Disqus for ومضات إيمانية

الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

دعوها فإنها منتنة

وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ {الأنعام : 159}.
فكل اجتماع على شعار معين ـ غير الإسلام ـ يعقد عليه الولاء والبراء والحب والبغض والتعاون والتنافر والسلم والحرب، فهو مما نهى عنه الشرع الحنيف.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية). رواه أبو داود. وفي البخاري سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة من الأنصار ينادي: يا للأنصار فرد عليه أحد المهاجرين: يا للمهاجرين فقال عليه الصلاة والسلام: (ما بال دعوى الجاهلية) قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال: (دعوها فإنها منتنة). وقال ابن القيم رحمه الله: (الدعاء بدعوى الجاهلية كالدعاء إلى القبائل والعصبية ومثله التعصب إلى المذاهب والطوائف والمشايخ وتفضيل بعضهم على بعض يدعو إلى ذلك ويوالي عليه ويعادي فكل هذا من دعوى الجاهلية).


 الإسلام جاء لنزع العصبية الجاهلية من النفوس والسلوك والمعتقد والآن بيننا من 

جعل العصبية والجاهلية والمذهبية أساس الدين وأساس العقيدة وأساس النصرة، 

وأساس التجمع،وهناك رجال دين يقودون في جاهلية العصبية الجاهلية ويقفون حجر 

عثرة أمام الوحدة الوطنية والسلم الوطني والأمن الوطني، 


والعصبية: هي الاجتماع على الشيء الواحد والانتصار له سواء كان حقا أو باطلا. 

وهي الانتصار لأمر قد لا يكون فيه نصرة الحق أو الأمة أو الوطن بل قد يدعو الرجل 

إلى نصرة عصبته ضد أمته أو ضد شعبه 

أحاديث صحيحة توجب طاعة الحاكم وتحرم الخروج عليه

 بغير السبل القانونية التى تقرها الدولة لأن اتخاذ الوسائل القانونية لا تعتبر خروجا على الحاكم
 بل تدخل فى باب قولة حق وجهاد أو من باب النصيحة له

 حقنا للدماء وحفظا للبلاد والأموال ومن يدعى غير ذلك فهو متبعا لهواه ومتعصب عصبية جاهلية يرفضها الإسلام
ونحن نذكر هنا قول رسول الله صل الله عليه وسلم ( أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ) 
( وفي الباب عن أبي أمامة أخرجه أحمد في مسنده ، وابن ماجه والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان وعزاه المنذري في الترغيب إلى ابن ماجه وقال إسناده صحيح ، وفي الباب أيضا عن أبي عبد الله طارق بن شهاب البجلي الأحمسي أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ـ وقد وضع رجله في الغرز ـ أي الجهاد أفضل قال : كلمة حق عند سلطان جائر ، رواه النسائي ، قال المنذري في الترغيب : إسناده صحيح . 
لكن ننصحه بالسبل المشروعة وليس بالحرق والقتل وخرق القانون ونشر الرعب والفوضى والدمار وإسقاط الدولة 
وتدميرها وخدمة أعداء الله من أجل المناصب والمكاسب وأسوق لكم هنا جملة من أحاديث المصطفى صل الله عله وسلم 
نسأل الله تعالى أن تنفع كل من يقرأها 
الـحديث الأول:عَنْ وائل بن حجر - رضي الله عنه - قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ :يَا نَبِيَّ الله، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا،فَأَعْرَضَ عَنْهُ؟ ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؟ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الأشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ،وَقَالَ: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّـمَـا عَلَيْهِمْ مَـا حُــمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُـــمِّـــلْــتُمْ.[مسلم1846]


الـحديث الثاني:عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:إِنَّهَا سَتَكُونُ بَـعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُـنْــكِرُونَهَا،قَالُوا : يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ؟قَالَ: تُؤَدُّونَ الْـحَقَّ الَّذِي عَـلَيْـكُمْ وَتَسْأَلُونَ الله الَّذِي لَــــكُمْ.(أثرة = استئثار بالأموال)[البخاري3603 / مسلم1846]

الـحديث الثالث:عن حذيفة -رضي الله عنه - قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لا يَـهْتَدُونَ بِـهُدَايَ، وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُـثْمَــانِ إِنْسٍ،قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ الله إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟،قَالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ؛ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ.[مسلم 1847]

الـحديث الرابع:عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ:قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، لا نَسْأَلُكَ عَنْ طَاعَةِ مَنِ اتَّقَى،وَلَكِنْ مَنْ فَعَلَ وَفَعَلَ، فَذَكَرَ الشَّرَّ،فَقَالَ: اتَّقُوا الله، وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا.[ابن أبي عاصم في السنة1069]

الـحديث الخامس:عن عَوْف بْنَ مَالِكٍ الأشْجَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُـحِبُّونَهُمْ وَيُــحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ ،وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ،قَالُوا: قُلْنَا يَا رَسُولَ الله، أَفَلا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟،قَالَ: لا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، لا مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَأَلا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ الله، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ الله، وَلا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ.[مسلم1856]

الـحديث السادس:عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:عَلَى الْـمَرْءِ الْـمُسْلِمِ الـسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَـا أَحَبَّ وَكَرِهَ،إِلاَّ أَنْ يُؤْمَرَ بِـمَعْصِيَةٍ،فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ.[البخاري2955 / مسلم1709]

الـحديث السابع:عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَــالَ:مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِر،فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَــــاهِلِيَّـــــةً.[البخاري7053 / مسلم1851]

وأخرج الخلّال في السنة (89) عن أبي الحارث:سألت أبا عبد الله في أمر حدث في بغداد، وهمَّ قوم بالخروج –أي على الحاكم-؟فأنكر ذلك عليهم وجعل يقول: "سبحان الله الدماء الدماء، لا أرى ذلك ولا آمر به، الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة يُسفك فيها الدماء ويستباح فيها الأموال وينتهك فيها المحارم،أما علمت ما كان الناس فيه - يعني أيام الفتنة -قلت: والناس اليوم أليس هم في فتنة يا أبا عبد الله؟قال: "وإن كان فإنما هي فتنة خاصة، فإذا وقع السيف عمَّت الفتنة وانقطعت السبل، الصبر على هذا ويسلم لك دينك خير لك،ورأيته ينكر الخروج على الأئمةوقال: الدماء لا أرى ذلك ولا آمر به.
- قال موفق الدين ابن قدامة ( ت ٦٢١ هـ ) :

قول الأئمة الاربعة ؛؛
فى وجوب السمع والطاعة للحاكم المتغلب بالسلاح

الإمام أحمد :
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في رسالة " أُصُول السُّـنّة " :
[ والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البر والفاجـر ، ومن ولي الخلافة،
واجتمع الناس عليه ورضوا به ،
ومن عَلِيَهُم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين. ]
وسئل رحمه الله: (في الإمام يخرج عليه من يطلب الملك، فيفتتن الناس فيكون مع هذا قوم ومع هذا قوم، مع من تكون الجمعة؟ قال: (مع من غلب) الأحكام السلطانية لأبي يعلى ص: 23

الإمام الشافعي :
روي البيهقي في "مناقب الشافعي" عن حرملة، قال: "سمعت الشافعي يقول: كل من غلب على الخلافة بالسيف، حتى يسمى خليفة، ويجمع الناس عليه، فهو خليفة". اهـ.

الإمام مالك :
وهذا كلام يحيى بن يحيى المالكي تلميذ مالك وراوي الموطأ
في "الاعتصام" للشاطبي "أن يحيى بن يحيى قيل له: البيعة مكروهة؟ قال: لا. قيل له: فإن كانوا أئمة جور، فقال: قد بايع ابن عمر لعبد الملك بن مروان وبالسيف أخذا الملك، أخبرني بذلك مالك عنه، أنه كتب إليه: أقرّ له بالسمع والطاعة على كتاب الله وسنّة نبيه. قال يحيى بن يحيى: والبيعة خير من الفرقة". اهـ

أبو حنيفة :
كتب الطحاوي عقيدته لبيان ان عقيدة الاحناف هي عقيدة اهل السنة 
فهو يبين ما يعتقده ابو حنيفة واصحابه
قال العلامة حجة الإسلام أبو جعفر الوراق الطحاوي بمصر رَحِمَهُ اللَّهُ: هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني رضوان الله عليهم أجمعين وما يَعْتَقِدُونَ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ وَيَدِينُونَ بِهِ رَبَّ العالمين
فقال في العقيدة الطحاوية: وَلَا نَرَى الْخُرُوجَ عَلَى أَئِمَّتِنَا وَوُلَاةِ أُمُورِنَاوَإِنْ جَارُوا،وَلَا نَدْعُو عَلَيْهِمْ،وَلَا نَنْزِعُ يَدًا مِنْ طَاعَتِهِمْ، وَنَرَى طَاعَتَهُمْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ - عز وجل - فَرِيضَةً،مَا لَمْ يَأْمُرُوا بِمَعْصِيَةٍ، وَنَدْعُو لَهُمْ بِالصَّلَاحِ وَالْمُعَافَاةِ .


( ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس أو غلبهم بسيفه 

حتى صار خليفة وسمي [ أمير المؤمنين ] وجبت طاعته 

وحرمت مخالفته والخروج عليه وشق عصا المسلمين ) 

لمعة الاعتقاد .

- حكى الإجماع على ذلك الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - ، فقال : 

( وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب 

والجهاد معه ، وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك 

من حقن الدماء، وتسكين الدهماء ) فتح الباري ( ١٣ / ٧ ) .


- قال محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ( ت ١٢٠٦ هـ ) :

( الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد 

أو بلدان ، له حكم الإمام في جميع الأشياء ، ولولا هذا ما 

استقامت الدنيا ، لأن الناس من زمن طويل قبل الإمام أحمد 

إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد ، ولا يعرفون أحداً 

من العلماء من الأحكام إلا بالإمام الأعظم ) الدرر السنية ( ٧ 

/ ٩٣٢ ) .

همسات 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق