علاج القرآن لضيق الأرزاق
روى الطبراني عن معاذ رضي الله عنه أن النبي قال : يا مُعَاذُ أَلاَ أُعَلِّمُكَ دُعَاءً تَدْعُو بِهِ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِنَ الدَّيْنِ مِثْلُ ثُبَيْرَ أَدَّاهُ الله عَنْكَ فادْعُ الله يا مُعَـــاذُ قُلْ :( اللهمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ، وتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ، وتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وتُخْرِجَ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ رَحْمَنَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ ورَحِيمَهُمَا تُعْطِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُمَا وتَمْنَعُ مَنْ تَشَاءُ ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ )
أخرج عبد الرزاق في المصنَّف عن رجل من قريش قال : كان رسول الله إذا دخل عليه بعض الضيق في الرزق أمر أهله بالصلاة ثم قرأ هذه الآية {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }
وأخرج الإمام أحمد بن حنبل في الزهد ، وابن أبي حاتم في تفسيره عن ثابت رضى الله عنهم أجمعين ، قال :
كان رسول الله إذا أصابت أهله خصاصة ؛ نـادى أهله بالصلاة : صلُّوا صلُّوا ، قال ثابت : كانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة
أخرج الطبراني وابن مردويه عن معاذ قال : قال النبى : يا أَيُّها النَّاسُ اتَّخِذُوا تَقْوى الله تِجَارَةً يَأْتِكُمُ الرِّزْقُ بلا بِضَاعَةٍ ولا تِجَارَةٍ ثم قرأ [وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ] وأخرج أحمد ، والحاكم وصححه ، والبيهقي في شعب الإيمان عن أَبي ذَرَ رضِي اللَّهُ عنْه ، قَالَ : قال رسول الله : يَا أَبَا ذَرَ إِني لأعْرِفُ آيَةً لَوْ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَخَذُوا بها لَكَفَتْهُمْ (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً)
وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن عمران بن حصين أنَّ رسول الله قال : مَنْ انْقَطَعَ إِلَى اللهِ كَفَاهُ كُلَّ مَؤُونَةٍ ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثَ لا يَحْتَسِبُ ، وَمَنْ انْقَطَعَ إِلَى الْدُّنْيَا ؛ وَكَلَهُ اللهُ إِلَيْهَا
وفي الجامع الكبير للسيوطي روى أبو الشيخ ابن حبان عن جبير بن مطعم ، قال : قال لي رسول الله : أَتُحِبُّ يا جُبَيْرُ إِذَا خَرَجْتَ في سَفَرٍ أَنْ تَكُونَ مِنْ أَمْثَلِ أَصْحَابِكَ هَيْئَةً وأَكْثَرِهِمْ زَاداً ؟ فقلت : نعم بأبي أنت وأمي قال : (( فَاقْرَأْ هَذِهِ السُّورَ الخَمْسَ : {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } و{إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } وافْتَتِحْ كُلَّ سُورَةٍ بِبِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ واخْتِمْ قِرَاءَتَكَ بِبِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )) قال جبير : وكنت غنياً كثير المالِ فكنت أخرج ( مع من شاء الله أن أخرج معهم ) في سفر ، فأكون أَبَذَّهُمْ هيئةً ، وأقلهم زاداً ، فما زلت منذ علمنيهنَّ رسول الله وقرأت بهن أكون من أحسنهن هيئةً ، وأكثرهم زادا ً، حتى أرجعَ من سفري (ذَلِكَ) رواه أبو يعلى .
وقال الإمام السيوطي رحمه الله تعالى رحمة واسعة في رسالته (حصول الرفق بأصول الرزق ){من كتب يوم الجمعة بعد الصلاة قوله سبحانه وتعالى{وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } وجعلها في بيته ، أو في حانوته ، كثَّر الله خيره }}.
*قضــاء الحوائــج
روى المحاملي في أماليه عن عبد الله بن الزبير ( قال الحافظ السيوطي وله شاهد مرسل عند الدرامي)عن النبي أنه قال : مَنْ جَعَلَ " يَس " أَمَامَ حَاجَةٍ قُضِيَتْ لَهُ
قال صاحب خزينة الأسرار :{{ ويبدأ بقراءة يس سبع مرات ، أو إحدى وعشرين مرة ، أو إحدى وأربعين مرة فلا شك ولا شبهة في تأثيرها فإن الله تعالى يقضي حاجته بلطفه وكرمه }}.
وقال الإمام أبو العزائم : {{ يقرأ من أول السورة إلى قوله تعالى {بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ } ثم يدعو بما يشاء ، وبعد الدعاء يكرر قوله سبحانه{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } ( إحدى وأربعين مرة ) ثم يختم السورة }} وهذه الكيفيَّـة مجرَّبة لقضاء الحوائج وفي فوائد الإمام الشرجي كيفيَّة لقضاء الحوائج ( منقولة من كتاب (آداب الفقراء ) للشيخ أبي القاسم القشيري رحمه الله ){ يتوضأ وضوءاً جديداً ثم يصلي أربع ركعات بتشهُّدين وتسليمتين يقرأ في الأولى بعد الفاتحة : {رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً } عشراً وفي الثانية بعد الفاتحة : {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي} عشراً ، وفي الثالثة بعد الفاتحة : {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } عشراً ، وفي الرابعة بعد الفاتحة {رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }عشراً ، ثم يسجد بعد الفراغ ويقول في سجوده : {لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}إحدى وأربعين مرة ، ثم يسأل الله تعالى حاجته تقضى بإذنه تعالى }}.
وقال الإمام اليافعي في كتـــاب ( الدر النظيم في خواص القرآن العظيم ) في الكلام عن البسملة {{ ولقضاء الحوائج مما نقلته من خطِّ بعض العارفين نقله عن الإمام جعفر الصادق ، أنه قال : من كانت له حاجة مهمَّة إلى الله تعالى ؛ فليكتب رقعة فيها : بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبده الذليل إلى ربه الجليل(أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } ويرمي الورقة في الماء الجاري ويقول : إلهي بمحمد وآله الطيبين وصحبه المرتضين اقض حاجتي يا أكرم الأكرمين وتذكر حاجتك فإنها تقضى إن شاء الله تعالى }}.
*من أسرار الفاتحة
قال ابن القيم في كتابه(زاد المعاد في هدى خير العباد):{{ كل داء له دواء ، وأنا أحسنت المداواة بالفاتحة ، فوجدت لها تأثيراً عجيباً في الشفاء ، وذلك أني مكثت بمكة مدة يعتريني أدواء لا أجد لها طبيباً ولا مداوياً ، فقلت : يا نفسي دعيني دعيني أعالج نفسي بالفاتحة ؛ ففعلت ؛ فرأيت لها تأثيراً عجيباً ، وكنت أصف ذلك لمن اشتكى ألماً شديداً ، فكان كثيراً منهم يبرأون سريعاً ببركة الفاتحة ، ثم قال : وقد يتخلف الشفاء لضعف همة الفاعل، أو لعدم قبول المحل أن يتداوى بكتابة الفاتحة، أو أن يتداوى بقراءة الفاتحة، فكذلك يتخلَّف الشفاء لضعف همِّة القارئ أو لتغيير القارئ في المخرج والصفات أو لعدم قبول المحل وإلا فالآيات والأدعية في نفسها نافعة شافية } وهكذا ، فإن فاتحة الكتاب تبرئ الأسقام ، والآلام ، وتعجِّل العافية في حينها ، وقد ورد في ذلك : عن عبد الملك بن عُمير مُرْسَـلاً فيما رواه البيهقى :
قَالَ النَّبِيُّ : فَاتِحَةُ الْكِتَابِ شِفَاءٌ مِنْ كُل دَاءٍ
قال المناوي : {{ أى شفاءاً من : داء الجهل ، والمعاصي ، والأمراض الظاهرة ، والباطنة ، وأنها كذلك لمن تدبَّــر وتفكَّـــر وجــــرَّب وقــــوى يقينه }}.
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ شِفَاءٌ مِنَ السَّم (رواه بن منصور والبيهقي )
وأخرج الخلعي عن جابر : فَاتِحَةُ الْكِتَابِ شِفَاءٌ مِنْ كُل شئ إلا السَّام (الموت)
والرقية بالفاتحة ثابتة بما فعله أصحاب رسول الله ومنه عن أَبِي سَعِيد الخدرى قال رواه أبو عبيد، وأحمد، والشيخان، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وابن جرير، والحاكم، والبيهقي) بَعَثنَا رَسُولُ الله في سَرِيَّةٍ، فَنَزَلنَا بِقَوْمٍ فَسَأَلنَاهُمْ القِرَى فلم يَقْرُونَا، فَلُدِغَ سَيِّدُهُم فَأَتَوْنَا، فقالُوا: هَلْ فِيكُم مَنْ يَرْقِي مِنَ العَقْرَبِ؟ ، قُلْتُ: نَعَم أَنَا، وَلَكِنْ لاَ أَرْقِيِه حتى تُعْطُونَا غَنَماً، قالُوا: فَإِنَّا نُعْطِيكُمْ ثَلاَثِينَ شَاةً؛ فَقَبِلْنَا، فَقَرَأْتُ عَلَيِه الْحَمْدَ لله سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَبَرأَ وقَبَضْنَا الغَنَم. قَالَ: فَعَرَضَ في أَنْفُسِنَا مِنْهَا شَيْءٌ، فَقُلْنَا لاَ تَعْجَلُوا حتى تَأْتُوا رَسُولَ الله، قالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَيْهِ ذَكَرْتُ لَهُ الذي صَنَعْتُ قالَ: (( وَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا رُقَيْةٌ؟ اقْبِضُوا الغَنَمَ وَاضْرِبُوا لي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ ))
وقد قال الشيخ البوني رحمه الله في (شمس المعارف) :{{ وفقني الله وإياكم ، فإن فاتحة الكتاب لها خواصٌ عجيبة ، ومن خواصها كما قال رسول الله (فيما رواه البزَّار عن أنس ) : أنَّ مَنْ قرَأها عندَ وضعِ جَنبهِ على الفِراش وَقَرأ معها " قُلْ هو اللهُ أحدٌ" ثلاثاً و" المُعَوِّذَتَين " فقد أمِنَ مِنْ كُلِّ شئ إلا المُوت كما أخرج الطبراني عن الســائب بن يزرد قوله : عوَّذَنِي رسولُ الله بفاتحة الكتاب تَفْلا }}.
وقد نقل صاحب ( خزينة الأسرار )،{{ من كان له حاجةٌ ؛ فليقرأ الفاتحة أربعين مرةً بعد صلاة المغرب عند الفراغ من الفرض والسنَّة ، ولا يقوم من مكانه حتى يفرغ من قراءة الفاتحة ، وبعده يسأل مراده ؛ فإن الله تعالى يقضيه لا محالة ، وقد جُرِّبَ فوجدناه نافعاً، ثم يقرأ هذا الدعاء بعد الفراغ من قراءة الفاتحة : إلهي علمك كاف عن السؤال اكفني بحقِّ الفاتحة سؤالاً وكرمُك كاف عن المقال أكرمني بحق الفاتحة مقالا وحصِّل ما في ضميري }}.
وقال الشيخ البوني في كتابه ( شمس المعارف ) :
{{ قال العلماء العارفون بالله تعالى ، في الفاتحة الشريفة ألف خاصية ظاهرة ، وألف خاصية باطنة ، ومن داوم على قراءتها ليلاً ونهاراً ؛ زال عنه الكسل ، والفشل ، وطهَّر الله تعالى باطنه ، وظاهره من جميع الآفات النفسانيَّة ، والإرادات الشيطانيَّة ، وألهمه الله تعالى العلم اللدنِّي ، ظاهراً ، وباطناً ، ويكون القارئ على استقامة تامة . }}.
وقد روى صاحب تفسير " روح البيان " عن الحكيم الترمذي :{{ من داوم على قراءة الفاتحة مع البسملة بين سنَّة الصبح وفرضه ، إحدى وأربعين مرة ، لم يطلب منزلة إلا وجدها ، إن كان فقيراً أغناه الله ، وإن كان مديوناً قضى عنه الدين ، وإن كان مريضاً شفاه الله سريعاً ، وإن كان ضعيفاً قوى ، وإن كان غريباً عزّ وشرف بين الناس ، ويرزقه ولداً صالحاً لو كان عقيماً ، قال : ومن يقرأ هذا الترتيب على وجع ومرض ، بنيَّة خالصة ، شفاه الله تعالى.، فهي واقية لمن قرأها عن جميع الآفات والأمراض ، وقد أخرج الديلمي عن عمران بن حصين قال : قال :النبى فاتحة الكتاب ، وآية الكرسي لا يقرؤهما عبد في داره فتُصيبُه ذلك اليوم عينُ إنْسٍ ولا جِنٍّ }}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق