{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ}
الحديد20
{وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ} ، بعض المجالس لا يكون الحديث فيها إلا عن الأنساب والعائلات ، هل المؤمن عنده وقت لهذا الكلام؟ نحن لو تكلمنا نتكلم عن ديننا وعن الله وعن نبينا وعن صحابة نبينا فهذه أحاديثنا ، قال صلى الله عليه وسلم: {إنَّ اللَّهَ أَوْحَى إلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لاَ يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ}{1}
لكن بِمَ تفتخر؟ افتخر بأخلاقك وعباداتك وأعمالك الصالحة ، لكن أبى وأمى رحمهم الله وأفضوا إلى رحمة الله ، فما دورك أنت؟ هذا هو الأساس ، فنهى الله عن التفاخر، حيث كانت هناك مجالس للتفاخر فى مِنَى فقال لهم الله: {فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً} البقرة200
كذلك كلام الموظفين فى المكاتب كله فى هذا القبيل إما أن يفتخر الإنسان بمن مات أو بأولاده الموجودين ، ابنك لو لم يهده الهادى هل تستطيع هدايته؟ لو لم يوفقه الموفق عز وجل هل تستطيع إجباره على عمل؟ فعندما تنظر إلى ذلك انظر إلى توفيق الله أولاً
كذلك الفلاحين يتفاخرون بزراعاتهم ، فيقول أحدهم زراعتى أفضل من فلان لأنى عملت لها كذا وكذا ، هل نسيت المحسن الذى أحسن إليك فى هذه الزراعة؟ أنت تضع البذرة فقط والبذرة هو الذى أتاك بها وجاءك بالماء والهواء والغذاء ويرعاها ويتولاها لو لم يحفظ الحفيظ هذه الزراعة فإنها ستنتهى
إذن توفيق الله هو الذى مع الإنسان فى كل شأن ، وكذلك الحال بالنسبة للأولاد: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} القصص56
لو الهداية بيد إنسان لكان ملكها الأنبياء لكن هل استطاع النبى أن يهدى ابنه؟ فقل أولاً فضل الله علىَّ كذا وكذا ، فتذكر فضل الله عليك حتى لا تُشغل بالتفاخر بما ليس لك وإنما لله جل فى علاه ، كذلك الذى يفتخر بنفسه إن كان بقوته أو بعينيه أو بشكله
والسيدات لهن باع واسع فى هذا المجال فمثلاً تأتى بطفل لها وتقول لمن حولها مَن يستطيع أن ينجب مثل هذا الطفل؟ هذا رزق ساقه الله ، من صنع العينين؟ ومن صور الوجه؟ ومن لون الشعر؟ ومن له دخل فى أى أمر ظاهر أو باطن بالنسبة لأى ولد أو بنت؟ الفضل كله لله ، فلا ينشغل الإنسان بهذه الأمورلأن الشغل بها من الدنيا
{وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} إذاً لا نسعى لذلك؟ لا، بل يجب أن نسعى لنتحقق بقوله صلى الله عليه وسلم: {نِعْمَ المَالُ الصَّالِحُ مَعَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ}{2}
وذلك بأن أسعى فى طريق حلال أحله شرع الله ووسيلة التحصيل التى أستخدمها يوافق عليها شرع الله وأُخرج منه حق الله إذا كان عليه زكاة ولا أنشغل به عن حقوق الله وطاعة الله ، فلا يجوز أن أجمع الصلوات مع بعضها بحجة عدم وجود وقت هل هذا عذر يقبله الله من الإنسان يوم لقياه؟ لا يقبله
لو لم تؤدى الفرائض فى وقتها وجمعت الدنيا بأكملها فى يديك ماذا ستصنع بها عندما ترحل من هنا؟ ستُسأل عنها وتتركها لغيرك ليتمتع بها ، إذن يجب على المسلم أن يُحصل المال ليغنى نفسه عن سؤال اللئيم وعن الحاجة إلى الخلق لأن الحاجة فيها مذلة وهوان والمسلم دائماً عزيز:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} المنافقون8
فلابد للمسلم أن يعز نفسه بأن يكون معه ما يغنيه عن الخلق مع أداء الفرائض والطاعات فى وقتها ، فى هذه الحالة يصبح المال الذى جمعه عبادة ويدخل فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مَنْ بَـاتَ كالاًّ مِنْ عَمَلِهِ بَـاتَ مَغْفُوراً لَهُ}{3}
وكذلك الأولاد لو تركت الصلاة فى المسجد لأبقى معهم لأنهم فى الثانوية أو غير ذلك هل بقاءك معهم هو الذى سينجحهم؟ من الجائز أن يكون دعاءك لهم هو سبب التوفيق لهم لأن الإمتحانات توفيق ، فكما أن أولادك يريدون منك أن تتابعهم كذلك يريدون منك أن تكون على صلة بالله حتى تدعو لهم لأن الدعاء أزكى لهم وأنفع ، وإذا أردتهم أن يكونوا صالحين حتى عندما تنتقل إلى الله يبقى لك ولد صالح يدعو لك.
كذلك نجد الآن انتشار المدارس والكليات الأجنبية والناس تُدخل أولادها فيها ، إذا كانوا سيذهبون إلى هذه المدارس أو الكليات وسيحافظون على الدين فلا بأس ، لكن إذا لم يحافظوا على الدين وفهموا أنه لا مانع من صداقة المسلم للمسيحية والمسلمة للمسيحى ، وتعلموا العلمانية البحتة
لأنه ليس هناك ناحية دينية من بعيد أو قريب فى هذه الأماكن- إلا شكليات لا طائل منها - فهنا أكون قد قصرت فى حقهم ، حتى لو تخرج واشتغل فى أرقى المناصب لأنى ضيعت عليه الدين ، وأنا المسئول الأول لقول رب العالمين: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} طه132
فالأساس كله أن أوفيهم وأوفى لهم الناحية الدينية ، ولا يضيعونى لإرضاء رغباتهم أن أكسب من الحرام كأخذ الرشاوى أو الحصول على أشياء ينكرها شرع الله لأكفى لهم حاجاتهم ، المؤمن يمشى على قدر وسعة الحلال الذى أحله له ذو الجلال والإكرام، قال صلى الله عليه وسلم:{إذا كان يوم القيامة يشكو أهل الرجل الرجل إلى الله ، يقولون: يا ربنا خذ لنا بحقنا من هذا ، فيقول رب العزة: وما ذاك؟ فيقولون: كان يطعمنا من الحرام ولم يعلمنا أحكام ديننا}{4}
إذن أنت مطالب أمام أولادك بشيئين ، أولهما الحرص على أن تكون كل طلباتهم من الحلال ، وثانيهما أن أربيهم على الخلق والدين حتى أجد ولد صالح أو بنت صالحة تدعوا لى عندما أفارق الدنيا وأكون بين يدى رب العالمين ، إذا هاجر الإنسان من هذه الأمور إلى أعمال الآخرة وبضاعة الآخرة: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} البقرة197
فهذه هجرة عالية
{وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ} ، بعض المجالس لا يكون الحديث فيها إلا عن الأنساب والعائلات ، هل المؤمن عنده وقت لهذا الكلام؟ نحن لو تكلمنا نتكلم عن ديننا وعن الله وعن نبينا وعن صحابة نبينا فهذه أحاديثنا ، قال صلى الله عليه وسلم: {إنَّ اللَّهَ أَوْحَى إلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لاَ يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ}{1}
لكن بِمَ تفتخر؟ افتخر بأخلاقك وعباداتك وأعمالك الصالحة ، لكن أبى وأمى رحمهم الله وأفضوا إلى رحمة الله ، فما دورك أنت؟ هذا هو الأساس ، فنهى الله عن التفاخر، حيث كانت هناك مجالس للتفاخر فى مِنَى فقال لهم الله: {فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً} البقرة200
كذلك كلام الموظفين فى المكاتب كله فى هذا القبيل إما أن يفتخر الإنسان بمن مات أو بأولاده الموجودين ، ابنك لو لم يهده الهادى هل تستطيع هدايته؟ لو لم يوفقه الموفق عز وجل هل تستطيع إجباره على عمل؟ فعندما تنظر إلى ذلك انظر إلى توفيق الله أولاً
كذلك الفلاحين يتفاخرون بزراعاتهم ، فيقول أحدهم زراعتى أفضل من فلان لأنى عملت لها كذا وكذا ، هل نسيت المحسن الذى أحسن إليك فى هذه الزراعة؟ أنت تضع البذرة فقط والبذرة هو الذى أتاك بها وجاءك بالماء والهواء والغذاء ويرعاها ويتولاها لو لم يحفظ الحفيظ هذه الزراعة فإنها ستنتهى
إذن توفيق الله هو الذى مع الإنسان فى كل شأن ، وكذلك الحال بالنسبة للأولاد: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} القصص56
لو الهداية بيد إنسان لكان ملكها الأنبياء لكن هل استطاع النبى أن يهدى ابنه؟ فقل أولاً فضل الله علىَّ كذا وكذا ، فتذكر فضل الله عليك حتى لا تُشغل بالتفاخر بما ليس لك وإنما لله جل فى علاه ، كذلك الذى يفتخر بنفسه إن كان بقوته أو بعينيه أو بشكله
والسيدات لهن باع واسع فى هذا المجال فمثلاً تأتى بطفل لها وتقول لمن حولها مَن يستطيع أن ينجب مثل هذا الطفل؟ هذا رزق ساقه الله ، من صنع العينين؟ ومن صور الوجه؟ ومن لون الشعر؟ ومن له دخل فى أى أمر ظاهر أو باطن بالنسبة لأى ولد أو بنت؟ الفضل كله لله ، فلا ينشغل الإنسان بهذه الأمورلأن الشغل بها من الدنيا
{وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} إذاً لا نسعى لذلك؟ لا، بل يجب أن نسعى لنتحقق بقوله صلى الله عليه وسلم: {نِعْمَ المَالُ الصَّالِحُ مَعَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ}{2}
وذلك بأن أسعى فى طريق حلال أحله شرع الله ووسيلة التحصيل التى أستخدمها يوافق عليها شرع الله وأُخرج منه حق الله إذا كان عليه زكاة ولا أنشغل به عن حقوق الله وطاعة الله ، فلا يجوز أن أجمع الصلوات مع بعضها بحجة عدم وجود وقت هل هذا عذر يقبله الله من الإنسان يوم لقياه؟ لا يقبله
لو لم تؤدى الفرائض فى وقتها وجمعت الدنيا بأكملها فى يديك ماذا ستصنع بها عندما ترحل من هنا؟ ستُسأل عنها وتتركها لغيرك ليتمتع بها ، إذن يجب على المسلم أن يُحصل المال ليغنى نفسه عن سؤال اللئيم وعن الحاجة إلى الخلق لأن الحاجة فيها مذلة وهوان والمسلم دائماً عزيز:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} المنافقون8
فلابد للمسلم أن يعز نفسه بأن يكون معه ما يغنيه عن الخلق مع أداء الفرائض والطاعات فى وقتها ، فى هذه الحالة يصبح المال الذى جمعه عبادة ويدخل فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مَنْ بَـاتَ كالاًّ مِنْ عَمَلِهِ بَـاتَ مَغْفُوراً لَهُ}{3}
وكذلك الأولاد لو تركت الصلاة فى المسجد لأبقى معهم لأنهم فى الثانوية أو غير ذلك هل بقاءك معهم هو الذى سينجحهم؟ من الجائز أن يكون دعاءك لهم هو سبب التوفيق لهم لأن الإمتحانات توفيق ، فكما أن أولادك يريدون منك أن تتابعهم كذلك يريدون منك أن تكون على صلة بالله حتى تدعو لهم لأن الدعاء أزكى لهم وأنفع ، وإذا أردتهم أن يكونوا صالحين حتى عندما تنتقل إلى الله يبقى لك ولد صالح يدعو لك.
كذلك نجد الآن انتشار المدارس والكليات الأجنبية والناس تُدخل أولادها فيها ، إذا كانوا سيذهبون إلى هذه المدارس أو الكليات وسيحافظون على الدين فلا بأس ، لكن إذا لم يحافظوا على الدين وفهموا أنه لا مانع من صداقة المسلم للمسيحية والمسلمة للمسيحى ، وتعلموا العلمانية البحتة
لأنه ليس هناك ناحية دينية من بعيد أو قريب فى هذه الأماكن- إلا شكليات لا طائل منها - فهنا أكون قد قصرت فى حقهم ، حتى لو تخرج واشتغل فى أرقى المناصب لأنى ضيعت عليه الدين ، وأنا المسئول الأول لقول رب العالمين: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} طه132
فالأساس كله أن أوفيهم وأوفى لهم الناحية الدينية ، ولا يضيعونى لإرضاء رغباتهم أن أكسب من الحرام كأخذ الرشاوى أو الحصول على أشياء ينكرها شرع الله لأكفى لهم حاجاتهم ، المؤمن يمشى على قدر وسعة الحلال الذى أحله له ذو الجلال والإكرام، قال صلى الله عليه وسلم:{إذا كان يوم القيامة يشكو أهل الرجل الرجل إلى الله ، يقولون: يا ربنا خذ لنا بحقنا من هذا ، فيقول رب العزة: وما ذاك؟ فيقولون: كان يطعمنا من الحرام ولم يعلمنا أحكام ديننا}{4}
إذن أنت مطالب أمام أولادك بشيئين ، أولهما الحرص على أن تكون كل طلباتهم من الحلال ، وثانيهما أن أربيهم على الخلق والدين حتى أجد ولد صالح أو بنت صالحة تدعوا لى عندما أفارق الدنيا وأكون بين يدى رب العالمين ، إذا هاجر الإنسان من هذه الأمور إلى أعمال الآخرة وبضاعة الآخرة: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} البقرة197
فهذه هجرة عالية
{1} رواه مسلم في الصحيح عن أبي عمار {2} صحيح ابن حبان عن عمرو بن العاص رضي الله عنه {3} ابن عساكر ، عن المقدام بن معديكرب رضيَ اللَّهُ عنهُ {4} تفسير روح البيان وإحياء علوم الدين –كتاب آداب النكاح-
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...E4&id=77&cat=4
منقول من كتاب {ثانى اثنين}
اضغط هنا لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً
https://www.youtube.com/watch?v=gb1MfiKtKJM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق