رؤية رسول الله لها حالتان فهي إما رؤية لتفريج الكروب ، أو الأخذ بيد الإنسان من الذنوب والعيوب ، أو تبشيره بخير ، وهذه تكون بالصورة المحمدية الموصوفة في كتب الحديث ، كما وصفها الإمام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه ، وكما وصفها سيدنا أبو هريرة وكما وصفها هند بن أبي هالة خال سيدنا الحسن وسيدنا الحسين رضي الله عنهما وهي الصورة الحسية التي يقول فيها أحد الصالحين :
أبرزته يد العناية كوناً وهو نور في صورة آدمية فهو بشر مثلنا ، ولكنه نور ، فكما ترون فإن لكل واحد فينا ظل لكن صورة الحبيب لم يكن لها ظل ، فإذا مشى لا يرى له ظل ، ومن لا ظل له هو النور ، ما جلس مع قوم إلا كان أعلاهم مهما كان طولهم وما مشى مع قوم إلا وكان أطولهم مهما كان طولهم، وإذا مشى يمشي كهيئته وعادته وهم يجرون خلفه ولا يستطيعون اللحاق به ، فكأنما الأرض تطوى له ، والروايات كثيرة وهذه مجملها وسيدنا أنس قال فيه : ما رؤي صلى الله عليه وسلم مع شمس ولا قمر ، ولا مصباح ، إلا وكان نوره أزهى من نور الشمس ، وأضوء من نور القمر ، وأجمل من نور المصباح وقال سيدنا حسان في ذلك: لما نظرت إلى أنواره سطعت وضعت من خيفتي كفي على بصري خاف أن يحرقه نور رسول الله فعندما رآه وضع يده على بصره خوفاً على بصري من حسن صورته فلست أنظره إلا على قدري الأنوار من نوره في نوره غرقت والوجه مثل طلوع الشمس والقمر روح من النور في جسم من القمر كحلة نسجت في الأنجم الزهر فحتى هذه الصورة الآدمية لم تكن صورة عادية ، ولكنها نور كما وصفه أحد الصالحين "هو نور في صورة آدمية". لكن أهل الشهود وأهل الإكرام الأعلى والمقام الأسنى والنور الأبهى من حضرة الله كيف يمشون في العوالم العلوية وكيف تمشي أرواحهم؟ لا بد من صورة معنوية نورانية شهودية تمشي أمامهم لتفتح لهم مجاهل هذا الطريق وهذه تسمى الصورة الأحمدية: ولذلك فإن سيدنا عيسى رأى الصورة الأحمدية ولم يرى المحمدية {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} الصف6 وهذا هو ما رآه ، لأن الصورة المحمدية لم تكن قد جاءت بعد – فقد رأى سيدنا عيسى الصورة الأحمدية التي هي جمال الملكوت وكمال العظموت ونور الرحموت وسناء الحي الذي لا يموت ، وفي هذا المعنى يقول أحد الصالحين : من خمر نـور جمالك و من رحيق وصالك شربت صرفاً فهمت وهام أهل كمالك فأصبح القلب نـوراً والقلب قد كان حالك ومبشري قـال هيـا قم فالحمى لك سالك فسرت و هو إمامـي حتى وصلت هنالك ناديت ياليت قومـي قـد يعلمون بذلك من خمر نور جمالك ، وانتبهوا للألفاظ فنور جماله خمر وإذا كان جمال يوسف جعل السيدات يقطعن أيديهن بالسكاكين وأين جمال يوسف بالنسبة لجمال سيدنا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم «أُعْطِيَ يُوسُفُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ شَطْرَ الحُسْنِ»[1] أعطي يوسف شطر الحسن ، حسن من؟ حسن رسول الله ، لأنه أخذ الحسن الظاهر لكن الحسن الباطن شيء آخر وهو لرسول الله من خمر نـور جمالك و من رحيق وصالك شربت صرفاً فهمت وهام أهل كمالك عندما رأى هذا النور وهذا الجمال ، ما الذي حدث؟ ومبشري قـال هيـا قم فالحمى لك سالك فالطريق أصبح مفتوح فسرت و هو إمامـي حتى وصلت هنالك إذاً من يقود الإنسان في غياهب الغيب ؟ وفي غيب الغيب ؟ وفي نور الأنوار؟ وفي عالم الأسرار؟ ليس إلا الحبيب المختار في الصورة الأحمدية ، ما شكل هذه الصورة؟ وصفها أحد الصالحين فقال : " اللهم صلي وسلم وبارك على بيت الله المعمور بالله ونور الله الدال علي الله " فمن يريد الوجه يجب عليه أن يتأنى ويتعنى ليتهنى ،ِ لا بد أن تكون هناك معاناة وشوق ويكابد هذا الشوق للحبيب لكي يطيب {1} عن أنس بن مالك ، مسند الإمام أحمد | ||
Islam is religion of peace
الخميس، 27 فبراير 2014
نور الصورة الآدمية لرسول الله صل الله عليه وسلم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق