رؤية النبى صلى الله عليه و سلم
لابد للمؤمن الذي يريد أن يكون في معية الصالحين ومن أهل الصفوة والصدق واليقين وأن يتمتع بعطايا المحبوبين أن يستحضر حالته
وأن يستحضر في باطنه هيئته حتى ولو هذه الهيئة الظاهرة لأن استحضار النبي في القلوب يحجب عنها العيوب ويجعل الإنسان يطالع حضرته من سجف الغيوب فيراه
وهو الذي يقول{من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي}[1]فإذا أكرمه الله جلَّ في علاه وألاح له شذرات من الجمال الرباني الروحاني لحبيب الله ومصطفاه فتعلق بهذه الذات العلية النورانية فإنه يرى الحبيب على هيئة لا تشابهها هيئة كونية وهذه بداية الوصول لمن أراد أن يكون مراداً للذات العلية
{قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ}ولو كان النور هو الكتاب لقال الله " قد جاءكم من الله نور كتاب مبين "لكن الواو تقتضي المغايرة وذلك في اللغة أن ما قبلها غير ما بعدها فلو أني قلت جاء محمد وإبراهيم إذاً محمد غير إبراهيم لكن لو قلت جاء محمد إبراهيم لكان محمد إبراهيم شخص واحد فلما قال الله : قد جاءكم من الله نور وهو هذا النور وكتاب مبين والكتاب المبين كذلك نور لكن في آية أخرى{مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}والله نور{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}فالله نور والقرآن نور والحبيب نورولقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عباس
{اللهم اجعل فى قلبى نوراً واجعل في لسانىنورا واجعل فى سمعى نوراً واجعل في بصري نوراً واجعل خلفي نورا وأمامي نوراً واجعل من فوقى نوراً ومن تحتى نورا اللهم و اعظم لى نوراً}وفى رواية{واجعلني كلي نوراً}نوراً أعظم والله عز وجل وعده بالإجابة فلما قال : واجعلني كلي نوراً جعله الله عز وجل كله نوراً لأنه نور الله الدال بالله على حضرة الله جلَّ وعلا حتى قال :أعطى الله يوسف شطر الحسن - شطر حسن من ؟ شطر حسن رسول الله لأن الله أعطى الحسن كله لرسول الله الحسن الجسماني والحسن النوراني والحسن الرباني وأعطى يوسف الحسن الجسماني فأخذ النصف لكن رسول الله أخذ الحسن الجسماني والنوراني والرباني فهو الحسن كله صلوات ربي وتسليماته عليه ومن شدة حسنه لا يراه إلا من أذن الله عز وجل له في شهود نوره فقال في الكافرين به
{وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}لا يبصرون النور المكنون الذي أودعه فيه الحي القيوم عز وجل
فلا بد لمن أراد أن يكون من عباد الله الصالحين والمقربين أن يستحضر الحبيب المصطفى في كل وقت وفي كل حين كلما أراد أن يصنع صنيعاً أو يعمل عملاً
لابد لكى يحوز القبول من الله أن يؤديه كما كان يؤديه رسول الله فيستحضر كيف كان رسول الله يؤديه ؟ فإذا أراد أن يصلى فالحديث المشهور محفوظ
{صلٌّوا كما رأيتموني أصَلِّي} ومن الناس من يقرأ في السنن لكي يعرف كيف كان يصلي ومنهم من يزيد على ذلك فيقرأ في السنن ثم يزيد في الاستحضار
فيكرمه الله فيرى هيئته وهو يصلي فيصلي كما كان يصلي عن حضور وليس عن استحضار ومنهم من ينظر في الصحف والكتب ليعلم كيف كان يتوضأ
ومنهم من يزيد اشتياقه ويقوى هيامه وغرامه وهو يقرأ كيف كان النبي يتوضأ
فيرق الحجاب ويأخذه الله عز وجل إلى هذا الجناب فكأنه يراه أمام عينيه رأى العين النبي وهو يتوضأ وأصحابه يصبون عليه الماء فيتوضأ كما كان يتوضأ صلوات ربي وتسليماته عليه
وليس من رأى كمن سمع وكان على هذا الحال ما لا يسعنا الوقت من ذكرهم من الرجال من بدء دعوته إلى يومنا هذا فمنهم من كان يعرض عليه مناماً
فأحوال الرجال أهل الكمال من هذا الباب من العطاء والنوال استحضروا رسول الله في قلوبهم وأحبوه بكل سويدائهم فجذبتهم العناية إلى حبيبهم فمنه نالوا مشروبهم وبه نالوا مطلوبهم
وبه قاموا إلى كل حوائجهم وأحوالهم ، وصاروا به رجالاً.
إن السلاح الفعال يا إخواني الذي انتشر به الإسلام لجميع الأنام ويحتاج لتكاتف كل أهل الإسلام هو القيم والأخلاق الإسلامية والحبيب لخص دعوته فقال(أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)[2]ومكارم الأخلاق هي أن كل مسلم في عصره أو بعد عصره كان يعتبر نفسه من نفسه رقيباً عليها
يحاول أن يراقب مثل الإدارات الحكومية كمباحث التموين المباحث العامةمكافحة المخدرات وكان المسلم في العصر الأول يعتبر نفسه موظفا في الحضرة الإلهية فيراقب أخلاق المحيطين به من البرية وينبههم عند أي أخطاء سلوكية ولما توارت هذه الرقابة الإسلامية وأصبح كل مؤمن يقول:"أنا مالي" ، " ليس لي شأن " هذه العادة ليست فيَّ فليس لي شأن بها "
وعندها ضاعت القيم والأخلاق فحدث تحلل وتفسخ في مجتمع المؤمنين فانحدرت الأمور إلى ما نراه الآن لكنهم لم يكونوا كذلك فقد كان قائلهم يقول
"أخذ علينا العهد من رسول الله أن ننصح لكل مسلم " لأن النبي قال لنا جميعاً
(الدين النصيحة ) فإذا رأيت من يغش أنصحه بالطريقة الصحيحة لا بالفظاظة ولا بالغلظة ولا على الملأ أنصحه بيني وبينه
{الدين النصيحةقيل لمن يا رسول الله؟ قال: لله وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم}[3]فعندما كان يرى أي مسلم أي نفر من المسلمين على غير الجادة
في خلق من الدين كان يحذره أو ينهاه أو ينصحه على حسب الحالة التي يراها فكانوا كلهم أطباء رحماء نصحاء لجميع الأنام الآن الناصح الأمين يقول: لا شأن لي
والمنصوح يقول: ليس لك شأن ودين خلى من النصيحة لابد أن تنتهي القيم التي فيه وكأنها ذبحت بالكلية
ورسول الله قد جدد المعالم و اضحة و قال{لا إيمان لمن لا أمانة له}[4]ويا ليتنا نحدث بالمثل التي تحدث في عصرنا من أجل أولادنا وشبابنا فكما ننشر صفحة للحوادث كذلك ننشر صفحة لأهل الفضائل فالإنسان الذي يجد أمانة ثم يبحث عن صاحبها ليردها إليه فإننا نعتبر هذا العمل في زماننا عملاً شاذاً ونريد أن نرصد له مكافآت وإعلانات لأنه رد الأمانة لصاحبها في حين أن هذا من المفروض أن يكون عمل أي مسلم والرسول حدد معالم المسلم وقال " لا إيمان لمن لا أمانة له " إن كانت هذه الأمانة في الكلمة أو في الوعد أو في العهد أو في العقد أو في أمر من الأمور فهو حديث جامع{لا إيمان لمن لا أمانة له}أين أمانة الكلمة؟السيدة أم سليم عندما هاجر النبي إلى المدينة كانت قد نذرت أنها إذا رزقها الله بولد يكن خادماً للكعبةفهاجر النبي وأسلمت ورزقها الله بأنس وكان قد بلغ من العمر سبع سنين وجاءت به لرسول الله وقالت : يا رسول الله قد كنت نذرت قبل الإسلام إذا رزقني الله بولد أن يكون خادماً للكعبة أما الآن فهو خادمك فأرسله النبي لقضاء حاجة فقابلته أمه وقالت: إلى أين أنت ذاهب يا أنس؟قال: لأقضي حاجة لرسول الله ، فسألته: ما هذه الحاجة؟
قال: ما كنت لأفشي سر رسول الله طفل عمره سبع سنين ويقول هذا الكلام أليست هذه هي التربية المحمدية فاحتضنته أمه وقالت له: هكذا فكن ولم تضربه كما يحدث هذه الأيام وتقول :إذا لم تبلغني فلا أنت ابني ولا أعرفك
فبعض النساء مع الأسف في هذا الزمان تعرف الأخبار من الأطفال الصغيرة لأنها شهوات النفوس أين الصاحب الآن الذي سيسمع كلمة ولا يذيعها في هذا العصر؟
أليست هذه أمانة قال النبى{إذا حدث الرجل بالحديث ثمَّ التفت فهى أمانة}[5]
يعني لو التفت الصاحب ليرى إن كان يسمعهم أحد فهذا الحديث أمانة ولا تصح إذاعته حتى ولو كان في التليفون أين نحن من ذلك الآن؟إنها الرجال التي رباها المصطفى إن صدور الأحرار قبور الأسرار
فالكلمة التي دخلت لا تخرج لأى أحد حتى ولو كانت زوجته لأن السر إذا تجاوز اثنين فشى وانتشر هذه هي الأخلاق الإسلامية فإذا حدث أخ أخاه بحديث ونشره هنا يكون قد خان الأمانة
وإذا استشار أخاه في موضوع ثم فضحه فقد خان الأمانة .
[1] عن أبى هريرة رواه البخارى و مسلم و أبو داوود .
[2] أخرجه الألبانى فى سلاسل الصحيح .، و فى رواية " صالح الأخلاق " .
[3] عن تميم الدارى ، رواه الترمذى و مسلم ، و فى روايات :" إن الدين النصيحة "،" رأس الدين النصيحة ..." .
[4] عن أنس ، فى أمثال المواردى .
[5] عن جابر بن عبدالله ، فى صحيح الجامع .
لابد للمؤمن الذي يريد أن يكون في معية الصالحين ومن أهل الصفوة والصدق واليقين وأن يتمتع بعطايا المحبوبين أن يستحضر حالته
وأن يستحضر في باطنه هيئته حتى ولو هذه الهيئة الظاهرة لأن استحضار النبي في القلوب يحجب عنها العيوب ويجعل الإنسان يطالع حضرته من سجف الغيوب فيراه
وهو الذي يقول{من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي}[1]فإذا أكرمه الله جلَّ في علاه وألاح له شذرات من الجمال الرباني الروحاني لحبيب الله ومصطفاه فتعلق بهذه الذات العلية النورانية فإنه يرى الحبيب على هيئة لا تشابهها هيئة كونية وهذه بداية الوصول لمن أراد أن يكون مراداً للذات العلية
{قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ}ولو كان النور هو الكتاب لقال الله " قد جاءكم من الله نور كتاب مبين "لكن الواو تقتضي المغايرة وذلك في اللغة أن ما قبلها غير ما بعدها فلو أني قلت جاء محمد وإبراهيم إذاً محمد غير إبراهيم لكن لو قلت جاء محمد إبراهيم لكان محمد إبراهيم شخص واحد فلما قال الله : قد جاءكم من الله نور وهو هذا النور وكتاب مبين والكتاب المبين كذلك نور لكن في آية أخرى{مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}والله نور{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}فالله نور والقرآن نور والحبيب نورولقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عباس
{اللهم اجعل فى قلبى نوراً واجعل في لسانىنورا واجعل فى سمعى نوراً واجعل في بصري نوراً واجعل خلفي نورا وأمامي نوراً واجعل من فوقى نوراً ومن تحتى نورا اللهم و اعظم لى نوراً}وفى رواية{واجعلني كلي نوراً}نوراً أعظم والله عز وجل وعده بالإجابة فلما قال : واجعلني كلي نوراً جعله الله عز وجل كله نوراً لأنه نور الله الدال بالله على حضرة الله جلَّ وعلا حتى قال :أعطى الله يوسف شطر الحسن - شطر حسن من ؟ شطر حسن رسول الله لأن الله أعطى الحسن كله لرسول الله الحسن الجسماني والحسن النوراني والحسن الرباني وأعطى يوسف الحسن الجسماني فأخذ النصف لكن رسول الله أخذ الحسن الجسماني والنوراني والرباني فهو الحسن كله صلوات ربي وتسليماته عليه ومن شدة حسنه لا يراه إلا من أذن الله عز وجل له في شهود نوره فقال في الكافرين به
{وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}لا يبصرون النور المكنون الذي أودعه فيه الحي القيوم عز وجل
فلا بد لمن أراد أن يكون من عباد الله الصالحين والمقربين أن يستحضر الحبيب المصطفى في كل وقت وفي كل حين كلما أراد أن يصنع صنيعاً أو يعمل عملاً
لابد لكى يحوز القبول من الله أن يؤديه كما كان يؤديه رسول الله فيستحضر كيف كان رسول الله يؤديه ؟ فإذا أراد أن يصلى فالحديث المشهور محفوظ
{صلٌّوا كما رأيتموني أصَلِّي} ومن الناس من يقرأ في السنن لكي يعرف كيف كان يصلي ومنهم من يزيد على ذلك فيقرأ في السنن ثم يزيد في الاستحضار
فيكرمه الله فيرى هيئته وهو يصلي فيصلي كما كان يصلي عن حضور وليس عن استحضار ومنهم من ينظر في الصحف والكتب ليعلم كيف كان يتوضأ
ومنهم من يزيد اشتياقه ويقوى هيامه وغرامه وهو يقرأ كيف كان النبي يتوضأ
فيرق الحجاب ويأخذه الله عز وجل إلى هذا الجناب فكأنه يراه أمام عينيه رأى العين النبي وهو يتوضأ وأصحابه يصبون عليه الماء فيتوضأ كما كان يتوضأ صلوات ربي وتسليماته عليه
وليس من رأى كمن سمع وكان على هذا الحال ما لا يسعنا الوقت من ذكرهم من الرجال من بدء دعوته إلى يومنا هذا فمنهم من كان يعرض عليه مناماً
فأحوال الرجال أهل الكمال من هذا الباب من العطاء والنوال استحضروا رسول الله في قلوبهم وأحبوه بكل سويدائهم فجذبتهم العناية إلى حبيبهم فمنه نالوا مشروبهم وبه نالوا مطلوبهم
وبه قاموا إلى كل حوائجهم وأحوالهم ، وصاروا به رجالاً.
إن السلاح الفعال يا إخواني الذي انتشر به الإسلام لجميع الأنام ويحتاج لتكاتف كل أهل الإسلام هو القيم والأخلاق الإسلامية والحبيب لخص دعوته فقال(أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)[2]ومكارم الأخلاق هي أن كل مسلم في عصره أو بعد عصره كان يعتبر نفسه من نفسه رقيباً عليها
يحاول أن يراقب مثل الإدارات الحكومية كمباحث التموين المباحث العامةمكافحة المخدرات وكان المسلم في العصر الأول يعتبر نفسه موظفا في الحضرة الإلهية فيراقب أخلاق المحيطين به من البرية وينبههم عند أي أخطاء سلوكية ولما توارت هذه الرقابة الإسلامية وأصبح كل مؤمن يقول:"أنا مالي" ، " ليس لي شأن " هذه العادة ليست فيَّ فليس لي شأن بها "
وعندها ضاعت القيم والأخلاق فحدث تحلل وتفسخ في مجتمع المؤمنين فانحدرت الأمور إلى ما نراه الآن لكنهم لم يكونوا كذلك فقد كان قائلهم يقول
"أخذ علينا العهد من رسول الله أن ننصح لكل مسلم " لأن النبي قال لنا جميعاً
(الدين النصيحة ) فإذا رأيت من يغش أنصحه بالطريقة الصحيحة لا بالفظاظة ولا بالغلظة ولا على الملأ أنصحه بيني وبينه
{الدين النصيحةقيل لمن يا رسول الله؟ قال: لله وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم}[3]فعندما كان يرى أي مسلم أي نفر من المسلمين على غير الجادة
في خلق من الدين كان يحذره أو ينهاه أو ينصحه على حسب الحالة التي يراها فكانوا كلهم أطباء رحماء نصحاء لجميع الأنام الآن الناصح الأمين يقول: لا شأن لي
والمنصوح يقول: ليس لك شأن ودين خلى من النصيحة لابد أن تنتهي القيم التي فيه وكأنها ذبحت بالكلية
ورسول الله قد جدد المعالم و اضحة و قال{لا إيمان لمن لا أمانة له}[4]ويا ليتنا نحدث بالمثل التي تحدث في عصرنا من أجل أولادنا وشبابنا فكما ننشر صفحة للحوادث كذلك ننشر صفحة لأهل الفضائل فالإنسان الذي يجد أمانة ثم يبحث عن صاحبها ليردها إليه فإننا نعتبر هذا العمل في زماننا عملاً شاذاً ونريد أن نرصد له مكافآت وإعلانات لأنه رد الأمانة لصاحبها في حين أن هذا من المفروض أن يكون عمل أي مسلم والرسول حدد معالم المسلم وقال " لا إيمان لمن لا أمانة له " إن كانت هذه الأمانة في الكلمة أو في الوعد أو في العهد أو في العقد أو في أمر من الأمور فهو حديث جامع{لا إيمان لمن لا أمانة له}أين أمانة الكلمة؟السيدة أم سليم عندما هاجر النبي إلى المدينة كانت قد نذرت أنها إذا رزقها الله بولد يكن خادماً للكعبةفهاجر النبي وأسلمت ورزقها الله بأنس وكان قد بلغ من العمر سبع سنين وجاءت به لرسول الله وقالت : يا رسول الله قد كنت نذرت قبل الإسلام إذا رزقني الله بولد أن يكون خادماً للكعبة أما الآن فهو خادمك فأرسله النبي لقضاء حاجة فقابلته أمه وقالت: إلى أين أنت ذاهب يا أنس؟قال: لأقضي حاجة لرسول الله ، فسألته: ما هذه الحاجة؟
قال: ما كنت لأفشي سر رسول الله طفل عمره سبع سنين ويقول هذا الكلام أليست هذه هي التربية المحمدية فاحتضنته أمه وقالت له: هكذا فكن ولم تضربه كما يحدث هذه الأيام وتقول :إذا لم تبلغني فلا أنت ابني ولا أعرفك
فبعض النساء مع الأسف في هذا الزمان تعرف الأخبار من الأطفال الصغيرة لأنها شهوات النفوس أين الصاحب الآن الذي سيسمع كلمة ولا يذيعها في هذا العصر؟
أليست هذه أمانة قال النبى{إذا حدث الرجل بالحديث ثمَّ التفت فهى أمانة}[5]
يعني لو التفت الصاحب ليرى إن كان يسمعهم أحد فهذا الحديث أمانة ولا تصح إذاعته حتى ولو كان في التليفون أين نحن من ذلك الآن؟إنها الرجال التي رباها المصطفى إن صدور الأحرار قبور الأسرار
فالكلمة التي دخلت لا تخرج لأى أحد حتى ولو كانت زوجته لأن السر إذا تجاوز اثنين فشى وانتشر هذه هي الأخلاق الإسلامية فإذا حدث أخ أخاه بحديث ونشره هنا يكون قد خان الأمانة
وإذا استشار أخاه في موضوع ثم فضحه فقد خان الأمانة .
[1] عن أبى هريرة رواه البخارى و مسلم و أبو داوود .
[2] أخرجه الألبانى فى سلاسل الصحيح .، و فى رواية " صالح الأخلاق " .
[3] عن تميم الدارى ، رواه الترمذى و مسلم ، و فى روايات :" إن الدين النصيحة "،" رأس الدين النصيحة ..." .
[4] عن أنس ، فى أمثال المواردى .
[5] عن جابر بن عبدالله ، فى صحيح الجامع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق