Disqus for ومضات إيمانية

الثلاثاء، 10 يناير 2012

عندما يموت المؤمن

يعرف أهل السماء بموت العبد فيستعدون لاستقبال هذه النفس ويستأذن من كل سماء وجهاؤها لينزلوا إلى الأرض ليحضروا تشييع جنازة هذا المؤمن والصلاة عليه، ثم يربت عليه ملائكة الله بعد أن يضعونه فى موضعه أى القبر بأمر الله، ويأمرهم أن يفتحوا له باباً إلى الجنة يأتيه منه الروح والريحان إلى يوم القيامة
                           البشارة الأولى قبل الموت : - 
خاتمة الحسنى
وأول أسباب السعادة وبشريات الهناءة والسرور هى خاتمة الحسنى خاتمة الحسنى التى يختم الله بها لإهل الإيمان قبل لقاء الرحمن وهى بشرى عظيمة وكريمة من أعظم البشريات وهى تسبق الموت فلا يأتى الموت إلا وقد تحققت وهى إن الله يختم للمؤمن على حال طيبة ويختم له بخاتمة الحسنى وهذه الدرجة التى كان يسأل الله فيها الأنبياء وهم المعصومون مثل سيدنا يوسف الصديق[يوسف101]{تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} فهذه أعظم بشرى للمؤمن أن يثبته الله عند خروج الروح {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ }إبراهيم27فيقيد له موتة طيبة، فهناك من المؤمنين مثلاً من يخيّرهم الله كيف تريد أن تموت؟ فمنهم من يريد أن يموت ساجداً أو وهو يحج أو وهو يقرأ القرآن فيميتهم الله كما أرادوا {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ}الزمر34
السَّيِّدة نفيسة 
حفرت قبرها وظلت تقرأ فيه القرآن تصوم بالنهار وتفطر بالليل وظلت على هذا الحال خمس عشرة سنة وجاءها الموت فى رمضان وضعفت بالنهار وقالوا لها لابد أن تفطرى فقالت: أفطر وقد طلبت من الله أن يقبض روحي وأنا صائمة وظلت تقرأ القرآن فى سورة الأنعام حتى وصلت إلى قول الله {لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام127 وخرجت الروح على دار السلام.

إستقبال رسول الله وملائكة الله للمؤمن
فملائكة الله تكون فى إستقبال أهل الإيمان يعنى كتائب من حرس الشرف وإذا كان مع هؤلاء الملائكة رسول الله وصحبه الكرام جاء معه كبار ملائكة الله ولكن كيف يعلم أهل السماء بنعى هذا الرجل المؤمن حتى يتجهزوا لإستقباله؟هذا ما أجاب عليه الحبيب مستكملاً حديثه:{وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلاَ يَمُرُّونَ على مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا:مَا هذَا الرُّوحُ الطَّيبُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا } فينعى إليهم فى هذه الساعة فيقال لهم مات فلان بن فلان ثم قال : {حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحِونَ لَهُ، فَيُفْتَحُ لَهُ فَيُشَيعُهُ مِنْ كُل سَمَاءٍ مُقَربُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِليينَ} فأفصح النبى أنه وقت ما تخرج الروح تطلع رائحة طيبة تهب على السموات العلى فتشمها الملائكة وهذا هو النعي بالنسبة لخاصتهم فيتساءلون أي مقرب يأتي إلينا؟ ثم تفتح أبواب السموات ويقف على أبواب كل سماء مقربوها يستقبلوا هذه الروح الطيبة يقفون منتظرين حتى يروه ويستقبلوه ويهنئوه بسلامة الوصول إلى الله وهذه من أعظم البشريات للمؤمن عند موته أن يرى سيدنا رسول الله أو ملائكة الرحمة أو إذا كان من أهل الكمال والجلال مع الله يري أنوار حضرة الله جل في علاه: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ}التوبة21وهنا الذي يبشرهم هو رب العزة جلَّ وعلا ولذلك سيدنا بلال في لحظات الموت كانت زوجته تجلس بجواره وتبكى وتقول واكرباه واحزناه فقال لها: { لا تقولي واكرباه ولا تقولي واحزناه ولكن قولي: واطرباه وافرحتاه واسروراه غداً ألقى الأحبة محمداً وحزبه} كتاب إيقاظ الهمم بشرح الحكم والشفا بتعريف حقوق المصطفى وغيرها. 
أنا ذاهب إلى أين ؟ أنا ذاهب عند رسول الله الذي يذهب لرسول الله في الدنيا يا إخواني ماذا نفعل له ؟ نحن نهنيه ونزفه إذاَ الذي يذهب لرسول الله في الحياة الدائمة الباقية ماذا نفعل له؟ نفرح له ونزفه لأنها المنزلة العظمي ولذلك الميت الصالح هنا يكون الناس عاملين محزنة وثكالي ويعبروا عن حزنهم وهو يقول ما لهؤلاء الناس ألا يرون ما أنا فيه من التشريف و التكريم: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ}فاطر34ماذا فى الدنيا غير الهم والشقاء والكرب والحزن والمرض والبلاء والعناء لكنه ذاهب لدار ليس فيها هم ولا غم ولا مرض ولا شقاء ولا صخب ذاهب عند رسول الله وصحبه الكرام يستقبلونه ساعة الموت فالكرام كلهم يقابلوه ويستقبلوه فهذه من أوائل البشريات لنا ولذلك المؤمن نحن نخلص له الإجراءات في لحظات ولكنه لا ينتهى من التسليم على إخوانه المسلمين فى البرزخ قبل أعوام لأن كل المؤمنين السابقين يأتون ليقابلوه ويهنؤه بسلامة الوصول لرفقة رسول الله وصحبه الكرام.

من كتاب :بشائر المؤمن عند الموت 
http://www.fawzyabuzeid.com/news_d.php?id=175

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق