Disqus for ومضات إيمانية

الأربعاء، 19 مارس 2014

يوم عهد ( ألست بربكم )



الخلق الأولالخلق الأول
إن الله أخذ العهد على جميع الخلق ، وهم أرواح نورانية أو نفوس ظلمانية ظهرت في صورة روحانيةفكان منهم الأرواح النورانية وهي أرواح المؤمنين والمسلمين والمحسنين والمتقين والموقنين ، وهناك نفوس ظلمانية وهي نفوس الكافرين والجاحدين والمشركين والبعيدين عن رب العالمين

جمع الله أرواح ونفوس الجميع حيث لا حيث ولا أين ولا تسأل أين لأن الأين للمكان وهم كانوا في حضرة قبل خلق المكان وقبل خلق الزمان في حضرة الربوبية للواحد الديان ، وحضرة الربوبية قريبة العهد بعالم الظهور وقبلها حضرة الألوهية وقبلها حضرة الهوية ، حضرات كثيرة لا يعلمها إلا أهل اليقين الذين دخلوا مدرج اليقين وتلقوا بأرواحهم من سيد أهل اليقين صلى الله عليه وسلم ، والكافر ليس له روح ولا قلب وإنما له نفس ، لكن الأرواح والقلوب للمؤمنين والمتقين والبيان في قول الله وفي كلامه سبحانه يقول {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} ق37

أي لمن له قلب إذاً ليس كل إنسان له قلب ونقصد بالقلب: القلب الذي يعقل عن الله وليس القلب الموجود في هذا الجسم أي قطعة اللحم الصنوبرية لكن القلب المقصود هو الحقيقة الغيبية النورانية التي تعقل عن الله وتتلقى كلام الله وتفقه حديث حَبيب الله ومُصطفاه صلى الله عليه وسلم ، هذا القلب عناية من الله لأهل التقى والإيمان في كل زمان ومكان أما الكافرين فهم أهل نفوس، والروح مقام خاص يقول فيه الفتاح{يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} غافر15

لا تقل إن فلان روحه تفارقنا ولكن قل إن نفسه تفارقنا ، لا بد أن تكون دقيقاً في الإجابة وإجابتك توافق بيان الله وحديث رسول الله ، من الذي يمت في كتاب الله؟ {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} الزمر42

الأنفس ، {وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ} وهذا للكافرين {أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ} الأنعام93

حتى المؤمنين هل يقول فيهم الله يا أيتها الروح المطمئنة؟ لا ولكن يقول {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} الفجر27

لأن الروح لا تموت لأنها صفة الحي الذي لا يموت فهي من أمر الله فأخذت صفة الدوام من الله ، فلا تموت ولا تفوت ، فالجسم يفنى والنفس تفنى أو تذوق الموت ولكن الروح لا تموت أبد الآبدين لأنها من الله {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} الحجر29

فتأخذ صفة الدوام لأنها من الدائم عز وجل وهذه لا يحصل عليها كافر ولا مشرك ولا سافل وإنما يخص الله بها عباده المقربين والمحسنين والمتقين الذين يخصهم بهذه الروح العالية التي هي من الله رب العالمين وإلا بالله عليك قس هذه القضية المنطقية العقلية من فيه روح من الله أيجوز أن يعذبه الله وهو فيه روح من مولاه؟

لا يجوز إذ كيف يعذبه الله وهو فيه روح من الله ، هذه الروح وهي سر الفتوح تحفظه من عذاب الخزي ومن عذاب البعد ومن عذاب الصدود والهجران وتجعله دائماً وأبداً في حضرة الرحمن كما قال صريح القرآن {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} النحل128

أردت أن أوضح بعض اللبس الذي ينشأ عند بعضنا في الجامعة الحقية التي جمعنا فيها الله في يوم الميثاق ، وإن أردت شبيهاً لها تقريباً لوصفها ففي آيات الله ذلك فعندما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم ، أمرهم بالسجود وكان من جملتهم لأنه شاركهم في عبادتهم ، وإن كان ليس من نورانيتهم وشفافيتهم إبليس عليه لعنة الله ، وقد صدر له الأمر لأنه وسطهم وبينهم ولكن الله بين سر إبائه فقال في كتابه {كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} الكهف50

أصله كان من الجن لكنه عندما عاش بينهم وشاركهم في العبادة أخذ أوصافهم وإنطبق عليه حالهم فالنعيم الذي كانوا فيه كان يشاركهم فيه والأمر الذي صدر لهم صدر له معهم لأن الله يريد أن يعليهمويرقيهم بالسجود لآدم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام

وهي نفس الحقيقة ، فهؤلاء المؤمنون أرواح نورانية وهؤلاء الكافرون نفوس ظلمانية تجلى الله لهؤلاء بجماله ولرسله وأنبيائه بكماله وللضالين وللمشركين والجاحدين والكافرين بقهره وانتقامه وكلها أسماء الله فإن الله له أسماء كمال تجلى بها لأهل الكمال وله أسماء جمال تجلى بها لأهل الجمال وأهل الوصال وله أسماء جلال أسماء قهر وانتقام تجلى بها على الجاحدين والكافرين ليقهرهم على النطق بكلمة التوحيد ليكون له عليهم الحجة يوم لقائه يوم الدين حتى يكون الأمر ، كما قال الله {قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} الأنعام149

فتكون الحجة من الله لجميع خلق الله ، وكما تعلمون فهناك فرق بين صنفين من ولدك ، بين من يطيعك راضياً ويريد المزيد وبين من يطيعك رغماً عنه لأن يرى شدتك وبأسك وصولتك فيتقي شرك ويطيعك ، ولو وجد فرصة لعصى وامتنع عن الطاعة فكان الأمر هناك في حضرة الله ، لا مناص من الطاعة والكل رأى وواجه ، رأى ما يليق به من جمال الله أو كمال الله أو جلال الله

وليست الرؤية واحدة ، والكل نطق وعبر عما يشعر به نحو مولاه ، ومن عظيم كلام الله أنه ساق هذا الخطاب كله في كلمة جامعة واحدة ، لا يستطيع أحد أن يلمح ما فيها من هذه التباينات إلا عباد الله العارفون الذين أشرقت أرواحهم على هذا الوادي المبين ، فرأوا بفضل الله أسرار بدء التكوين فقال {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا}الأعراف172

قالوا بلى بمحبة ، وهم خيار الأحبة ، والآخرون قالوا بلى مقهورين ومرغمين ويودون أن يفروا من هذا الموقف العظيم ، لأن نفوسهم لا تميل إلا للدناءات والمعاصي والمخالفات ، فتريد أن تفر من هذا الموقف بأي كيفية من الكيفيات ، فقالوا بلى فسجل عليهم الحق قوله {أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} الأعراف172

وهنا ثبتت الحجة لرب العالمين على الخلق أجمعين
الخلق الأولالخلق الأول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق