الْقُرْآَنُ هُدَىً وَشِــفَاءُ
جعل الله الشفاء من كل الأسقـام الظاهـرة والباطنــة محققـا بالقرآن الكريم ولذلك يقول عزَّ شأنه{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}ووروى ابن ماجة فى سننه وغيره عن عيدالله ابن مسعود قال : قال رسول الله(عَلَيْكُمْ بِالشِّفَاءَيْنِ: الْعَسَلِ وَالْقُرْآنِ)وروى ابن ماجة فى سننه أيضاً عن عليّ بن أبى طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله(خَيْرُ الدَّوَاءِ الْقُرْآنُ) وروى البيهقي في الشعب عن واثلةَ بن الأسقع أَنَّ رَجُلاً شَكَىٰ إِلى رَسُولِ اللَّهِ وَجَعاً فِي حَلْقِهِ فقال النَّبِيُّ(عَلَيْكَ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ)وروى ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال(جاء رجل إلى النبي فقال : إني أشتكي صدري قال : اقرأ القرآن قال الله تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}وقد أثبتت التجارب المعملية بالكمبيوتر التي قام بها الدكتور أحمد القاضي رئيس المركز الإعلامي بمؤسسة العلوم الطبية الإسلامية بمدينة(بنما سيتي)بأمريكا على مجموعات متنوعة من البشر(بعضهم مسلم عربي وبعضهم مسلم غير عربي ولكنه يجيد العربية وبعضهم مسلم غير عربي ولا يعرف العربية وبعضهم غير مسلم ) : تأثير الألفاظ القرآنية في علاج التوتر العصبي حيث أثبتت هذه التجارب أن للقرآن أثراً مهدئاً في 97 ٪ من التجارب في شكل تغيرات فسيولوجية حيث تدلُّ على تخفيف درجة توتر الجهاز العصبي التلقائي وقد سجَّل هذه التجارب ونتائجها في كتابه(تأثير القرآن على الوظائف الفسيولوجية للجسم البشري )والذي نشرته ( دار الرسالة ببيروت)وقد حكى الشيخ أبو القاسم القشيري : أن ولده مرض مرضاً شديداً قال : حتى أيست منه واشتدَّ الأمر عليّ فرأيت النبي في منامي فشكوت له ما بولدي ، فقـال لي(أين أنت من آيات الشفاء ؟)فانتبهت ففكَّرت فيها فإذا هي في ستة مواضع من كتاب الله تعالى وهي قوله تعالى{وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } -- {وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ}-- {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ}--- {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}-- {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }-{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء}قال فكتبتـها في صفحة ثم حللتـها بالماء وســقيته إياها فكأنما نشـــط من عقال وقد قال العلامـــة ابن القيم في كتـــــابه( زاد المعاد في هدي خير العباد ){ فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبيَّة والبدنيَّة وأدواء الدنيا والآخرة وما كل أحد يُؤهَل ولا يُوَفَق للاستشفاء به وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبداً وكيف تقاوم الأدواء كلام ربِّ الأرض والسماء الذي لو أنزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها ، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيله للدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه الله فهماً في كتابه }}.
*علاج القرآن للشدائد
نقل الكمال الدميري عن سيدنا جعفر الصادق قال{ عجبت لمن ابتلى بأربع كيف يغفل عن أربع ؟
1- عجبت لمن ابتلى بضرٍّ كيف يذهب عنه ( يغيب عنه ) أن يقول : رب {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } والله يقول: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ}
2- وعجبت لمن ابتلى بالغمِّ كيف يذهب عنه أن يقول : {لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } والله تعالى يقول : {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ }
3 – وعجبت لمن خـــاف كيف يذهب عنــه أن يقــــــــــول{حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }والله تعـــــــــالى يقـــــــول
{فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ}
4- وعجبت لمن مُكر به كيف يذهب عنـــــه أن يقــــــــــــول : {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } والله تعالى يقول :{فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا}
أخرج البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما :أن رسول الله قال في قوله تعالى : {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى} هُوَ أَمَانٌ مِنَ الْسَّرِقَة )وأن رجلاً من أصحاب رسول الله تلاها حيث أخذ مضجعه فدخل عليه سارق فجمع ما في البيت وحمله والرجل ليس بنائم حتى انتهى إلى الباب فوجده مسدوداً فوضع الكارة (أي الحمل) فإذا هو مفتوح ففعل ذلك ثلاث مرات فضحك صاحب الدار ثم قال : إني أحصنت بيتي .