Disqus for ومضات إيمانية

الجمعة، 7 فبراير 2014

المودة في الله

          
إنها عبادة ليس لها فى العبادات التعبدية النفلية شبيه ولا مثيل .. فمن جملة هذه العبادات التزاور فى الله والمودة فى الله.
وهى العبادة التي كادت تنقرض فى هذا الزمان .. لأن الناس تتزاور الآن إن كان لمصلحة أو لمنفعة ، بل لقد بلغ الأمر حتى مع ذوى الأرحام أن التزاور بينهم أيضاً لمصالح بحجة أن الناس مشغولة إلا إذا كان فى العيدين ...لكن بعد ذلك ينشغل الكل وعبادة التواد فى الله والتزاور فى الله يكفيها قول المصطفى t فى الحديث القدسى رواية عن رب العزة جل فى علاه: -
] " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ " [ [1]
أى يوجب حضرة الله على نفسه، فهو عمل تستوجب به محبة الله فما الذى يساويه فى بقية الأعمال ففي الحديث الآخر يقول e فى الحديث القدسى أيضاً:
{ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ } [2]
فمتى تأتى حتى هذه ؟
الله أعلم !! فإنها تأتى على قدر الصفاء والنقاء والخشوع والحضور ، لكن فى الأخرى وجبت فوراً  ..!! وانظر إلى الفرق بين الاثنين ولذلك قال الحبيب:
{ زُرْ فِي اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ زَارَ فِي اللَّهِ شَّيَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ } [3]
{ مَن عَادَ مَرِيضاً أَوْ زَارَ أَخاً لَهُ في الله نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً } [4]
لـن يكون مثله أحد من عظماء الدنيا ووجهائها - حرس الشرف الخاص به سبعون ألف فهل رئيس أقوى دولة فى العالم يصطف له سبعون ألف ؟ بل إن السبعين ألف ليسوا حرساً عاديين ولكنهم ملائكة !! أما النشيد والقصيدة التى يشدوا بها هذا الحرس فهي - طبت وطاب ممشاك وطابت لك الجنة : أي أنك طبـت وسـيرك لهـذه الزيـارة طـاب فى الأجـر والثـواب وطابـت لك الجـنة:
]  سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ   [ (الزمر)
ومعنى الحديث أن من يعمل ذلك فقد وجبت له الجنة ناهيك عن تفصيل هذه الزيارة فإذا نظرت لأخي على شوق لأني لم أره منذ فترة طويلة يقول فيها الحبيب:
{ نَظَرُ الرَّجُلِ إِلَى أَخِيــــــــــــــــــــهِ عَلَى شَــــــــــــــــــوْقٍ خَيْرٌ مِنَ اعْتِكَافِ سَنَةٍ فِي مَسْجِدِي هَذا } [5]
فماذا تكلفنى هذه النظرة لكي تكون أفضل من اعتكاف سنة فى مسجد رسول الله ، وكذلك إن تصافحوا وانظروا لما قـال الحبيب :
{  مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ الْتَقَيَا فَتَصَافَحَا إِلاَّ تَسَاقَطَتْ ذُنُوبُهُمَا بَيْنَهُمَا } [6]
تنزل ذنوبه وذنوبى ناهيك عن:
{ تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ } [7]
{ وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ } [8]
إذاً تكون الزيارة كلها نور على نور فالزيارة قد استوجبت بها الجنة وكل حركاتى حتى حركات العين لها أجر وثواب عند اللهU  لأن الزيارة فى اللهU .
وقد ورد عن أصحاب رسول الله e أنهم كانوا عندما يمشون فى طرقات المدينة الغير ممهدة ، كان أحياناً يقطع مسيرهم صخرة أو نخلة فإذا تجاوزوهما تصافحوا ونظروا إلى بعضهم لكي يأخذوا الأجر والثواب من اللهU  وهذه العبادة من العبادات العظيمة التي يهتم بها الصالحون مع أن الناس الآن عنها غافلين.



[1] عن معاذ بن جبل t، أورده العديد من كتب السنة مثل موطأ ماللك والمعجم الكبير للطبرانىوغيرها الكثير.
[2]  عن عائشة ، مسند الإمام أحمد
[3] (حل) عن ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللَّهُ عنهُمَا. (جامع الأحاديث والمراسيل)
[4] عن أَبي هُرَيْرَةَ (مسند الإمام أحمد والترمذي)
[5] الْحكيم عن ابن عمروٍ رضَي اللَّهُ عنهُ. (جامع الأحاديث والمراسيل)
[6] الرُّوياني وابن أَبي الدُّنْيَا في كتاب الإِخوان (ش) عن الْبراءِ رضَي اللَّهُ عنهُ.
[7] عن أبي ذر (صحيح ابن حبان)
[8] رواه البخاري ومسلم في حديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق