Disqus for ومضات إيمانية

الخميس، 15 مايو 2014

كيف نفكر فى الله ونتعرف عليه سبحانه وتعالى



سؤال : كيف نفكر فى الله؟ وكيف نتعرف عليه؟

رسم الإسلام الطريقة الصحيحة لمعرفة الله وذلك بالنظر إلى دلائل قدرته وإبداع صنعته في الآفاق المحيطة بنا وفي الأنفس أي في أجسامنا وذلك في قول الله تعالى {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}فصلت53
فالعبادة العظيمة التى لا تعدلها عبادة في الإسلام هى التفكر في خلق الله تعالى ، ولذلك نجد القرآن غاصاً بالآيات التى تدعو إلى ذلك كقوله تعالى {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ{190} الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{191} آل عمران
ويحث سبحانه وتعالى على النظر إلى الكائنات فيقول تعالى {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} يونس101
{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ{24} أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً{25} ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً{26} فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً{27} وَعِنَباً وَقَضْباً{28} وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً{29} وَحَدَائِقَ غُلْباً{30} وَفَاكِهَةً وَأَبّاً{31} مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ{32} عبس
{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ{5} خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ{6} يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ{7} الطارق
ويعاتب الذين لا يعتبرون ولا يتفكرون عندما ينظرون فيقول تعالى {وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} يوسف105
ويقول أيضا {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ{17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ{18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ{19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ{20} الغاشية
غير أن الإسلام جعل الفكر يدور في دائرة محددة يستطيعها الإنسان ونهاه عن التفكر فيما يجاوز قدرته فقال صلى الله عليه وسلم {تَفَكَّرُوا فِي كُل شَيْءٍ وَلاَ تَفَكَّرُوا فِي ذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى}[1]
وقال صلى الله عليه وسلم {تَفَكَّرُوا فِي آلاَءِ اللَّهِ وَلاَ تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ}[2]
فجعل الفكر في كتاب مقروء وهو القرآن ، وكتاب منظور مفصل وكبير وهو الكون من العرش إلى الأرض ، وكتاب مختصر وموجز وصغير وهو الإنسان ، فالإنسان كون صغير ، والكون إنسان كبير ، وما وراء ذلك ليس في إمكان الإنسان الإحاطة به أو الوصول إلى كنهه فعليه أن يتوقف عن البحث فيه

{1} أبُو الشيخ في الْعظمةِ عن ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللَّهُ عنهُمَا
{2} رواه الطبراني في الأوسط عن ابن عمر رضيَ اللَّهُ عنهُمَا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق