Islam is religion of peace
الخميس، 26 مارس 2015
the formal site of sheikhFawzy Mohammed Abuzeid
|
| |||||||||
|
|
الأربعاء، 25 مارس 2015
صفة العبادة على المنهج النبوي
وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجاً للعابدين، هذا المنهج مرتبط بآيات الله، وبما علَّمه مولاه، فعندما ذكر الله بركات أهل الجنة قال في حقهم: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{111}التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ}التوبة
أول صفة قبل العبادة التائبون، لا بد أن يدخل الإنسان على العبادة مجملاً بمقام التوابين حتى يُحبه الله {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}البقرة222 وما جُعلت الطهارة قبل بداية الصلاة إلا تذكيراً للمرء بالتوبة قبل لقاء الله. فالإنسان قبل أن يناجي الله إن كان في الصلاة أو في تلاوة كتاب الله أو في ذكر لله أو تسبيح أو تحميد أو تقديس لله لا بد أن يبدأ أولاً بالتوبة النصوح لله حتى يدخل على اللهوقد أُحيط بإطار محبة الله. والتوبة هنا ليست مرة واحدة، بل تكون التوبة مع كل أوبة، كلما يئوب إلى مولاه يُقدم التوبة بين يدي الله، كلما يريد أن يرجع إلى طاعة الله وإلى عبادة الله بأي عبادة سنَّها لنا رسول الله لا بد أن يبدأ قبلها بالتوبة لله ولذلك استحسن سلفنا الصالح أجمعون أن الإنسان التقي النقي عندما يريد أن يبدأ جلسة مع الله إن كانت تلاوة قرآن أو ذكر لله لا بد أن يبدأها أولاً بالتوبة والاستغفار لله ثم بعد ذلك يناجي الله، ويُقبل على حضرة الله، حتى أصحاب الأوراد الطويلة استحسنوا أن يبدأ صاحب هذا الورد أولاً بمائة مرة استغفار لله، ثم يدخل بعد ذلك على أي ذكر لله. إذا دخل الإنسان ميدان العبادة: فإنه يمتثل لمنهج النبوة، ومنهج النبوة هو أقوم المناهج وأقواها وأفضلها عند الله تعالى وأهداها، وأعدلها في آداء الحقوق وأكملها. وهو أبين طرق التقرب إلى الله تعالى وأقربها، ومهما جاء العابد بمشاق العبادات وأتى بعظائم من الطاعات لا يقربه ذلك إلى الله تعالى زلفى كما تقربه السنة المحمدية التى سنها رسول اللهصلى الله عليه وسلم في الطاعات والعبادات وأولاها: أن يقوم الإنسان العابد لله بآداء جميع الحقوق التي كلَّفه بها مولاه دون أن يشغله حق عن أداء حق، ولا يحمله أداء واجب على إهمال واجب آخر، لا يتفرغ لأداء حق الله ثم يترك حق الزوجة، أوحق الأولاد، أو حق الكسب الحلال، لا بد أن يؤدي جميع الحقوق لله، فالثلاثة الذين أرادوا أن يتفرغوا لطاعة الله، فذهبوا إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا، فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
اللهعليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي}{1}
ونوى سيدنا عثمان بن مظعون – وكان حبيباً إلى حضرة النبي – أن يقوم بهذه الأعمال التي ذكرها هؤلاء كلها في نفسه، وإذا بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم يُخاطبه ويقول: {يَا عُثْمَانُ، أَرَغْبَةً عَنْ سُنَّتِي؟ فَقَالَ: لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَكِنْ سُنَّتَكَ أَطْلُبُ، قَالَ: فَإِنِّي أَنَامُ وَأُصَلِّي، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَنْكِحُ النِّسَاءَ، فَاتَّقِ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ، فَإِنَّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَقمْ وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ وَنَمْ}{2} لو جاءك ضيف في نهار رمضان هل تتركه وتقرأ وردك من القرآن؟ لا يصح، لأن الضيف له حق، والقرآن قد تعوضه في اليوم التالي، قال صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى: {إِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا}{3} أي الذي يزورك له حق عليك فالشرط الأول في منهج الحَبيب أن يُعطي الإنسان لكل حق حقه، يُعطي حق الله، ويُعطي حق الزوجة، ويُعطي حق الأولاد، وحق البدن، وحق الجيران، وحق الأهل، وحق الأقارب ... يقوم بالحقوق كلها كما ينبغي، فهذا هو المنهج الذي يقول فيه الله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}الأحزاب21 الأمر الثاني: أن يتخير العابد لنفسه منهجاً يُطيقه، ولا يُحمل نفسه فوق طاقته فلا يستطيع أن يُكمل عبادته وينقطع، فقد كان صلى الله عليه وسلم كما قيل في شأنه: {كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً}{4} أي يداوم عليه ورأى صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه يفرضون على أنفسهم أعمالاً شاقة عليهم فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ}{5} حتى أنه صلى الله عليه وسلم في هذا المنهاج أمر المؤمن أن يضع له منهجاً يناسب كل مراحله حتى يكبر سنه ويوهن جسده ويلقى الله كان سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص جلداً وفتياً في طاعة الله جل وعلا، فكان يقوم الليل على الدوام، ويصوم النهار، ويختم القرآن كل يوم وليلة مرة، ومتفرغ لطاعة الله، فأراد أبوه أن يُهدِئ من روعه في عبادة الله فزوَّجه، فترك زوجه، وكان عمرو يتعهدها فسألها مرة: كيف حال عبد الله معك؟ قالت: نِعم الرجل عبد الله لم يطأ لنا فراشاً ولم يفتش لنا كنفاً، فحاول معه فلم يستطع، فذهب إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال له ألقني به، فقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله: {أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ قُمْ وَنَمْ وَصُمْ وَأَفْطِرْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّكَ عَسَى أَنْ يَطُولَ بِكَ عُمُرٌ، وَإِنَّ مِنْ حَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا فَذَلِكَ الدَّهْرُ كُلُّهُ، قَالَ: فَشَدَّدْتُ على نفسي ولم أقبل رخصة النبي ? فَشُدِّدَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: فَإِنِّي أُطِيقُ غَيْرَ ذَلِكَ، قَالَ: فَصُمْ مِنْ كُلِّ جُمُعَةٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، قَالَ: فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ، قُلْتُ: أُطِيقُ غَيْرَ ذَلِكَ، قَالَ: فَصُمْ صَوْمَ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ، قُلْتُ: وَمَا صَوْمُ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ؟ قَالَ: نِصْفُ الدَّهْرِ}{6} وصدق الذي لا ينطق عن الهوى، فطال العمر بعبد الله، وأصبح رجلاً كبيراً وكهلاً وشيخاً وضعيف البنية، فكان يقول: يا ليتني أطعت رسول الله وأخذت بنصيحته. ودائماً عندما ترى الإنسان في فترة الإقبال على العبادة له شره كشره الطعام ويريد أن يستكثر، لكن النفس لها شره ولها فترة كسل وملل، فخير الأمور الوسط، لأنه إذا حدث الكسل والملل وتوقف - كما يحدث من كثير من الناس - بالكلية أُصيب بالأمراض الجسمانية والنفسية، فمعظم الأمراض الجسمانية والنفسية سببها التوقف عن العبادات التي يعملها الإنسان ويُديم عليها. إذا كان الإنسان في حالات المرض الشديد يصف له الطبيب – وخاصة في الأمراض النفسية – أدوية شديدة، ويحذره من تركها مرة واحدة ولكن بالتدريج، وكذلك إذا أقبل الإنسان على العبادات وفتح لنفسه الأمر ولم يراع الوسطية تحدث له صدمة باطنية داخلية عندما يتوقف عن هذه العبادات بالكلية، تُعكر صفو حياته، وتعكر صفاء نفسه، وتعكر علاقاته مع الآخرين، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ، وَلا تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ اللَّهِ فإِنَّ الْمُنْبَتَّ لا أَرْضًا قَطَعَ، وَلا ظَهْرًا أَبْقَى}{7} المنبت هو الذي يضرب دابته حتى تسبق من معه، حتى تقف أو تموت من أثر الضرب، فيسبقه الذين معه، ويظل هو لا أرضاً قطع لأنه وقف، ولا ظهراً أبقى لأنه لم يستطع أن يُكمل، لذلك قال صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ}{8} أي اجعل لك وقت في أول النهار، ووقت في آخر النهار، ووقت في وسط الليل، ونسق نفسك على ذلك، قال الله تعالى: {ابْنَ آدَمَ، اذْكُرْنِي بَعْدَ الْفَجْرِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ سَاعَةٌ أَكْفِكَ مَا بَيْنَهُمَا}{9} فالإنسان لا يُكلف نفسه فوق طاقته من العبادات، وإياك ثم إياك أن تفعل العبادات وأنت تشعر بالكسل والملل، فإن هذا لا ينبغي في دين الله قط، أي التكلف، قال صلى الله عليه وسلم: {أَلا وَإِنِّي بَرِئٌ مِنَ التَّكَلُّفِ}{10} دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ، فَقَالَ: {مَا هَذَا الْحَبْلُ؟ قَالُوا: هَذَا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ فَإِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لا حُلُّوهُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَرقد}{11} وقال صلى الله عليه وسلم: {إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ}{12} فالعبادة تحتاج أن يكون الإنسان في حالة النشاط، وفي حالة الإقبال، وفي حالة السرور على الله، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما كان الصالحون من عباد الله. ما الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يُطيل العبادة؟ حبَّب الله إليه العبادة، وأخذ نفسه بالرفق في طريق العبادة، ولذلك كان يقول عندما يحين موعدها: {أَرِحْنَا بِهَا يَا بِلالُ}{13} ليس أرحنا منها، ولكن أرحنا بها لأن الصلاة فيها الراحة ويقول صلى الله عليه وسلم: {وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ}{14} وقرة العين أي غاية المنى في الصلاة؛ لأنه يناجي فيها الله جل وعلا، ويتمتع فيها بالأنوار العالية والمشاهد الراقية مع حضرة الله جل في علاه. وكان على هذا الدرب ولا يزال الصالحين من عباد الله، سيدنا إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه كان يقول عن عبادته: "نحن في لذة لو يعلم الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بسيوفهم" لذة طاعة اللهونعيم عبادة الله. وكان بعضهم يقول عن عبادته: "لو كانت الجنة كالحال الذي نكون فيه مع الله في العبادة لكانت شيئاً طيباً" هذا من حلاوة العبادة التي يتمتع بها مع الله جل وعلا؛ لأنه أخذ نفسه بالرفق والتؤدة وعدم الملل، وهذا كان المنهج النبوي لسيدنا النبى صلى الله عليه وسلم. {1} صحيح البخاري وابن حبان عن أنس {2} مسند أحمد وسنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها {3} الصحيحين البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو {4} الصحيحين البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها {5} صحيح البخاري عن عائشة رضي اللهعنها {6} صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو {7} سنن البيهقي ومسند الشهاب عن جابر بن عبد الله {8} صحيح البخاري وسنن النسائي عن أبي هريرة {9} حلية الأولياء لأبي نعيم ،والزهد للإمام أحمد عن أبي هريرة {10} تاريخ دمشق لابن عساكر عن الزبير بن أبي هالة {11} الصحيحين البخاري ومسلم عن أنس {12} الصحيحين البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها {13} معجم الطبراني وسنن أبي داود {14} سنن النسائي ومسند أحمد عن أنس http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...5&id=578&cat=4 منقول من كتاب {الجمال المحمدى ظاهره وباطنه} اضغط هنا لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً
| ||||
الأحد، 22 مارس 2015
آداب المجالس
تَرَكَ رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّاسَ مِنْ ثَلاثٍ: كَانَ لا يَذُمُّ أَحَدًا، وَلا يَعِيبُهُ، وَلا يَطْلُبُ عَوْرتَهُ، وَلا يَتَكَلَّمُ إِلا فِيمَا رَجَا ثَوَابَهُ، وَإِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ، كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ، فَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا لا يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ الْحَدِيثَ، وَمَنْ تَكَلَّمَ عِنْدَهُ أَنْصَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ، حَدِيثُهُمْ عِنْدَهُ حَدِيثُ أَوَّلِهِمْ، يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ، وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ، وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ وَمَسْأَلَتِهِ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَصْحَابُهُ ليستجلبونهم، وَيَقُولُ: إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ حَاجَةٍ يطْلُبُهَا فَأَرْفِدُوهُ، وَلا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلا مِنْ مُكَافِئٍ وَلا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُوزَ فَيَقْطَعُهُ بِنَهْيٍ أَوْ قِيَامٍ
{وَلا يَطْلُبُ عَوْرتَهُ} أى لا يبحث عن المستور، جريمة الناس في هذا الزمان، يبحثون عن الأشياء المستورة ليكشفوها، الأخ الذي يبحث عن عورة أخيه وصفه الله في قرآنه بأنه شرُّ من الغراب: {قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي} المائدة31 وستراً لعورات الأحبة كلهم وعفوا عن الزلات فالعفو أرفق سألوا أبو الدرداء رضي الله عنه وكان له أخ قد زلّ: فلان أخاك زلّ في كذا فماذا أنت صانع؟ فقال لهم رضي الله عنه: أرأيتم إن وقع أخاكم في بئر ماذا أنتم فاعلون؟ قالوا: نمد أيدينا إليه لننقذه، قال: كذلك أخاكم إن وقع في الذنب وقال في ذلك الإمام أبو العزائم رضي الله عنه: "كن أقرب إلى أخيك عندما يكون قريباً من إبليس" لا تتركه للشيطان يصطاده وينسج عليه خيوطه وحبائله، لكن اقترب منه لترده إلى طريق الله، ولا تجعله يقع في أَسْر عدو الله وهو الشيطان الرجيم. {وَلا يَتَكَلَّمُ إِلا فِيمَا رَجَا ثَوَابَهُ}، يُفكر ثم ينطق، لا ينطق ثم يُفكر، لأن الذي ينطق ثم يُفكر يقع في أخطاء، ثم يلوم نفسه ويعتذر، ويظهر بمظهر غير حميد، الروية مطلوبة، فكر وقدِّر لنفسك، فإذا كان الكلام لك فأمضه، وإذا كان عليك فأخفه، وقد قال بعض الصالحين: "من عدَّ كلامه من عمله قلَّ كلامه". {وَإِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ}، عندما وُصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الأوصاف كانت له هيبة، ومن هذه الهيبة أنه إذا تكلمأطرق جلساؤه، لأن له هيبة في النفوس، يستمعون بآذان قلوبهم: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} الحاقة12 ويودون أن الحديث لا ينتهي. {كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ}، هيئتهم عند سماع حديثه صلى الله عليه وسلم كمن وقف على رأسه طائر يريد أن يصطاده، فلا يتحرك بل يسكن تماماً حتى يتمكن من اصطياد هذا الطائر، لا حركة ولا همهمة ولا همسة، كانوا يكتمون ما لا غِنى لهم عنه في مجلسه صلى الله عليه وسلم تأدباً مع حضرته صلوات ربي وتسليماته عليه وكان صلى الله عليه وسلم إمامهم في ذلك، فقد قيل في وصفه: "كان إذا جلس بين أصحابه لا يمد رجليه في وسطهم، كان يمد رجليه فإذا دخل أحدهم يضم رجليه، ولا يُخرج شيئاً لا من أنفه، ولا من أُذنه، ولا من فمه، ولا من عينه وهو جالس بين إخوانه، قالوا في ذلك:"كان يحفظ أطرافه" وقد علَّمهم ذلك، وتعلموا ذلك. {فَإِذَا سَكَتَ تَكَلَّمُوا لا يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ الْحَدِيثَ}، يتكلمون مع بعضهم همساً. {وَمَنْ تَكَلَّمَ عِنْدَهُ أَنْصَتُوا لَهُ حَتَّى يَفْرُغَ}، أدبهم مع بعضهم أن يستمعوا لمن يتكلم حتى ينتهي من حديثه، أين ذاك في مجالس المسلمين الآن؟ وهذا أدب علَّمهم إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم. {حَدِيثُهُمْ عِنْدَهُ حَدِيثُ أَوَّلِهِمْ}، بمعنى إذا أرادوا أن يتكلموا يُراعوا الترتيب، الأول فالأول في الدخول، أو الأكبر فالأكبر بحسب السن، أو الأتقى فالأتقى بحسب الرؤية، المهم تقديم ذوي التقديم، لأن هذا مقام كريم بين يدي النبي العظيم صلى الله عليه وسلم. {يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ، وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ}، كان صلى الله عليه وسلم من أدبه العالي يتنزل لهم ويعاملهم كأنه أحدهم: فيضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه. ولذلك دَخَلَ نَفَرٌ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، فَقَالُوا لَهُ: {حَدِّثْنَا أَحَادِيثَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ: مَاذَا أُحَدِّثُكُمْ؟ "كُنْتُ جَارَهُ، فَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ، بَعَثَ إِلَيَّ، فَكَتَبْتُهُ لَهُ، فَكُنَّا إذَا ذَكَرْنَا الدُّنْيَا، ذَكَرَهَا مَعَنَا، وَإِذَا ذَكَرْنَا الآخِرَةَ، ذَكَرَهَا مَعَنَا، وَإِذَا ذَكَرْنَا الطَّعَامَ، ذَكَرَهُ مَعَنَا، فَكُلُّ هَذَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم}{1} ساعات خفيفة يشاركهم فيها من أجل الأُنس والتنزل ليألفوه.. لا يجوز أن تأخذ الحديث كله في العلم، لأن ذلك يسبب مللاً .. لكنه صلى الله عليه وسلم كان يتنزل لهم ويألفهم ويأنس بهم فيشاركهم في بعض هذه الأحاديث. {وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ وَمَسْأَلَتِهِ}، إذا جاء غريب ليس من القوم، وحديث عهد بالإسلام، فكان يصبر له، وتحكي كُتب السيرة وقائع كثيرة في هذا الأمر، لأن الغريب لم يتعلم بعد، ولم يتهذب، ولم يتأدب، ويأمر أصحابه أن يُهذبونه، ويؤدبونه، ويُعلمونه. {حَتَّى إِنْ كَانَ أَصْحَابُهُ ليستجلبونهم}، كان أصحابه لشدة أدبهم يكفون عن السؤال حياءاً من حضرته، فكانوا يأتون بالغرباء فيسألوا حضرة النبي ليستفيدوا هم من أسئلة هؤلاء الغرباء. {وَيَقُولُ: إِذَا رَأَيْتُمْ طَالِبَ حَاجَةٍ يطْلُبُهَا فَأَرْفِدُوهُ}، يشجعهم النبي صلى الله عليه وسلم على قضاء مصالح إخوانهم، ومعاونته ومساعدته ليبلغ هذه المصلحة وهذه المنفعة. {وَلا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلا مِنْ مُكَافِئٍ} أي مقابل، إما أن يكون إنساناً آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وثبت إيمانه، فيستمع لمديحه وثناءه عليه، لأنه عرف أنه صادق الإيمان، لكنه لا يسمع للمنافقين، لأن الله قال له في شأنهم: {وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ}المنافقون4 فكان لا يستمع إليهم صلى الله عليه وسلم ولا يُشجعهم على الكلام وإما أن يكون المكافيء إنساناً أسدى له النبي صلى الله عليه وسلم خدمة وأراد أن يشكر النبي عليها، فلا مانع من أن يسمع الثناء من هذا الرجل ويوجه الثناء إلى الله، لكن لا يسمع الثناء من الكافر ولا من المنافق، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: {اللهم لا تجعل لكافر علي يدا فيحبه قلبي}{2} {وَلا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُوزَ فَيَقْطَعُهُ بِنَهْيٍ أَوْ قِيَامٍ}، لا يقطع حديث أحد حتى يتزيد في الحديث عن الحد، فيوقفه، أو يستأذن فيقوم، وفي رواية أخرى: {وَلا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ حَتَّى يَجُور} أي يتجاوز الحد في الإثم فيتكلم في غيبة أونميمة، فيستأذن صلى الله عليه وسلم ويقوم. آداب المجالس يجب أن نُطبقها في مجالسنا أجمعين، إن كانت مجالسنا في المساجد، أو في بيوتنا، أو في مصالحنا، أو في أي مكان، فهذا هو بداية السلوك الصحيح إلى الله، لقوله تعالى: {فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} الأنعام68 {1} أخرجه التِّرْمِذِي، في"الشَّمائل" عن زيد بن ثابت ،المسند الجامع. {2} رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس: من حديث معاذ بن جبل، تخريج أحاديث الإحياء العراقي | ||
نصائح ثمينة
وحتى لا يقول لنا أحد وأين علامات الساعة وعلامات القيامة من أحداث النهاية أقول وقد كررت كلامي هذا بمحافل عدة إن علامات الساعة قد ظهر أغلبها،من الدابة التي تكلِّم الناس، فقد أجمع الكثير من العلماء على أنها الراديو والتليفون وجميع الأجهزة الناطقة التي تصنع من مواد ومصنوعات استخرجت من الأرض
والمسيخ الدجال إنما هو شخصٌ معنوي، وهو الحضارة الغربية والأمريكية العوراء والتي تدخل مَنْ آمن بها جنتهم، أي معوناتهم وعطاياهم، ويذيقون مَنْ كفروا بهم نار مقاطعتهم وحروبهم وويلاتهم وقال الكثير من العلماء أن طلوع الشمس من مغربها هو أن العالم كلَّه وشمس حضارته وقبلته صارت الغرب بعد أن كانت إلى الشرق أما الذين ينتظرون أن يختل نظام الجاذبية أو حركة الكواكب ودورانها وتتخبط الأفلاك فماذا يفيدهم ذلك عندما يرونه بأعينهم يوم ينسف الله الجبال نسفاً وعودوا لكل أحاديث النبي العدنان في الفتن وعلامات الساعة، فلا يكاد يوجد باقٍ لم يتحقق منها إلا النذر اليسير وقد انحسر الفرات عن نهر الذهب البترول الذي هو سبب حرب الخليج وتقاتل الناس ومات مئات الآلاف، واشتعلت نيرانٌ هناك شهوراً لم يظهر مثلها من قبل في التاريخ وذلك عندما اشتعلت آبار البترول وأظلمت السماء ليلاً ونهاراً بسحابات الدخان الأسود شهوراً وظهر غيره كثير ولم يبق تقريباً إلا حرب النهاية وهلاك اليهود ونزول عيسى عليه السلام، وهى علامات قد اقترب أجلها وأزف ميعادها وفى النهاية أريد أن أقول لكم كلمتين النصيحة الأولى لإخواني ماذا بقى من العمر وماذا بقى من الدنيا وقتكم ثمين جداً جداً فلا تضيعوا ما بقى! أريد من إخواني ألا ينشغلوا بتحصيل الأخبار الحادثة هذه الأيام أكثر من اللازم لأن هذه الأخبار تستطيع أن تُحصلها في ساعة من الراديو أو التليفزيون، أو من صحيفة، لكن لا أقرأ كل الصحف، وأتابع جميع الفضائيات أو الإذاعات لأننا هذه الأيام نجد كثيراً من الناس يتابعون كل البرامج الإخبارية ويشتغلون بها، ويقرؤون جميع الصحف يجب ألا تُشغل بهذه الأمور إلا إلى الحد الضروري الذي يكفيني لأكون متابعاً للأحداث وكفى نعم يجب ألا نكون سلبيين، ويكون لنا رأى، ونشارك فيما يطلب من الشؤون والانتخابات وغيرها، ولكن لا تضيِّع وقتك فيما لا يفيد اجعل أكبر شغلك بالله، اعرف ما لابد لك منه من الأخبار، ثم اشغل وقتك بذكر الله، أو قراءة كتاب الله، أو ما ينفعك أنت وأولادك، لأن هذه الأمور هي المطلوبة من المؤمن، احذر أن يشغلك أي شئ في الدنيا عن برنامجك مع الله عزَّ وجلَّ، وإلا متى تقرأ كتاب الله افعل كما كان يفعل الصالحين، كان الإمام علىّ رضي الله عنه يقول: (لو ضاع عنى عقال بعير لوجدته في كتاب الله عزَّ وجلَّ ) أجعل أكبر شغلك بالله، ولا تشغل نفسك بمجادلات ومناظرات أو مهاترات في علامات الساعة وأحاديث الفتن والنهاية يكفينا ما قلَّ ودل كما بينت لكم، واجعل شغلك بكتاب الله وما ينفع، فعندما تقرأ كتاب الله فإنك سوف تقرأ الأخبار العاجلة النازلة في صحف مطهرة وليست صحف مزورة قال تعالى: (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ. كِتَابٌ مَّرْقُومٌ . يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) (18: 21المطففين) شبابنا يرى النت، وهؤلاء يروا روح القدس الأعلى الذي ينشر الأخبار على كل وسائل الإعلام الظاهرة والباطنة، لماذا لأنه من كتاب الله عزَّ وجلَّ. والنصيحة الثانية: هي أمر آخر أريده من إخواني، وهو أن يحتضنوا الشباب وقد سبق وقلت ذلك من قبل -وطلبت منهم أن يفسحوا المجال للشباب، ويعطونهم دوراً لممارسة نشاطهم، وما عليكم إلا التوجيه، لأن الشباب هو الأصلح، ومعه التكنولوجيا العصرية الحديثة التي تُسير الأمور، وأنت سترتاح ويكفيك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: { الدَّالُ على الخَيْرِ كفَاعِلِهِ }(1) فكونك قد وجَّهت فقد حصلت على الأجر لكننا نحتاج في هذه الظروف للشباب، لأن أكبر المشاكل في مجتمعنا أنك تجد الرجل في وادي وأولاده في واد آخر! كيف ذلك ولماذا لماذا لا يحتضن الرجل أولاده ويكونون كبار مستشاريه ويكون هو الرجل الحكيم الذي يلجئون إليه في المشورة بدلاً من أصدقائهم أو رفقاء السوء أو على النت والشات إذاً يجب أن نحتضن الشباب ونوجِّهه وهذه نصيحة عالية وغالية، فلنفعل كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخذوا مثالين فقط: ولَّى رسول الله على الجيش الذاهب لبلاد الروم أسامة بن زيد وكان عنده سبعة عشر عاماً، وكان تحت قيادته أبو بكر وعمر ولما فتح رسول الله مكة اختار شاباً اسمه عتَّاب بن أسيد وكان عمره سبعة عشر عاماً وولاة على مكة رغم وجود عتاولة مكة لماذا فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم قال:{ أوصيكم بالشبان خيراً (ثلاثاً)، فإنهم أرق أفئدة، ألا وإن الله أرسلني شاهداً ومبشراً ونذيراً، فخالصني (فحالفني) الشبان، وخالفني الشيوخ}(2) فالعمل يحتاج إلى القوة الجسمانية مع القوة العقلية مع القوة الإيمانية وهذا في الشباب، وفى عصرنا نحتاج أيضاً إلى القوة التكنولوجية وهى أيضاً في الشباب، إذاً أطلب من الإخوان ألا ينشغلوا بهذه الأمور، وابشروا فهذه هي بداية الخير للعرب أجمعين، وهذا هو التأهيل لنهاية اليهود في فلسطين، وما علينا في الوقت الحالي إلا كما قال الإمام أبو العزائم رضي الله عن وهذا جمال الصدق فى نصرة الهدى وأيام أهل العزم أين المصدق فالذي سينجينا الآن قال تعالى : ( وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ ) [61الزمر] بالصدق، فيجب أن نصدق مع الله حتى ينجِّينا الله عزَّ وجلَّ من أي نكسة أو ورطة(1)مجمع الزوائد، رواه البزار عن ابن مسعود (2)روح البيان، وتفسير حقى ونور الأذهان لإسماعيل البروسوى http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...C9&id=86&cat=2 منقول من كتاب {بنو اسرائيل ووعد الأخرة} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجانا |
الخميس، 19 مارس 2015
وعد الآخرة
أحداث النهاية في أيامنا لها بداية والبداية بدأت منذ سنين عدة،منذ استيلاء اليهود على فلسطين كيف ذلك، إن الله تعالى قدَّر أن هلاك اليهود يكون في النهاية فكيف يمكن ذلك وهم مشردون في جميع أنحاء الدنيا فصار ما صار من الأحداث التي تعرفونها جميعاً ، وجعل الله هذه الفترة الماضية منذ وعد بلفور ثم استيلائهم على فلسطين ثم بعد ذلك الضفة وغزة لماذا حتى يتجمعوا في فلسطين من جميع أنحاء الدنيا لأن الله قرر الحكم
(فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ) (104الإسراء)
أي إذا جاء وعد الآخرة، وأذن الله بالنهاية، أحضرناكم من قبائل وجماعات شتى، بألسنة شتى، وثقافات متباعدة لا تعرفون بعضكم، إلى حيث تلقون الوعد فهم قد نفذوا الخطة الموضوعة لهم بعد أن تشر ذموا في الأرض وتفرقوا في ربوعها،والمتبصر في عجائب أقدار الله يعلم أنهم لم يكن ليجتمعوا جميعاً في مكان واحد إلا بتشرذمهم أولاً في جميع البلاد، لماذا
لأنهم بتقطعهم وتشرُّدهم وتشرْذمهم في البلاد شعروا بضعفهم، فاختطوا لنفسهم خطة واحدة، حيث ذهبوا أن يكونوا أقوياء بالمال والمادة وبالنساء وبالمؤامرات، وبأي خطة تمكنهم من أن تقوى شوكتهم ويتحكموا في أهل السلطة والقرار وقد بسطنا ذلك في بحثنا جيداً
ولذا لم يذوبوا أبداً في الناس حيث حلُّوا وإنما انغلقوا على أنفسهم، وصنعوا لهم مجتمعات مغلقة محدودة محرَّمة على غيرهم واشتغلوا بالمال وتجارة الجنس، فصاروا معروفين في كل مكان أنهم أهل الربا والبخل، وأهل المؤامرات والجنس مع استباحة جميع أنواع الشرور، فكل ما عدا اليهودي مباحٌ له
ومن هنا ضجت الناس منهم وذاقت على أيديهم الأمرَّين في كل بلاد الدنيا وتمنت جميع الشعوب أن يرحلوا عنهم ويتخلصوا منهم بأية وسيلة فلما كان وعد بلفور، أيدت قوى العالم إنشاء دولتهم في فلسطين ليتخلصوا منهم ويبعدوا شرورهم عنهم وفى الحقيقة فهم ينفذون خطة النهاية المرسومة
وصبُّوا في مكان واحد فسكنوه وأطلقوا عليه أسما عجيباً أتعرفون لماذا،لأن اليهود أنفسهم أسموا هذا المكان بما أخبر به الله عنه هم أسموا فلسطين أرض الموعد، أو أرض الميعاد وفى القرآن قال تعالى
وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا) (الآية 104الإسراء))،ينفذون الأقدار المكتوبة بالحرف بل ولكي أزيد لكم الأمر إيضاحاً؛ كيف ينفذون الوعد الإلهي المرسوم لهم بأيديهم وبأنفسهم وكما أخبر القرآن قصة الجدار الفاصل
كلكم يعرف موضوع الجدار الفاصل، أو السور الحاجز الذي يبنونه حول المناطق الفلسطينية ليعزلوها ليحموا أنفسهم، وهو موضوع كانوا يتناقشون فيه بعد احتلال فلسطين بمدة قصيرة ولكن كانوا يؤجلونه ولا يشرعون في تنفيذه، حتى ضاق عليهم الخناق ولم يجدوا بداً من تنفيذه الآن! مرغمين
لماذا؟ لأنهم وعلى رأسهم علماء الدين عندهم يعلمون أنهم ببناء هذا السور أو الجدار يؤكدون ما حكاه الله عنهم في القرآن أنهم سيجعلون أنفسهم في قرى محصنة ومن وراء الجدر، وبذلك يتمون إظهار الآية واضحة جلية، وإثبات أنهم قومٌ لا يعقلون لأنهم ينفذون كلام الله عنهم ولن يفيدهم أو يحميهم، فالوعد آتٍ آت . في أرض الوعد،قال تعالىلَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ) (14الحشر)والآن نحن في المراحل قبل الأخيرة . كيف ما يحدث في العالم العربي الآن فكلُّه مبشرات بأن كل الأنظمة البالية والفاسدة والتي كانت تحمى اليهود ستنتهي وتتحد الأُمة العربية كشعوب وتستحيا هذه الشعوب وتنهض، فعندها كل المقومات اللازمة -وأكثر بكثير جداً مما عند أوروبا مثلاً وإنما المانع هم الحكام أنفسهم؛ فعندما يزولون فماالذي يمنعنا من ذلك فتبدأ الدول العربية في النهوض ثم بعد نهوض الدول العربية تحدث حرب النهاية
هي الحرب التي لا بد منها وهى التي تنبأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوضحها، وهى الحرب العالمية الأخيرة، وهى التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الدخان إذ يقول الحق جلَّ جلالهفَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ . يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ. رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ . أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ. ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ . إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ. يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ) (10: 16الدخان)
والآن هم جاهزون، فروسيا جهزت صواريخها، والصندوق الصغير الذي سيطلق كل هذه الصواريخ موجود مع رئيسهم، وأمريكا كذلك، فتحدث حرب بين الاثنين، وفى هذه الفترة من سيدافع عن إسرائيل لا يوجد أحد، والعرب لم يعد فيهم خيانة لأن ملوكهم ذهبوا، فينزل العرب على اليهود فتأخذهم الوهلة، ومن شدة الوهلة لا يستطيعون استخدام أسلحتهم حتى الذرية، فيحصل فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّـى يُقَاتِلَ الـمُسْلِـمُونَ الْـيَهُودَ فَـيَقْتُلُهُمُ الـمُسْلِـمُونَ حَتَّـى يختبئ الْـيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الـحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَـيَقُولُ الـحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِـمُ يَا عَبْدَ الله، هذا يَهُودِيٌّ خَـلْفِـي فَتَعَالَ فَـاقْتُلْهُ، إِلاَّ الْغَرْقَد (1)فَـإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْـيَهُودِ }(2)
ولكن ما صفة هؤلاء الذين يقاتلون اليهود أو لنقل إذاً في النهاية مَن سينتصر على اليهود أخبر الله عنهم في كتابه العزيز فكما سماهم الحبيب "المسلم عبدا لله أسماهم اللهعباداً لنا أي عباد الله وأضاف ذوى بأس شديد
قال تعالىبَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ) (5الإسراء)
لابد أن يكونوا عباداً لله وصفتهم أن بأسهم شديد، ومتى سيحدث ذلك قال في ذلك الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:
يوم يصغى كل مؤمن لصوت المؤذن فوق منار
اللحظة التي ستجد فيها المسلمين عندما يسمعون صوت المؤذن يترك الكل ما في يده ويذهب للصلاة، فاعلم أن الموضوع قد قرب، لماذا
لأن هذا الصنف من المسلمين هم الذين معهم تأييد ربِّ العالمين عزَّ وجلَّ، وهم الذين معهم البأس الشديد والقلب الحديد الذي يصلح ليوم الوعد والوعيد والحمد لله النهضة الدينية تتفاعل بشدة هذه الأيام فبنو إسرائيل أو نسلهم من اليهود قد جاءوا لفيفاً من كل فج وسكنوا فلسطين، وأسموها أرض الميعاد، وأفسدوا فيها وفى الأرض كلها، وعلوا وبنوا وتجبروا قد بنوا الجدار الفاصل وصاروا في سجن كبيرو ثم ملؤا فلسطين بشجر الغرقد، وصحيح أنه مفيد ولكنها النبؤة فهم يعرفون أنه متشابك ولن يدلَّ عليهم فزرعوه في كل مكان بفلسطين، ومستوطنات اليهود مليئة به
وعندها تحدث الحرب فينطق الله الحجر والشجر لمن هو بالفعل عبدٌ لله وليس عبداً للقائد أو المال وغيره، وتكون هذه هي نهاية اليهود ونطق الحجر والشجر ربما لن يكون نطقاً بلسان وربما يكون إخباراً بآلة أو أداة أو أي وسيلة نعرفها أو لا نعرفها، لأنهم عباد لله ذوى بأس شديد، وربما كان من آيات بأسهم استنطاق الحجر أو الشجر أو الرؤية من خلالها بما يخلق الله من الآيات والأدوات وإن أبسط الأجهزة والآلات التي نستخدمها اليوم هي لمن سبقنا بمئات السنين فقط فوق كل صنوف السحر وتسخير الجن وفوق كل خيالهم والله يخلق ما يشاء
وأختم لكم تلك الأخبار بتفسير لكي تفهموا واقع اليهود بالنسبة للعالم أعطيكم مثالاً يسيراً أسوأ شئ في الإنسان يمنعه عن الفضل الإلهي والنور الرباني وعمل الصالحات هي النفس وأفضل شيء فيه يقربه لله هو القلب وقياساً على هذا المثال فالعالم كلُّه هو الجسم، وقلب هذا الجسم هم المسلمون، ونفس هذا الجسم هم اليهود ولذلك أبحث عن أي شرٍّ في أي مكان في العالم تجد وراءه اليهود
معهم مصانع الأسلحة، ومعهم البنوك، ومعهم فتنة النساء، ومعهم الإعلام، ويسيطرون على أمريكا وأوروبا والمحافل الدولية، ويلعبون بدول العالم الكبرى وقادتها وساستها وصناع القرار ومراكز المال فيها كما يشاءون ولذلك هم وراء أي مصيبة في العالم بلا جدال ولو انتهت هذه النفس فإن الإنسان سيعيش في جمال خالص، وعندها فسيأذن الله عزَّ وجلَّ بهلاك اليهود، وسيُقبرون في فلسطين أرض موعدهم ووعد هلاكهم ويأتي بعد ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم:{ طُوبَى لِعَيْشٍ بَعْدَ الْمَسِيحِ أي بعد هلاك اليهود، يُؤْذَنُ لَلسَّمَاءِ فِي الْقَطْرِ، وَلِلأَرْضِ فِي النَّبَاتِ، فَلَوْ بُذِرَتْ حَبَّةٌ عَلَى الصَّفَا لَنَبَتَتْ، وَلاَ تَبَاغُضَ وَلاَ تَحَاسُدَ، حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى الأَسَدِ فَلاَ يَضُرُّهُ، وَيَطَأَ عَلَى الْحَيَّةِ فَلاَ تَضُرُّهُ }(3)، { وَتُرَدُّ إِلى الأَرْضِ بَرَكَتُهَا، حَتَّى إِنَّ الْعِصَابَةَ لمجْتَمِعُونَ فِي الْعُنْقُودِ وَعَلى الرُّمَّانَةِ، وَيُنْزَعُ مِنْ كُل ذَاتِ حِمَّةٍ حِمَّتُهَا يَعْني سُمَّهَا حَتَّى إِنَّ الْحَيَّةَ تَكُونُ مَعَ الصَّبي وَالأَسَدَ وَالْبَقَرَةَ لاَ تَضُرُّهُ شَيْئاً، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحاً طَيبَةً تَقْبِضُ رُوحَ كُل مُؤْمِنٍ، وَيَبقى شَرُّ النَّاسِ تَقُومُ عَلَيْهِمُ السَّاعَةُ }(4)
تُنزع من كل ذي حمة حمتها كل الأشياء السامة ينزع منها السم كالثعابين والعقارب، وهذه الأشياء موجودة حتى تؤذى غير المؤمنين أو المؤمنين المستهترين البعيدين عن ربِّ العالمين، فإذا انتهى هؤلاء فيُنزع السم هذه الحياة هي التي ستكون جمال في جمال ولكن بعد هلاك اليهود، فالذي يحدث الآن هو عبارة عن تجهيز لهذا الأمر، ليقضى الله أمراً كان مفعولا
(1)شجيرة رعي منتشرة منخفضة عرضها 60 سم ، ذات أوراق وبرية مزرقّة ، الأزهار صفراء مخضرة عرضها 6 ملم ، رائحتها زكية ، ثماره اسطوانية عصيرية حمراء / يوجد النبات في مناطق متناثر في المنطقة الشرقية وعلى سواحل البحر شمال ينبع وفي وادي سرحان ، وشرمة قرب خليج العقبة ، كما ينتشر في كل من اسرائيل وسيناء ومصر والعراق واليمن، ونبات العوسج إذا عظم يقال له الغرقد.
وفي الحديث الشريف : (إنه من شجر اليهود فإذا نزل عيسى وقتل اليهود الذين مع الدجال فلا يختفي أحد منهم خلف شجرة إلا نطقت وقالت: يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود فلا ينطق) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
توجد نباتاته البرية في فلسطين ،ويهتم اليهود الذين احتلوا أرضها بزراعة هذا النبات كسياج حماية حول بساتينهم وحدائقهم لأشواكه الحادة ونموه الكثيف وكأحد النباتات صادة الرياح، أنظر صورة نبات الغرقد وثماره بآخر الكتاب.
(2)(ز) (م) عن أبـي هريرة، الفتح الكبير
(3)(حل ) عن أَبي هُرَيْرَةَ رضيَ اللَّهُ عنهُ، جامع المسانيد والمراسيل
(4)عن ابن عايش الحضرمى’ (كر).، جامع المسانيد والمراسيل
بنو إسرائيل ووعد الآخرة
منقول من كتاب {بنو اسرائيل ووعد الأخرة}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجانا
الأربعاء، 18 مارس 2015
انشر أسئلة عن الإسلام وإجاباتها بالإنجليزية
البعض يريد أن يساهم فى نشر الإسلام ويريد أن يدافع عن الإسلام ويرد عنه شبهات المنكرين ويدفع عنه تشكيك الحاقدين ولا يدرى كيف يفعل هذا ؟
لكل هؤلاء نقدم:
كتاب سؤلات غير المسلمين باللغة الإنجليزية
Book_Questions_of_Non-Muslims
كتاب يرد على أسئلة غير المسلمين ويفند شبهاتهم بالحجج العقلية والأدلة المنطقية التى تقبلها عقولهم وتهضمها فهومهم
الكتاب يرد على خمسين سؤال تقريبا من أسئلة غير المسلمين
بأسلوب ميسر وعبارات واضحة
يمكنك أن تساهم بنشر هذا العلم النافع استجابة لقول الحبيب صل الله عليه وسلم ( بلغوا عنى ..)
يمكنك أن تنشر الكتاب كاملا
أو تنشر كل سؤال وإجابة بشكل منفصل
فتكون قد ساهمت فى نشر لإسلام والقيام بواجبك نحو دينك وصدقة جارية لك دون أن تتكلف مال ولا جهد حمل الكتاب بالصيغة التى تريد
تحميل الكتاب متاح مجانا على هذا الرابط
الثلاثاء، 17 مارس 2015
بحث فى صحة الأحاديث الواردة فى فضل الجيش المصرى
دار الإفتاء تنشر بحثاً حول الأحاديث الواردة فى فضل
الجيش المصرى.. الطاعن فيها جاهل أو صاحب هوى.. ولم يتسلط عليها بالإنكار أو التضعيف أحد يُنسَب إلى العلم.. وتؤكد: لا طعن على مضامينها
الأحد، 15 مارس 2015 - 07:43 ص
دار الإفتاء
نشر موقع دار الإفتاء بحثا حول الأحاديث الواردة فى فضل الجيش المصرى، حيث أكدت دار الإفتاء فى بحثها صحة جميع الأحاديث الواردة عن النبى صلى الله عليه وسلم، مؤكدة أن تلك الأحاديث لم يطعن فيها بالإنكار أو التضعيف ولا عبرة بمن يردها أو يطعن فيها فى هذه الأزمان هوًى أو جهلا.
وجاء البحث نتيجة ورود سؤال إلى دار الإفتاء حول الأحاديث التى وردت فى فضل الجيش المصرى هذا نصها: برجاء التكرم بإفادتنا رسميًّا وكتابيًّا عن مدى صحة هذه الأحاديث الشريفة:
1- عن عمرو بن العاص رضى الله عنه: حدثنى عمر رضى الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة».
2- "إذا فتح الله عليكم مصر استوصوا بأهلها خيرًا فإنه فيها خير جند الله".
3- إن جند مصر من خير أجناد الأرض لأنهم وأهلهم فى رباط إلى يوم القيامة
وقالت دار الإفتاء، إن الأحاديث المذكورة فى السؤال صحيحة المعانى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم ولا طعن على مضامينها بوجه من الوجوه، وقد وردت بأكثر ألفاظها خطبةُ عمرو بن العاص رضى الله عنه، وهى خطبة ثابتة مقبولة صحيحة بشواهدها، رواها أهل مصر وقبلوها، ولم يتسلط عليها بالإنكار أو التضعيف أحد يُنسَب إلى العلم فى قديم الدهر أو حديثه، ولا عبرة بمن يردُّها أو يطعن فيها فى هذه الأزمان هوًى أو جهلًا.
وأكدت أن مدار هذه الأحاديث المذكورة على أن جند مصر هم خير أجناد الأرض؛ لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة، وعلى الوصية النبوية بأهلها؛ لأن لهم ذمة ورحمًا وصهرًا، وكلُّها معانٍ صحيحة ثابتة عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم؛ تتابع على ذكرها وإثباتها أئمة المسلمين ومحدثوهم ومؤرخوهم عبر القرون سلفًا وخلفًا، ولا يقدح فى صحتها وثبوتها ضعفُ بعض أسانيدها؛ فإن فى أحاديثها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر الذى احتج به العلماء، وقد اتفق المؤرخون على إيراد هذه الأحاديث والاحتجاج بها فى فضائل مصر من غير نكير.
ويجمع هذه المعانى: ما رواه سيدُنا عمرو بن العاص رضى الله عنه من أحاديث مرفوعة عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى خُطبته الشهيرة التى خطب بها أهلَ مصر المحروسة على أعواد منبر مسجده العتيق بفسطاط مصر القديمة، وكان ذلك فى نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع حين يحتفل المصريون بما يُسَمَّى "شَمَّ النسيم" الموافق لأيام (حميم النصارى) أو "خميس العهد" عند المسيحيين؛ حيث كان يحض الناس فى أواخر شهر مارس أو أوائل إبريل على الخروج للربيع، وكان يخطب بذلك فى كل سنة، وقد سمعها منه المصريون وحفظوها، وتداولوها جيلًا بعد جيلٍ، ودونوها فى كتبهم ومصنفاتهم، وصدَّروا بها فضائل بلدهم، وذكروا رواتَها فى تواريخِ المصريين ورجالِهم كابرًا عن كابرٍ، وأطبقوا على قبولها والاحتجاج بها فى فضائل أهل مصر وجندها عبر القرون؛ لا ينكر ذلك منهم مُنكِرٌ، ولا يتسلط على القدح فيها أحد يُنسَبُ إلى علمٍ بحديثٍ أو فقهٍ؛ بل عدُّوها من مآثر خُطَب سيدنا عمرو رضى الله عنه ونفيس حديثه، ولم يطعن فيها طاعن فى قديم الدهر أو حديثه.
وأضافت: "أسند عمرو بن العاص رضى الله عنه فى هذه الخطبة الحديثَ المرفوع فى وصية النبى صلى الله عليه وآله وسلم بأهل مصر خيرًا، عن عُمَر بن الخطاب رضى الله عنه، أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، يقول: "إِنَّ اللهَ سَيَفْتَحُ عَلَيْكُمْ بَعْدِى مِصْرَ، فَاسْتَوْصُوا بِقِبْطِهَا خَيْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مِنْهُمْ صِهْرًا وَذِمَّة".
وتابعت الدار: "أسند أيضًا الحديثَ المرفوع فى فضل جند مصر عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إذا فَتَحَ عَلَيْكُمْ مِصْرَ؛ فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْدًا كَثِيفًا؛ فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ"، فقال أبو بكر الصِّدِّيقُ رضى الله عنه: ولِمَ يا رسول الله؟ قال: "لِأَنَّهُمْ وَأَزْوَاجَهُمْ وأبناءَهم فِى رِبَاطٍ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
وجاء البحث نتيجة ورود سؤال إلى دار الإفتاء حول الأحاديث التى وردت فى فضل الجيش المصرى هذا نصها: برجاء التكرم بإفادتنا رسميًّا وكتابيًّا عن مدى صحة هذه الأحاديث الشريفة:
1- عن عمرو بن العاص رضى الله عنه: حدثنى عمر رضى الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة».
2- "إذا فتح الله عليكم مصر استوصوا بأهلها خيرًا فإنه فيها خير جند الله".
3- إن جند مصر من خير أجناد الأرض لأنهم وأهلهم فى رباط إلى يوم القيامة
وقالت دار الإفتاء، إن الأحاديث المذكورة فى السؤال صحيحة المعانى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم ولا طعن على مضامينها بوجه من الوجوه، وقد وردت بأكثر ألفاظها خطبةُ عمرو بن العاص رضى الله عنه، وهى خطبة ثابتة مقبولة صحيحة بشواهدها، رواها أهل مصر وقبلوها، ولم يتسلط عليها بالإنكار أو التضعيف أحد يُنسَب إلى العلم فى قديم الدهر أو حديثه، ولا عبرة بمن يردُّها أو يطعن فيها فى هذه الأزمان هوًى أو جهلًا.
وأكدت أن مدار هذه الأحاديث المذكورة على أن جند مصر هم خير أجناد الأرض؛ لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة، وعلى الوصية النبوية بأهلها؛ لأن لهم ذمة ورحمًا وصهرًا، وكلُّها معانٍ صحيحة ثابتة عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم؛ تتابع على ذكرها وإثباتها أئمة المسلمين ومحدثوهم ومؤرخوهم عبر القرون سلفًا وخلفًا، ولا يقدح فى صحتها وثبوتها ضعفُ بعض أسانيدها؛ فإن فى أحاديثها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر الذى احتج به العلماء، وقد اتفق المؤرخون على إيراد هذه الأحاديث والاحتجاج بها فى فضائل مصر من غير نكير.
ويجمع هذه المعانى: ما رواه سيدُنا عمرو بن العاص رضى الله عنه من أحاديث مرفوعة عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى خُطبته الشهيرة التى خطب بها أهلَ مصر المحروسة على أعواد منبر مسجده العتيق بفسطاط مصر القديمة، وكان ذلك فى نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع حين يحتفل المصريون بما يُسَمَّى "شَمَّ النسيم" الموافق لأيام (حميم النصارى) أو "خميس العهد" عند المسيحيين؛ حيث كان يحض الناس فى أواخر شهر مارس أو أوائل إبريل على الخروج للربيع، وكان يخطب بذلك فى كل سنة، وقد سمعها منه المصريون وحفظوها، وتداولوها جيلًا بعد جيلٍ، ودونوها فى كتبهم ومصنفاتهم، وصدَّروا بها فضائل بلدهم، وذكروا رواتَها فى تواريخِ المصريين ورجالِهم كابرًا عن كابرٍ، وأطبقوا على قبولها والاحتجاج بها فى فضائل أهل مصر وجندها عبر القرون؛ لا ينكر ذلك منهم مُنكِرٌ، ولا يتسلط على القدح فيها أحد يُنسَبُ إلى علمٍ بحديثٍ أو فقهٍ؛ بل عدُّوها من مآثر خُطَب سيدنا عمرو رضى الله عنه ونفيس حديثه، ولم يطعن فيها طاعن فى قديم الدهر أو حديثه.
وأضافت: "أسند عمرو بن العاص رضى الله عنه فى هذه الخطبة الحديثَ المرفوع فى وصية النبى صلى الله عليه وآله وسلم بأهل مصر خيرًا، عن عُمَر بن الخطاب رضى الله عنه، أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، يقول: "إِنَّ اللهَ سَيَفْتَحُ عَلَيْكُمْ بَعْدِى مِصْرَ، فَاسْتَوْصُوا بِقِبْطِهَا خَيْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مِنْهُمْ صِهْرًا وَذِمَّة".
وتابعت الدار: "أسند أيضًا الحديثَ المرفوع فى فضل جند مصر عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إذا فَتَحَ عَلَيْكُمْ مِصْرَ؛ فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْدًا كَثِيفًا؛ فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ"، فقال أبو بكر الصِّدِّيقُ رضى الله عنه: ولِمَ يا رسول الله؟ قال: "لِأَنَّهُمْ وَأَزْوَاجَهُمْ وأبناءَهم فِى رِبَاطٍ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
الجمعة، 13 مارس 2015
مجلس رسول الله صل الله عليه وسلم
أما آداب جلوس رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أولاً: يجلس حيث انتهى به المجلس، يدخل فيجلس في المكان الخالي، وإذا أرداوا أن يقوموا له يقول لهم: {لا تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ الأَعَاجِمُ، يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا}{1}
وإن كان فسَّر ذلك بعض العلماء العاملين فقالوا: إن القوم يقومون للملوك خوفاً منهم، والرسول صلى الله عليه وسلم طلب من أمته ألا تقوم له خوفاً منه، وإنما إذا قامت تقوم توقيراً له، وأدباً له، واحتراماً له، وتبجيلاً له صلى الله عليه وسلم، لكن ليس على سبيل الخوف، وليس على سبيل الرهبة، كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه: قيامي للحبيب علىَّ فرض وترك الفرض ما هو مستقيم عجبت لمن له عقل وفهم يرى هذا الجمال ولا يقوم وكان صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه أن يجلسوا حيث انتهى بهم المجلس، وكان لا يوطِّن المجالس، أي لا يوجد مكان محدد لفرد، ولذلك كرَّه علماء الشريعة توطنة الأماكن حتى في المساجد، فلا يجوز تحديد مكان في المسجد لشخص بعينه ليجلس فيه أو يُصلِّي فيه، لأن هذه الأماكن لله والأولوية لمن جاء، وكل من جاء يجلس حيث ينتهي به المجلس، لكن النبي صلى الله عليه وسلم علَّمنا الأدب مع الكبار والكرام والغرباء والضيوف، يقول هند بن أبي هالة رضي الله عنه في وصفه للرسول صلى الله عليه وسلم: {وَيُكْرِمُ كَرِيمَ كُلِّ قَومٍ}{2} إذا جاء رجل كريم من قوم يجب إكرامه، فكان صلى الله عليه وسلم يراعي ذلك، جاءه سيدنا جرير وكان شيخ قبيلة من اليمن، وكان من الوجهاء، فنظر جرير فلم يجد موضعاً في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس قريباً من الباب، فما كان من الحَبيب صلى الله عليه وسلم إلا أن أمسك بعباءته وقذفها إليه ليجلس عليها، وكان الرجل ذا أدب ووقار فأخذها ومسح بها عينيه ورفض أن يجلس عليها، أدب يقابله أدب لأنهم كانوا جميعاً أهل أدب. فكان صلى الله عليه وسلم يأمرهم أن يُكرموا الغرباء ويؤثرونهم، يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: {بينما رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَقَدْ أَطَافَ بِهِ أَصْحَابُهُ، إِذْ أَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، فَوَقَفَ فَسَلَّمَ، ثُمَّ نَظَرَ مَجْلِسًا يُشْبِهُهُ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ، أَيُّهُمْ يُوَسِّعُ لَهُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَزَحْزَحَ لَهُ عَنْ مَجْلِسِهِ، وَقَالَ: هَهُنا يَا أَبَا الْحَسَنِ، فَجَلَسَ بَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ أَنَسٌ: فَرَأَيْتُ السُّرُورَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ مُثنياً على هذا العمل، إِنَّمَا يَعْرِفُ الْفَضْلَ لأَهْلِ الْفَضْلِ ذَوُو الْفَضْلِ}{3} وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جلس مرة متربعاً، ومرة القرفصاء، ومرة متوركاً كما كان يجلس في الصلاة، وكان في الطعام يجلس متوركاً كجلسته في الصلاة، وأحياناً كان يجلس محتبياً أي يضع يديه على ركبتيه، أو ثوباً على ركبتيه، كل هذه الجلسات وردت عن رسول الله، وأحياناً كان يتكئ بوسادة عن يمينه، وأحياناً كان يتكئ بوسادة عن يساره، وأحياناً كان يتكئ على بردته، فالمجال واسع ولا يجب أن نضيق على أنفسنا في هذا المجال، المهم أن نكون كما كان صلى الله عليه وسلم، كان لا يقعد ولا يقوم إلا على ذكر الله. وكان صلى الله عليه وسلم إذا قام من وسط أصحابه ويريد أن يُعلمهم أنه سيعود يترك شيئاً في موضعه، كأن يترك حذاءه أو عمامته أو أي شيء معه، فيعلمون أنه صلى الله عليه وسلم سيعود. وكان صلى الله عليه وسلم لا ينتهي المجلس إلا دعا لأصحابه، وكان أغلب دعاءه في نهاية المجلس: {اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تُحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمَنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمَنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا، اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا، وَأَبْصَارِنَا، وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمْنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْثَرَ هَمِّنَا، وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا بذنوبنا من لا يخافك و لا يَرْحَمُنَا}{4} وكان صلى الله عليه وسلم أيضاً لا ينتهي من الجلوس في أي مجلس إلا ويقول: {سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ}{5} وعندما بدأ بهن لأول مرة قالوا: يا رسول الله كلمات قلتها؟ فقال صلى الله عليه وسلم: {كَلِمَاتٌ عَلَّمَنِيهِنَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ كَفَّارَاتٌ لِخَطَايَا الْمَجْلِسِ}{6} فإذا كان الإنسان قد ارتكب بعض الخطايا في المجلس ثم قالهن في ختام المجلس غفر الله له كل ذنب ارتكبه في هذا المجلس. أما مشيه صلى الله عليه وسلم فكان يمشي دائماً وأبداً سريعاً في مشيته، مجتمعاً بجسمه كله، وهي ما نسميه بالمشية المعتادة في عصرنا، من يراه يرى أنه جاداً لا كسلاناً، وكان سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه يقول: {مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّمَا الأَرْضُ تُطْوَى لَهُ، إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ}{7} وعن ابن عباس رضي الله عنهما: {أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا مَشَى، مَشَى مُجْتَمِعًا لَيْسَ فِيهِ كَسَلٌ}{8} كان صلى الله عليه وسلم يُعلِّمهم أنه يمشي على هذه الهيئة، ولذلك تعلَّم أصحابه ذلك، فعندما مات سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو رجل من هؤلاء الرجال، سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها وقد رُؤيت تبكي عليه: لِمَ تبكي على عمر؟ قالت: عمر رجل كان إسلامه فتحاً وهجرته نصراً. لأنه عندما أسلم تحولت الدعوة من السر إلى العلانية، وعندما هاجر أخذ معه أربعون من الفقراء والمساكين علناً، رجل كان إذا قال أسمع – جهوري الصوت – وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، وهذه الصفات تعلَّمها من الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم. وكان صلى الله عليه وسلم في أدبه في مشيه الذي علَّمه لنا إذا التفت يلتفت جميعاً، أي يلتفت بكله، ولذلك كان أصحابه يمشون خلفه وهم آمنون، وكان إذا أدبر أدبر جميعاً، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: {أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يَلْتَفِتُ إِذَا مَشَى، وَكَانَ رُبَّمَا تَعَلَّقَ رِدَاؤُهُ بِالشَّجَرَةِ أَوِ الشَّيْءِ فَلا يَلْتَفِتُ حَتَّى يَرْفَعُوهُ، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَمْزَحُونَ وَيَضْحَكُونَ، وَكَانُوا قَدْ أَمِنُوا الْتِفَاتَهُ صلى الله عليه وسلم}{9} وعن علي رضي الله عنه قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم َإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا}{10} وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقْبِلُ جَمِيعًا، وَيُدْبِرُ جَمِيعًا}{11} وكان أحياناً يمشي منتعلاً، وأحياناً يمشي حافياً، فعن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال: {أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمْشِي حَافِيًا وَنَاعِلاً}{12} وأحياناً في وقت المعارك كان يمشي القهقرى أي يرجع بظهره، كل أنواع المشي موجودة فلا نُحَجِّر واسع فضل الله. وكان إذا مشى مع أصحابه أحياناً يأخذ بأيديهم، وكان من أدبه صلى الله عليه وسلم أنه من يأخذ بيده لا يسحب يده من يده حتى يكون هذا الرجل هو الذي يأخذ حظه ويسحب يده، وأحياناً كان يأمر أصحابه أن يمشوا أمامه ويمشي خلفهم ويقول: {لا تَمْشُوا خَلْفِي وَخَلُّوا ظَهْرِي لِلْمَلائِكَةِ}{13} وعن جابر رضي الله عنه قال: {كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَشَى مَشَى أَصْحَابُهُ أَمَامَهُ وَتَرَكُوا ظَهْرَهُ لِلْمَلائِكَةِ}{14} وروى أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {امْشُوا أَمَامِي وَخَلُّوا ظَهْرِي لِلْمَلائِكَةِ}{15} وعن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال: {خَرَجْتُ ذَاتَ يَوْمٍ لِحَاجَةٍ، فَإِذَا أَنَا بالنَّبيِّ عَلَيْهِ الصَّلاة وَالسَّلامُ يَمْشِي بيْنَ يَدَيَّ، فَأَخَذَ بيَدِي فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي جَمِيعًا}{16} وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: {لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا جُنُبٌ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى قَعَدَ}{17} {1} سنن أبي داود ومسند أحمد عن أبي إمامة {2} معجم الطبراني والبيهقي {3} مسند الشهاب ومعجم ابن الأعرابي عن أنس {4} سنن الترمذي والنسائي عن ابن عمر {5} سنن أبي داود والدارمي عن أبي برزة الأسلمي {6} سنن النسائي ومصنف ابن أبي شيبة {7} سنن الترمذي ومسند أحمد {8} مسند الإمام أحمد، عن ابن عباس رضى الله عنهما {9} معجم الطبراني والطبقات الكبرى لابن سعد {10} مسند أحمد والبيهقي {11} مسند أحمد والطبراني {12} مسند البزار وكشف الأستار {13} اتحاف الخيرة للبوصيري عن جابر بن عبد الله {14} سنن ابن ماجة ومسند أحمد {15} بغية الباحث للهيثمي {16} مسند أحمد وصحيح ابن خزيمة {17} الصحيحين البخاري ومسند أحمد | ||
الاثنين، 9 مارس 2015
كيف يتم تحميل الويندز وتثبيته عن طريق الفلاش USB ؟
كنا في السابق نقوم بتنزيل نسخة الويندوز عن طريق الاسطوانة المدمجة CD ، ثم تطور الحال قليلاً وأصبحنا نستخدم أسطوانات مدمجة DVD ذات سعة أكبر ، وتطور الحال الآن وأصبح بإمكاننا تنزيل ويندوز عن طريق فلاشه USB ، وهذا الموضوع يُسلط الضوء على كيفية تنزيل ويندوز عن طريق الفلاش ميموري USB من الألف للياء.
متطلبات تثبيت ويندوز عن طريق الفلاش ميموري USB
- نسخة الويندوز نفسها وتكون بصيغة ملف ISO
- فلاشه USB أكبر من حجم ملف نسخة الويندوز
- برنامج Windows USB/DVD Download Tool لحرق نسخة الويندوز على فلاشه USB
خطوات تثبيت نسخة ويندوز عن طريق الفلاش ميموري USB
1 – لتحميل نسخ الويندوز بصيغة ISO يمكنك الذهاب إلى هذا الرابط بالضغط هنا واختيار نسخة الويندوز التي تريد تحميلها وتنتظر حتى يكتمل التثبيت وبالنهاية سوف ينتج لديك ملف لنسخة الويندوز بصيغة ISO كما بالصورة التالية.
2 – قم بتحميل برنامج Windows USB/DVD Download Tool بالضغط هنا وسوف يفتح معك صفحة أخرى تضغط منها على كلمة Download الموجودة يمين الشاشة وسيتم تنزيل البرنامج تلقائياً.
3 – قم بتثبيت البرنامج بالنقر على الملف الذي تم تحميله ثم النقر فوق Next ثم النقر فوق install ثم الانتظار حتى ينتهي البرنامج من تثبيت نفسه وتنقر على Finish.
5 – افتح البرنامج وأضغط على Browse لاختيار نسخة الويندوز من المكان الموجودة به ، وبعد اختيار نسخة الويندوز أنقر على Next
6 – يطلب منك في هذه الخطوة اختيار المصدر الذي سوف تقوم بتثبيت عليه نسخة الويندوز ، ويمكنك تثبيت نسخة ويندوز على فلاشه USB أو DVD ؛ فقم بالنقر على USB device.
7 – سوف يتم اختيار فلاشه الـ USB مباشرة، فأنقر على Begin copying.
8 – سوف يعرض عليك البرنامج أنه لا توجد مساحة كافية في فلاشه الـ USB ، ولذلك سوف يقوم بمسح كافة البيانات فانقر على Erase USB Device.
9 – سوف يرسل لك رسالة تأكيدية على موافقتك بعمل فورمات للفلاشه، فانقر على Yes.
10 – انتظر قليلاً حتى ينتهي البرنامج من اعداد فلاشه الـ USB وتثبيت نسخة الويندوز عليها (ربما يأخذ بضع دقائق وحسب إمكانيات حاسبك الشخصي).
11 – بمجرد أن تجد أن حالة التثبيت أصبحت “Status: Backup completed” فاعلم أن التثبيت قد انتهى، وعليك الآن غلق النافذة بنفسك ونزع الفلاشة من الكمبيوتر.
12 – الآن أصبح بإمكانك استخدام فلاشه USB لتثبيت نسخة ويندوز بدل الـ CD وبدل الـ DVD وبسهولة تامة ؛ حيث سوف يتم استخدام فلاشه الـ USB وكأنها الأسطوانة المدمجة وسوف تلاحظ السرعة في تثبيت ويندوز جديد عن طريق فلاشه USB.
في نهاية هذا الموضوع نكون قد أوضحنا لك متطلبات وكيفية تثبيت ويندوز عن طريق فلاشه USB ، ولكن إن واجهتك أي مشكلة فأرسلها بكتابة تعليق بالأسفل.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)