريق على من حاول أن يزعم أن الحديث خاص بحياة النبى صل الله عليه وسلم وقد صحح هذا الحديث
الحاكم والترمذى وصححه الألبانى أيضا قال عنه إسناده صحيح فى التعليق على صحيح بن خزيمه 1219
ورواة الطبرانى فى الصغير والبيهقى فى دلائل النبوة والمنذرى فى الترغيب والترهيب
قال الطبراني: "والحديث صحيح" ففيه دليل على أن الأعمى توسّل بالنبي صلى اللّه عليه وسلم في غير حضرته، بل ذهب إلى الميضأة فتوضأ وصلى ودعا باللفظ الذي علّمه رسول اللّه، ثم دخل على النبي صلى اللّه عليه وسلم والنبي لم يفارق مجلسه لقول راوي الحديث عثمان بن حُنيف: "فواللّه ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا وقد أبصر".
والهيثمى فى مجمع الذوائد والمباركفورى فى تحفة الأحوذى
صحابي توسل واستغاث بالنبي في حضرة عمر ولم ينكر عليه
روى البيهقي (1) بإسناد صحيح عن مالك الدار (وكان خازن عمر)
قال [أصاب الناس قحط في زمان عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المنام فقال:
إيت عمر فأقرئه مني السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له:عليك بالكيس الكيس، فأتى الرجل عمر فأخبر عمر فقال:
يا رب ما ءالو إلا ما عجزت] اهـ. وهذا الرجل هو بلال بن الحارث المزني الصحابي
، فهذا الصحابي قد قصد قبر الرسول للتبرك فلم ينكر عليه عمر ولا غيره.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (2) ما نصه
[وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان
عن مالك الدار قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى
قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك
فإنهم قد هلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر . . . الحديث.
وقد روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو
بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة] ا.هـ.
------------
(1) انظر البداية والنهاية (7/ 91-92) (2) فتح الباري شرح صحيح البخاري (2/495-496)
وخازن عمر يقولون أنه مجهول وردنا أنه لو لم يكن ثقة لما اختارة الفاروق رضى الله عنه ليكون خازنه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق