Disqus for ومضات إيمانية

الأحد، 27 يوليو 2014

نجد أرض الزلازل والفتن



نجد أرض الزلازل والفتن

يتغافل السلفيون عن حديث سول الله صلى الله عليه وسلم المتعلق بأرض نجد لما يصفها بها عليه الصلاة والسلام بأنها أرض الزلازل فتنة ومنها يخرج قرن الشيطان ، وإذا لزمهم التكلم عنه قالوا أن المقصود أرض العراق، ويستشهدون ببعض الوقائع التي حدثت في تاريخنا الإسلامي ويتناسون الواقع والموقع
ولقد بحثت في فتاوى ابن تيمية وفي فتاوى ابن عثيمين وفتاوى ابن باز رحمة الله عليهم فلم أقع على مادة ( نجد أرض الزلازل والفتن) مما يدل على أنهم قد غيبوا الحديث عنها لحاجة في أنفسهم والله أعلم .

وهذا بحث متواضع حول أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسال الله العلي القدير أن ينفع به ، فلنقرأ هذا الحديث الصحيح

‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏قال ‏ذكر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم : ( ‏اللهم بارك لنا في ‏ ‏شأمنا ‏ ‏اللهم بارك لنا في ‏ ‏يمننا!! ‏ ‏قالوا : يا رسول الله وفي ‏ ‏نجدنا؟ ‏ ‏قال : اللهم بارك لنا في ‏ ‏شأمنا ‏ ‏اللهم بارك لنا في ‏ ‏يمننا!! ‏ ‏قالوا : يا رسول الله وفي ‏ ‏نجدنا؟؟ ‏ ‏فأظنه قال في الثالثة هناك الزلازل والفتن وبها يطلع‏ قرن الشيطان)

تفسير الحديث على رأي السلفيين الوهابيين الذين يريدون أن يبرئوا أهل نجد من مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم : وقد صرح كثير من المحدّثين بأن المقصود بنجد في حديث الدعاء إنما هي العراق ، وانظر ما يقول صاحب الألباني في حديث " اللهم بارك لنا في شامنا .... " وبعد أن ساق طرقه ومروياته قال : (( فيستفاد من مجموع طرق الحديث أن المراد من نجد في رواية البخاري ليس هو الأقليم المعروف اليوم بهذا الاسم ، وإنما هو العراق ، وبذلك فسّره الإمام الخطابي والحافظ ابن حجر العسقلاني .... وقد تحقق ما أنبأ به عليه السلام ، فإن كثيراً من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق ، كالقتال بين سيدنا علي ومعاوية ، وبين علي والخوارج ، وبين علي وعائشة - رضي الله عنهم أجمعين - وغيرها مما هو مذكور في كتب التاريخ . فالحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم وأعلام نبوته ... )) المصدر ( كتاب مرآة علماء الشرق والغرب صفحة 88) .

ولكن هذا التأويل لا يقبله الواقع الجغرافي لمنطقة نجد والعراق ، فإن أرض نجد هي تماما في جهة المشرق التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا نظرت في الخارطة الجغرافية تجد أن نجدا تقع شرق المدينة تماما حيث تشرق الشمس ، كما في حديث رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏الصحيح الذي ‏يقول ‏فيه : (‏إن الفتنة تجيء من هاهنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان) .

وأما العراق فلا تقع جهة المشرق أصلا إنما تقع جهة الشمال تماما بما يدل على أن أرض العراق هذه ليست هي المقصودة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أنظر من خلال هذا الموقع
http://earth.google.com/outreach/index.html
لتتأكد بنفسك من صحة ما ذهبت إليه من المقصود من نجد هي نجد الحجاز لا غير ، فدعوى أن المقصود بأرض نجد هي أرض العراق دعوى ساقطة من الناحية الجغرافية.

إن أرض العراق أرض في غالبها أرض منبسطة بينما أرض نجد الحجاز أرض مرتفعة وهذا هو معنى نجد كما ورد في قواميس اللغة العربية أنظر إلى هذا التعريف
نجد هي هضبة تقع في وسط شبه الجزيرة العربية وترتفع مابين 700 إلى 1500 متر فوق سطح البحر وتشمل المناطق الواقعة مابين جبال السروات في الحجاز غرباً إلى صحراء الدهناء شرقاً، وتعني نجد في اللغة الأرض المرتفعة.

أما العراق فإنها أرض منبسطة سهلية في غالبها وهي بلاد كثيرة الأنهار كما هو معروف وبهذا تسقظ دعوى أن المراد بأرض نجد أرض العراق.


ويستدل أيضا الوهابيون والسلفيون المدافعون عن أرض نجد بأن أرض العراق هي أرض الفتن حيث قتل الحسين بن علي وحدث فيها الاقتتال بين على ومعاوية ، ثم مجازر هولاكو ثم التاريخ الحديث ، وهذا أيضا دليل واه مهلهل والسبب في ذلك أن كثيرا من البلاد حدث فيها ويحدث مثل ذلك سواء في التاريخ القديم أو الحديث فإن القتل مستشر في بني آدم منذ خلق الله آدم وزوجه حواء عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام وأنزلهما في الأرض . وكانت هذا الاقتتال مقصور على فئات معينة لم تشمل العالم الإسلامي.

ويستدلون ايضا بأنه قد وقع فيها زلازل متكررة ، وهذه الكرة الأرضية تشهد زلالزل يتلوا بعضها بعضا بل أن منها ما هو مدمر لمدن بأكملها ويقتل مئات الآلاف من البشر، أما الزلازل التي حدثت في العراق حتى يومنا فليس فيها مثل ذلك .

إذا ما مقصود رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف الصحيح (هناك الزلازل والفتن وبها يطلع‏ قرن الشيطان). الذي يظهر بعد سقوط دعاوى الوهابيون والسلفيون إنما هو الفتنة في الدين، فلا شك أن الفتنة في الدين أشد من أي فتنة مهما كانت ومهما اشتدت ، لأن الفتنة في الدين مصير متبعيها نار جهنم والعياذ بالله أما فتنة القتل فأمرها هين فالمقتول إما ظالم أو مظلوم.


وأنظر إلى واقع الدعوة الوهابية والدعوة السلفية الحديثة ما أحدثته من فتن لا حصر لها في واقعنا المعاصر في العالم كله على جهة التعداد وليس على جهة الدراسة :
– 1إنها دعوى أخرجوا بها جماهير المسلمين من دائرة أهل السنة والجماعة ومن دائرة الإسلام بدعوى أنهم الفرقة الوحيدة الناجية . ولا يخفى عليك أنه من كفر مسلما فقد كفر، ومن قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، كما في الحديث الصحيح.

– 2أنها دعوى فرقت بين الآباء والآبناء فقد كان الآباء يتبعون المذاهب الفقهية ولا يتعرضون لمسائل العقيدة لما فيها من خلافيات والبحث فيها وخصوصا في الأسماء والصفات لا قيمة له من الناحية الدينية والعقادية . وصار الأبناء يتلقون في مدارس الوهابية والسلفية قواعد العقيدة لتثبيت عقيدة الإيمان في بحوث لا شأن لأبنائنا الصغار فيها فصاروا يحفظونهم آراء ومصطلحات لا علاقة لها بتثبيت العقيدة بقدر ما تغرس في نفوس الأبناء الغرور والكبر والتعالي على الآخرين بما يظنونه دينا وهو ليس من الدين في شيء.


– 3أنهم شغلوا العامة بأمور الخاصة أي شغلوا عامة الناس ببحوث هي من أختصاص العلماء ، فزجوا عامة الناس في تلك المسائل ، فوضعوا بينهم العداوة والبغضاء والأحقاد ، والمعلوم أنه لكل مقام مقال ويقول في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خاطبوا الناس على قدر عقولهم ) عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( نحن معاشر الأنبياء نخاطب الناس على قدر عقولهم) وقال البخاري قال علي رضي الله عنه : حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون , أتحبون أن يكذب الله ورسوله

وقال ابن مسعود : ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعض , رواه مسلم في المقدمة وعزاه بعضهم إلى البخاري

. وقال ابن الجوزي : ولا ينبغي أن يملي ما لا يحتمله عقول العوام .

وهذا ما فعلته الدعوى الوهابية والسلفية الجديدة من فتنة للناس في دينهم .

- 4أنهم أهانوا علماء الأمة وفقهائها ومجتهديها وهم من العصور المفضلة الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) فاغتابوهم على المنابر واستهزءوا بهم في مجالسهم وفي حلقات دروسهم حتى.

- 5فرقوا الأمة إلى فرق فلقد كان الناس كما قلت يتبعون فقهاء المذاهب ويعتنون بما يصلح عباداتهم ومعاملاتهم فإنك تجد أهل المغرب يتبعون المذهب المالكي ، وأهل تركيا وما جاورها يتبعون المذهب الحنفي، ومصر والعراق وكثير من الجزيرة العربية المذهب الشافعي. وأهل الجزيرة العربية يتبعون المذهب الحنبلي ، وكانت الأمور مستقرة فلما خرج هؤلاء الوهابيون ومدعي السلفية إلا وهم يضعون الخلاف بين أهل كل بلد دخلوها فحاربوا تقليد الأئمة الأعلام ليقلدوا آراء واجتهادات هؤلاء المدعين ، وليظهروا للناس دينا جديدا ، بل صار كل واحد منهم يخالف شيخه في مسالة أو مسائل إذا به يفتتح مدرسة جديدة ويخلق أتباعا جدد يختلفون مع الآخرين بدعوى النهي عن التقليد وعند كل واحد من الناس الكتاب والسنة فليطبقهما ، وكل واحد منهم يقول لا تأخذ برأيي ولا بقولي وبهذا قد أبطلوا قول الله تعالى : { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } فإن الله سبحانه وتعالى قد خصص العلم بفئة متخصصة إذا هم يجعلون الاجتهاد لكل فرد .

– 6خرج منهم طائفة استباحت دماء المسلمين وأموالهم واعراضهم وهم الذين يسمون الآن بالإرهابيين والمتطرفين فما خرج هؤلاء إلا من بين أظهر أولئك وما زالوا يعيثون في الأرض فسادا وسفكا لدماء المسلمين. سواء كان فعلهم ذلك بوعي أو بدون وعي.
ولو شئت أن استعرض كل ما أعلم لطال المقال ويكفي ما ذكرت من طامات كبرى أحدثها مدعوا السلفية وأتباع الوهابية.
فأي الفتن أعظم الفتنة في الدين أم فتنة القتل والزلازل الأرضية ؟؟

قال حدثنا ‏ ‏عبد الله بن عمر بن أبان ‏ ‏وواصل بن عبد الأعلى ‏ ‏وأحمد بن عمر الوكيعي ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لابن أبان ‏ ‏قالوا حدثنا ‏ ‏ابن فضيل ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏سالم بن عبد الله بن عمر ‏ ‏يقول ‏ ‏يا أهل ‏ العراق ‏ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة ‏ ‏سمعت ‏ ‏أبي ‏ ‏عبد الله بن عمر ‏ ‏يقول ‏ : ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏إن الفتنة تجيء من هاهنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان ، وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض ، وإنما قتل ‏ ‏موسى ‏ ‏الذي قتل من آل ‏ ‏فرعون ‏ ‏خطأ ، فقال الله عز وجل له ‏{ وقتلت نفساُ فنجيناك من الغم وفتناك فتونا }

والنتيجة أن ارض نجد الحجاز يصدق عليها واقعا أنها أرض الفتنة وبها يخرج قرن الشيطان :
– 1أنها تقع شرق المدينة المنورة تماما من غير أي انحراف.
– 2أنها الأرض التي تشرق من جهتها الشمس على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإليها أشار صلى الله عليه وسلم : (‏إن الفتنة تجيء من هاهنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان) .
– 3أنها الأرض المرتفعة وبذلك سميت نجد لارتفاعها عن سطح البحر بنحو 700-1500 قدم .
– 4انها الأرض التي تخرج منها الفتنة في الدين وقد وقعت في ايامنا العجاف.
إن هذا الموضوع عبارة عن تحليل واقعي جغرافي مدعم بالدليل فلا يستوي من ينظر للناس ممن لا دليل له إلا الاجتهاد الشخصي ومن يبني كلامه على الدليل والبرهان الواقعي والعقلي فجميع الروايات المذكورة تشير إلى أن الفتنة تخرج من المشرق ومن نجد ، ولاشك أن نجدا كانت معروفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعروفة لمن طلب الدعاء لها بالبركة وليست مجهولة .

ثم أن العراق أيضا كانت معروفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعروفة للمسلمين وليست أرضا مجهولة أو أسما جديدا ودليل ذلك ما ورد في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنَعَتْ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا) والأحاديث على منهجكم تؤخذ على ظاهرها ولا تقبلون التأويل فيها).
فإذا كانت العراق معروفة ونجدا معروفة فلا شك أن مقصود رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكره بالاسم.

وأما موضوعي فإنه تحليل واقعي جغرافي مدعم بالدليل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق