Disqus for ومضات إيمانية

السبت، 23 يناير 2016

هدي النبي في ملبسه



أصول الملبس النبوي
والأساس الذي ينبغي علينا أن نتابعه في زي رسول الله صل الله عليه وسلم ...
أولاً: أن يكون من رزق حلال أحلَّه لنا الله فقد قال صل الله عليه وسلم:
{ مَنِ اشْتَرَىٰ ثَوْبَاً بِعَشْرَةِ دَرَاهِمَ وَفِيهِ دِرْهَمٌ حَرَامٌ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاَةً مَا دَامَ عَلَيْهِ } 
وقال صل الله عليه وسلم:
{ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ } 

ثانياً: أن يكون هذا الملبس حلال أحلَّه لنا الله، فقد نهى صل الله عليه وسلم أصحابه عن لبس الحرير سواء في البطانة أو في ظاهر الأمر، وأباح ذلك لنساء أمته، فقد أمسك صل الله عليه وسلم بيده حريراً وباليد الأخرى ذهباً وقال:
{ إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي، حِلٌّ لإِنَاثِهِمْ } 
فيحرم على الرجال لبس الذهب والحرير، بل حرَّم استخدام الآنية والمقتنيات المصنوعة من الذهب، أو دخل في صناعتها قدر من الذهب كالساعة الذهب، والقلم الذهب، والولاعة الذهب، والميدالية الذهب، وأي شيء يستخدمه الإنسان مصنوعا من الذهب سواء كان هذا الذهب خالصاً أي عيار 24 أو مختلطاً كعيار 21 أو 18 وخلافه.
ثالثاً: أن تكون هذه الثياب ساترة للعورة الشرعية التي وضَّحها الله ونبيه صل الله عليه وسلم في سنته المرضيه.
رابعاً: ألا تكون ألوانها من الألوان التي يمقتها العقلاء من المجتمع، وتجلب على صاحبها أقوال السفهاء وجدل العلماء وما يحدث من ذلك من أشياء.
فعلينا بهدي النبي صل الله عليه وسلم في ذلك أجمعين، لم يكن النبي صل الله عليه وسلم في هديه وسمته يحرص على الدون من الثياب لكنه يحرص على نظافة الثياب ويقول :
{ إِنَّ مِنْ كَرَامَةِ الْمُؤْمِنِ عَلَى اللَّهِ نَقَاءَ ثَوْبِهِ، وَرِضَاهُ بِالْيَسِيرِ }
ورأى النبي صل الله عليه وسلم رجلاً وسخ الثياب فقال:
{ أَمَّا يَجِدُ هَذَا مَا يُنَقِّي بِهِ ثِيَابَهُ ؟ } 
ويجعل لكل مناسبة ما يلائمها من الثياب، ولذلك مشى على هذا الهدي الصحابة والأئمه المرشدون والعلماء العاملون الى يومنا هذا.
الإمام سفيان الثوري رحمه الله، وكان من العُبَّاد؛ رأى الإمام جعفر الصادق بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين رضي الله عنه يلبس ثياباً من صوف طيبة - أي مصنوعه بطريقه طيبه - فذهب اليه وقال: يا ابن بنت رسول الله أمثلك يلبس هذه الثياب؟! فاخذ جعفر الصادق رضي الله عنه يد سفيان وأدخلها بين طيات ثوبه الى ملابسه الداخليه فوجده يضع على جسده صوفاً خشناً، ثم قال: يا هذا لولا أنك من أهل العلم ما أخبرتك، جَعلْنا هذا الذي أمسكته بيدك لله، وجعلنا هذا الذي ألبسه ظاهراً لخلق الله، فما كان لخلق الله أبديناه، وما كان لله عزوجل أخفيناه، هل تعلم أن الرسول صل الله عليه وسلم رأى رجلاً في هيئة رثة فقال له صل الله عليه وسلم :
{ هَلْ عِنْدَكَ مَالٌ؟، قال: نَعَمْ، مِنْ كُلِّ الْمَالِ قَدْ آتَانِي اللَّهُ، مِنَ الإِبِلِ، وَالْبَقَرِ، وَالْخَيْلِ، وَالرَّقِيقِ، قَالَ: فَإِذَا آتَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَلْيُرَ عَلَيْكَ نِعْمَةُ اللَّهِ وَكَرَامَتُهُ عَلَيْكَ } 
إذا كان عندك المال لِمَ تقتر على نفسك وتظهر هيئتك بمظهر مسكين؟! وكأنه كما قال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه عندما جاءه أحد الزهاد واعترض على ثيابه التي يلبسها وقال له: أمثلك يلبس هذا؟ قال: يا هذا ثيابي هذه تقول الحمد لله وثيابك هذه تقول أعطني شيئاً لله.

فهذا شئ جوهري ينبغي أن نقف عنده، ونتريث عند دراسة ملابس حضرة النبي ،صل الله عليه وسلم أما ما رُوي من كتب السير من أنه كان صل الله عليه وسلم يحب لبس القميص، والقميص الذي لبسه هو ما رأينا عليه آباءنا بالقريب، حيث كان يصنع من الدبلان أو الدمور، وكانوا يجعلونه طويلاً أسفل الركبتين وطويل الأكمام، وكان كم رسول الله صل الله عليه وسلم إلى الرسغ أو الأصابع،
وكان قميصه صل الله عليه وسلم فوق الكعبين، وكان إذا لبس قميصه بدأ بميامنه.
وكانت سيرته صل الله عليه وسلم في ملبسه ما هو أتم وأنفع للبدن وأخف عليه، وكان مثل هذا القميص يصلى فيه آبائنا ويمشون به، لكن تغير العصر فليس هذا من الأشياء الضروريه التي لا بد أن نتمسك بها في الاقتداء بخير البرية صل الله عليه وسلم، أما في الألوان فكان صل الله عليه وسلم يعجبه الثياب الخضر، وعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال:
{ خَرَجَ النَّبِيُّ صل الله عليه وسلم عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ سَاقَيْهِ } 
إذاً لا عبرة بالألوان، المهم أن يكون الملبس طيباً ومكتمل في تغطية البدن، وتوافق أهل الزمان العقلاء الذين يستنون بسنة سيد الأنبياء صل الله عليه وسلم.
وكان صل الله عليه وسلم يتتبع الحرير من الثياب فينزعه ويكسوه بناته، وكان رسول الله صل الله عليه وسلم يلبس ما وجد من المباح، وكان غالب ما يلبس هو وأصحابه ما نسج بالقطن، وربما لبسوا ما نسج بالصوف والكتان.
وكان لرسول الله صل الله عليه وسلم سراويل، وكانت ثيابه صل الله عليه وسلم كلها مشمرة فوق الكعبين، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رآني النبي صل الله عليه وسلم أسبلت ردائي فقال:
{ كُلُّ شَيْءٍ يَمَسُّ الأَرْضَ مِنَ الثِّيَابِ فِي النَّارِ } 
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال:
{ مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ } 
وذلك محمول على ما كان فيه خيلاء، فهو الذي ورد فيه الوعيد، وكان صل الله عليه وسلم يرخي إزاره من بين يديه ويرفعه من وراءه، وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ، عِمَامَةً، أَوْ قَمِيصًا، أَوْ رِدَاءً، ثُمَّ يَقُولُ:
{ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ }
وإذا لبس ثوباً جديداً حمد الله وصلى ركعتين وأعطى القديم لفقير يحتاجه، وإذا استجد ثوباً لبسه يوم الجمعة.
وكان له صل الله عليه وسلم برد (عباءة) يلبسه في العيدين والجمعة، وكان صل الله عليه وسلم له ثوبان لجمعته خاصة سوى ثيابه في غير الجمعة.
وكان صل الله عليه وسلم إذا قدم عليه وفد لبس أحسن ثيابه وأمر علية أصحابه بذلك، وكان ينهى أصحابه عن لبس الأحمر الخالص، وقال صل الله عليه وسلم:
{ الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ }
والصالحون أخذوا الإشارة من قوله صل الله عليه وسلم في هذا الحديث وقوله صل الله عليه وسلم في الحديث الآخر:
{ إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ، وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ، وَأَعْمَالِكُمْ }
إلى أن الغرض في هذا المقام الثياب التى تكسوا القلب الذي هو موضع نظر الله  كثوب المحبة والشفقة والعطف والحنان والزهد والورع وحسن التوكل على الله وغيرها من ثياب التقوى التى يقول فيها الله تعالى:
(وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ) (26الأعراف)).
وكان صل الله عليه وسلم أحياناً يلبس الجبة، وأحياناً يلبس البرده أي العباءه، .. كل هذه الأصناف وارده عن رسول الله صل الله عليه وسلم، ومن لبسها فقد اقتدى بسنته صل الله عليه وسلم، المهم أن لا نتعصب لهذه الأمور، فيظن أنه على خير وكل من خالفه على غير هذا الهدى والنور، وهذه طامة كبرى قد يقع فيها البعض بحجة التمسك بسُنَّة الرسول صل الله عليه وسلم.
وورد أنه: { كانت لرسول الله صل الله عليه وسلم خِرْقَةٌ – قطعة قماش - إِذَا تَوَضَّأَ تَمَسَّحَ بِهَا } 
وفي رواية أخرى: { أنه كَانَ مُتَّخِذًا مِنْدِيلا يَمْسَحُ بِهِ بَعْدَ الْوُضُوءِ }

http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D...5%D8%AF%D9%8A/

منقول من كتاب {الجمال المحمدي ظاهره وباطنه}
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق