دورة فى حل المشكلات المعاصرة :
قال ( رضى الله عنه ) كثرت الفتن والإحن فى هذا
العصر وكثرة الفرقة بين صفوف أهل الإيمان ، حتى بلغت شدتها أنها تكاد تجعل الحليم حيراناً ومما يثير الأسى أن من قاموا بما يسمونه بالصحوة الإسلامية المعاصرة ، كان جل همهم الاهتمام بالشكليات من الدين فى الزى والمظهر ، بينما حلية الأمر والمخرج مما نحن فيه المسلمون الآن من تخلف عن الحضارة المعاصرة وضعف وفقر
لا يكون إلى بالعمل بالقرآن على المنهج الذى
كان عليه أصحاب النبى صلى الله عليه وسلك ورضى الله عنهم أجمعين ولكن منذ خلق الله الإنسان وفى بداية سكنه لهذه الدار واجهته مشاكل معنوية وأمراض نفسية وفردية وهذه المشكلات حدثت بين قابيل وهابيل وكان سببها نفسى
فكان الله يرسل نبياً لكل قوم ظهر فيهم داء ومعه
تشخيص هذا المرض والشفاء وبتطور الأزمان
ترقت البلاد وتنوعت الطبائع والعادات وتعددت الوسائل واختلفت المصالح والاحتياجات فكثرت الأدواء فى المجتمعات المصرية ، وكثرت الأمراض والعلل النفسية وظهرت الأوجاع القلبية
أنزل الله عز وجل صيدلية كامل فيها الشفاء لكل
داء على اختلاف الأنحاء والأعراف ولم يقل فيها
دواء بل قال شفاء قال تعالى ( وينزل من القرآن ما
هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) جعل القرآن شفاء
لكل داء ، وهذا الكتاب الربانى فيه من أمور الدنيا
وأمور المعايش إلا ذكرها وعدها وأمر المؤمنين أن
يكشفوها ويضعونها ولا بد لهذه الصيدلية من
طبيب عالم بالأمراض خبير بالأعراض واثق من
وصفاته الطبية ، وإذا كانت صيدلية الشفاء الربانى
القرآن فإن طبيب الصيدلية النبى العدنان صلى الله
عليه وسلموالمعلم الأول : فقد اختار الله تعالى رسوله وعلمه ورباه على عينه ولم ينسب هذا على أستاذ أو معلم فلا يكون لأحد عليه فضل أو وصاية عليه ولا على أمته ، وقال إثباتاً لهذا الشرف ( وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليه عظيماً )فقد بدأ دعوته صلى الله عليه وسلم فرداً واحداً وليس معه إلا الله ولا سلاح إلا القرآن
كان النموذج القويم فى تأسيس المجتمعات
المدنية العصرية وأسس مجتمعاً على تقوى من
الحل قضى فيه على كل المشكلات سواء كانت
مشكلات سياسية أو مشكلات اجتماعية أو
اقتصادية أو غيرها ونظم صفوف الفرد والمجتمع
ونجد أن الله أوجده فى حياته البشرية كل
المشكلات التى تحدث فى البشرية إلى يوم الدين
سواء الأفراد والمجتمعات ، وأهل الأديان والأصدقاء
والمنافقين وأصناف الكافرين والفقراء والأثرياء
وعلى مستوى المجتمعات الكبيرة والدول
والإمبراطوريات العادلة والمستبدة أوجده ربه فى
كل هذه المشاكل والمعضلات ليعالجها جميعاً فى
أمته وكانت حياتهم سعيدة وسعادةحال سلفنا الصالح فكان القرآن دستور حياة لهم وكان الآمر الناهى لهم فكان الشفاء لتنظيم جميع حركة الحياة ، وأسس النهضة العلمية والاجتماعية والسياسية وكان منهم الأطباء والحكماء والقضاة والقادة والتاريخ ملىّ بالعظماء كل هذا لأنهم ساروا على صيدلية الشفاء القرآنيةنحن الآن والحمد لله عددنا كثير والعلم بيننا عزيز وكتاب الله يتلى آناء الليل وأطراف النهار والمعاهد القرآنية كثيرة والحفاظ كثيرون لكننا نشكو من الضيق فى الأخلاق والغلاء والأمراض والمحاكم مليئة والشقاق والاختلاف والظلم والمخالفات ، إذن ما السبب فى ذلك ؟ولم يكن هذا حال سلفنا الصالح ، مع أن طبيبهم طبيباً واحد وروشتة الحياة والشفاء الربانى واحد ، ما الذى جعل حالنا يغاير حالحهم وأحوالنا تخالف أحوالهم هو أن أقبلنا على كتاب الله باللسان والأصوات الجميلة التى تبكى سامعهاً ويستمع إليها بالآذان فقط ولكن لم ننفذ ما فيه على حياتنا وجوارحنا والأركان
وقد طفى الجانب النظرى من صلاة وزكاة وحج
وصوم إلخولكن أهملنا الجانب العملى والتطبيقى ، وأصبح كل واحد يعيش على هواهفأصبح حالنا كما ترون ، هم رضى الله عنهم طبقوا كتاب الله فى حياتهم فعالج القرآن جميع المشكلات على مستوى الأفراد والمجتمعات وقام رضى الله عنه بالحلول لهذه المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى كتابه رضى الله عنه لمن أراد المزيد( كونوا قرآناً يمشى بين الناس )
فقدم ( رضى الله عنه ) الحلول العصرية فى هذا
الكتاب لجميع المشكلات
1- قدم منهجه العصرى فى إصلاح
الأفرادوالمجتمعات وقدم الحلول لمرض التفرقة
والاختلافات بوضع روشتة لهذه المشكلة
2- عالج حضرته جميع المشكلات التى يعانى منها
المجتمع المسلم من خلال كتاب الله وسنة
مصطفاه صل الله عليه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق