Disqus for ومضات إيمانية

السبت، 7 سبتمبر 2013

مؤسس دولة المرابطين والموحدين

بسم الله الرحمن الرحيم

انظر إلى بلاد المغرب وفى بلاد المشرق، تجد أن الدول التي كان لها صولة وجولة في ردّ أعداء الإسلام وخدمة المسلمين وأعظمها دولة المرابطين ودولة الموحّدين دولة المرابطين أصلها كان رجلاً من الصالحين وكان اسمه عبد الله يس

وكان يسكن في جزيرة واجتمع عليه كثير من المُريدين ورباهم على الروح الإسلامية والقيم القرآنية فلما زاد عددهم كلفهم بالجهاد وكان في هذا الوقت الفرنجة في بلاد الأندلس اكتسحوا جزءاً كبيراً من بلاد المسلمين نظراً لميل المسلمين الحاكمين إلى اللهو والغناء والطرف وترك الجهاد حتى أن آخر خليفة منهم وهو يوسف الأحمر لما دخلوا غرناطة بكى فقالت له أمه : أتبكي كما تبكي النساء على مجدٍ أضعته بين الغواني
فذهب المرابطين وكانوا من أقوى الجيوش في العالم وأدَّبوا الفرنجة ووصلوا إلى حدود فرنسا وكادوا يجتازوا الحدود ويدخلون فرنسا واتجهوا في الجنوب ونشروا الإسلام في موريتانيا والسنغال ومالي والنيجر ونيجيريا ولذلك هذا الحزام الصحراوي كله مسلمون بسبب هؤلاء

وجاءت بعدهم أيضا دولة الموحدين وكانت على نفس الشاكلة فهؤلاء مرابطين لأنهم مرابطون وهؤلاء موحدين لأنهم رسالتهم نشر توحيد الله جلّ في علاه

إذن عندما ننظر في التاريخ كله نجد أنه لا تقوم قائمة لهذه الأمة ويعلو شأنها في كل زمان ومكان إلا بالتربية التي كان عليها الحبيب وأصحابه وأول علامة كانوا يتربون عليها الزهد في الدنيا وطلب ما عند الله وأن يصدق الإنسان في كل أقواله ولا يكذب أبداً لا لاعباً ولا لاهياً وكذلك الأمانة في كل أمر من الأمور وفى كل شأن من الشئون

والعمل وفق شرع الله والمتابعة لحبيب الله ومصطفاه صلوات ربى وتسليماته عليه وغيرها من المبادئ القرآنية والقيم الإيمانية وهذه الأمور لا تتم إلا على أيدي رجال ورثوا قول الله {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} يوسف108

هؤلاء الرجال المربّين إذا وُجدوا والتفّ حولهم طلاب الحقيقة العلية نجت الأمة من الفتن وظهرت في الأمة الطاقات الموجودة من الكريم الخلاق المتوارية في الأجسام وانتشر دين الله

هذا الأمر كان عليه الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان في بداية دعوته ومن حوله ولذلك الشيخ سعيد حوّى وكان من علمائهم كتب كتاباً اسمه (تربيتنا الروحية) فكان يقول: لابد من التربية لكن أين هي التربية الآن؟
وهذا هو الفيصل لو وُجدت التربية فلن تجد تنافساً في الفاني ولا رغبة في شيء داني وإنما الكل يسارع في مصلحة الكل يفنى عن الأنانية والأثرة ومصلحته الشخصية في سبيل المصلحة العامة التي يرجوها في هذه الأمة وفى هذا الوطن الذي نعيش عليه

ولذلك أنا أرى كما رأيتم الآن أننا لا مخرج لنا مما نحن فيه الآن إلا رجالاً بهذه الكيفية تجردوا من المطامع والأهواء الشخصية والنزوات الفردية والرغبة في المظاهر الكاذبة وأصبحوا لا يريدون إلا وجه الله
وأنتم رأيتم أمثلة حتى في زماننا هذا الرجل الذي رأى الأمور تنحدر في السودان وهو سوار الذهب فقام بانقلاب ليُعيد الأمور إلى مجاريها وأجرى الانتخابات ثم سلم السلطة للرئيس المنتخب وانسحب من الميدان لماذا؟
لأنه تربى تربية صوفية هل لو تربّى رجلٌ في المدارس المدنية أو المدن الأوروبية يكون بهذه الكيفية؟ لا إنه يريد أن يجلس على الكرسي مدى الحياة وكل من حوله يعظمه ويبجله ويكبره لكن التربية الصوفية هي التربية النبوية أو التربية الإسلامية وهى المخرج للأمة في كل هذه الأمور
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...1&id=101&cat=6
منقول من كتاب(شراب اهل الوصل)للشيخ فوزى ابو زيد


لتحميل الكتاب مجانا اضغط هنا
دولة المرابطين ودولة الموحدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق