النفس تموت والجسد يفنى
والذى يموت ويفنى هو الجسد ولذلك فإن الله عندما ذكر الوفاة لم يذكر الروح بل ذكر النفس:{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ} [185آل عمران ] {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [42 الزمر] وهنا نبسط فى عجالة كيفيات قبض الأنفس كما ورد فى كتاب الله: فهناك أنفس يتولى قبضها ملائكة العذاب: {وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ}93 الأنعام) وهناك أنفس يتلقاها ويتوفاها ملائكة الرحمن {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ}32النحل وهناك أنفس يتوفاها ملك الموت لقول الله{قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }[11السجدة]وهناك أنفس وهى أعلاها وهى قلة يتوفاها الحق بنفسه:{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا}[ 42 الزمر] وهذا ما يقصده الحبيب بدعائه: وتولَّ قبض روحى بيمناك مع شدة الشوق إلى لقائك يا رحمن.
فالذى يتوفاه هو الله وليس ملك الموت وليس الملائكة ولكن الله بذاته هو الذى يتوفى الأنفس لعلو قدرها وارتفاع شأنها عند ربها فهو عز شأنه هو الذى يقول فى الحديث القدسى:{ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأكْرَهُ مَسَاءَتَهُ} عن أبي هريرة صحيح البخارى
موسى عليه السلام وملك الموت
كان ملك الموت يأتى الناس عياناً قبل رسول الله وعندما ذهب إلى سيدنا موسى والأنبياء يخيرون وهذه خصوصية لهم واستمعوا له ماذا قال :{ جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَىٰ مُوسَىٰ عَلَيْهِ السَّلاَمُ. فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ رَبَّكَ. قَالَ فَلَطَمَ مُوسَىٰ عَلَيْهِ السَّلامُ عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا. قَالَ فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللّهِ تَعَالَىٰ فَقَالَ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَنِي إِلَىٰ عَبْدٍ لَكَ لاَ يُرِيدُ الْمَوْتَ. وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي. قَالَ فَرَدَّ اللّهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَىٰ عَبْدِي فَقُلِ: الْحَيَاةَ تُرِيدُ؟ فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَىٰ مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا تَوَارَتْ يَدُكَ مِنْ شَعْرَةٍ. فَإِنَّكَ تَعِيشُ بِهَا سَنَةً. قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ تَمُوتُ. قَالَ: فَالآنَ مِنْ قَرِيبٍ. رَبِّ أَمِتْنِي مِنَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ. رَمْيَةً بِحَجَرٍ. قَالَ رَسُولُ اللّهِ : وَاللّهِ لَوْ أَنِّي عِنْدَهُ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَىٰ جَانِبِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ} عن أبي هُرَيْرَةَ صحيح البخارى ومسلم
لكن الله يحب إكرام عبده فلا يريده أن يموت على ضيق، فرأى سيدنا موسى نفراً يحفرون قبراً لرجل، فسألهم ماذا يفعلون؟ فقالوا نحفر قبرا لرجل كريم على الله، فقال: أتأذنون لي أن أرقد فيه؟ فأذنوا له فنام فيه فقبضت روحه، فلا يعرف قبره إلا رسول الله الذي زاره في الإسراء، والقبر في سيناء ولكن لا أحد يعرف في أى مكان بها.
http://www.fawzyabuzeid.com/news_d.php?id=175
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق