الحب
كان هو سر نجاح النبي صلي الله عليه وسلم وأصحاب النبي فقد تآلفوا فيما
بينهم ونزعوا الأحقاد والأحساد من قلوبهم وانتُزعت الشرور كلها من نفوسهم
وصدورهم وكانوا كما قال فيهم النبي
{لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}[1]
فكانوا يحبون الخير لبعضهم ويسعون في قضاء مصالح إخوانهم الكل يسعى لصالح الجماعة والكل يسعى لنصرة الإسلام والكل يعمل منتظراً الأجر من الملك العلام لا يرجون من أحدٍ من الخلق أجراً ولا شكراً ولا ثواباً لا يرجون الأجر إلا من صاحب الأجر وهو الله وهو الذي وعدهم ووعدنا فقال {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} الكهف30
ومع ذلك يقول النبي في أمة النبي المعاصرين لنا والذين نتعشّم أن نكون منهم أجمعين أن بيننا أناساً بلغوا في حب النبي مبلغاً يقول فيهم النبي أنهم من أِشد الأمة حباً للنبي صلي الله عليه وسلم
قد يقول قائل فما بالنا لا نراهم وهل يظهر على أمواج البحر إلا الغُثاء الذي لا ينفع ولا يغني ولا يُسمن من جوع فلا يظهر على سطح المجتمع - كما عودتنا وسائل الإعلام وأصحابها هداهم الله - إلا الحوادث والمشاكل والفتن التي يعرضونها بطريقة تُثير الأعصاب
ليتهم كما يجعلون صفحة للحوادث يجعلون صفحة للفضائل يُنوِّهون فيها عن أصحاب الفضائل فيعرفهم الناس فيقتدون بهم وإن كان أصحاب الفضائل من هذه الأمة لا يريدون رياءاً ولا سُمعةً ولا شُهرةً ولا ظهوراً وإنما يعملون لوجه الله ولا يرجون أن يطلع على عملهم إلا الله ولذلك لا يراهم إلا أقل القليل حتى من المحيطين بهم
قد يقوم الرجل منهم بالصالحات آناء الليل وأطراف النهار وربما لا تدري به زوجته ولا أولاده لأن النبي علَّم المسلمين الصادقين أن يعملوا بقول رب العالمين {يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الكهف28
مات الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين رضي الله عنه وكان من أشراف المدينة وأثريائها وأغنيائها فلما وُضع على دكّة الغُسل وجدوا في ظهره علامة كبيرة كأنه كان يعمل حمّالاً فتعجَّب المغسلون وبعد فترة من موته وجدوا أن ثلاثين عائلة وقيل سبعين عائلة من عائلات المدينة انكشفوا وأصبحوا لا يجدون ما يكفيهم ولا يسُد رمقهم من الجوع
فسألوهم: كيف كنتم تعيشون؟ فقالوا جميعاً: كنا إذا رأينا الهلال جاءنا رجلٌ في جُنح الليل يحمل على ظهره جوال دقيق وفى إحدى يديه صُرّة فيها مال وفى الأخرى قدرٌ فيه سمنٌ ويدُق الباب فإذا قلنا: من بالباب؟ وسمع صوتنا وضع ما معه وذهب حتى لا نراه
ومات ولم يعلموا من الذي كان يتكفَّل بهم ولا يسعى في قضاء حاجاتهم لأنه يعمل لله ولا يرجو الأجر إلا من الله ولا يطلب من الخلق شيئاً لأن الذي ينظر للخلق يدخل عمله في باب الرياء والسُمعة ويُفسد عليه العمل ويُحبطه ويجعله ليس أجراً عند مولاه جلّ في عُلاه
ما أكثر هذا الصنف في عصرنا الآن والحمد لله ولكنهم لا يعلنون عن أنفسهم في وسائل الإعلام ولا يتحدثون عن أعمالهم بين الأنام لأنهم يرجون الله وإليكم شاهدٌ واحدٌ:
يتقدّم الناس لأداء فريضة الحج فيما يسمونه حج القُرعة والعدد الذي يتقدَّم يزيد أضعافاً أضعافاً مضاعفة عن الحدّ المطلوب والكل يبحث هنا وهناك عن فرصة للحج لماذا؟
هل يريدون الحصول على عقد عمل؟ هل يريدون الحصول على نزهة؟ هل يريدون الذهاب لحاجة دنيوية؟ أبداً والله يريدون الذهاب لأداء فريضة الله وزيارة حبيب الله ومصطفاه صلي الله عليه وسلم
تجدهم من البسطاء ويتمنى الرجُل منهم أن يدفع أي شيء على أن يذهب لأداء الفريضة لتعلم علم اليقين أن حب هذا الدين وأن الإيمان برب العالمين وأن حب سيد الأولين والآخرين كامنٌ في معظم قلوب المعاصرين
الذين لا يظهرون ولا يتظاهرون وإنما يجعلون بينهم وبين الله خطاً عامراً مملوءاً بالنور والهُدى في الدنيا ويرجون حُسن الختام يوم لقاء الله قال صلي الله عليه وسلم {مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ}[2]
صلوا على من حبه سكن بين الضلوع
{لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}[1]
فكانوا يحبون الخير لبعضهم ويسعون في قضاء مصالح إخوانهم الكل يسعى لصالح الجماعة والكل يسعى لنصرة الإسلام والكل يعمل منتظراً الأجر من الملك العلام لا يرجون من أحدٍ من الخلق أجراً ولا شكراً ولا ثواباً لا يرجون الأجر إلا من صاحب الأجر وهو الله وهو الذي وعدهم ووعدنا فقال {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} الكهف30
ومع ذلك يقول النبي في أمة النبي المعاصرين لنا والذين نتعشّم أن نكون منهم أجمعين أن بيننا أناساً بلغوا في حب النبي مبلغاً يقول فيهم النبي أنهم من أِشد الأمة حباً للنبي صلي الله عليه وسلم
قد يقول قائل فما بالنا لا نراهم وهل يظهر على أمواج البحر إلا الغُثاء الذي لا ينفع ولا يغني ولا يُسمن من جوع فلا يظهر على سطح المجتمع - كما عودتنا وسائل الإعلام وأصحابها هداهم الله - إلا الحوادث والمشاكل والفتن التي يعرضونها بطريقة تُثير الأعصاب
ليتهم كما يجعلون صفحة للحوادث يجعلون صفحة للفضائل يُنوِّهون فيها عن أصحاب الفضائل فيعرفهم الناس فيقتدون بهم وإن كان أصحاب الفضائل من هذه الأمة لا يريدون رياءاً ولا سُمعةً ولا شُهرةً ولا ظهوراً وإنما يعملون لوجه الله ولا يرجون أن يطلع على عملهم إلا الله ولذلك لا يراهم إلا أقل القليل حتى من المحيطين بهم
قد يقوم الرجل منهم بالصالحات آناء الليل وأطراف النهار وربما لا تدري به زوجته ولا أولاده لأن النبي علَّم المسلمين الصادقين أن يعملوا بقول رب العالمين {يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الكهف28
مات الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين رضي الله عنه وكان من أشراف المدينة وأثريائها وأغنيائها فلما وُضع على دكّة الغُسل وجدوا في ظهره علامة كبيرة كأنه كان يعمل حمّالاً فتعجَّب المغسلون وبعد فترة من موته وجدوا أن ثلاثين عائلة وقيل سبعين عائلة من عائلات المدينة انكشفوا وأصبحوا لا يجدون ما يكفيهم ولا يسُد رمقهم من الجوع
فسألوهم: كيف كنتم تعيشون؟ فقالوا جميعاً: كنا إذا رأينا الهلال جاءنا رجلٌ في جُنح الليل يحمل على ظهره جوال دقيق وفى إحدى يديه صُرّة فيها مال وفى الأخرى قدرٌ فيه سمنٌ ويدُق الباب فإذا قلنا: من بالباب؟ وسمع صوتنا وضع ما معه وذهب حتى لا نراه
ومات ولم يعلموا من الذي كان يتكفَّل بهم ولا يسعى في قضاء حاجاتهم لأنه يعمل لله ولا يرجو الأجر إلا من الله ولا يطلب من الخلق شيئاً لأن الذي ينظر للخلق يدخل عمله في باب الرياء والسُمعة ويُفسد عليه العمل ويُحبطه ويجعله ليس أجراً عند مولاه جلّ في عُلاه
ما أكثر هذا الصنف في عصرنا الآن والحمد لله ولكنهم لا يعلنون عن أنفسهم في وسائل الإعلام ولا يتحدثون عن أعمالهم بين الأنام لأنهم يرجون الله وإليكم شاهدٌ واحدٌ:
يتقدّم الناس لأداء فريضة الحج فيما يسمونه حج القُرعة والعدد الذي يتقدَّم يزيد أضعافاً أضعافاً مضاعفة عن الحدّ المطلوب والكل يبحث هنا وهناك عن فرصة للحج لماذا؟
هل يريدون الحصول على عقد عمل؟ هل يريدون الحصول على نزهة؟ هل يريدون الذهاب لحاجة دنيوية؟ أبداً والله يريدون الذهاب لأداء فريضة الله وزيارة حبيب الله ومصطفاه صلي الله عليه وسلم
تجدهم من البسطاء ويتمنى الرجُل منهم أن يدفع أي شيء على أن يذهب لأداء الفريضة لتعلم علم اليقين أن حب هذا الدين وأن الإيمان برب العالمين وأن حب سيد الأولين والآخرين كامنٌ في معظم قلوب المعاصرين
الذين لا يظهرون ولا يتظاهرون وإنما يجعلون بينهم وبين الله خطاً عامراً مملوءاً بالنور والهُدى في الدنيا ويرجون حُسن الختام يوم لقاء الله قال صلي الله عليه وسلم {مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ}[2]
صلوا على من حبه سكن بين الضلوع
[1] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس
[2] صحيح مسلم ومسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان عن أبي هريرة
الأشفية النبوية للعصر_الخطب إلإلهامية العصرية_ج1
منقول من كتاب [الأشفية النبوية للعصر]
اضغط هنا لتحميل الكتاب المنقول منه الموضوع مجاناً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق