أحداث النهاية في أيامنا لها بداية والبداية بدأت منذ سنين عدة،منذ استيلاء اليهود على فلسطين كيف ذلك، إن الله تعالى قدَّر أن هلاك اليهود يكون في النهاية فكيف يمكن ذلك وهم مشردون في جميع أنحاء الدنيا فصار ما صار من الأحداث التي تعرفونها جميعاً ، وجعل الله هذه الفترة الماضية منذ وعد بلفور ثم استيلائهم على فلسطين ثم بعد ذلك الضفة وغزة لماذا حتى يتجمعوا في فلسطين من جميع أنحاء الدنيا لأن الله قرر الحكم
(فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ) (104الإسراء)
أي إذا جاء وعد الآخرة، وأذن الله بالنهاية، أحضرناكم من قبائل وجماعات شتى، بألسنة شتى، وثقافات متباعدة لا تعرفون بعضكم، إلى حيث تلقون الوعد فهم قد نفذوا الخطة الموضوعة لهم بعد أن تشر ذموا في الأرض وتفرقوا في ربوعها،والمتبصر في عجائب أقدار الله يعلم أنهم لم يكن ليجتمعوا جميعاً في مكان واحد إلا بتشرذمهم أولاً في جميع البلاد، لماذا
لأنهم بتقطعهم وتشرُّدهم وتشرْذمهم في البلاد شعروا بضعفهم، فاختطوا لنفسهم خطة واحدة، حيث ذهبوا أن يكونوا أقوياء بالمال والمادة وبالنساء وبالمؤامرات، وبأي خطة تمكنهم من أن تقوى شوكتهم ويتحكموا في أهل السلطة والقرار وقد بسطنا ذلك في بحثنا جيداً
ولذا لم يذوبوا أبداً في الناس حيث حلُّوا وإنما انغلقوا على أنفسهم، وصنعوا لهم مجتمعات مغلقة محدودة محرَّمة على غيرهم واشتغلوا بالمال وتجارة الجنس، فصاروا معروفين في كل مكان أنهم أهل الربا والبخل، وأهل المؤامرات والجنس مع استباحة جميع أنواع الشرور، فكل ما عدا اليهودي مباحٌ له
ومن هنا ضجت الناس منهم وذاقت على أيديهم الأمرَّين في كل بلاد الدنيا وتمنت جميع الشعوب أن يرحلوا عنهم ويتخلصوا منهم بأية وسيلة فلما كان وعد بلفور، أيدت قوى العالم إنشاء دولتهم في فلسطين ليتخلصوا منهم ويبعدوا شرورهم عنهم وفى الحقيقة فهم ينفذون خطة النهاية المرسومة
وصبُّوا في مكان واحد فسكنوه وأطلقوا عليه أسما عجيباً أتعرفون لماذا،لأن اليهود أنفسهم أسموا هذا المكان بما أخبر به الله عنه هم أسموا فلسطين أرض الموعد، أو أرض الميعاد وفى القرآن قال تعالى
وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا) (الآية 104الإسراء))،ينفذون الأقدار المكتوبة بالحرف بل ولكي أزيد لكم الأمر إيضاحاً؛ كيف ينفذون الوعد الإلهي المرسوم لهم بأيديهم وبأنفسهم وكما أخبر القرآن قصة الجدار الفاصل
كلكم يعرف موضوع الجدار الفاصل، أو السور الحاجز الذي يبنونه حول المناطق الفلسطينية ليعزلوها ليحموا أنفسهم، وهو موضوع كانوا يتناقشون فيه بعد احتلال فلسطين بمدة قصيرة ولكن كانوا يؤجلونه ولا يشرعون في تنفيذه، حتى ضاق عليهم الخناق ولم يجدوا بداً من تنفيذه الآن! مرغمين
لماذا؟ لأنهم وعلى رأسهم علماء الدين عندهم يعلمون أنهم ببناء هذا السور أو الجدار يؤكدون ما حكاه الله عنهم في القرآن أنهم سيجعلون أنفسهم في قرى محصنة ومن وراء الجدر، وبذلك يتمون إظهار الآية واضحة جلية، وإثبات أنهم قومٌ لا يعقلون لأنهم ينفذون كلام الله عنهم ولن يفيدهم أو يحميهم، فالوعد آتٍ آت . في أرض الوعد،قال تعالىلَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ) (14الحشر)والآن نحن في المراحل قبل الأخيرة . كيف ما يحدث في العالم العربي الآن فكلُّه مبشرات بأن كل الأنظمة البالية والفاسدة والتي كانت تحمى اليهود ستنتهي وتتحد الأُمة العربية كشعوب وتستحيا هذه الشعوب وتنهض، فعندها كل المقومات اللازمة -وأكثر بكثير جداً مما عند أوروبا مثلاً وإنما المانع هم الحكام أنفسهم؛ فعندما يزولون فماالذي يمنعنا من ذلك فتبدأ الدول العربية في النهوض ثم بعد نهوض الدول العربية تحدث حرب النهاية
هي الحرب التي لا بد منها وهى التي تنبأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوضحها، وهى الحرب العالمية الأخيرة، وهى التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الدخان إذ يقول الحق جلَّ جلالهفَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ . يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ. رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ . أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ. ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ . إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ. يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ) (10: 16الدخان)
والآن هم جاهزون، فروسيا جهزت صواريخها، والصندوق الصغير الذي سيطلق كل هذه الصواريخ موجود مع رئيسهم، وأمريكا كذلك، فتحدث حرب بين الاثنين، وفى هذه الفترة من سيدافع عن إسرائيل لا يوجد أحد، والعرب لم يعد فيهم خيانة لأن ملوكهم ذهبوا، فينزل العرب على اليهود فتأخذهم الوهلة، ومن شدة الوهلة لا يستطيعون استخدام أسلحتهم حتى الذرية، فيحصل فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّـى يُقَاتِلَ الـمُسْلِـمُونَ الْـيَهُودَ فَـيَقْتُلُهُمُ الـمُسْلِـمُونَ حَتَّـى يختبئ الْـيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الـحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَـيَقُولُ الـحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِـمُ يَا عَبْدَ الله، هذا يَهُودِيٌّ خَـلْفِـي فَتَعَالَ فَـاقْتُلْهُ، إِلاَّ الْغَرْقَد (1)فَـإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْـيَهُودِ }(2)
ولكن ما صفة هؤلاء الذين يقاتلون اليهود أو لنقل إذاً في النهاية مَن سينتصر على اليهود أخبر الله عنهم في كتابه العزيز فكما سماهم الحبيب "المسلم عبدا لله أسماهم اللهعباداً لنا أي عباد الله وأضاف ذوى بأس شديد
قال تعالىبَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ) (5الإسراء)
لابد أن يكونوا عباداً لله وصفتهم أن بأسهم شديد، ومتى سيحدث ذلك قال في ذلك الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:
يوم يصغى كل مؤمن لصوت المؤذن فوق منار
اللحظة التي ستجد فيها المسلمين عندما يسمعون صوت المؤذن يترك الكل ما في يده ويذهب للصلاة، فاعلم أن الموضوع قد قرب، لماذا
لأن هذا الصنف من المسلمين هم الذين معهم تأييد ربِّ العالمين عزَّ وجلَّ، وهم الذين معهم البأس الشديد والقلب الحديد الذي يصلح ليوم الوعد والوعيد والحمد لله النهضة الدينية تتفاعل بشدة هذه الأيام فبنو إسرائيل أو نسلهم من اليهود قد جاءوا لفيفاً من كل فج وسكنوا فلسطين، وأسموها أرض الميعاد، وأفسدوا فيها وفى الأرض كلها، وعلوا وبنوا وتجبروا قد بنوا الجدار الفاصل وصاروا في سجن كبيرو ثم ملؤا فلسطين بشجر الغرقد، وصحيح أنه مفيد ولكنها النبؤة فهم يعرفون أنه متشابك ولن يدلَّ عليهم فزرعوه في كل مكان بفلسطين، ومستوطنات اليهود مليئة به
وعندها تحدث الحرب فينطق الله الحجر والشجر لمن هو بالفعل عبدٌ لله وليس عبداً للقائد أو المال وغيره، وتكون هذه هي نهاية اليهود ونطق الحجر والشجر ربما لن يكون نطقاً بلسان وربما يكون إخباراً بآلة أو أداة أو أي وسيلة نعرفها أو لا نعرفها، لأنهم عباد لله ذوى بأس شديد، وربما كان من آيات بأسهم استنطاق الحجر أو الشجر أو الرؤية من خلالها بما يخلق الله من الآيات والأدوات وإن أبسط الأجهزة والآلات التي نستخدمها اليوم هي لمن سبقنا بمئات السنين فقط فوق كل صنوف السحر وتسخير الجن وفوق كل خيالهم والله يخلق ما يشاء
وأختم لكم تلك الأخبار بتفسير لكي تفهموا واقع اليهود بالنسبة للعالم أعطيكم مثالاً يسيراً أسوأ شئ في الإنسان يمنعه عن الفضل الإلهي والنور الرباني وعمل الصالحات هي النفس وأفضل شيء فيه يقربه لله هو القلب وقياساً على هذا المثال فالعالم كلُّه هو الجسم، وقلب هذا الجسم هم المسلمون، ونفس هذا الجسم هم اليهود ولذلك أبحث عن أي شرٍّ في أي مكان في العالم تجد وراءه اليهود
معهم مصانع الأسلحة، ومعهم البنوك، ومعهم فتنة النساء، ومعهم الإعلام، ويسيطرون على أمريكا وأوروبا والمحافل الدولية، ويلعبون بدول العالم الكبرى وقادتها وساستها وصناع القرار ومراكز المال فيها كما يشاءون ولذلك هم وراء أي مصيبة في العالم بلا جدال ولو انتهت هذه النفس فإن الإنسان سيعيش في جمال خالص، وعندها فسيأذن الله عزَّ وجلَّ بهلاك اليهود، وسيُقبرون في فلسطين أرض موعدهم ووعد هلاكهم ويأتي بعد ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم:{ طُوبَى لِعَيْشٍ بَعْدَ الْمَسِيحِ أي بعد هلاك اليهود، يُؤْذَنُ لَلسَّمَاءِ فِي الْقَطْرِ، وَلِلأَرْضِ فِي النَّبَاتِ، فَلَوْ بُذِرَتْ حَبَّةٌ عَلَى الصَّفَا لَنَبَتَتْ، وَلاَ تَبَاغُضَ وَلاَ تَحَاسُدَ، حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى الأَسَدِ فَلاَ يَضُرُّهُ، وَيَطَأَ عَلَى الْحَيَّةِ فَلاَ تَضُرُّهُ }(3)، { وَتُرَدُّ إِلى الأَرْضِ بَرَكَتُهَا، حَتَّى إِنَّ الْعِصَابَةَ لمجْتَمِعُونَ فِي الْعُنْقُودِ وَعَلى الرُّمَّانَةِ، وَيُنْزَعُ مِنْ كُل ذَاتِ حِمَّةٍ حِمَّتُهَا يَعْني سُمَّهَا حَتَّى إِنَّ الْحَيَّةَ تَكُونُ مَعَ الصَّبي وَالأَسَدَ وَالْبَقَرَةَ لاَ تَضُرُّهُ شَيْئاً، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحاً طَيبَةً تَقْبِضُ رُوحَ كُل مُؤْمِنٍ، وَيَبقى شَرُّ النَّاسِ تَقُومُ عَلَيْهِمُ السَّاعَةُ }(4)
تُنزع من كل ذي حمة حمتها كل الأشياء السامة ينزع منها السم كالثعابين والعقارب، وهذه الأشياء موجودة حتى تؤذى غير المؤمنين أو المؤمنين المستهترين البعيدين عن ربِّ العالمين، فإذا انتهى هؤلاء فيُنزع السم هذه الحياة هي التي ستكون جمال في جمال ولكن بعد هلاك اليهود، فالذي يحدث الآن هو عبارة عن تجهيز لهذا الأمر، ليقضى الله أمراً كان مفعولا
(1)شجيرة رعي منتشرة منخفضة عرضها 60 سم ، ذات أوراق وبرية مزرقّة ، الأزهار صفراء مخضرة عرضها 6 ملم ، رائحتها زكية ، ثماره اسطوانية عصيرية حمراء / يوجد النبات في مناطق متناثر في المنطقة الشرقية وعلى سواحل البحر شمال ينبع وفي وادي سرحان ، وشرمة قرب خليج العقبة ، كما ينتشر في كل من اسرائيل وسيناء ومصر والعراق واليمن، ونبات العوسج إذا عظم يقال له الغرقد.
وفي الحديث الشريف : (إنه من شجر اليهود فإذا نزل عيسى وقتل اليهود الذين مع الدجال فلا يختفي أحد منهم خلف شجرة إلا نطقت وقالت: يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود فلا ينطق) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
توجد نباتاته البرية في فلسطين ،ويهتم اليهود الذين احتلوا أرضها بزراعة هذا النبات كسياج حماية حول بساتينهم وحدائقهم لأشواكه الحادة ونموه الكثيف وكأحد النباتات صادة الرياح، أنظر صورة نبات الغرقد وثماره بآخر الكتاب.
(2)(ز) (م) عن أبـي هريرة، الفتح الكبير
(3)(حل ) عن أَبي هُرَيْرَةَ رضيَ اللَّهُ عنهُ، جامع المسانيد والمراسيل
(4)عن ابن عايش الحضرمى’ (كر).، جامع المسانيد والمراسيل
بنو إسرائيل ووعد الآخرة
منقول من كتاب {بنو اسرائيل ووعد الأخرة}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجانا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق