إن المؤمن لو أخلص لله القصد والنية كانت حركاته وسكناته كلها بالكلية عبادة وطاعة لرب البرية عز وجل ، حتى تناول الطعام وحتى نكاح زوجته وحتى مداعبة أولاده وحتى تخفيف الحزن عن مصاب وعيادة المريض
كل عمل يستطيع الإنسان أن يجعله عملاً صالحاً متقبلاً عند الله إذا سبقه بنية خالصة بأن يبغى بهذا العمل وجه الله والدار الآخرة ، ثم بعد ذلك يبغى إرضاء الخلق لا بأس المهم أن ينوى أولاً وجه الله والدار الآخرة
فلو عملت عملاً أبغى به وجه الله - وكنت قدوة فى مكانى - وعملت هذا العمل أمام غيرى ليقتدوا بى كان لى أجرين فهناك فرق بين ذلك وبين الرياء ، فالرياء هو الذى لا يقصد صاحبه من وراء العمل إلا الخلق ، كأن يصلى ليقولوا عليه رجل صالح وإذا لم يروه ربما لا يُصلى
ولذلك وضع الأئمة الكرام ميزاناً للأُمة فى هذا المقام فقالوا: من عمل العمل فى الظاهر أمام الخلق ، وإذا عمله فى الخفاء لا يزيد عن ذلك أى أن عمله أمام الخلق كعمله بمفرده أمام الحق ، فهذا هو الإخلاص
أما إذا كان يعمل العمل أمام الحق وإذا رآه الخلق زاد فى تحسينه وزاد فى تهيئة نفسه ، فهذا داخله نوع من الرياء - ليس كله رياء - ولابد أن ينزه نفسه عنه ، أو إذا عمل العمل ورآه الناس تشجع واستمر فيه وإذا عمله بمفرده لم يواصل وانقطع ، فهذا فيه شبهة رياء لأنه يقصد بالعمل وجه الله
لكن الأتم والأكمل والأفضل أن يعمل العمل يبغى به وجه الله سواء عمله أمام الحق فقط أو أمام الحق والخلق ، فإنه لا يبغى فى كلتا الحالتين إلا ابتغاء وجه مولاه جل فى علاه ، وهذا ملحظ دقيق يلاحظه الصالحون فى كل زمان أو مكان ليُخلصوا الأعمال لله ، فإن الله ضرب مثلاً للعمل الخالص وقال فيه مُشبهاً له: {مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ} النحل66
يصنع الله اللبن الذى نشربه من بين الروث الموجود فى كرش الحيوانات والدم الذى يجرى فى عروقها ، لو وجدت فى اللبن قليلاً من الدم لا تستطيع أن تشربه ولا تستسيغه ولو وجدت فيه ولو قليلاً جداً من الروث لا تستطيع أن تشربه ولا أن تبلعه ، ولكن الله خلَّصه من ذلك وذلك مع أنه خرج من بينهما ليعرفنا كيفية الإخلاص لرب البرية
وأشار فى ذلك الصالحون إشارة عالية فى هذا المعنى القرآنى - وإن كان المعنى الظاهرى لا نهمله ، بل نقره ونعترف به – فقالوا: الدم إشارة إلى النفس ، يجرى من ابن آدم مجرى الدم والفرث إشارة إلى الجسم لأنه يتغذى من هذه الأشياء التى تخرجها بطن الأرض ، فإذا كان العمل يتلذذ به الجسم ويظهر به ويحصل صاحبه على الإعجاب بسببه فهذا العمل ليس خالصاً لله
فالعمل بالجسم يراه الخلق وإذا كان العمل ليراه الخلق ففيه شبهة ، وإذا كان العمل لتَطَلُع فى النفس كحب الشهرة وحب السمعة أو الإعجاب بالنفس أو حب المدح أو حب الثناء كان أيضاً عملاً فيه شائبة رياء
ولكى يكون العمل خالصاً لله ينبغى ألا يكون فيه حظ لا للنفس ولا للجسم بل يكون الإنسان يبغى به وجه الله والذى يتمتع به القلب الصافى الخالى من النزغات والنزعات الذى يتوجه به صاحبه إلى مولاه جل فى علاه
كل عمل يستطيع الإنسان أن يجعله عملاً صالحاً متقبلاً عند الله إذا سبقه بنية خالصة بأن يبغى بهذا العمل وجه الله والدار الآخرة ، ثم بعد ذلك يبغى إرضاء الخلق لا بأس المهم أن ينوى أولاً وجه الله والدار الآخرة
فلو عملت عملاً أبغى به وجه الله - وكنت قدوة فى مكانى - وعملت هذا العمل أمام غيرى ليقتدوا بى كان لى أجرين فهناك فرق بين ذلك وبين الرياء ، فالرياء هو الذى لا يقصد صاحبه من وراء العمل إلا الخلق ، كأن يصلى ليقولوا عليه رجل صالح وإذا لم يروه ربما لا يُصلى
ولذلك وضع الأئمة الكرام ميزاناً للأُمة فى هذا المقام فقالوا: من عمل العمل فى الظاهر أمام الخلق ، وإذا عمله فى الخفاء لا يزيد عن ذلك أى أن عمله أمام الخلق كعمله بمفرده أمام الحق ، فهذا هو الإخلاص
أما إذا كان يعمل العمل أمام الحق وإذا رآه الخلق زاد فى تحسينه وزاد فى تهيئة نفسه ، فهذا داخله نوع من الرياء - ليس كله رياء - ولابد أن ينزه نفسه عنه ، أو إذا عمل العمل ورآه الناس تشجع واستمر فيه وإذا عمله بمفرده لم يواصل وانقطع ، فهذا فيه شبهة رياء لأنه يقصد بالعمل وجه الله
لكن الأتم والأكمل والأفضل أن يعمل العمل يبغى به وجه الله سواء عمله أمام الحق فقط أو أمام الحق والخلق ، فإنه لا يبغى فى كلتا الحالتين إلا ابتغاء وجه مولاه جل فى علاه ، وهذا ملحظ دقيق يلاحظه الصالحون فى كل زمان أو مكان ليُخلصوا الأعمال لله ، فإن الله ضرب مثلاً للعمل الخالص وقال فيه مُشبهاً له: {مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ} النحل66
يصنع الله اللبن الذى نشربه من بين الروث الموجود فى كرش الحيوانات والدم الذى يجرى فى عروقها ، لو وجدت فى اللبن قليلاً من الدم لا تستطيع أن تشربه ولا تستسيغه ولو وجدت فيه ولو قليلاً جداً من الروث لا تستطيع أن تشربه ولا أن تبلعه ، ولكن الله خلَّصه من ذلك وذلك مع أنه خرج من بينهما ليعرفنا كيفية الإخلاص لرب البرية
وأشار فى ذلك الصالحون إشارة عالية فى هذا المعنى القرآنى - وإن كان المعنى الظاهرى لا نهمله ، بل نقره ونعترف به – فقالوا: الدم إشارة إلى النفس ، يجرى من ابن آدم مجرى الدم والفرث إشارة إلى الجسم لأنه يتغذى من هذه الأشياء التى تخرجها بطن الأرض ، فإذا كان العمل يتلذذ به الجسم ويظهر به ويحصل صاحبه على الإعجاب بسببه فهذا العمل ليس خالصاً لله
فالعمل بالجسم يراه الخلق وإذا كان العمل ليراه الخلق ففيه شبهة ، وإذا كان العمل لتَطَلُع فى النفس كحب الشهرة وحب السمعة أو الإعجاب بالنفس أو حب المدح أو حب الثناء كان أيضاً عملاً فيه شائبة رياء
ولكى يكون العمل خالصاً لله ينبغى ألا يكون فيه حظ لا للنفس ولا للجسم بل يكون الإنسان يبغى به وجه الله والذى يتمتع به القلب الصافى الخالى من النزغات والنزعات الذى يتوجه به صاحبه إلى مولاه جل فى علاه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق