إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخلاقه الربانية قد فطره الله عليها ولذلك قال له سيدنا أبو بكر "يا رسول الله ، لقد ذهبت إلى الفرس وذهبت إلى الروم وطفت على قبائل العرب فلم أرى مثلك، فمن أدبك؟ قال صلى الله عليه وسلمى {أدبني ربي فأحسن تأديبي}[1]
والقضية المهمة أن الله جهز أهل الجزيرة العربية مع أنهم كانوا أهل جاهلية وليس لديهم أي حضارة مدنية لحمل رسالة هذا النبي الكريم ، وكأن الله يعطينا درساً أن حملة الرسالة لا يحتاجون إلى أموال فقد كان العرب فقراء وليس لديهم أجهزة عصرية ومعدات فقد كانوا حفاة وعراة ، كيف جهزهم الله لنشر رسالةالإسلام مع حَبيبه ومُصطفاه؟ ولما نستقرأ التاريخ نجد أن الأمم المجاورة المتمدينة الفرس والروم لم يبلغوا في الأخلاق ما بلغ إليه عرب الجاهلية ، فلقد كان عندهم تمسك بالأخلاق يعجب منه الإنسان فعندما كان النبي صلى الله عليه وسلم صغيراً قبل اصطفاءه بالرسالة ولاحظ أهل مكة أن هناك من التجار الكبار من يظلم الصغار ويأخذ منه البضاعة ولا يعطيه الثمن ، ماذا صنعوا؟ اجتمعوا في دار لهم يسمونها دار الندوة وتحالفوا على نصرة المظلوم بغير دين ولا هدى ولذلك قال حبيبي وقرة عيني صلى الله عليه وسلم {لقد حضرت حلفاً في الجاهلية لو دعيت إليه في الإسلام لأجبت} أين من يتشدق بالمدنية الآن وهم الظالمون ويدعون أنهم ينصرون المظلوم؟ وصنعوا الأمم المتحدة لتحقق مآربهم وأهدافهم بحجة نصرة المظلوم ، فلا يوجد من ينصر المظلوم في العالم إلا المسلمين لو قامت لهم دولة ، لكن هل أحد من الموجودين على السطح الآن سينصر المظلوم؟ كلا كما ترون ، لكن هؤلاء مع أنهم في الجاهلية وأهل بادية تعاهدوا على نصرة المظلوم والأمثلة في هذا المجال كثيرة أذكر بعضها لتقريب الحقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج من بيته في ليلة الهجرة وكانت قريش قد اختارت من كل قبيلة منهم رجلاً شديداً وأعطوه سيفاً ليضربوا الرسول بسيف واحد وكانوا كما تذكر الروايات حوالى خمسين رجلاً يحيطون ببيت النبي صلى الله عليه وسلم وخرج النبي من بينهم ونام سيدنا علي في فراشه ، وجاء أبو جهل وعلموا أن النبي قد خرج وأخذوا ينظرون من أعلى الباب وكانت الأبواب قصيرة فلم يرون الرسول ، فعلموا أنه خرج فأشار عليهم بعضهم وقالوا ندخل لنبحث عنه فقالوا: ماذا تقول عنا العرب؟ أتقول عنا العرب أننا دخلنا على نساء أهلينا وذوينا ، أين الحضارة المعاصرة من هذا الخلق النبيل الذي كان عليه العرب الأجلاف وكذلك عثمان بن مظعون حصل بعد خروج أبو سلمة أن خرجت زوجته أم سلمة خلفه بابنها مهاجرين فخرج أهله ومنعوها وجاء أهلها وتقاتلت العائلتان وأخذوا يشدون الولد كل منهم يريد أخذه ، حتى كسروا ذراعيه وأخذه أهل زوجها وأخذها أهلها ، فأصبح زوجها في مكان وولدها في مكان وهي في مكان ، فكانت تبكي ليل نهار وأخيراً رق القوم لحالها وقال بعضهم أما تتركون هذه المسكينة؟ لقد فرقتم بينها وبين زوجها وبينها وبين ابنها فقالوا : ردوا لها ابنها ودعوها تذهب إلى زوجها فأعطوها ولدها وأركبوها جملاً وتركوها بغير رفيق لتذهب ، فرآها عثمان بن مظعون وكان لم يسلم بعد ، فسألها إلى أين يا أمة الله؟ قالت : إلى زوجي في المدينة ، قال : أوليس معك رفيق؟ قالت: لا ، قال : ليس لك من مترك {أي كيف أتركك بلا رفيق} وإياك أن تظن أنه يريد مرافقتها لشيء ما ولكن ليحرسها أين هذه الأخلاق حتى في زماننا المعاصر ونحن أهل الإسلام؟ قالت فكان يمشي أمامي ويأخذ بزمام الجمل ، فإذا أردنا الاستراحة جعل الجمل يبرك ثم مشى بعيداً واستدار ظهره لي حتى أنزل وأستريح فإذا أردنا السفر جهز الجمل وذهب بعيداً واستدار ظهره لي حتى أركب فإذا قلت ركبت جاء وأخذ بزمام الجمل ، قالت حتى وافى قباء وقال: يا أمة الله إن زوجك في هذه البلدة وتركني ورجع ، أين هذه الأخلاق في هذه الأيام بين أهل الإسلام حتى بين الأخ وأخيه؟ إلا فيما قل وندر والرجل الذي رأى النبي وكان في إحدى المعارك ونزل المطر وابتلت ملابسه بالماء ، واستراحوا في وقت الظهيرة ، فأمر النبي الجيش أن يتفرق وذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى شجرة وخلع رداءه ونشره عليها ليجف ، ونام تحتها وقد علق سيفه في الشجرة بدون حراس ، ونظر الرجل وكان من فرسانالعرب وهو في أعلى الجبل ، فوجد النبي نائماً وليس بجواره أحد ، فقال هذه فرصتي أنزل إليه وأقتله وأريح العرب منه ولكنهم كان من عاداتهم وهذا ما أريد أن أتحدث عنه ، أنهم لا يقتلون أحداً غدراً ، فنزل الرجل وأمسك السيف وأيقظ النبي مع أنه كان يستطيع أن يقتله وهو نائم ، ولكن الغدر في عرفهم كان عيباً وقال : من يمنعك مني؟ فقال صلى الله عليه وسلم : الله ، فسقط السيف من يده ، وما أريد أن أركز عليه أنه لم يرضَ أن يقتل حضرة النبي غدراً وهو نائم ، لأنه ليس من طبيعتهم الغدر هل هذه الأخلاق أخلاق إسلامية أو جاهلية؟ إنها أخلاق جاهلية ولكنها إسلامية وذلك من تأهيل الله لهم فقد أهلهم ربهم بالأخلاق الإسلامية ، فكانوا لا يكذبون حتى في أصعب الظروف وأعتاها فعندما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم رسالته إلى هرقل ملك الروم وقال هرقل لأعوانه ابحثوا عن رجال من قومه ، فكان أبو سفيان ومعه نفر من قريش ، فقال إني سائلك عنه ، فقال أبو سفيان بعدها : لولا أن العرب تعيرني بأني كذبت ، لكذبت في ذلك اليوم ، وقد كانت هذه أخلاق الجاهلية فلا يخونون ، ولا يغدرون ، ولا يكذبون ، ولا يعتدي رجل على امرأة مهما كان ولا يكشفها ولا يتعرض لها ، ناهيك عن الأمانة فهذا العاصي بن الربيع زوج السيدة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قائد تجارة لقريش وعند رجوعه من الشام هداه الله للإسلام فدخل المدينة وبايع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء إليه بعض ضعاف النفوس من المنافقين وقالوا له : ما دمت قد أسلمت فخذ ما معك من التجارة غنيمة لك ، قال: بئس ما أوصيتني به يا أخ الإسلام ، أأبدأ عهدي مع الله بالخيانة والله لا يكون ذلك أبداً لأن هذه مبادئ أصيلة كانت عندهم وذهب إلى مكة ولم يخش من الموت لأنه أسلم وأعطى لكل ذي حق حقه ثم قال : يا أهل مكة هل بقى لواحد منكم شيء عندي لم يأخذه؟ قالوا: لا وجزاك الله خيراً ، قال: أشهدكم أني آمنت بمحمد صلى الله عليه وسلم ورفض أن يبدأ عهده بالإسلام بالخيانة ولو استطردنا في ذكر هذه الأمثلة لوجدنا شيئاً خارج العد والحصر من أخلاق أهل الجاهلية وهذا يفسر لنا لماذا اصطفاهم الله لحمل رسالة الإسلام؟ لما كانوا عليه من هذه الأخلاق والشيم لأنها أخلاق وشيم ارتضاها الله ونزل بها كتاب الله وخلّق بها حَبيبه ومُصطفاه {1} آداب الصحبة لعبد الرحمن السلمى | ||
Islam is religion of peace
الاثنين، 31 مارس 2014
أخلاق أهل الجاهلية
هل الإسلام يبيح العنف المنزلى من ضرب الزوجة والأولاد؟
سؤال: هل الإسلام يبيح العنف المنزلى من ضرب الزوجة والأولاد؟
--------------------------------------------------------------------- جعل الإسلام أساس العلاقة الزوجية على المودة والرحمة وذلك في قول الله{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}الروم21 فجعل أساس العلاقة الزوجية التواد والتعاطف والتراحم ، وجعل أساس تربية الأولاد الشفقة والعطف والحنان والبر لكن الشأن التنظيمي - والإسلام دين تنظيم شامل لكل دروب الحياة - فجعل لكل بيت قيِّماً يكون له الكلمة النهائية في الأمر بعد مشاورة من يعولهم ، فجعل صاحب القيادة هو الرجل ، وكلَّفه نظير ذلك بالإنفاق على المنزل من كدِّه وعمله ، ولما كانت مقتضيات النجاح أن يكون القائم حازماً في بعض أحيانه كما قيل : قسى ليزدجروا ومن يك حازماً فليقسوا أحيانا على من يرحم أعطاه الإسلام سلطة محدودة في حالة النشوز أي {الخلاف والعصيان وعدم الطاعة} فقال تعالى {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً} النساء34 والآية واضحة وجليّة ، فالمرأة المطيعة الموافقة لزوجها ، حسنة العشرة معه ، أخبر الله أنه لا سبيل له إلى استخدام العنف معها بأي وسيلة أو ضربها ، أما المرأة المريضة بمرض الخلاف والنفور والشذوذ عن الطاعة فوضع الله له خطة لعلاجها : تبدأ أولاً بنصحها ووعظها برفق ولين ، فإن لم تنجح هذه الوسيلة هجرها في المضجع ، والهجر في المضجع بأن ينام معها في غرفة واحدة ويمتنع عن جماعها فقط ، لكن لا ينام في غرفة أخرى ويتركها بمفردها حتى لا يتسع الخلاف. فإذا لم تستجب لذلك تظاهر بأنه سيعاقبها بعقوبة الضرب ، والضرب هنا وضحه الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه بأن يعقد منديلاً صنع من قماش ويضربها به، ولما كانت هذه الآلة - وهي المنديل - للضرب لا توجع ولا تترك أثراً اتضح أن الهدف هو زجرها وتهديدها بالضرب فقط ، وليس الضرب فعلياً وقد زاد النبي صلى الله عليه وسلم الأمر إيضاحاً فنهى عن الضرب على الوجه أو أن يؤدي الضرب إلى ترك أثر عضوي بجسمها ، ومن هنا ندرك أن الضرب يكون للمريضة بمرض النشوز فقط بما وضحنا وبينّا ، وكذلك الأمر بالنسبة للأولاد فكل ما في الأمر هو التخويف بالعقوبة مع عدم استخدامها إلا بالطريقة السديدة التى وضحها القرآن والسنة لتقويم المعوج وإصلاح المنحرف ، أما المرأة الصالحة والولد الصالح فلا سبيل لأحد عليهم | ||
الأحد، 30 مارس 2014
لماذا يعاقب الإسلام المرتد عنه بالقتل؟
سؤال: لماذا يعاقب الإسلام من يرتد عنه بالقتل؟
---------------------------------------------------- أقر الإسلام الحرية الدينية لكل من ينطوي تحت حكم المسلمين {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}الكهف29 وجعل دعوة غير المسلمين إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ، ونهى عن الشدة والضغط والقهر والإجبار والإكراه في دخول الدين ، لأنه يريد أن تكون الهيمنة للمؤمن على قلبه ، فلا يعبأ بظاهر المرء وإنما يركز على تأليف باطنه ولا يكون ذلك إلا باختياره فنحن مهما أجبرنا إنساناً ظاهراً وقهرناه على أمر فإننا بذلك القهر والإجبار لن نستطيع أن نسيطر على فؤاده ، وإذا طاوعنا بظاهره وخالفنا بقلبه كان هذا نفاقاً ، والإسلام ينهى عن النفاق وينعى على المنافقين ، ولذلك نجد أن صلب دعوة الإسلام للدين للمخالفين أو للأبناء أو البنات أو الزوجات هي قول الله تعالى {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} البقرة256 فتكون الدعوة إذاً بالحجة والمنطق والبرهان ويعطى الإسلام للمرء الفرصة أن يعيش على أي دين يراه ، ولا يعلن إسلامه إلا عن اقتناع ويقين وبرهان، فإذا أعلن إسلامه واقتنع بذلك وكان في ردته فتنة للمسلمين المحيطين به فإن الإسلام يدعوا إلى اتخاذ موقف منه حتى لا يؤثر على سواه فينقلبوا على أدبارهم راجعين، وهذا رأي ارتآه بعض علماء المسلمين لكن رأينا رأي كثير من علماء المسلمين خاصة المعاصرين كشيخ الأزهر السابق الشيخ سيد طنطاوى وغيره ينوهون بأن عقوبة القتل للمرتد ليست أمراً جازماً في شريعة الإسلام وإنما في بعض الأحوال الخاصة التى يتحول بها صاحبها إلى مقاتل ومخاصم للإسلام | ||
لماذا أباح الله للنبى الجمع بين أكثر من أربع زوجات ؟
سؤال: إذا كان الإسلام قد سمح للرجل أن يتزوج أربع زوجات فلماذا سمح للنبى محمد بأكثر من ذلك؟
------------------------------------------------------------------- سمح الله للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يتزوج ويزيد في عدد الزوجات عن أربع لأسباب سنتناول أهمها فيما يلى : لأنه علم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج هؤلاء النسوة لشهوة ، فقد مكث صلى الله عليه وسلم حتى بلغ الخمسين من العمر بزوجة واحدة هي خديجة رضي الله عنها ، وباقي النسوة تزوجهن بعد سن الخمسين وكان ذلك تثبيتاً لدعوته وتقوية للأواصر والعلاقات بين صحابته ، فقد كان ولا يزال أهم ما يعضد العلاقات بين البشر ويزيد في التناصر والتعاضد صلة الأنساب ، ولذلك نجد لكل زوجة من هذه الزيجات سبب للزواج اقتضته المصلحة الشرعية وأحكام دين الله : فقد تزوج عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر ، رعاية وتوطيداً للعلاقات بين أعز أصحابه ، وتزوج زينب بنت جحش ليبدأ بنفسه في تنفيذ حكم الله بإبطال التبني وأحكام زوجة الإبن المتبنى وتزوج رملة بنت أبي سفيان لأن زوجها تنصّر بعد هجرته بها إلى الحبشة وتركها وحيدة فريدة لا عائل لها ، وقد كان أبوها في ذلك الحين أعتى أعدائه فكان لا بد من الزواج بها لحفظ دينها وتزوج أم سلمة عندما فقدت عائلها مع كثرة أولادها ليقوم بمساعدتها في رعاية أولادها وهكذا نجد أن لكل زيجة سبباً شرعياً وليس شهوانياً دعى النبي للزواج ، فأباح الله له ذلك لأن الزواج كان لحكم تشريعية وللمعاونة والمناصرة في نشر دين الاسلام | ||
لائحة المراتب الإيمانية
عندنا في لائحة المراتب الإيمانية والدرجات الربانية ، درجة الإسلام ودرجة الإيمان ودرجة الإحسان ودرجة الإيقان ، فدرجة الإسلام لكل من نطق بالشهادتين ودرجة الإيمان لمن احتشى قلبه وامتلأ فؤاده بحقيقة الإيمان ونفذت جوارحه ما أمر به الرحمن ودرجة الإحسان لمن تابع النبي صلى الله عليه وسلم في كل شأن وذلك لأنه يحسن العمل ويحسن الخلق والآداء لأنه امتثل لقول الله {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} الأحزاب21
وهذا يمن عليه الله إذا أصبح من المحسنين وداوم على الإحسان {وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} المائدة93 فيمن عليه الله فيصطفيه وينتقيه ، قال تعالى {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ} الحج75 ويجعل له قدراً من اليقين ومن الإيقان ، فقد يكون مقامه علم اليقين {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} التكاثر5 فيعلمه الله من عنده علم اليقين ، وعلم اليقين يكون من الله لقلوب عباده الصالحين {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} الكهف65 وقد يكرمه الله بعين اليقين {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} التكاثر7 وعين اليقين عين نورانية في الروح البشرية ، إذا منَّ الله على عبد بها فتحها لتشاهد ما لا يراه الناظرون ، تشاهد ما غاب عن العيون لأنها تشاهد غيب الله المكنون ونور الله المصون وسر الله المضنون لأن الله جعله من أهل هذا المقام {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} الأنعام75 وإذا زاد الله في إيقانه رقَّاه إلى مقام حق اليقين ، وحق اليقين أن يتفضل الله عليه فيعطيه عيناً من عنده فينظر بالله إلى الأكوان التي خلقها وسخرها الله ويكون داخلاً في قول الله في الحديث القدسي ( كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ولسانه الذي ينطق به )[2] فيرى بالله ما غاب عن الناس في هذه الحياة ولا يغيب عنه مولاه طرفة عين ولا أقل وكل ذلك ببركة حسن متابعته لحَبيب الله ومُصطفاه {1} رواه البخاري فـي الصحيح عن مـحمد بن عثمانَ بنِ كَرَامَةَ http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...%E5&id=5&cat=2 منقول من كتاب {كيف يحبك الله} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً | ||
الخميس، 27 مارس 2014
سؤلات غير المسلمين السؤال رقم 4
سؤال: لماذا يعاقب الإسلام من يرتد عنه بالقتل؟
---------------------------------------------------- أقر الإسلام الحرية الدينية لكل من ينطوي تحت حكم المسلمين {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}الكهف29 وجعل دعوة غير المسلمين إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ، ونهى عن الشدة والضغط والقهر والإجبار والإكراه في دخول الدين ، لأنه يريد أن تكون الهيمنة للمؤمن على قلبه ، فلا يعبأ بظاهر المرء وإنما يركز على تأليف باطنه ولا يكون ذلك إلا باختياره فنحن مهما أجبرنا إنساناً ظاهراً وقهرناه على أمر فإننا بذلك القهر والإجبار لن نستطيع أن نسيطر على فؤاده ، وإذا طاوعنا بظاهره وخالفنا بقلبه كان هذا نفاقاً ، والإسلام ينهى عن النفاق وينعى على المنافقين ، ولذلك نجد أن صلب دعوة الإسلام للدين للمخالفين أو للأبناء أو البنات أو الزوجات هي قول الله تعالى {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} البقرة256 فتكون الدعوة إذاً بالحجة والمنطق والبرهان ويعطى الإسلام للمرء الفرصة أن يعيش على أي دين يراه ، ولا يعلن إسلامه إلا عن اقتناع ويقين وبرهان، فإذا أعلن إسلامه واقتنع بذلك وكان في ردته فتنة للمسلمين المحيطين بهفإن الإسلام يدعوا إلى اتخاذ موقف منه حتى لا يؤثر على سواه فينقلبوا على أدبارهم راجعين، وهذا رأي ارتآه بعض علماء المسلمين لكن رأينا رأي كثير من علماء المسلمين خاصة المعاصرين كشيخ الأزهر السابق الشيخ سيد طنطاوى وغيره ينوهون بأن عقوبة القتل للمرتد ليست أمراً جازماً في شريعة الإسلام وإنما في بعض الأحوال الخاصة التى يتحول بها صاحبها إلى مقاتل ومخاصم للإسلام | ||
الثلاثاء، 25 مارس 2014
هدى الصحابة والتابعين
كان من هدي الصحابة وكذلك التابعين وتابع التابعين أن الرجل منهم كان إذا أبطأ عليه رزق أو تخلف عنه نصر أو ضاقت به حاجة نظر في متابعته لرسول الله وأخذ يراجع نفسه ، هل قصرت في متابعة رسول الله؟ وفي ماذا قصرت؟ فإذا استدرك ما قصر فيه وجد لطف الله يحف به ويتنزل له فضل خالقه وباريه ، حتى قال قائلهم "إني لأعرف حالي مع الله حتى في تشامس دابتي وفي خُلقْ زوجتي"
يعني إذا تشامست عليه الدابة ولم تقف له مستكينة ، فمعنى ذلك أن متابعته غير صحيحة وإذا كانت الزوجة غير مطيعة في وقت من الأوقات ، إذاً يوجد في المنهج شيء غير صحيح ، علامات وإشارات قال فيها الله للصالحين والصالحات {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} الأعراف201 قال الإمام أبو العزائم رضي الله عنه : لسنته فاخضع وكن متأدباً وحاذر فحصن الشرع باب السلامة على الجمر قف إن أوقفتك تواضعاً يكن لك برداً بل سلاماً برحمة فلو أن السنة قالت لك قف على الجمر فامتثل ، والإمام أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه أوصانا في هذا المقام بحكمة قصيرة المبنى عظيمة المعنى كثيرة المغنى قال فيها "حافظ على السنة ولو بشرت بالجنة" أي حتى لو بشرت بالجنة إياك أن تتكاسل في إتباع السنة لأن الله جعل الروح والريحان والرضى والرضوان في إتباع النبي العدنان صلى الله عليه وسلم ، فمتابعة رسول الله هي الباب الأعظم لنوال فضل الله والحصول على إكرام الله {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} آل عمران31 ويظل المرء يتابع رسول الله في ظاهر أمره وخافيه لأن العبرة ليست في المتابعة الظاهرة ولكن العبرة في النوايا الباطنة ، إنما الأعمال بالنيات انشغل كثير من الناس بمتابعته في الظواهر ، وتركوا متابعة حضرته في النوايا وفي صفاء الطوايا ، فلم يأتهم من الملأ الأعلى خفيات الألطاف ، ولا طرائف الحكمة ولا غرائب العلوم ، وذلك لأن المتابعة عندهم كلها في الأشياء الظاهرة ، لكن العبرة بالنوايا وهي الأساس ، والباب الأعظم في كمال المتابعة ، ليس هو العبادات كما يظن البعض بل هو ما أشار إليه الله حين قال له {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الأعراف199 فقال صلى الله عليه وسلم لأمين الوحي جبريل عندما نزل عليه بهذه الآيات ، ماذا يراد مني يا أخي يا جبريل؟ فقال: انتظر حتى أسأل العليم ، فذهب ثم عاد وقال: يقول لك ربك {صل من قطعك وأعطي من حرمك واعفو عمن ظلمك}[1] وهذه هي متابعة الرجال أهل الكمال ، فالمنافقين كانوا يتابعونه ويقفون خلفه في الصلاة ، وكانوا يتابعونه في ميادين القتال ، ويذهبون معه إلى الحرب ، لكن من الذي يستطيع أن يتابعه في الأخلاق الكاملة؟ والنوايا والطوايا الخافية؟ إنهم الرجال أهل الكمال وقد قال فيهم صلى الله عليه وسلم {إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون} وفى رواية {إن أحبكم إلىِّ}[2] ونفر فيمن على غير هذه الشاكلة وقال في وصف المؤمن {المؤمن إلف مألوف ولا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف}[3] وبعد أن يقول رسول الله هذا الكلام فلا خير فيمن لا يتخلق بهذه الكمالات ، إذاً كيف يتمسك الإنسان بهذه الأوصاف؟ والمتابعة التي يفوز صاحبها بمعية الحَبيب المُصطفى والجمال والكمال والبهاء والنور الكامل من الله والضياء تكون في الكمالات الخلقية وفي المعاملات الدينية الشرعية على نهج الشريعة المحمدية ، وهذا ما فيه التفريط والإفراط من الناس الآن لكن من يريد أن يحبه الله فيجب ان يتخلق بحقيقة ففى الأثر المعروف {إن الله يحب من خَلقِهِ من كان على خُلُقِهِ} فالله عفو يحب كل عفو ، وهو كريم يحب عبده الكريم ، وهو باسط يحب الذي يبسط لعباده ، وهكذا قس على ذلك سائر الأسماء فإن الله يحب من خلقه من كان على خلقه ، ولذلك فإن أخلاق رسول الله التي جمله بها مولاه كانت مواهب من عند الله (ففى آداب الصحبة لعبد الرحمن بن سلمى) قال صلى الله عليه وسلم {أدبني ربي فأحسن تأديبي} ليس فيها جهاد أو تعب أو عناء لأن الله فطره على ذلك ، وحفظه من كل شيء يخالف ذلك وقد قال عن نفسه : ما حدثتني نفسي بشيء من لهو الجاهلية إلا مرتين في المرة الأولى وكان هناك عرس في مكة فطلبت من رفيقي في رعي الغنم أن يحرس لي غنمي حتى أذهب إلى مكة لأحضر هذا العرس ، ما الذي حدث؟ يقول : فألقى الله عليَّ النوم فلم أستفق إلا بعد أن ضربتني حرارة الشمس وفي المرة الثانية تكرر ذلك أيضاً ، لماذا؟ لأن الله حفظه من أخلاق الجاهلية ورباه على الأخلاق الربانية فطرة وسجية من الله خصوصية لخير البرية صلى الله عليه وسلم {1} صحيح البخارى و سنن أبى داوود عن عقبة بن عامر {2} المعجم الصغير للطبراني وشعب الإيمان للبيهقي عن أبي هريرة {3} المعجم الصغير للطبراني وشعب الإيمان للبيهقي عن جابر كيف يحبك الله منقول من كتاب {كيف يحبك الله} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً | ||
الاثنين، 24 مارس 2014
كيف أتبين صدق إيمانى ؟
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ آل عمران31
قضية قرآنية ربانية تبين صدق الإيمان وخالص التعامل مع حضرة الرحمن كأن الله يقول ، كل من يدعي محبة الله ويزعم أنه من خيار عباد الله المسلمين والمؤمنين بالله لا بد له من دليل ليثبت دعواه ومن حجة يبرهن بها على صدق تعامله مع مولاه ، ما الدليل وما البرهان وما الحجة على صدقه في حبه لله؟ أن يتبع حَبيب الله ومُصطفاه ومعنى ذلك أن كل من يدعي المحبة ولا يتابع الحَبيب في هديه فليس من الأحبة ، لأن ذلك هو الدليل الذي أقامه الله وبينه كتاب الله ، لأن ذلك جاء في الآية بأسلوب الشرط ، إن كنتم تحبون الله ، فإن شرط المحبة – فاتبعوني- والنتيجة العظيمة والثمرة الكريمة { يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} وهذه هي قضية القضايا للمسلمين في كل زمان ومكان كيف نتبع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في كل ما جاء به من عند الله؟ {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} الحشر7 ما هي الأضواء التي تبين أن المسلم قلبه خالٍ من كل داء؟ أن يتابع الحَبيب المُصطفى على الدوام في كل الأفعال والأحوال والأقوال ولا يفرق فإن اتبعه في أمر وخالفه في أمر آخر ، فأين المتابعة إذن؟ فالمتابعة واضحة في الآية {فَاتَّبِعُونِي} أي في كل شيء ، اتبعوني في العبادات والأخلاق الكريمة ، والمعاملات ، اتبعوني في معاملة الزوجات ورعاية الأولاد والبنات ، ورعاية الجيران وصلة الأرحام ، حتى في معاملة الأعداء علينا أن نتبع سيدنا رسول الله في هديه لأنه هو الهدي الذي اختاره مولاه وكان الصالحون ولا يزالون يتابعونه في أكثر من هذا ، يتابعونه في هديه في الطعام وفي سنته في الشراب وفي طريقته في سرد الكلام وفي نظراته إلى الأكوان وإلى الأنام وفي مشيه ، وفي جلوسه ، وفي نومه، وفي كل حركاته وسكناته ولا يفعل الإنسان منهم عملاً ولا يتحرك حركة إلا ونظر كيف كان صلى الله عليه وسلم يعملها ليقوم على هديه ليفوز بوده ويعمل بقول الله {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} ولم يقل الله فيها اتبعوني فيما ظهر ولكن اتبعوني ظاهرياً وقلبياً وروحياً وفي كل الأحوال ، نتبعه في الظاهر ، في التواضع ولين الجانب والشفقة على الخلق ، والرحمة ، والمودة ، ونتبعه في الباطن في الخشية والخوف من الله والخشوع والإخبات والإقبال والحب والوجد الصادق لمولاه ، فلا بد وأن تكون المتابعة شاملة وفي جميع الجوانب ، وكلما زاد الإنسان في المتابعة كلما اقترب من المبايعة ، فإن الذين بايعوه هم الذين اختارهم الله واتبعوه ، قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} الفتح10 ولذلك عندما أمرهم صلى الله عليه وسلم في سر هذه الآية وكانت في صلح الحديبية ، فقد أمرهم رسول الله أن يحلقوا شعورهم وأن يذبحوا هديهم فلم ينفذوا ، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على السيدة أم سلمة ، وكانت معه في هذه المرة وقال لها : هلك الناس ، قالت: ولم يا رسول الله؟ قال: أمرتهم أن يحلقوا شعرهم ويذبحوا هديهم فلم يمتثلوا ، فقالت : يا رسول الله اخرج أمامهم واذبح هديك واحلق شعرك فلن يتخلف عنك رجل واحد ، وذلك لأنها تعلم أنهم كانوا يقتدون بفعله فالرسول بالنسبة لهم كان هو القدوة الحقيقية والرسول صلى الله عليه وسلم كانت له أقوال وله أفعال ، وكانت أقواله فيها يسر وتيسير لأنه يخاطب بها جميع الخلق ، أما أفعاله فقد كان يأخذ فيها بالعزيمة ، فيأخذ نفسه بالأشد ويأمر غيره بالأيسر والألين والأخف ، يأمر بالرخص ويأخذ نفسه بالعزائم وأصحابه من شدة حبهم وذكائهم وفطنتهم علموا هذه الحقيقة فكانوا يستمعون إلى أقواله ولا يقومون للعمل إلا إذا شاهدوا أفعاله ، وذلك من أجل{فَاتَّبِعُونِي} وليس فاستمعوا لي ، فاتبعوني ، لأنهم يريدون أن يكونوا معه ، يعني يشاركوه في نواياه وطواياه وباطنه الذي يتوجه بالكلية إلى مولاه وأعماله التي كان يتوجه بها إلى حضرة الله ، فكانوا يقتدون بفعاله ويمتثلون لأقواله لماذا؟ لأنهم يعلمون أن الأقوال للجميع لكن الأعمال بالعزيمة التي يأخذ بها رسول الله حتى كانوا يذهبون ويتساءلون عن أدق الأشياء ، يسألون زوجاته عن أكله وعن نومه ، عن عبادته ، وعن ذكره ، وعن طاعته ، ولذلك لم يحكِ التاريخ حركات رجل وسكناته كما حكى عن سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم ، فلا توجد حركة صغيرة ولا كبيرة إلا وأظهرها الله لأحبابه لشدة تعلقهم بحضرته ، لأنهم كانوا حريصين على اتباعه صلى الله عليه وسلم ، فكانوا يقتدون بأفعاله ولذلك فإن الرجل في طريق الله هو الذي يأخذ نفسه بالأشد و يأمر غيره بالأيسر ، أما الذي يأخذ نفسه بالأيسر ويأمر غيره بالأشد فإن مثل هذا غير فقيه في دين الله ، لأن هذه ليست سنة رسول الله ، فخرج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - وإياك أن تقول أنه خرج بمشورة السيدة أم سلمة ، فكأنك تزعم أنه لا يعرف ذلك - ولكنه أراد إظهار قدرها وإعلاء شأنها لكي يبين أن نساءه ذات فقه في الدين ، حيث قال فيهن رب العالمين {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} الأحزاب34 فقد كن فقيهات وحكيمات وعالمات ، فخرج صلى الله عليه وسلم وذبح هديه فكاد الناس أن يقتتلون لذبح هديهم لأنهم يقتدون بفعله قبل قوله ، وكذلك دعا الحلاق ليحلق شعره فتنافسوا على شعره ، فمنهم من فاز بخصلة ومنهم من فاز بشعرة ومنهم من فاز بأقل أو أكثر من ذلك ثم سارع الناس لحلق شعرهم لحرصهم على الإقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أفعاله ولذلك وضعهم الله معه {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} الفتح29 معه في ماذا؟ في هذه الأحوال و هذه الأعمال ، وليس معه في الزمان أو المكان ومن على هذه الشاكلة وعلى هذا النهج يصبح معه ، وإن كان بينه وبينه ألف وخمسمائة عام أو أكثر أو أقل أو لو كان بينه وبينه في زمانه بعد المشرقين ، لأنه لا يوجد بعد أو قرب إلا بالمتابعة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر الله الأمة إن أرادوا كشف أي غمة أن يقتدوا بالحبيب صلى الله عليه وسلم كيف يحبك الله منقول من كتاب {كيف يحبك الله} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً | ||
إذا كان الإسلام يدعو للسلام فلما شن الحروب على أصحاب الديانات الأخرى ؟
--------------------------------------------------------------------- شن الرسول صلى الله عليه وسلم الحروب ضد الديانات الأخرى للأسباب الآتية : أولاً : بالنسبة للأديان غير السماوية كالبوذية والمجوسية وغيرها: فلأن هذه الأديان وضعها بشر وليست ناشئة عن وحي إلهي سماوي وهذا ما أدى إلى اضطراب أحكامها وقوانينها ، عدم ملائمتها للبشر في أي زمان ومكان ، وعدم استساغة العقول الناضجة لما جاءت به ثانيــاً : وأما أهل الأديان اليهودية والمسيحية ، فمن كان منهم على الحق وتمسك به فقد اتبعه وآمن به حسب ما تُوجه إليه هذه الأديان ويوصي به رسلها ، وأما الذين رغبوا في المكاسب الدنيوية وحرصوا على المناصب الكهنوتية فقد حرّفوا وبدّلوا دياناتهم لتلائم أهوائهم وأوعزوا إلى أتباعهم بأقوال باطلة في حق الإسلام ونبيه تخالف الحقائق التي يعرفونها وجاءت بها دياناتهم ثالثـــاً : لما كان الرسول صلى الله عليه وسلم مرسلاً بالحق من عند الله لكافة عباد الله وهذا في قول الله في القرآن الكريم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً} سبأ28 فكان لا بد أن يبين للناس جميعا حقائق الدين الذي أمره الله بتبليغه لهم وكل من يعارضه ويمنعه من تبليغه فلا بد له من إزاحته من طريقه ليتسنى له أداء المهمة التي كُلِّف بها من الله رابعاً : لو رجعنا إلى حقائق التاريخ نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلن الحرب على أحد من هؤلاء ، وأنهم هم الذين حرضوا ملوكهم وأتباعهم لتجييش الجيوش لحربه وتأليب القبائل عليه ، هذا وقد تولى أحبارهم وعلماؤهم الحرب المعنوية في تكذيبه وإدحاض دينه فما كان صلى الله عليه وسلم في الحقيقة إلا مدافعاً عن نفسه ، وموضحاً للقيم والمبادئ والأحكام التى جاء بها من عند ربه ، والتى أثبتت الأيام وما تزال تثبت أنها الأنفع للبشرية في كل زمان ومكان ، بل ما أحوج البشر إليها الآن ، وهذا الذي جعل الكاتب الإنجليزي برناردشو يقول بعد الحرب العالمية الثانية التي قتل فيها أكثر من ثلاثين مليونا من البشر: "لو بعث محمدٌ صلى الله عليه وسلم إلينا الآن لحل كل مشاكل البشرية بمقدار تناوله لفنجان من القهوة"[1] | ||
السبت، 22 مارس 2014
شفاعات رسول الله صل الله عليه وسلم
سيِّدنا أنس بن مالك رضى الله عنه قال {يا رَسُولَ اللهِ إنِّي أرْجُو أنْ أنَالَ شَفَاعَتكَ يَوْمَ القِيَامَةِ ، قَالَ : لكَ ذلِكَ ، إنَّي فَاعِلٌ ، قَالَ : لَهُ ، فِإذا كَانَ ذلِكَ ، فَأيْنَ أجِدكَ ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم : تَجِدُني عِنْدَ الصِّرَاطِ ، قَالَ : فَإنْ لَمْ أجِدكَ هُناكَ ؟ قَالَ : تَجِدُنِي عِنْدَ الْمِيزَانِ ، قَالَ : فَإنْ لَمْ أجِدكَ هُناكَ؟ قَالَ : تَجِدُنِي عِنْدَ تَطَايِرِ الصُّحُفِ ، فِإنِّي لا أخْطِأُ هَذِهِ الثَّلاثَةَ مَوَاضِعِ}[1]
ثلاثة أشياء في الموقف سيشفع فيهم رسول الله ، عند تطاير الصحف - وهذا بعد الخروج مباشرة - فالصحف جاهزة والحق سبحانه وتعالى سيأمر خزانة القدرة أن تخرج ما فيها من صحف ، فتخرج كل صحيفة متجهة إلى صاحبها ، فإن كان من أهل اليمين ؟ يمسكها بيده اليمنى، وإذا كان من عصاة المؤمنين؟ تأتي على يده اليسرى ، وإن كان والعياذ بالله من المنافقين ؟ ؛ تعلَّق في رقبته فعند تطاير الصحف سيكون موجوداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى يحصي من لم ينجح؟ ويعرفهم حتى يشفع فيهم؟ فيريد أن يطمئن ، فقد أطمأن على الفوج الأول الذي أدخله الجنَّة أولاً ، وأطمأن على الفوج الثاني الذي أجلسه تحت ظل العرش ، فيعـود ليرى الذين يجيئون بالكتب؟ فيريد أن يطمئن من الذي سيأخذ كتابه بيده اليمنى ؟ ومن الذي سيأخذ كتابه بيده اليسرى ؟لأن هؤلاء الذين لهم الشفاعة ، حتى يشفع فيهم صلوات الله وسلامه عليه هذه الشفاعة وصل به الأمر إلى أنه صلى الله عليه وسلم في ليلة القرب والمناجاة في ليلة الإسراء والمعراج ، قال له : يا رب أمتي أمتي ، فقال له : لا تخف {أنَا لَهُمْ مَا عَاشُوا ، وَأنَا لَهُمْ إذا مَاتُوا وأنَا لَهُم فِي القُبُورِ ، وَأنَا لَهُمْ فِي النُشُوِر} قال : أنا خائف ، قال له {أبْشِرْ فَإنَّا لا نَسُوءكَ فِي أمَّتِكَ} وهذا الأمر الذي قال فيه سيدنا حسان بن ثابت سمعنا في الضحى ولسوف يعطي فسر قلوبنا ذاك العطاء وكيف يا رسول الله ترضى وفينا من يعذب أو يساء فقال له : أريد الضمان ، قال له {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى }الضحى5 قال له : إذاً لا أرضى وواحد من أمتي في النار ، فيشفع لأهل الحساب ، فالذي يشفع له عند الميزان ، ومن الذي يشفع له عند الميزان؟ ، قال صلى الله عليه وسلم {مَنْ مَشَىَ فِي حَاجَةِ أخِيِهِ الْمُسْلِمِ قُضِيَتْ أَوْ لَمْ تُقْضَىَ ، كُنْتُ وَاقِفَاً عِنْدَ مِيزَانِهِ فَإنْ ثَقُلَتْ كَفْةُ حَسَنَاتِهِ وَ إلا شَفَعْتُ لَهُ}[2] ذلك لمن يمشي في حاجة أخيه المؤمن، ليس لعلة ، أو لغرض ، قال : سأقف عند ميزانه ، فإذا رجحت كفة حسناته فبها ونعمت ، وإن لم ترجح كفة حسناته ؛ شفع له رسول الله صلى الله عليه وسلم المكان الثاني : عند الصراط ، ولمن يشفع عند الصراط ؟ قال : لمن يصلي عليه صلوات الله وسلامه عليه {أكثِرُوا مِنْ الصَّلاةِ عَلَيَّ فَإنَّهَا نُورُكُمْ عَلَى الصِّراطِ ، وَ أوْلَىَ النَّاسِ بِي يَوْمَ القِيَامَةِ أكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً}[3] فيشفع له ، وماذا تعني الشفاعة هنا؟ الصراط كما نعلم أرق من الشعرة ، وأحد من السيف - وهذا بالنسبة للكفار - ولكن لك أنت؟ ، فرسولالله قال {يكُونُ الصِّرَاطُ للمُؤمِنِ عَرْضُهُ كَمَسِيرَةِ ثَلاثَةِ أيَّام}[4] فعرضه مثلما يمشي الواحد منا ثلاثة أيام ، وهؤلاء الذين يذهبون سائرين ، ومنهم من يذهب راكباً ، فجماعة يركب لهم أجنحة فيطيرون ، وجماعة يجوزونه كالبرق الخاطف ، يدفعهم رسول الله دفعة فيجوزون كالبرق الخاطف ، وجماعة تحملهم الريح فيمرون عليه كالريح السريعة سيدنا جبريل وهو مع رسول الله عند سدرة المنتهى وقف هناك فبكى ، قال له ما يبكيك يا أخي يا جبريل؟ ، قال له : منذ خلقني الله سبحانه وتعالى وأنا خائف من دخول النار – لأنه يرى عظمة الله وجلال الله وقهر الله فخوفه ذلك - فاطلب لي الأمان من الله سبحانه وتعالى؟ فنزل قول الله سبحانه وتعالى {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ{195} الشعراء قال له: أبشر فقد نلت الأمان ، قال له : يا رسول الله فإني سأكافئك بها ، قال : بماذا تكافئني؟ ، قال : سأجعل جناحي على الصراط يوم القيامة فتمر عليه أمتك ، وجناحه كما تعلمون له ستمائة جناح ، لو ظهر واحد منها لحجب ضوء الشمس ، فسيضع جناحه على النار ؛ حتى يمر المؤمنون على الصراط ولا يقعون في جهنم فيذهب رسول الله ليمرر أمته على الصراط ، فمنهم من يمر مثل البرق ، ومنهم من يمر كالريح الشديدة ، ومنهم من يحملون على جناح سيدنا جبريل ، ومنهم من يتسع لهم الصراط ليسيروا ، وهذا كله بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذي سيحرم من هذه الشفاعة؟ لن يحرم إلا أهل الكبائر ، وهؤلاء أيضاً يأتي رسول الله يشفع فيهم ، فيستغيثون : يا محمد يا محمد يا محمد ، فيقول : يارب أمتي أمتي ، فيقول له {إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ؛ فَأَقُولُ : سُحْقاً}[5] إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك؟ ، فيقول لهم : اذهبوا لتأخذوا حظكم من النار ، لكن أيتركهم؟ لا ، يبدأ الشفاعة الخاصة التي يقول فيها{شَفَاعَتي لأهِلِ الكَبَائِرِ مِنْ أمَّتي}[6] {فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي ، فَيُؤْذَنُ لِي ، فَأَقُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لاَ أَقْدِرُ عَلَيْهِ الآنَ ، يُلْهِمُنِيهِ الله ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِداً ، فَيُقَالُ لِي : يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رأْسكَ ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ ، وَسَلْ تُعْطَهْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَقُولُ : رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي ، فَيُقَالُ : انْطَلِقْ ، فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ بُرَّةٍ أَوْ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْهَا ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ، ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى رَبِّي فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِداً ، فَيُقَالُ لِي: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ ، وَسَلْ تُعْطَهْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَقُولُ : أُمَّتِي أُمَّتِي ، فَيُقَالُ لِيَ : انْطَلِقْ ، فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْهَا ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ، ثُمَّ أَعُودُ إِلَى رَبِّي فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِداً ، فَيُقَالُ لِي : يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ ، وَسَلْ تُعْطَهْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي ، فَيُقَالُ لِيَ: انْطَلِقْ ، فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِنْ مِثْقَالِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ – وفى رواية أخرى : وكانَ في قَلْبِهِ ما يَزِنُ مِنَ الخَيْرِ ذَرَّةً - فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ}[7] وفى رواية {يَا رَبِّ ائذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ لا إلَهَ إلا الله وَلَوْ مَرَّةً} وهذه هي التي سيندم عليها الآخرون ، وفيها يقول الله {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ} الحجر2 وهناك شفاعة أخرى لأهل الجنة ، الذين دخلوها ، ويريدون المنازل العالية والدرجات الراقية فيها ، والتي لم تبلغها أعمالهم ، ولا يوصل إليها جهادهم ، فيذهبون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيشفع لهم عند الله ، فيرقيِّهم الله في المنازل الرضوانية ، والدرجات الجنانية دون نظر إلى مجهودهم ، إكراماً له ، وإلى هذا الإشارة بالحديث الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم {يُحْشَرُ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ يَوْمَ الْقِيَامَة}[8] {1} رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه {2} رواه أبو نعيم عن ابن عمر {3} رواه البخاري في تاريخه والترمذي وابن حبان والسيوطي عن ابن مسعود {4} رواه القرطبي في التذكرة عن سعيد بن أبي هلال{5} صحيح مسلم عن أم سلمة , وفيها رويات عديدة {6} رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان والبيهقي والبزار والحاكم عن أنس ورواه ابن ماجه عن جابر ورواه القضاعى والطبراني عن ابن عباس ورواه الخطيب عن ابن عمر {7} متفق عليه من حديث أبي هريرة {8} رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أنس http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...DE&id=49&cat=4 منقول من كتاب {حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً رسول الله الله عليه" style="cursor: pointer;" onclick="window.open(this.src); return false;" onload="if (this.width >= 777) this.width = 777; return false;" /> | ||
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)