يقول سيدنا رسول الله فى الحديث {مَا أخْتَلَطَ حُبِّى بِقَلْبِ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ ، إلا حَرَّم اللهُ جَسَدَهُ عَلَىَ النَّارِ}[1]
فأى عبد مؤمن يختلط حب رسول الله بقلبه ، يحرم جسده على النار ، ولذلك ، فنحن نريد أن تقوى حراره الحبلرسول الله ، فكيف نقوِّى حبنا لرسول الله ؟ لكى نقوِّى حبنا لرسول الله ، يلزم علينا أشياء : أولا" : نعرف صفاته , ونعوته , وأخلاقه , وكمالاته ، لأن الذى يعرف هذه الأشياء يتيه حبا فى رسول الله ؛ لأنها صفات لم تجتمع لا من قبل ، ولا من بعد فى أحد سواه ، فهى كما يقول سيدنا على {منْ رأه بديهة هابه , ومن خالطه معرفة أحبه ، يقول ناعته - أى واصفه- لم أر قبله ، ولا بعده ؛ مثله}[2] وقد كان أصحاب رسول الله لا يستطيعون أن يملئوا أعينهم من رسول الله حياءاً منه ؛ حتى من نصفهم بشىء من الجرأه ، فهذا سيدنا عمرو بن العاص ، ونحن نعرف أنه كان له دور كبير فى الفتنة بين سيدنا على وسيدنا معاوية ، وإن كان موضوع الفتنة والموضوعات المشابهة له ، من المفروض علينا ألا نخوض فيها ، كما قال أحد الصالحين حين سألوه : ما رأيك فى هذه الفتنه ؟ومن المخطىءفيهم؟ قال {شىءغاب عنا ، ونزَّه الله سيوفنا عنه ، ننزِّه أعيننا وألسنتنا عن الخوض فيه} ولما كثر الخوض فى هذا الأمر ، وقيض الله سيدنا عمر بن عبد العزيز ، فى أيام بنى أمية فمنع سبَّ سيدنا على من فوق المنبر فى الخطبة الثانية كما كان متبعا ، واستبدل ذلك بقول الله تعالى {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} النحل90 فسيدنا عمرو بن عبد العزيز يقول : لما تفكرت فى هذا الخلاف ، واحترت فى أسبابه ومبرراته ، نمت فى ليلة ، فرايترسول الله فى بيت واسع كبير ، وعن يمينه سيدنا أبو بكر الصديق ، وعن يساره سيدنا عمر بن الخطاب ، ثم دخل سيدنا علي ، وبعده دخل سيدنا معاوية ، و قد دخلا بعد ذلك في صالة فسيحة عليها ستار ، واختفيا وراء الستار وبعد برهة ، خرج سيدنا على رضي الله عنه وكرم الله وجهه ، وقال : قضي لي ورب الكعبة ، أي ان المحكمة حكمت لصالحه ، قال :ثم خرج بعدة سيدنا معاوية رضي الله عنه وأرضاه ، وقال : غفر لي ورب الكعبة[3] أي أن الاثنين براءة ، فاذا كان الإثنان بريئين ، فلماذا نتكلم نحن فيهما؟ كل ما نقوله أن هذا مجتهد وهذا مجتهد ، والمجتهد حكمه أصدره رسول الله فقال {مَنْ اجْتَهَدَ فَأخْطَأَ ؛ فَلَهُ أجْرٌ , فَإِنْ أصَابَ فَلَهُ أجْرَان}[4] فهم وصلوا إلي مقام الاجتهاد ، لأنهم اصحاب رسول الله ، فسيدنا علي هو باب مدينة العلم ، وسيدنا معاوية كاتب الوحي ، فوصلا إلي مقام الإجتهاد والذي يصل إلي مقام الإجتهاد ؛ لو اخطأ في اجتهاده له أجر ، وليس عليه وزر ، فما الذي يدخلنا في مثل هذة الامور فالشاهد أن سيدنا عمرو بن العاص ، لما حانت وفاته ، قال لإبنه عبد الله بن عمرو ، وكان من الصالحين {والله يا بُنيَّ لقد مات رسول الله ، وما ملئت عيني منه حياءاً منه } فلم يستطع ولم يتمكن من وصفه , ولذلك الذي وصفرسول الله من أصحابه قلة قليلة ، اشتهر منهم أثنان فقط مع أنه انتقل وترك مائة ألف صحابيّ ، لكن الذي استطاع ان يصفه فقط هما سيدنا علي بن أبي طالب ، وهند بن أبي هالة , فهما اللذان وصفاه وذكرا أوصافه ، وقد ذكرت في الكتب عن هذين الإثنين فقط ، بالإضافة إلي أم معبد ، عندما مر بخيمتها مهاجرا من مكة إلي المدينة ،أما بقية اصحاب رسول الله ، فلم يستطيعوا أن يصفوه قد يصف أحدهم جانبا من جوانبه ، أو يصف ناحية من نواحيه ، لكن يصف هذه الشخصية الربانية كلها من جميع جوانبها هذا مستحيل ، ويكفي أن نعلم أنه لما قدم حسان بن ثابت إلي رسول الله ، ثم رجع إلي قومه ، فقالوا له : صف لنا ما رأيت ، وبذلوا له مالا لكي يهجوه بما يناسب بغضهم فيه ، فقال حسان : لما نظرت إلي أنواره سطعت وضعت من خيفتي كفي علي بصري خوفا علي بصري من حسن صورته فلست أنظره إلا علي قدري الأنوار من نوره في نوره غرقت والوجه مثل طلوع الشمس والقمر روح من النور في جسم من القمر كحُلَّة نسجت في الأنجم الزهر فقالوا له : ما هذا ؟ ، فقال حسان {هذا الذي رأيت وعار علي الرجل أن يصف الكذب} فإذا كانت المصانع تصنع نموذجا قيما جدا ليبين دقة صناعتها ، ومهارتها ، وتعرضها علي العالم حتي تريهم صناعتها ، ولله المثل الأعلي {1} رواه أبو نعيم عن ابن عمر و رمز السيوطى لصحته . {2} رواه الترمذى فى الشمائل عن على رضى الله عنه {3} رواه ابن أبي الدنيا بسنده إلى عمر بن عبدالعزيز {4} رواه البخارى عن عمرو بن العاص رضى الله عنه | ||
Islam is religion of peace
الأربعاء، 5 مارس 2014
كيف نقوِّى حبنا لرسول الله صل الله عليه وسلم ؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق