الفرق بين الشيعة والسنة :
لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد
رئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله تعالى
والمربى والمفكر والكاتب الإسلامى الكبير
كلمة شيعة : معناها شيعة الرجل يعني خاصته وأحبابه ، فشيعة الإمام علي يعني أحباب الإمام عليٍّ رضي الله عنه وكرم الله وجهه. ولكن انقسمت الشيعة إلي فرق كثيرة بحسب اختلاف العقيدة الدينية وبعض المبادئ التشريعية، وجوهر الاختلاف مابين الشيعة والسنة يرجع إلي العقيدة، في أساس الدين الأول، فنحن أهل السنة نعتقد أن رسولنا الذي اختاره الله عز وجل لنا هو محمد بن عبد الله، وكتابنا القرآن الكريم، والأمر بعد محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم شوري بين المسلمين عملا بقول الله عز شأنه: } وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ { (38-الشورى)، يختارون من بينهم الأنفع لهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم ليقودهم ويكون من المسلمين.
والشورى في الإسلام لها ثلاث صور ظهرت بعد انتقال الرسول صلي الله عليه وسلم: الصورة الأولى: إما أن يجتمع زعماء المسلمين فيختاروا من بينهم زعيما للأمة ، وهذا ما كان في سقيفة بني ساعده بعد انتقال النبي صلي الله عليه وسلم ، حيث اجتمع الأنصار والمهاجرين واتفقوا بعد المداولات علي أبي بكر الصديق. وهذه الصورة من الذي يختارها؟ ..زعماء الأمة . الصورة الثانية للشورى في الإسلام: أن يرشح الحاكم من يثق في عدالته وأمانته قبل تركه للسلطة، ثم يشاور أهل الرأي في دولته، فإن اجتمعوا علي هذا الرأي، عقد له البيعة من بعده، كما فعل سيدنا أبو بكر مع سيدنا عمر واستطلع الآراء، يعني لم ينفرد بالرأي، فاستطلع آراء علية القوم، أو كبار المستشارين بلغة عصرنا، وكبار المستشارين الذين حوله وافقوا أجمعين، فأخذ له البيعة قبل وفاته . الصورة الثالثة : وإما أن يختار إمام المسلمين نفراً ممن يثق في قدراتهم ومهاراتهم، ويترك لهم الحرية في أن يختاروا من بينهم رجلاً يصلح لإمامة المسلمين. وهذا كما فعل سيدنا عمر، حينما اختار ستة نفرٍ وطلب منهم أن يختاروا رجلاً من بينهم، وترك لهم حتي طريقة التصويت علي الذي يختارونه، فإن انقسموا إلي فريقين، يعني ثلاثة وثلاثة، هنا طلب منهم أن يكون صوت عبد الله بن عمر مرجحاً فيكون هو الصوت الرابع المرجح، لم يتركهم أيضاً حتي لا يختلفوا، ووضع لهم القواعد التي بها يحمون الأمر. وهذه هي ثلاث طرق للديمقراطية والشورى الإسلامية، لأن الإسلام ليس فيه دكتاتورية، ولا ملكية وراثية، وإنما } وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ { (38-الشورى). وهذا أمر أهل السنة الذي نحن منهم. أما الشيعة - مع اختلافهم - يتفقون علي أن زعامة وخلافة وإمامة المسلمين لا ينبغي أن تكون إلا في نفر، أو رجل من أولاد الإمام عليّ، وهذا هو الخلاف الجوهري الأول، ثم انقسموا بعد ذلك، فبعضهم زاد علي هذا الشرط، فجعل أنه لا تصلح إمامة المسلمين في الصلاة إلا بإمام من آل عليّ، فدخلوا في المشقة علي المسلمين، وزاد بعضهم في الاعوجاج فقالوا: إن الأمين جبريل عليه السلام كلف من قبل الله أن ينزل بالرسالة علي الإمام عليٍّ فخان الأمانة ونزل علي محمد، وهؤلاء منهم الشيعة التي تحكم إيران الآن وتسمي الإسماعيلية، أو الإثني عشرية، وسنقول السرُّ في الاثنين، وطبعا من يقول هذا القول كافر، كيف يكون الله لا يستطيع أن يضبط السفير الذي أرسله؟!! السفير يخون الأمانة!! فكيف يكون الإله؟!! وطائفة خففت - وهذه الشيعة تسمي الشيعة المعتدلة - لأنها تؤمن برسول الله صلي الله عليه وسلم، وهذا ما تحاول الطائفة المعتدلة الآن في إيران أن تسير عليه، ومنها الشيعة الزيدية التي كانت في اليمن، وكان منها أئمة اليمن، وآخرهم الإمام البدر - ولا نعلم لا يزال علي قيد الحياة أم لا ـ وكان عايش في السعودية الإمام أحمد وكان قبله الإمام يحي، وهؤلاء هم الزيدية، وهم متفقون أن رسولنا جميعاً هو رسول الله محمد بن عبد الله، لكن وجهة نظرهم أن الإمامة كانت ينبغي أن تكون من بعده في عليّ وذرية عليّ، فكان ينبغي علي المسلمين أن يكون علىٌّ هو الخليفة ، وهؤلاء معتدلين . طائفة أخري تشددت في هذا المنهج، فسبَّت أبا بكر، وسبت عمر، لاعتقادهم أنهما اغتصبا حقَّ عليٍّ، وأخذوا الخلافة رغماً عنه، ورفضوا إمامتهما، ولذلك يسمون الرافضة لأنهم يرفضون إمامة أبى بكر وإمامة عمر ويسبون ويلعنونهما، وهذه أيضاً طائفة كافرة لأنهم يسبون أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم، لقوله صلي الله عليه وسلم: ( الله .. الله .. في أصحابي، لا تتخذوهم غرضاً من بعدي )، أي: لا تنبسطوا بالقول فيهم من بعدي بسوء. فالرافضة ترفض إمامة أبى بكر وعمر، وتتهمهما بأنهما اغتصبا الإمامة من الإمام عليٍّ رضي الله عنه. نعود للإثني عشرية، أو الإسماعيلية، وهما مسميً واحد، الاثني عشرية لأنهم اعتقدوا أن الإمامة في عليّ، ومن بعده الحسن، ومن بعده الحسين، ومن بعده علي زين العابدين، ومن بعده محمد الباقر، ومن بعده جعفر الصادق، ومن بعده موسي الكاظم ... عدوا اثني عشر إماماً، والإمام الاثني عشر اسمه إسماعيل، قالوا إنه دخل سرداباً، يعني طريقاً مظلماً في جوف جبل، بعضهم قال: في سامراء - وهي مدينة في جوار بغداد - وبعضهم قال: في قُم - وهي المدينة المقدسة عندهم - وينتظرون خروج هذا الإمام في آخر الزمان، والي يومنا هذا وفي كل صباح، كل يوم يخرج وفد منهم إلي فتحة السرداب ومعهم فرس، ومعهم زينة ينتظرون خروج الإمام، ويسمونه الإمام المنتظر، ويحيلون عليه حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي يقول فيه: ( لو لم يبقَ من عُمر الدنيا إلا يوم لأخَّر الله هذا اليوم حتي يخرج رجلٌ من آل بيتي اسمه يواطئ اسمي، واسم أبيه يواطئ اسم أبي، واسم أمه يواطئ اسم أمي، يملأ الأرض نوراً كما ملئت ظلماً وجورا ). ولذلك في إيران جعلوا قم مدينة مقدسة، يعني لا يظهر فيها شيء يخالف الشريعة، لماذا؟ لأجل ظهور الإمام المنتظر، وهذا هو الخلاف الجوهري . طبعا بعد ذلك وعلي توالي العصور ظهرت طوائف أخرى حرَّفت وغيّضرت كثيراً، كالدروز فى سوريا ولبنان، وهذه طائفة أيضاً تنسب إلى الشيعة، وان كانت بريئة لكل ما ينسب إلى التشيع والإسلام، وطائفة أخرى اسمهم الحشائين وهذه موجودة أيضا فى بعض جبال لبنان يبيعون الحشيش، وطوائف كثيرة لاداعى لسردها أوذكرها، المهم الخلاف أولاً خلاف فى العقيدة. الخلاف الثاني: خلافات تشريعية، فبعض الشيعه اعتقدوا أن الإمام عليًّا رضي الله عنه وكرم الله وجهه خصَّه النبي صلى الله عليه وسلم بصحيفة غير القرآن أخبره فيها ببعض الأشياء الصادقة التي ستحدث إلى آخر الزمان، ولذلك يسمون هذه الصحيفة الصادقة، ويزعمون أنَّ أول من أخرجها وجمعها الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه، وفى هذه الصحيفة ينسبون أشياء كثيرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم خصَّ بها الإمام علياًّ وذريته، وهذه الأشياء ليست موجودة فى كتب الأحاديث الصحيحة المعتمدة، ولذلك نجد عامه الشيعة يشنون حرباً هوجاء على سيدنا أبى هريرة الراوي الأول لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويزعمون أنه كذب فى أحاديثه، ونسب إلى النَّبيِّ أحاديث لم يتحدث بها، لأنه لم يصرح بهذه الأحاديث التي أودعوها فى كتبهم وأقاموا عليها بنيان عقيدتهم وتشريعهم. ومن هنا جعل الشيعة لهم فقهاً خاصاً بهم نسبوه إلى سيدنا الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه، وسموه الفقه الجعفري، وهذا هو الذى عليه الشيعة فى إيران والعراق، لا يعرفون المذاهب الأربعة التي عندنا، وإنما يطبقون المذهب الجعفرى الذى نسبوه، وسيدنا جعفر كان فقيهاً لكنهم نسبوا إليه أشياء كثيرة لم يتقول بها، ودسوها عليه وسموها المذهب الجعفري. منها على سبيل المثال: نكاح المتعة، وهذه الشريعة موجودة فى العراق وإيران، النكاح والزواج عندنا أهل السنة وعند المسلمين شرطه أن يكون مؤبداً، يعنى لا يتم الفصال بين الزوجين إلا بالطلاق أو الموت، اسمه التأبيد. هم جعلوا هناك نكاحاً مشروطاً ولمده محدودة، واحد يعقد العقد على امرأة لمدة يحددانها باتفاق بينهما - قد تكون سنة أو سنتين - بعدها ينفصلان تلقائياً!! لو صنفنا هذا التشريع على تشريع الله نجده يخالف منهج الله!! لأن الذى يفصم عرى العلاقات الزوجية الطلاق أو الموت، مادام لم يصدر طلاق من الرجل إذن كيف ننهى هذه الحياة الزوجية؟ ثم ندخل فى محاورة أخري: هل يباح لإمرأة مازالت منسوبة لرجل أن تتزوج برجل آخر؟ هذا ما حدث عندهم!! لايجوز، لكنها تتزوج!! إلى أيهما تنسب للأول أم للآخر؟!! كلاهما باطل، لأنهما لم يكن هناك مبرر شرعي للفصام أو الفصال بينهما، وشرط الطلاق أن يكون من الرجل، لأن اليوم أتانى رجل فى المسجد بعد الصلاة يسألنى سؤالاً، يقول لي: مراتى قالت لى: طلقتك فضربتها وسكت، ويقول أيضا: قالت لي: أنا طلقتك، فيقول هل الطلاق واقع أم لا؟ قلت له: هي مالها ومال هذا الموضوع؟!! هو رجل علي فطرته، وهو لا يعرف شيئاً، فيسأل!! قلت له: هي ليس لها شأن بهذا الموضوع، هذا الموضوع يخصُّك أنت وليس من حقها التطليق. فإذن يعني الشرط لهذا الطلاق من الرجل، وقال صلي الله عليه وسلم حسماً لهذا الأمر: ( إنما الطلاق لمن أخذ بالساق )، يعني الرجل هو الذي أبيح له التمتع بهذه المرأة. حتي الأب لا يملك تطليق زوجة ابنه، ولا الأخ يملك تطليق زوجة أخيه، لازم الإنسان هو بذاته ولا يجوز فيها الإنابة، تنفع الإنابة في النكاح ولكن لا تنفع في الطلاق. ونسأل أهل القانون من الناحية القانونية، ويسأل فضيلته - رجلاً من أهل القانون - كان جالساً بجواره: هل يجوز التوكيل؟ قال: ينفع، ولكن الموكل بذاته.ولا يجوز أن يوكل الأب، أو ألأخ، أو غيره عنه. إذا الواحد وكَّل محاميًّا ينفع، لكن هو فقط الذي يوكله، لكن لا ينفع أبوه ولا أخوه ولا أى أحد. إذا هو نفس الموضوع، هي – أى الزوجة - لا يجوز لها أن تطلق ولكن تطلب التطليق. وهذه يا إخوانى بعض الفروق الجوهرية بين السنة والشيعة، وهناك فروق أخري يجب أن تفطن لها: أغلب الشيعة يعتقدون في الإمام الذي هو من ذرية فاطمة وعليّ، لأن عليًّا تزوَّج بأخريات وأنجب منهن - منهم سيدنا محمد ابن الحنفية ،لأن أمه كانت من بني حنيفة، فهم اشترطوا أن يكون الإمام من ذرية عليّ وفاطمة، لكن لأحد غيرهم؟ لا. ويعتقد أغلبهم أن الإمام معصوم - وهذا فرق جوهري - لأن عندنا العصمة ليست إلا لأنبياء الله، لكن هم ينسبون العصمة لمن؟ للإمام، وهذا منافي بصريح القرآن وسنة النبي العدنان، ويزيدون علي هذا أمراً آخر أشر، فيعتقدون أن الإمام ينزل عليه الوحي!! مع أننا نعلم علم اليقين أن الوحي انتهي، ولذلك له حق التشريع حسب ما ينزل عليه، وأظن هذا ربما يكون مأخوذ من الديانة المسيحية، لأن عندهم البابا معصوم ويوحي إليه ويشرع تشريعات جديدة. هذه الأشياء ليست موجودة لدينا جماعة المسلمين، فنحن نعتقد في كل الأولياء الحفظ وليست العصمة، وهناك فرق بين الحفظ والعصمة، فالمعصوم لا تخطر أو لا يخطر علي باله المعصية قط، والمحفوظ قد تخطر المعصية علي باله لكن يحفظه الله من عملها وتنفيذها، وواضح الفرق بين الاثنين يا إخوانى، فليس عندنا معصوم ولكن عندنا محفوظ، والمحفوظ أيضا قد يغلبه أمر الله، فيقع في هفوة لكن يرجع ويتوب إلي الله كما كان يحدث بين بعض أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم الكُمَّل. وهذا أمر جوهري في العقيدة، أن الإمام معصوم ومازال ينزل عليه الوحي، أمر لا يبيحه أمر الله ولا شرع الله الذي جاء به سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم من عند الله عز وجل. أمر آخر يعتقده الشيعة، ويفرضونه علي أتباعهم، يعني في إيران ميزانية الإمام - الذي هو آية الله - أكثر من ميزانية الدولة!! لماذا؟ لأن الشيعي يفرض عليه بقول الله: } وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ { (41- الأنفال). ففرض عليه أن يخرج الخمس من كل دخل يدخل إليه ويعطيه ويسلمه للإمام، إن كان من راتب أو تجارة أو زراعة أو غيرها، وإذا لم يخرج الخمس صوروا له أنه ستعتريه النكبات وتنزل عليه البلايا، وتتوالي عليه الرزايا. إذن هو من نفسه يعطي الخمس، فخمس إرادات إيران كلها مع مَنْ؟ مع الآيات!! ولذلك الحرس الثوري الإيراني معه أحسن الأسلحة وأحدثها في العالم!! ميزانية رهيبة - التي هي الخمس - خمس الله والرسول!! هل هذا الأمر يوجد عندنا؟!! لا، إن هذا الخمس جعله الله في الغنيمة، والغنيمة هي ما كان يأتي لرسول الله صلي الله عليه وسلم بدون تعب من أحد، أو عناء من عمل. الغنيمة التي يحصل عليها في وقت الحروب، أو الأرزاق التي ساقها الله بدون تعب، كالمعادن التي تخرج من باطن الأرض، وهذه زكاة ليست للإمام فقط بمفرده، لكن الزكاة التي يسمونها الركاز - المعادن التي في باطن الأرض - الخمس لأنها خرجت بدون تعب، لكن هل يفرض علي أن يعطي للمتبوع خمس دخله؟ هذا ليس في الإسلام لأن الله قال في قرآنه: } اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ { (21- يس). تتبعون مَنْ؟ هل تتبعون الذي لا يسألكم أجراً أم الذي يسألكم أجراً؟!! الذي يسأل أجراً، تكون دعوته غير صادقة، لكن اتبعوا من لا يطلب أجراً. وللأسف فإن كثيراً من أدعياء الصوفية في بلدنا النقية ـ لأن مصر بلد نقية ليس فيها هذه الخلافات، هذه الخلافات العقائدية ليست موجودة عندنا في مصر أبداً ـ لكن كثيراً من أدعياء الصوفية أرادوا أن يبسطوا نفوذهم علي قلوب أتباعهم، فنسجوا مثل هذه العقائد الشيعية، فجعلوا الإمام - إمام الطريقة - معصوماً وينزل عليه الوحي، وفرضوا علي الأتباع أن يعطوا أيضا الخمس للإمام، لأجل أن تأتيهم البركة، ويأتيهم الخير والحفظ، وهذا أيضا تأثر بعقيدة الحركة الشيعية، وبعضهم جعل هناك أقطاباً، قالوا هؤلاء هم المدركين بالكون، وهؤلاء هم الذين أعطاهم الله التصريف، وبإمكانهم أن يسعدوا هذا ويفقروا هذا، وأنت لازم تتقرب لهم!! .. سبحان الله وهل هذا دين الله وسنة رسول الله؟!! إذا كان الله قال لحبيبه صلي الله عليه وسلم: } إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء { (56- القصص). إذن فهل نحن نهدي الناس؟!! التي ليست في يد رسول الله، تكون في إتباع رسول الله!! أنا أردت أن أنبه إخواني لكي يحذروا هذه الأمور الشيعية والتي اندست في الصوفية، فنجد بعض الصوفية الجاهلين يقولون عندنا إلهام!! هل الإلهام يخالف شرع سيد الأنام؟!! لو خالف الإلهام شريعة الله نضرب به عرض الحائط. أليس كذلك؟ هذه يا إخوانى - يعني باختصار شديد - الفرق بيننا وبين أهل الشيعة، وبين الذين تابعوهم علي هذه البضاعة الوضيعة، لكن الموضوع طبعاً واسع ويحتاج إلى مجال كبير فيه اختلاف، ففي الصوم مثلاً: لا يوجد خلاف بيننا وبين الشيعة المعتدلين، ولكن الاختلاف في الصلاة - كما قلنا - أن بعضهم لا يجوز الصلاة إلا بظهور الإمام، والصلاة التي هي الجمعة والجماعة، فيصلوا بمفردهم في الخفاء، ولكن لا يظهرون إلا في صلاة الجمعة والجماعات، إلي أن يظهر الإمام المنتظر، أو الإمام المعصوم. أما الصيام فالذين أسقطوه الجماعة الدروز، أسقطوا الصيام إلي أن يظهر الإمام، يعني لا يوجد عندهم صيام أبداً. هذه طبعاً دعاوي كثيرة لحين أن يظهر الإمام، دعاوي كثيرة. هناك جزئية ثانية مهمة وجوهرية، أنهم أباحوا لأتباعهم شيئاً يخالف هدي الحبيب صلي الله عليه وسلم، وجعلوها مبدأً أساسيًّا عندهم يسمي التقية، والتقيه يعني: أن يظهر الرجل خلاف ما يبطن حتي لا يقع في حرج، ليس هناك مانع أن الواحد يكذب لو وجد نفسه أنه سيقع في حرج، فيظهر خلاف ما يبطن، مع أن ديننا جعل هذه صفة المنافقين، وقال صلي الله عليه وسلم: ( شر الناس ذو الوجهين، الذي يلقي هذا بوجه وهذا بوجه ). وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم | |
Islam is religion of peace
الخميس، 28 فبراير 2013
الفرق بين الشيعة والسنة
بول ودم النبى صل الله عليه وسلم
؟
عن عبد الرحمن بن أبي ليلي عن أبيه قال: كان أسيد بن حضير رجلاً صالحاً ضاحكاً مليحاً فبينما هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدِّث القوم ويضحكهم فطعن رسول الله في خاصرته فقال: أوجعتني قال: اقتص قال يا رسول الله إنَّ عليك قميصاً ولم يكن علىَّ قميص قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فاحتضنه ثم جعل يُقَبِّلُ كشحه فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أردت هذا[1] وأخرج ابن إسحاق عن حبان بن واسع عن أشياخ من قومه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر وفي يده قدح يعدل به القوم فمر بسواد بن غزيه حليف بني عدي بن النجار وهو مستنصل من الصف - أي خارج – فطعنه في بطنه بالقدح وقال: استوِ يا سواد فقال: يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحقِّ والعدل فأقدني فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بدنه فقال: استقد قال: فاعتنقه فقبَّل بطنه فقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ قال: يا رسول الله حضر ما تري فأردت أن يكون العهد بك أن يمس جلدي جلدك فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير[2] وأخرج عبد الرازق عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي رجلاً مختصا بصرة وفي يد النبي صلى الله عليه وسلم جريدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خط ورس فطعن بالجريدة بطن الرجل وقال: ألم أنهك عن هذا؟ فأثر في بطنه دماً أدماه فقال: القود يا رسول الله؟ فقال الناس أمِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتص؟ فقال: ما لبشرةِ أحدٍ فَضْلٌ على بشرتي فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن بطنه ثم قال: اقتص فقبَّل الرجل بطن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وقال: أدعها لك أن تشفع لي يوم القيامة[3] وأخرج ابن سعد (ج3 ص 72) عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأي سواد بن عمرو هكذا قال إسماعيل: متلحفاً فقال: خط ورس ورس ثم طعن بعودٍ أو سواك في بطنه، فماد في بطنه فأثر في بطنه فذكر نحوه وأخرج عبد الرازق أيضا كما في الكنز (ج7 ص 302) عن الحسن قال{كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: سَوَادَةُ بْنُ عُمَرٍو يَتَخَلَّقُ كَأَنَّهُ عِرْجُونُ وَكَانَ النَّبِيُّ إِذَا رَآهُ نَغَضَ لَهُ فَجَاءَ يَوْماً وَهُوَ مُتَخَلقٌ فَأَهْوىٰ لَهُ النَّبِيُّ بِعُودٍ كَانَ فِي يَدِهِ فَجَرَحَهُ، فَقَالَ لَهُ: الْقِصَاصُ يَـٰا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعْطَاهُ الْعُودَ وَكَانَ عَلىٰ النَّبِي قَمِيصَانِ فَجَعَلَ يَرْفَعُهُمَا فَنَهَرَهُ النَّاسُ وَكَفَّ عَنْهُ حَتّىٰ إِذَا انْتَهىٰ إِلىٰ المَكَانِ الَّذِي جَرَحَهُ رَمىٰ بِالْقَضِيبِ وَعَلِقَةُ يُقَبلُهُ وَقَالَ: يَـٰا نَبِيَّ اللَّهِ بِلْ أَدَعُهَا لَكَ تَشْفَعُ لِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[4] وكان النَّبىُّ صلى الله عليه وسلم يقول (زاهر باديتنا ونحن حاضرته) وكان صلى الله عليه وسلم يحبُّه فمشي صلى الله عليه وسلم يوماً إلى السوق فوجده قائماً فجاء من قبل ظهره وضمه بيده إلى صدره، فأحس زاهر بأنه رسول الله. قال: فجعلت أمسح ظهري في صدره رجاء بركته وفي رواية الترمذي في الشمائل: فاحتضنه من خلفه ولا يبصره فقال: أرسلني من هذا؟ فالتفت فعرف النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حين عرفه فجعل رسول صلى الله عليه وسلم يقول (من يشتري العبد؟) فقال له زاهر: يا رسول الله إذاً تجدني كاسداً فقال صلى الله عليه وسلم (أنت عند الله غالٍ)وفي رواية للترمذي أيضا: ( لكن عند الله لست بكاسد) أو قال ( أنت عند الله غال)[5] وعن عامر بن عبد الله بن الزبير أن أباه حدثه: أنه أتي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم فلما فرغ قال (يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراك أحد) فلما برز عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل إلى الدم فشربه، فلما رجع قال: (يا عبد الله ما صنعت بالدم؟ قال: جعلته في أخفي مكان علمت أنه يخفي عن الناس. قال: لعلك شربته؟ قال:نعم، فقال صلى الله عليه وسلم: (ولِمَ شربتَ الدم؟ ويل للناس منك وويل لك من الناس) قال أبو موسي : قال أبو عاصم : فكانوا يرون أن القوة التي به من ذلك الدم[6] وعند أبي نعيم في الحلية (ج ص 33) عن كيسان مولي عبد الله بن الزبير قال: دخل سلمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا عبد الله بن الزبير معه طست يشرب ما فيها فدخل عبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: فرغت؟ قال: نعم. قال سلمان: ما ذاك يا رسول الله؟ قال: أعطيته غسالة محاجمي يهريق ما فيها قال سلمان: ذاك شربه والذي بعثك بالحق قال: شربته؟ قال: نعم قال: لِمَ؟ قال: أحببت أن يكون دم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوفي فقام وربت بيده على رأس ابن الزبير وقال (ويل لك من الناس وويل للناس منك لا تمسَّك النار إلا قسم اليمين)[7] وفي رواية أن ابن الزبير لما شرب دم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له صلى الله عليه وسلم (فما حملك على ذلك؟ فقال: علمتُ أن دمك لا تصيبه نار جهنم فشربته لذلك فقال (ويل لك من الناس) وعند الدارقطني من حديث أسماء بنت أبي بكر نحوه وفيه (ولا تمسك النار)وفي كتاب الجوهر المكنون في ذكر القبائل والبطون: أنه لما شرب - أي عبد الله أبن الزبير دمه مصنوع فيه مسكا وبقيت رائحته موجودة في فمه إلى أن صُلِبَ رضي الله عنه[8] وأخرج الطبراني عن سفينة قال (احتجم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثم قال: خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير والناس فتغيبت فشربته ثم ذكرت ذلك له فضحك )[9] وفي سنن سعيد بن منصور عن طريق عمرو بن السائب أنه بلغه أن مالك بن سنان والد سعيد الخدري لما جُرِحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في وجهه الشريف يوم أحد مَصَّ جرحه حتي أنقاه، ولاح – أي: ظهر - محل الجرح بعد المصِّ أبيض، فقال له صلى الله عليه وسلم: مُجَّهُ فقال: لا أمجه أبداً ثم ازدرده أي: ابتلعه فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا) فاستشهد بِأُحُدٍ رواه الطبراني أيضاً وفيه: قال صلى الله عليه وسلم (من خالط دمي دمه لا تمسه النار) قال الهيثمي: لم أر في إسناده من أجمع على ضعفه وَرَوَي سعيد بن منصور أيضاً: أنه صلى الله عليه وسلم قال (مَنْ سَرَّهُ أن ينظر إلى رجل خالط دمي دمه فلينظر إلى مالك بن سنان) روي ابن حبان في الضعفاء عن ابن عباس قال: حجم النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غلامٌ لبعض قريش فلما فرغ من حجامته أخذ الدم فذهب به من وراء الحائط فنظر يميناً وشمالاَ فلم ير أحداً فحسا دمه حتي فرغ ثم أقبل فنظر في وجهه فقال: ويحك ما صنعت بالدم؟ قال: غيَّبته من وراء الحائط قال: أين غيبته؟ قلت: يا رسول الله نفست على دمك أن أهريقه في الأرض فهو في بطني فقال (اذهب فقد أحرزت نفسك من النار)[10] قال الحافظ ابن حجر: روي عبد الرازق عن ابن جريج قال (أخبرت أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: أين البول الذي في القدح؟ قالت: شربته فقال(صحة يا أم يوسف) وكانت تكني أم يوسف فما مرضت قطّ حتي مرضها الذي ماتت فيه)[11] قلت وقد رواه أبو داود والنسائي مختصراً قال الحافظ السيوطي: وقد أتَمَّه ابن عبد البر في الإستيعاب وفيه: أنه سألها عن البول الذي كان في القدح فقالت: شربته يا رسول الله وذكر الحديث[12] قال الإمام الحافظ العسقلاني في المواهب: أخرج الحسن بن سفيان في مسنده والحاكم والدارقطني وأبو نعيم من حديث أبي مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن قالت(قام النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم من الليل إلى فخاره في جانب البيت فبال فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها وأنا لا أشعر فلما أصبح النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قال: يا أم أيمن قومي فأهريقي ما في تلك الفخاره فقلت: قد والله شَرِبْتُ ما فيها قالت: فضحك رسول الله حتي بدت نواجذه ثم قال (أما والله لا يَجَعَنَّ بَطْنُكِ) قال الحافظ ابن حجر في التلخيص: وصحح ابن دحية أنهما قضيتان وقعتا لامرأتين وهو واضح مع اختلاف السياق ووضح أن بركة أم يوسف غير بركة أم أيمن مولاته (فائدة) وقع في رواية سلمي امرأة أبي رافع أنها شربت بعض ماء غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها (حرَّم الله بدنك على النار)[13] قال القسطلاني: وهذا الذي ذهب إليه شيخ الإسلام البلقيني وفي هذه الأحاديث دلالة على طهارة بوله ودمه صلى الله عليه وسلم وأخرج الطبراني عن حكيمة بنت أميمة عن أمها قالت (كان للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره فقام فطلبه فلم يجده فسأل فقال: أين القدح؟ قالوا: شربته سرة - خادم لأم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد احتظرت من النار بحظار)[14] قال الإمام محي الدين النووي في شرح المهذب: واستدل من قال بطهارتهما بالحديثين المعروفين أن أبا طيبة الحجَّام حجمه صلى الله عليه وسلم وشرب دمه ولم ينكر عليه وأن امرأةً شربت بوله صلى الله عليه وسلم فلم ينكر عليها وحديث أبي طيبة ضعيف وحديث شرب البول صحيح رواه الدارقطني وقال: وهو حديث حسن صحيح وذلك كافٍ في الاحتجاج لكل الفضلات قياساً ثم قال: إن القاضي حسيناً قال: الأصح القطع بطهارة الجميع ثم قال - في الجواب عن أنه كان يتنزه منها: بأن ذلك على الاستحباب ( أ هـ من شرح المهذب ج1 ص233) وقال الإمام العلامة بدر الدين العيني - شارح البخاري - في كتابه المعروف عمدة القاريء ج2 ص35 (فأما شعر الرسول صلى الله عليه وسلم فهو مُكَرَّمٌ مُعَظَّمٌ خَاِرجٌ عَنْ هَذَا)قلت: قول الماوردي: وأما شَعْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فالمذهب الصحيح القطع بطهارته دل على أن لهم قولاً بغير ذلك فنعوذ بالله من ذلك القول وقد اخترق بعض الشافعية وكاد أن يخرج عن دائرة الإسلام حيث قال: وفي شعر النبي صلى الله عليه وسلم وجهان وحاشا شعر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وكيف قال هذا وقد قيل بطهارة فضلاته فضلا عن شعره الكريم؟ ثم قال العيني: وقد وردت أحاديث كثيرة أن جماعة شربوا دم النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم منهم أبو طيبة الحجام وغلامٌ من قريش حجم النَّبِيَّ وعبد الله ابن الزبير شرب دم النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم[15] ويروي عن علىٍّ أنه شرب دم النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وروي أيضا أن أم أيمن شربت بول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم[16] وأخرج الطبراني في الأوسط في رواية سلمي امرأة أبي رافع أنها شربت بعض ما غسل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها (حرَّم الله بدنك عن النَّار) قال الحافظ القسطلاني في المواهب- تعليقاً على قول النووي عن القاضي حسين: إن الأصح القطع بطهارة جميع الفضلات وبهذا قال أبو حنيفة كما قاله العيني وقال شيخ الإسلام ابن حجر: قد تكاثرت الأدلة على طهارة فضلاته صلى الله عليه وسلم وعدَّ الأئمة ذلك في خصائصه وعن نافع أن عبد الله بن عمر حدثه: أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى حيث المسجد الصغير الذي دون المسجد الذي بشرف الروحاء وقد كان عبد الله يعلم المكان الذي صلَّى فيه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: ثم عن يمينك حين تقوم في المسجد تصلِّي وذلك المسجد على حافة الطريق اليمني وأنت ذاهب إلى مكة بينه وبين المسجد الأكبر رمية بحجر، أو نحو ذلك[17] [1] قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي فقال صحيح. وأخرجه ابن عساكر عن أبي ليلي مثله كما في الكنز (ج 7 ص 701) قلت والحديث عن أبي داود والطبراني عن أسيد بن حضير نحوه كما في الكنز (ج4 ص 43) [2] وقاله كذا في البداية (ج 3 ص 271) [3] كذا في الكنز (ج7 ص302) [4] وأخرج البغوي نحوه كما في الإصابة (ج2 ص 96) وفى جامع المسانيد والمراسيل مراسيل الحسن البصرى يتخلق: يتجمل العرجون: عذق النخلة أو غصنها الذى به شماريخ التمر نغض: يهز رأسه لأعلى وأسفل [5] (المواهب اللدنية ج1 ص 297) [6] كذا في الإصابة (ج2 ص 210) وأخرجه الحاكم ج3 ص 554) والطبراني نحوه قال الهيثمي (ج8 ص270) : رواه الطبراني والبزار بإختصار ورجال البزار رجال الصحيح غير هنيد بن القاسم وهو ثقة وأخرجه أيضا أبن عساكر نحوه كما في الكنز (ج7 ص57) مع ذكر قول أبي عاصم وفي رواية : قال أبومسلمة : فيرون أن القوة التي كانت في أبن الزبير من قوة دم رسول الله [7] أخرجه ابن عساكر عن سلمان مختصرا ورجاله ثقات كذا في الكنز (ج7 ص 56) وروي نحوه الدار قطني في سننه [8] (كذا في المواهب للحافظ القسطلاني) [9]قال الهيثمي (ج8 ص 280) رجال الطبراني ثقات [10] (ذكره الحافظ العسقلاني في المواهب اللدنية) [11] (كذا في التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير ج1 ص 32) [12] (كذا في شرح السيوطي على سنن النسائي ج1 ص 32) [13] أخرجه الطبراني في الأوسط من حديثها وفي السند ضعف – كذا في التلخيص (ج1 ص 32) [14] قال الهيثمي (ج 8 ص 271) رجاله رجال الصحيح غير عبدالله بن أحمد بن حنبل وحكيمة وكلاهما ثقات [15] رواه البزار والطبراني والحاكم والبيهقي وأبو نعيم في الحلية[16] رواه الحاكم والدارقطني والطبراني وأبو نعيم [17] رواه البخاري الكمالات المحمدية_ط2 منقول من كتاب [الكمالات المحمدية] اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً |
الأربعاء، 27 فبراير 2013
التبرك برسول الله صل الله عليه وسلم
بركة رسول الله صل الله عليه وسلم
يخطئ كثير من الناس في فهم حقيقة التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم فيصفون كل من يسلك ذلك المسلك بالشرك والضلال كما هي عادتهم في كل جديد يضيق عنه نظرهم ويقصر عن إدراكه تفكيرهم وقبل أن نبين الأدلة والشواهد الناطقة بجواز ذلك بل بمشروعيته ينبغي أن نعلم أن التَّبرك ليس هو إلاَّ توسُّلاً إلى الله بذلك المُتَبَرَّكُ به سواء أكان أثراً أو مكاناً أو شخصاً أما الأعيان فلاعتقاد فضلها وقربها من الله مع اعتقاد عجزها عن جَلْبِ خَيْرٍ أو دَفْعِ شرٍّ إلا بإذن الله وأما الآثار فلأنها منسوبة إلى تلك الأعيان فهي مُشَرَّفَةٌ بشرفها ومُكَرَّمَةٌ ومُعَظَّمَةٌ ومحبوبةٌ لأجلها وأما الأمكنة فلا فضل لها لذاتها من حيث هي أمكنة وإنما لما يحلُّ فيها ويقع من خير وبرّ كالصلاة والصيام وجميع أنواع العبادات مما يقوم به عباد الله الصالحون إذ تتنزل فيها الرحمات وتحضرها الملائكة وتغشاها السكينة وهذه هي البركة التي تُطْلَبُ من الله في الأماكن المقصودة لذلك وهذه البركة تُطْلَبُ بالتعرض لها في أماكنها بالتوجه إلى الله ودعائه واستغفاره وتذكُّر ما وقع في تلك الأماكن من حوادث عظيمة ومناسبات كريمة تحرك النفوس وتبعث فيها الهمَّة والنشاط للتشبه بأهلها أهل الفلاح والصلاح وإليك هذه النصوص
1- عن جعفر بن عبد الله بن الحكم أن خالد بن الوليد فَقَدَ قلنسوة له يوم اليرموك فقال: اطلبوها فلم يجدوها فقال: اطلبوها فوجدوها فإذا هي قلنسوة خَلِقَةٌ – أي: ليست بجديدة فقال خالد: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه فأبتدر الناس جوانب شَعْرِهِ فسبقتُهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالاً وهي معي إلاَّ رُزِقْتُ النصر[1] 2- وعن مالك بن حمزة بن أبي أسيد الساعدي الخزرجى عن أبيه عن جده أبي أسيد وله بئر بالمدينة يقال لها بئر بضاعة قد بصق فيها النبي صلى الله عليه وسلم فهو يشربها ويتمين بها. رواه الطبراني ورجاله ثقات 3- قال الإمام البخاري بسنده: ثم إن عُرْوَةَ جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينه قال: فو الله ما تنخَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم نُخامةً إلاَّ وقعت في كفِّ رَجُلٍ منهم فدلَّك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيماً له فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسري والنجاشي والله إن رأيت[2] ملكاً قطّ يعظمه أصحابه ما يعظم أصحابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مُحَمَّداً والله إن يتنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيماً له[3] وفيه طهارة النخامة والشعر المنفصل والتبرك بفضلات الصالحين الطاهرة ولعل الصحابة فعلوا ذلك بحضرة عروة وبالغوا في ذلك إشارة منهم إلى الرَّدِّ على ما خَشِيَهُ من فرارهم وكأنهم قالوا بلسان الحال: من يحبُّ نبيه هذه المحبَّة ويعظمه هذا التعظيم كيف يظن به أنه يَفِرُّ عنه ويسلمه لعدوه؟ بل هم أشد إغتباطاً به وبدينه وبنصره من القبائل التي يراعي بعضها بعضاً بمجرد الرحم فيستفاد منه جواز التوصل إلى المقصود بكل طريق سائغ[4] 4- عن طلق بن على قال: خرجنا وفداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه وصلينا معه وأخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا فاستوهبناه من فضل طهوره فدعا بماء فتوضأ وتمضمض ثم صبَّه لنا في إداوة وأمرنا فقال لنا (اخرجوا فإذا أتيتم أرضكم فاكسروا بَيْعَتَكُمْ وأنضحوا مكانها بهذا الماء واتخذوها مسجداً) قلنا: إن البلد بعيد والحرَّ شديد والماء ينشف فقال (مدُّوه من الماء فإنه لا يزيده إلا طيباً)[5] وهذا الحديث من الأصول المعتبرة المشتهرة الدالة على مشروعية التبرك به وبآثاره وبكل ما هو منسوب إليه فإنه صلى الله عليه وسلم أخذ وضوءه ثم جعله في إناء ثم أمرهم أن يأخذوه معهم إجابة لطلبهم وتحقيقاً لمرادهم فلابد أن هناك سرًّا قويًّا متمكناً في نفوسهم دفعهم إلى طلب هذا الماء بخصوصه والمدينة مملوءة بالماء بل وبلادهم مملوءة بالماء فلِمَ هذا التعب والتكلف في حمل قليل من الماء من بلد إلى بلد مع بُعد المسافة وطول السفر وحرارة الشمس؟ نعم كل ذلك لم يهمهم لأن المعني الذي يحمله هذا الماء يهوِّن عليهم كل مشقة ألا وهو التبرك به وبآثاره وبكل ما هو منسوب إليه وهو لا يوجد في بلدهم ولا يتوافر على حال عندهم بل ويتأكد تأييده لهم صلى الله عليه وسلم ورضاه عن فعلهم بجوابه لهم لما قالوا: إن الماء ينشف لشدة الحر - إذ قال لهم (مدوه من الماء) فبين لهم أن بركته التي حلَّت في الماء لا تزال باقية مهما زادوا فيه فهي مستمرة متصلة عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال (أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء فجاءت بجلجل من فضة فيه شَعْرٌ من شَعْرِ النبي صلى الله عليه وسلم - وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مخضبة - قال: فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حمراء)[6] قال الإمام الحافظ ابن حجر في الفتح: وقد بيَّنه وكيع في منصفه: كان جلجلاً من فضة صيغ صواناً لشعرات النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت عند أم سلمة والجلجل هو: شبه الجرس يتخذ من الفضة أو الصفر أو النحاس وقد تنزع منه الحصاة التي تتحرك فيه [/COLOR]فيوضع فيه ما يحتاج إلى صيانته[7] قال الإمام العيني: وبيان ذلك على التحرير: أن أم سلمة كان عندها شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم حمر في شيء مثل الجلجل وكان الناس عند مرضهم يتبركون بها ويستشفون من بركتها ويأخذون من شعره ويجعلونه في قدح من الماء فيشربون الماء - الذي فيه الشعر - فيحصل لهم الشفاء وكان أهل عثمان أخذوا منها شيئاً وجعلوه في قدح من فضة فشربوا الماء الذي فيه فحصل لهم الشفاء ثم أرسلوا عثمان بذلك القدح إلى أم سلمة فأخذته أم سلمة ووضعته في الجلجل فأطلع عثمان في الجلجل فرأي فيه شعرات حمرا (قوله : وكان إذا أصاب الإنسان إلى آخره) كلام عثمان بن عبد الله بن موهب: أي كان أهلي كذا فسره الكرماني وقال بعضهم: وكان - أي الناس - إذا أصاب الإنسان: أي منهم والذي قاله الكرماني أصوب يبين به أن الإنسان إذا أصابه عينٌ أو شيءٌ من الأمراض بعث أهله إليها أي: إلى أم سلمة مخضبة – بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الضاد المعجمة والباء الموحدة – وهي الإجانة ويجعل فيها ماء وشيء من الشعر المبارك ويجلس فيها فيحصل له الشفاء ثم يرد الشعر إلى الجلجل[8] روي مسلم عن حديث أنس: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي مِنَي فأتي الجمرة فرماها ثم أتي منزله بمني ونح، وقال للحلاق: خذ - وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر - ثم جعل يعطيه الناس) وروي الترمذي من حديث أنس أيضاً قال (لما رَمَي رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة نحر نسكه ثم ناول الحلاق شقه الأيمن فحلقه فأعطاه لأبي طلحة ثم ناوله شقه الأيسر فحلقه فقال: أقسم بين الناس) ثم ظاهر رواية الترمذي: أن الشعر الذي أمر أبا طلحة بقسمته بين الناس هو شعر الشق الأيسر وهكذا رواية مسلم عن طريق ابن عيينة وأما رواية حفص بن غياث وعبد الأعلى ففيهما: أن الشق الذي قسمه بين الناس هو الأيمن وكلتا الروايتين عند مسلم وقد جاء في رواية حفص عند مسلم أيضاً بلفظ (فبدأ بالشق الأيمن فوزَّعه الشعرة والشعرتين بين الناس ثم قال بالأيسر فصنع مثل ذلك) وقال أبو بكر في روايته عن حفص (قال للحلاق: هاء وأشار بيده إلى الجانب الأيمن هكذا فقسم شعره بين من يليه. قال: ثم أشار إشارة إلى الحلاق إلى الجانب الأيسر فحلقه فأعطاه أم سليم ) وفى رواية أحمد في المسند - ما يقتضي: أنه أرسل شعر الشق الأيمن مع أنس إلى أمِّه – أم سليم – امرأة أبي طلحة فإنه قال فيها (لما حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه بمني أخذ شق رأسه الأيمن بيده فلما فرغ ناولني فقال: يا أنس انطلق بهذا إلى أم سليم قال: فلما رأي الناس ما خصَّنا به تنافسوا في الشق الآخر هذا يأخذ الشيء وهذا يأخذ الشيء) وقد اختلفت الروايات في هذا الموضوع كما تري ففي بعضها أن الذي أعطاه لأبي طلحة هو الشق الأيمن والذي قسَّمه بين الناس هو الأيسر وفي بعضها النقيض وفي بعضها أنه أعطي الأيسر لأم سليم ويجمع بين هذه الروايات بما جاء عن صاحب المفهم (إن قوله: لما حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم شق رأسه الأيمن أعطاه أبا طلحة) ليس مناقضا لما في الرواية الثانية أنه قسم شعر الجانب الأيمن بين الناس وشعر الجانب الأيسر أعطاه أم سليم وهي امرأة أبي طلحة وهي أم أنس قال: وحصل من مجموع هذه الروايات أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لما حلق الشق الأيمن ناوله أبا طلحة ليقسمه بين الناس ففعله أبو طلحة وناول شعر الشق الأيسر ليكون عند أبي طلحة فصحت نسبة كل ذلك إلى من نسب إليه والله أعلم وقد جمع المحبُّ الطبري في موضع إمكان جمعه ورجح في مكان تعذره فقال: والصحيح أن الذي وزَّعه على الناس الشق الأيمن وأعطي الأيسر أبا طلحة وأم سليم ولا تضاد بين الروايتين لأن أم سليم امرأة أبي طلحة فأعطاه صلى الله عليه وسلم لهما فنسب العطية تارة إليه وتارة إليها انتهي وفيه التبرك بشعره صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من آثاره بأبي وأمي ونفسي هو وقد روي أحمد في مسنده إلى ابن سيرين أنه قال: فحدثنيه عبيدة السلماني يريد هذا الحديث فقال: لأن يكون عندي شعرة منه أحب إلى من كل بيضاء وصفراء على وجه الأرض وفي بطنها وقد ذكر غير واحد أن خالد بن الوليد كان في قلنسوته شعرات من شعره صلى الله عليه وسلم فلذلك كان لا يقدم على وجه إلاَّ فُتح له ويؤيد ذلك ما ذكره المُلا في السيرة أن خالداً سأل أبا طلحة حين فرَّق شعره صلى الله عليه وسلم بين الناس أن يعطيه شعر ناصيته فأعطاه إياه فكان مقدم ناصيته مناسباً لفتح كل ما أقدم عليه. انتهي[9] 6- عن عثمان عن أنس أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعاً فَيَقِيلُ عندها على ذلك النَّطع قال: فإذا نام النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أخذتْ من عَرَقِهِ وَشَعْرِهِ فجمعته في قارورة ثم جمعته في سُك وهو نائم قال: فلما حضر أنس بن مالك الوفاة أوصي إلى أن يجعل في حنوطه من السُك. قال: فجعل في حنوطه[10] 7- وفي رواية عند مسلم دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عندنا فَعَرَقَ وجاءت أمي بقارورة فجعلت تَسْلِتْ العَرَقَ فيها فاستيقظ فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عَرَقُكَ نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب 8- وفي رواية إسحاق بن أبي طلحة (عَرَقَ فاستنقع عَرَقُهُ على قطعة أديم عتيدة فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها فأفاق فقال: ما تصنعين؟ قالت: نرجو بركته لصبياننا فقال: أَصَبْتِ) وفي رواية أبي قلابة (فكانت تجمع عَرَقَهُ فتجعله في الطيب والقوارير فقال: ما هذا؟ قالت: عَرَقُكَ أذوف به طِيبِي) ويستفاد من هذه الروايات إطلاع النبي صلى الله عليه وسلم على فعل أم سليم وتصويبه ولا معارضة بين قولها: إنها كانت تجمعه لأجل طيبه وبين قولها: للبركة بل يحمل على أنها كانت تفعل ذلك للأمرين معاً (انتهي)[11] [1] قال الحافظ الهيثمي: رواه الطبراني وأبو يعلي بنحوه ورجالهما رجال الصحيح وجعفر سمع من جماعة من الصحابة فلا أدري سمع من خالد أم لا. (9/349) وذكره ابن حجر في المطالب العالية (ج4 ص90)، وفيه: يقول خالد: (فما وجهت في جهة إلا فتح لي) [2] أى ما رأيت [3] رواه البخاري في كتاب الشروط باب الشروط في الجهاد (فتح ج 5 ص 330) [4] كذا في فتح الباري ج 5 ص 341) [5]رواه النسائي كذا في المشكاة (رقم 716) [6] رواه البخاري في كتاب اللباس باب ما يذكر في الشيب [7] وكذا في فتح الباري (ج 10 ص 353) [8] (عمدة القاريء شرح صحيح البخاري ج 18 ص 79) [9] عمدة القاريء شرح البخاري (ج 8 ص 230 – 231) [10] رواه البخاري في كتاب الاستئذان باب (من زار قوماً فَقَالَ عندهم)[11] فتح الباري الجزء الحادي عشر ص (72) الكمالات المحمدية_ط2 منقول من كتاب [الكمالات المحمدية] اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً | |
الثلاثاء، 26 فبراير 2013
الميزان الذى نزن به أحوال النبى صل الله عليه وسلم
ينبغي للمسلم أن لا يسارع إلى القول بجواز وقوع الذنب منه صلى الله عليه وسلم لمجرد رؤيته لبعض النصوص التي فيها الإقرار منه صلى الله عليه وسلم بالتوبة والاستغفار والرجوع إلى الله والخوف منه فيقع في سوء الاعتقاد وفساد الرأي وهو مَرَضٌ خبيث - والعياذ بالله - وعليه أن يعلم أن درجة الأنبياء في الرفعة والعلو والمعرفة بالله وسنته في عباده وعظم سلطانه وقوة بطشه مما يحملهم على الخوف منه جلَّ وعلا والإشفاق من المؤاخذة بما لا يؤاخذ به غيرهم وأنهم في تصرفهم بأمور لم ينهوا عنها ولا أمروا بِها ثم أوخذوا عليها وعوتبوا بسببها حذروا من المؤاخذه وأتوها على وجه التأويل أو السهو أو تزيُّد من أمور الدنيا المباحة خائفون وجلون وهي ذنوبٌ بالإضافة إلى منصبهم ومعاصٍ بالنسبة إلى كمال طاعتهم لا أنها كَذُنُوبِ غيرهم ومعاصيهم
فإن الذنب مأخوذ من الشيء الدنيء الرذل ومنه (ذنب كل شيء) أي: آخره وأذناب الناس: أرذالهم فكأن هذه أدني أفعالهم وأسوأ ما يجري من أحوالهم لتطهيرها وتنزيههم وعمارة بواطنهم وظواهرهم بالعمل الصالح والكلم الطيب والذكر الظاهر والخفي والخشية لله وإعظامه في السرِّ والعلانية وغيرهم يتلوث من الكبائر والقبائح والفواحش بما تكون بالإضافة إليه هذه الهنات في حقِّه كالحسنات وقال بعضهم (يؤاخذ الأنبياء بمثاقيل الذَّرِّ)لمكانتهم عنده ويجاوز عن سائر الخلق - لقِلَّةِ مبالاته بهم - في أضعاف ما أتوا به من سوء الأدب وهم يؤاخذون بذلك في الدنيا ليكون ذلك زيادة في درجاتهم ويبتلون بذلك ليكون استشعارهم له سبباً لزيادة رتبتهم كما قال {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} وقال لداود{فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ} وقال بعد قول موسي {تُبْتُ إِلَيْكَ} {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ}وقال بعد ذكر فتنة سليمان وإنابته {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ} إلى قوله {وَحُسْنَ مَآبٍ} وقال بعض المتكلمين (زلاَّت الأنبياء في الظاهر زلاَّت وفي الحقيقة كراماتٌ وقُرب) وأيضاً لينبه غيرهم من البشر منهم أو ممن ليس من درجته بمؤاخذتهم بذلك فيستشعروا الحذر ويعتقدوا المحاسبة ليلتزموا الشكر على النعم ويعدوا الصبر على المحن بملاحظة ما وقع بأهل هذا النصاب الرفيع المعصوم فكيف بمن سواهم؟ وقد وقع في نفسي فيما يتعلق بالآيات القرآنية التي تتضمن العتاب والزجر والتهديد في خطابه صلى الله عليه وسلم أو يستفاد منها ما ينافي العصمة النبوية أن هذا كله لا يحتاج إلى جواب ولا إشكال فيه وذلك لأنه خطابٌ من الله إلى الأنبياء وهو مولاهم وسيِّدُهم يخاطبهم بما شاء وبالأسلوب الذي يريد فيعاتبهم ويهددهم ويخطئهم ويؤدبهم ويحذرهم وهذا لا يبيح لغيرهم أن يخاطبهم بمثله أو أن يستفيد منه ما يبيح له نسبة مفهومه أو مدلوله لهم فيستفيد مثلاً من العتاب جواز صدور المخالفة منهم ويستفيد من قوله {عَفَا اللّهُ عَنكَ}جواز صدور الخطأ بل هذه جرأة ووقاحة وتطفل من هذا الدعي لأن الأب قد يضرب ابنه أو يعاتبه أو يسبُّه ويشتمه ولكنه لا يرضي من غيره أن يضربه أو يفعل معه كما فعل محتجًّا بأن أباه فعل معه كذلك فهذا ما لا يرضاه الأب والله يعامل أنبياءه بما يشاء ويخاطبهم بما يشاء ولكنه لا يرضي أن نعاملهم نحن بما عاملهم به فلينتبه لهذه المسألة يروي أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشاور سيدنا الإمام علىّ بعدما لاكَ المنافقون في حديث الإفك الخاص بالسيدة عائشة رضي الله عنها فقال له : ما رأيك يا علىّ؟ قال: يا رسول الله إنك دخلت بنا مرة في الصلاة وخرجت منها مسرعاً وقلت: إنَّ جبريل أخبرني بأن بإحدى نعلي نجاسة فخرجت لتطهره أفما يخبرك بما في أهلك؟ وقد قال الله عزَّ وجلَّ فيك وفي أهلك {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} فالأحوال التي لا تصلح معنا نحن نُنَزِّهُ عنها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الميزان الذي أريد منكم أن تزنوا به دائماً أحوال النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وليس هذا فقط بل وصحابة النَّبِيِّ الأمين لأنهم أيضا بإشعاعات النبوة محفوظون وكل ما ورد عنهم بخلاف ذلك لا ينزلق به لسان المؤمن ولا يرتاح إليه القلب ولا يصدقه العقل ولا يثبته النقلوإنما هي أمور بثَّها اليهود قديماً أو حديثاً حتي يشككوا الأمة في عصمة نبيِّ الأمة صلوات ربي وسلامه عليه فأي حديث صحيح وتجد مؤمناً يجرح فيه - لأنه قد لا يتقبله ذوقاً أو لم يصل إلى فَهْمِهِ عِلْمُهُ حتي الآن نقول له: لا، أنه وحيٌّ من الله والنَّبِيُِّ يقول فيه ( أَلا إنِّي أُوتِيت الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ)[1] فالقرآن وحيٌ والذي مثله وحيَ وقال في الرواية الأخرى (ألا إني أوتيت القرآن ومثليه معه) والله لما جاء ليبين لنا قال له: انتظر {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} يريد أن يبين بياناً تفصيليًّا - ومَنْ حوله لن يتحملوا لأن عقولهم لا تدرك فيما يَحْدُثُ بعد ذلك من أقدار - دع هذا الأمر لنا {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} نحن الذين سنبين والعصمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وطبعا الحمد لله ليس أحد فينا أجمعين - ولا في السابقين أو اللاحقين - سيبلغ به التنزيه والعصمة إلى أنه سيجعله يشارك في حضرة الربوبية دَعْ ما أدعته النصاري في نَبِيِّهم واحْكُمْ بما شئت مدحاً فيه واحتكم لا تقل إنه إله وقل كما تشاء عَبْدٌ حفظه الله عَبْدٌ علَّمه الله عَبْدٌ أَلْهَمَهُ الله عَبْدٌ نَوَّرَ قَلْبَهُ الله عَبْدٌ تولاَّهُ الله [1] مسند أحمد عن المقدام بن معد يكرب الكمالات المحمدية_ط2 منقول من كتاب [الكمالات المحمدية] اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً |
الاثنين، 25 فبراير 2013
ما له ترب جبينه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهُمَّ إنَّمَا مُحَمَّدٌ بَشَرٌ يَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ البَشَرِ وإِنِّي قَدْ اتَّخَذْتُُ عِنْدَكَ عَهْداً لَنْ تُخْلِفَنِيه فَأَيَّمَا مُؤمِنٍٍ آذَيْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ أَوْ جَلَدْتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ كَفَََّارَةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبـُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ القِيَامَةِ) وفي رواية (فَأَيَّمَا أَحَدٌ دَعَوْتُ عَلَيْهِ دَعْوَةً) وفي رواية: (لَيْسَ لَهَا بِِأََهْلٍ) وفي رواية (فَأَيَّمَا رَجُلٍ مِنْ المُسْلِمِينَ سَبَبْتُهُ أَوْ لَعَنْتُهُ أَوْ جَلَدْتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَصَلاةً)
فقد يقول قائل: كيف يصحُّ أنْ يلعنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ لا يستحقُ اللعن؟ ويسبَّ من لا يستحق السبّ؟ ويجلدَ من لا يستحق الجلد؟ أو يفعل مثل ذلك عند الغضب وهو معصوم من هذا كله فاعلم - شرح الله صدرك - أن قوله صلى الله عليه وسلم أولا: (ليس لها بأهل)أي عندك ياربّ في باطن أمره فإنَّ حُكمه صلى الله عليه وسلم على الظاهر كما قال وللحكمة التي ذكرناها حَكَمَ صلى الله عليه وسلم بجلده أو أدبَّه بسبِّه أو لعنه بما اقتضاه عنده حال ظاهره ثم دعا له صلى الله عليه وسلم - لشفقته على أمته ورأفته ورحمته للمؤمنين التي وصفه الله بها - وَحَذَرَهُ أن يتقبل اللهُ فيمن دعا عليه دعوته أن يجعل دعاءه وفعله له رحمة وهو معني قوله (ليس لها بأهل) لا أنه صلى الله عليه وسلم يحمله الغضب ويستفزه الضجر لن يفعل مثل هذا بمن لا يستحقه من مسلم وهذا معني صحيح ولا يفهم من قوله (أغضب كما يغضب البشر) أن الغضب حمله على ما لا يجب بل يجوز أن يكون المراد بهذا: أن الغضب لله حمله على معاقبته بلعنه أو سبِّه وأنه مما كان يحتمل ويجوز عفوه عنه أو كان مما خُيِّرَ بين المعاقبة فيه والعفو عنه وقد يُحمل على أنه خرج مخرج الإشفاق وتعليم أمته الخوف والحَذَرَ من تعدي حدود الله وقد يحمل ما ورد من دعائه هنا ومن دعواته على غير واحد في غير موطنٍ على غير العزم والقصد بل بما جرت به عادة العرب في محاورتهم يدعون على مخاطبهم بنحو (قاتله الله) (وويل لأمه) (ولا أب له) لمن قصد مدحه وتحسين فعله - وهو مشهور في غير لسان العرب أيضا - وليس المراد بها الإجابة ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (تربت يمينك) [1] وقوله (لا أشبع الله بطنه) قاله صلى الله عليه وسلم لمعاوية فيما رواه مسلم عن ابن عباس ولفظه (كنت مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف الباب فقال: اذهب فادع لي معاوية قال فجئته وقلت: هو يأكل فقال ثانياً: اذهب فادعه فجئته وقلت: هو يأكل فقال صلى الله عليه وسلم (لا أشبع الله بطنه) وقوله (عقري حلقي) وقد قاله صلى الله عليه وسلم لصفية بنت حيي أم المؤمنين في حجة الوداع وهو في البخاري بسنده عن عائشة قالت (خرجنا مع رسول الله للحجِّ فلما كانت ليلة النَّفر حاضتْ صفيَّة فقال صلى الله عليه وسلم : ما أراها إلا حابستكم) وعقري: دعاء عليها من العقر وهو عرقبة الدواب والألف: للتأنيث كسكري. أو من العقرة: وهو رفع الصوت وحلقي: دعاء عليها وهو وجع في حلقها وقد ورد في صِفَتِهِ في غير حديث (أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن فحاشاً) وقال أنس (لم يكن سبَّاباً ولا فاحشاً ولا لعَّاناً. وكان يقول لأحدنا عند المعتبة (مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ) فيكون حمل الحديث على هذا المعني ثم أشفق صلى الله عليه وسلم من موافقة أمثالها إجابة فعاهد ربَّه - كما قال في الحديث - أن يجعل ذلك للمقول له زكاة ورحمة وقربة وقد يكون ذلك إشفاقاً على المدعو عليه وتأنيسا له لئلا يلحقه من استشعار الخَوْفِ والحَذَرِ - من لَعْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وتَقَبُلِ دعائه - ما يحمله على اليأس والقنوط وقد يكون ذلك سؤالاً منه لربِّه لمن جلده أو سبَّه - على حقٍّ وبوجه صحيح - أن يجعل ذلك كفَّارة لما أصابه وتمحيةً لما اجترم وأن تكون عقوبتُهُ له في الدنيا سببَ العفو والغفران كما جاء في الحديث الآخر (ومَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ لَهُ كَفَّارَةٌ) [1] رواه الشيخان الكمالات المحمدية_ط2 منقول من كتاب [الكمالات المحمدية] اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً |
الأحد، 24 فبراير 2013
رسول الله صل الله عليه وسلم وتأبير النخل
ومما يستدل به مَنْ يقول: بجواز الخطأ عليه صلى الله عليه وسلم دون أن يُقِرَّ عليه قضية تأبير النخل وهي: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مرَّ بقوم يلقحون النخل فقال (لو لم تفعلوا لصلح قال: فخرج شيصاً فمرَّ بهم صلى الله عليه وسلم فقال: ما لنخلكم؟ قالوا: قلت كذا وكذا قال: أنتم أعلم بأمر دنياكم) فمن هذا الحديث فَهِمَ بعض الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يُخطيء في أمور الدنيا وراح يقول: أخطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في كذا وأخطأ في كذا ولكن الحقَّ أحقّ أن يُتَّبع وذلك أن أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله يفسر بعضها بعضاً ويشبه بعضها بعضاً وأن الله حفظه عن الخطأ كما حفظه من الخطيئة فنقول وبالله التوفيق:
أولاً: أنه صلى الله عليه وسلم قد نشأ في تلك الأراضي المباركة التي هي منابت النخيل وتربَّي بين قوم يعلمون فنون زرع النخيل وما يتطلبه من عنايات ولقاحات وكيف يتصور في حقِّه صلى الله عليه وسلم أن تخفي عليه تلك العادة المطردة في إنتاج النخيل ولزوم التلقيح له بموجب الأصول الزراعية؟ في حين أن ذلك ليس من خفايا معلومات الزراعة لشجر النخيل ولا من غوامضها إذاً لابد وأنه يعلم ذلك كما يعلمون ولكن أراد أن يُظهر لهم أمراً لا يستطيعون نيله بأنفسهـم ثانياً: أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي نال من العلوم ما نال وأفاض الله عليه ما أفاض حتي أنه ذكر للصحابة وبحث لهم في كل شيء كما روي الطبراني عن أبي ذر قال(تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلاَّ ذكر لنا منه علماً) فكيف يتصور أن يخفي عليه صلى الله عليه وسلم أن النخيل لا يحتاج إلى تلقيح بمقتضي العادة في علم الزراعة؟ ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أمراً آخر ثالثاً: أن الذي يدلُّنا على ذلك الأمر الذي أراده صلى الله عليه وسلم هو النظر في أشباه هذه الواقعة الصادرة منه صلى الله عليه وسلم ومن ذلك حديث (ناولني الذراع) ففي المسند عن أبي رافع القبطي مولي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صُنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاةً مُصلية فأتي بها فقال (يا أبا رافع ناولني الذراع) فناولته ثم قال (ناولني الذراع)فناولته ثم قال (ناولني الذراع) فقلت: يا رسول الله هل للشاة إلا ذراعان؟ فقال صلى الله عليه وسلم (لو سَكَتَّ لناولتني منها ذراعاً ما دعوت به) قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الذراع قال في مجمع الزوائد: رواه أحمد والطبراني من طرق وقال في بعضها(أمرني رسول الله أن أُصلِيَ له شاةً فصليتها) ورواه في الأوسط بإختصار وأحد إسنادي أحمد حسن وعن أبي عبيدة أنه طُبخ لرسول الله صلى الله عليه وسلم قِدْراً فيها لحمٌ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ناولني ذراعها) فناولته فقال (ناولني ذراعها) فناولته فقال (ناولني ذراعها)فقلت: يا نبي الله كم للشاة من ذراع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لو سَكَتَّ لأعطيت ذراعاً ما دعوتُ به) وهذه القصة غير التي تقدمت كما نبَّه عليه الحافظ الزرقاني وغيره وفي مجمع الزوائد عن ابن إسحاق قال: حدثني رجل من بني غفار في مجلس سالم بن عبد الله قال: حدثني فلان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بطعام خبز ولحم فقال:(ناولني الذراع) فنُوول ذراعاً فأكله ثم قال: (ناولني الذراع) فنوول ذراعاً فأكله ثم قال (ناولني الذراع) فقال: يا رسول الله إنما هما ذراعان فقال: (وأبيك لو سَكَتَّ ما زلتُ أُنَاوَلُ منها ذراعاً ما دعوتُ به) قال: ورواه أحمد وفيه راو لم يسـم فقوله صلى الله عليه وسلم (ناولني الذراع) في المرة الثالثة مع العلم أن الشاة لها ذراعان إنما أراد أن يُظهر أمراً مُعجزاً فيه الإكرام وفيه البرهان وفيه الإشهاد بالعيان ولكن لمَّا لم يجد محلاً قابلاً لم تظهر تلك المعجزة ولذلك قال الحافظ الزرقاني عند قوله صلى الله عليه وسلم (أما أنك لو سَكَتَّ لناولتني ذراعاً فذراعاً ما سَكَتَّ) أي مدة سكوتك لأنه سبحانه يخلق ذراعاً معجزة له صلى الله عليه وسلم فَحَمَلَتْ المُنَاوِلَ عجلتُه المركَّبة في الإنسان على قوله: إنما للشاة ذراعان فانقطع المدد لأنه إنما كان من مدد الكريم سبحانه إكراماً لخلاصة خُلُقِهِ صلى الله عليه وسلم فلو تلقَّاه المُنَاوِلُ بالأدب ساكتاً مُصغيًّا إلى ذلك العجب لكان شكراً منه مقتضياً لتشريفه بإجراء هذا المدد على يديه ولكنه تلقاه بصورة الإنكار فرجع الكَرَمُ مُوَلِّياً لمَّا لم يجد قابلاً إذ لا تليق مشاهدة هذه المعجزة العظيمة – التي في شهودها نوعُ تشريفٍ للمطلع عليها – إلاَّ لمَنْ كَمُلَ تَسْلِيمُه ولم يبق فيه أدني حظٍّ ولا إرادة وهكذا في حادثة تأبير النخل لمَّا مرَّ صلى الله عليه وسلم بقوم يؤبرون النخل أراد أن يُكرمهم ويُتحفهم وأن يُظهر لهم معجزة خارقة للعادة المطردة في إصلاح النخل بالتأبير فيكرمهم خاصةً بصلاحه دون تأبير إذ هو صلى الله عليه وسلم ممن يعلم بموجب العادة حاجة النخيل إلى تأبير كما يعلمون لأنه صلى الله عليه وسلم بينهم مطلعٌ على أمورهم ولكن لما لم تقبل قلوب بعض أولئك النفر ولم تستسلم كل الاستسلام إلى قوله صلى الله عليه وسلم (لو لم تفعلوا - أي التأبير – لصلح) بل وقفوا عند معلوماتهم الدنيوية المطردة في فن زراعة النخيل وأن صلاحه موقوف على التأبير فلم يلق الكرم محلاً قابلاً فرجع ولذلك ردَّهم صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلى الأسباب - المعتادة لديهم المعلومة عندهم التي وقفوا عندها ولم يجاوزوها فقال لهم (أنتم أعلم بأمور دنياكم) أي فارجعوا إلى العمل بموجب علمكم بأمور دنياكـم ويشهد لصحة ما قلناه وصواب ما فهمناه من أنه صلى الله عليه وسلم لم يخطيء في ذلك قول الشيخ ابن المبارك : سألت أحد الصالحين عن حديث تأبير النخل – الذي هو في صحيح مسلم حيث (مرَّ عليهم وهم يؤبرون النخل فقال عليه الصلاة والسلام ما هذا؟ فقالوا: بهذا تصلح يا رسول الله فقال: لو لم تفعلوا لصلحت فلم يؤبروها فجاءت شيصاً غير صالحة فلما رآها عليه الصلاة والسلام بعد ذلك قال (ما بال هذا التمر هكذا؟ قالوا: يا رسول الله قلت لنا كذا وكذا فقال صلى الله عليه وسلم: أنتم أعلم بدناكم) - فقال الرجل الصالح : قوله صلى الله عليه وسلم (لو لم تفعلوا لصلحت) كلامُ حقّ وقول صدق وقد خرج منه هذا الكلام على ما عنده من الجزم واليقين بأنه تعالى هو الفاعل بالإطلاق وذلك الجزم مبنيٌّ على مشاهدة سريان فعله تعالى في سائر الممكنات مباشرة بلا واسطة ولا سبب بحيث أنه لا تسكن ذرة ولا تتحرك شعرة ولا يخفق قلب ولا يضرب عرق ولا تطرف عين ولا يوميء صاحب إلا وهو تعالى فاعله مباشرة من غير واسطة وهذا أمر يشاهده النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كما يشاهد غيره من سائر المحسوسـات ولا يغيب ذلك عن نظره - لا في اليقظة ولا في المنام - لأنه صلى الله عليه وسلم لا ينام قلبه (الذي فيه هذه المشاهدة) ولاشك أن صاحب هذه المشاهدة تطيح الأسباب من نظره ويترقي عن الإيمان بالغيب إلى الشهود والعيان فعنده في قوله تبارك وتعالي {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} مشاهدة دائمة لا تغيب ويقين يناسب هذه المشاهدة وهو أن يجزم بمعني الآية جزماً لا يخطر معه بالبال نسبة الفعل إلى غيره تعالى ولو كان هذا الخاطر قدر رأس نملة ولاشك أن الجزم الذي يكون على هذه الصفة تخرق به العوائد وتنفعل به الأشياء وهو سرُّ الله تعالى الذي لا يبقي معه سبب ولا واسطة فصاحب هذا المقام إذا أشار إلى سقوط الأسباب ونسبة الفعل إلى ربِّ الأرباب كان قوله حقًّا وكلامه صدقاً وأما صاحب الإيمان بالغيب فليس عنده في قوله تعالى {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} مشاهدة بل إنما يشاهد نسبة الأفعال إلى مَنْ ظهرت على يده ولا يجذبه إلى معني الآية ونسبة الفعل إليه تعالى بالإيمان الذي وهبه الله تعالى له فعنده جاذبان: أحدهما من ربَّه وهو الإيمان الذي يجذبه إلى الحق وثانيهما من طبعه وهو مشاهدة الفعل من الغير الذي يجذبه إلى الباطل فهو بين هذين الأمرين دائماً لكن تارة يقوي الجاذب الإيماني فتجده يستحضر معني الآية السابقة ساعة وساعتين وتارة يقوي الجانب الطبعي فنجده يغفل عن معناها اليوم واليومين وفي أوقات الغفلة ينتفي اليقين الخارق للسعادة فلهذا لم يقع ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم لأن أولئك النفر من الصحابة رضي الله عنهم فاتَهُم اليقين الخارق وقتئذٍ الذي اشتمل عليه باطنه صلى الله عليه وسلم وبحسبه خرج كلامه الحقّ وقوله الصدق ولما عَلِمَ العلَّة في عدم وقوع ما ذكر وعَلِمَ أن زوال تلك العلة ليس في طوقهم رضي الله عنهم أبقاهم على حالتهم وقال (أنتم أعلم بأمور دنياكم) وعلي كل حال فإنه لا يقال أخطأ صلى الله عليه وسلم في قصة تأبير النخل كما لا يقال أنه صلى الله عليه وسلم أخطأ في قوله لأبي عبيدة (ناولني الذراع) في المرة الثالثة فإن ذلك ليس من باب الخطأ بل من باب الصواب وإرادة الإكرام والإتحاف لأولئك النفر بأمرٍ فيه اليُمن والبركة على وجهٍ خارق للعادة ولكن تخلَّف ذلك لوجود المانع والعارض ونظير هذا انقطاع مددُ الإكرام والبركة في ظرف السمن الذي بارك فيه النبي صلى الله عليه وسلم لما عصرته أم مالك كما جاء في صحيح مسلم وغيره عن جابر (أن أم مالك الأنصارية كانت تهدي النبي صلى الله عليه وسلم من عكة لها سمناً فيأتيها بنوها فيسألونها الأدم – وفي رواية – فيسألون السمن وليس عندهم شيء فتعمد - أي تقصد - إلى الظرف الذي كانت تهدي فيه فتجد فيه سمناً فمازال يقيم لها أدم بيتها حتي عصرته - أي عصرت الظرف - فنفذ السمن فأتتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم - أي ذكرتْ له ذلك – فقال: عصرتيها؟ قالت: نعم فقال: لو تركتيها ما زال - أي السمن - قائماً) وروي مسلم عن جابر أن رجلاً من أهل البادية أتي النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه فأطعمه شطر وسق من شعير فمازال يأكل منه وامرأته وضيفهما - أي أضيافهما الذين ينزلون عندهما حتي كاله - أي فنقص فأتي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال له (لو لم تكله لأكلتم منه دائماً حتي يكفيكم وأقام لكم - أي مدة الحياة - من غير نقص) فالكيل العارض منع المدد الفائض وقد بين الإمام النووي حكمة ذلك حيث قال العلماء: الحكمة في ذلك أن عَصْرَهَا وكَيْلَهُ مضادة للتسليم والتوكل على رزق الله ويتضمن التدبير والأخذ بالحول والقوة وتكلف الإحاطة بأسرار حكم الله وفضله فعُوقب فاعله بزواله قال الحافظ الزرقاني: ولا يعارض هذا قوله صلى الله عليه وسلم (كِيلُوا طعامكم يبارك لكم فيه) لأنه فيمن يخشي الخيانة أو كيلوا ما تخرجونه للنفقة لئلا يخرج أكثر من الحاجة أو أقل أو كيلوا عند الشراء أو عند إدخاله المنزل الكمالات المحمدية_ط2 منقول من كتاب [الكمالات المحمدية] اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً | |
الجمعة، 22 فبراير 2013
أسرى بدر
ومما يستدل به من يقول بجواز الخطأ عليه صلى الله عليه وسلم دون أن يُقِرَّ عليه قصة أسري بدر وهي كما في المسند عن أنس رضي الله عنه أنه قال: استشار النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الناسَ في الأسري يوم بدر فقال (إن الله تعالى قد أمكنكم منهم) فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله اضرب أعناقهم فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (يا أيها الناس إن الله قد أمكنكم منهم وإنما هم إخوانكم بالأمس) فقام عمر فقال: يا رسول الله اضرب أعناقهم فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال للناس مثل ذلك فقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال: يا رسول الله نري أن تعفو عنهم وأن تقبل منهم الفداء قال فذهب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان فيه من الغَمِّ فعفا عنهم وَقَبَلَ منهم الفداء قال وأنزل الله {لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ومن تأمل ما جاء في روايات هذه القصة يظهر له جليًّا أنه صلى الله عليه وسلم كان مُصيباً فيما فعله وذلك من وجوه متعددة: الوجه الأول: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عمل بذلك بمقتضي المشاورة التي أمره الله بها في قوله {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ} الوجه الثاني: أنه صلى الله عليه وسلم جنح إلى رأي مَنْ قال بالفداء وَهَوِيَهُ - أي أحبَّه - لما فيه من الرحمة والعطف واللين بمقتضي المقام الذي أقامه فيه وهو قوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} الوجه الثالث: أن فعله صلى الله عليه وسلم كان موافقاً لما سبق في الكتاب الأول الذي قضي الله فيه حلّ الغنائم له صلى الله عليه وسلم خاصةً ولم تحل لأحد من قبله كما قال ابن عباس في قوله تعالي {لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ} يعني في أم الكتاب الأول أنَّ المغانم والأسرى حلالٌ لكم {لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} الوجه الرابع: وكما أن قبوله صلى الله عليه وسلم الفداء وافق قضاءَ الله السابق في الكتاب الأول فإنه وافق أيضاً الشرعَ اللاحق النازل في الكتاب الحكيم وهو قوله تعالى {فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} فكيف يقال في أمر وافق الكتاب الأول ووافق الشرع النازل بعد كيف يقال أنه خطأ الوجه الخامس: أن نزول التشريع بإحلال الغنائم وهو قوله تعالي{فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً} وهو إقرارٌ لما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصويبٌ لما رآه إذ لو كان ما فعله خطأ كيف يقرُّه الله عليه ويجعله شرعاً باقياً؟ حتي على قول مَنْ جوَّز الخطأ عليه صلى الله عليه وسلم دون أن يقرَّه الله عليه لا يقال أنه صلى الله عليه وسلم أخطأ في قضية أسري بدر لأن الله تعالى أمَره على ذلك فمن أين يأتي الخطأ؟ قال الحافظ أبن كثير في تفسيره: وقد استمر الحكم في الأسري عند جمهور العلماء أن الإمام مُخَيَّرٌ فيهم إن شاء قتل كما فعل ببني قريظة وإن شاء فادي بمال كما فعل بأسري بدر أو فادي بمن أُسِرَ من المسلمين كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الجارية وابنتها اللتين كانتا في سبي سلمة بن الأكوع حيث ردَّهما وأخذ في مقابلهما من المسلمين الذين كانوا عند المشركين وإن شاء استرقَّ مَنْ أُسِرَ هذا مذهب الإمام الشافعي وطائفة من العلماء وفي المسألة خلاف بين الأئمة مقرر في موضعه من كتب الفقه، أ. هـ ابن كثير الوجه السادس: لو كان موقفه صلى الله عليه وسلم مع أسري بدر خطأ لأمره الله أن يرد الفداء وأن يستغفر الله من الخطأ الذي وقع فيه مع أنه سبحانه أقرَّه على ذلك وشرع له ذلك فقال {فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً} فلو كان خطأً لما أقرَّه الله عليه ولما شرع له ذلك الوجه السابع: كيف يحكم بأنه صلى الله عليه وسلم أخطأ في أسري بدر مع أنه صلى الله عليه وسلم أمر أن يخير أصحابه في ذلك ثم عمل بمقتضي ذلك؟ فقد روي الترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم بإسناد صحيح عن علىٍّ قال: جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقال: خَيِّرْ أصحابك في الأسري إن شاءوا القتل وإن شاءوا الفداء على أن يقتل منهم – أي الصحابة – في العام المقبل مثلهم فقالوا نختار الفداء ويقتل منا أي يُقتل منهم سبعون رغبة في الشهادة في سبيل الله وعن ابن سعد من مرسل قتادة قالوا: بل نفاديهم فنقوي بهم عليهم ويدخل العام القابل منا الجنة سبعون ففادوهم قال الحافظ القسطلاني: وهذا دليل على أنهم لم يفعلوا إلا ما أُذن لهم فيه أما قوله {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ} ليس فيها معاتبة للنبي صلى الله عليه وسلم أصلاً وإنما فيها العتاب لمن أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بالفداء - بغية عرض الدنيا وهو المال المُفدَي به - حين استشار عامة الناس قبل أن يستشير خاصتهم أبا بكر وعمر وعليًّا رضي الله عنهم كما تقدم فأراد بقوله سبحانه وتعالي: {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا} أولئك النفر الذين أرادوا المال أما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقصد بقوله الفداء عرض الدنيا - وحاشاه من ذلك - فإن الدنيا كلَّها ما لها قيمة عنده وقد قال صلى الله عليه وسلم: فيا رواه عبد الله في سنن الترمذي (مَالِي وَلِلدُّنْيَا ما أَنَا في الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا) قد عُرضت عليه جبال تهامة أن تكون ذهباً فَأَبَي فأين هو مِنْ عرض الدنيا؟ أما قوله تعالى: {لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً} فإن هذا إعلان منه سبحانه وتعالي بنعمته ومنَّته على هذه الأمة بفضل نبيِّها صلى الله عليه وسلم وإعلام بأنه سبق منه القضاء في الكتاب الأسبق بحلِّ الغنائم لهذه الأمة دون غيرها فضلاً منه ونعمة بفضل نبيِّها وكرامته على الله تعالي ومن ثمَّ كان صلى الله عليه وسلم يُشيد بهذه النعمة في جملة من المناقب التي خصَّه الله تعالى بها فيقول فيما رواه البخاري عن جابر بن عبد الله:(أُعطِيتُ خَمساً لم يُعطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأنبِياءِ قبلي – ومنها- : وَأُحِلَّتْ ليَ الغَنائمُ وكان النبيُّ يُبعَثُ إِلى قَوْمهِ خاصَّةً وَبُعِثتُ إِلى الناسِ كافَّةً وَأُعْطِيتُ الشَّفاعةَ». lمنقول من كتاب : الكمالات المحمدية لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً الكمالات المحمدية_ط2 |
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)