فضل الشكر والشاكرين
فشكر الله على النعمة أننى أنفق مما رزقنى الله، قال تعالى:
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) [3 البقرة )]
- أعطانى مال أنفقه على المحتاجين.
- أعطانى جاه أقضى به مصالح السائلين .. هذه هى عبادتى ... وهذا هو شكرى لله عز وجل.
- أعطانى حسن تدبير الأمور وحسن إخراج المسلمين من معضلاتهم ومشاكلهم فيصبح شكرى لله وعبادتى لله أننى أصلح بين عباد الله المتخاصمين والمتفارقين وتصبح هذه عبادتى لله وتهجدى لله وطاعتى لله عز وجل .. ، فعندما يقضى أحدنا ليلة يصلح بين متخاصمين أفضل؟ .. أم أن يقضى ليلة مع كتاب الله عز وجل؟ أيهما أفضل يا إخوانى؟
الصلح قال :صلى الله عليه وسلم
صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على ما هو أفضل من درجة الصلاة والصيام والزكاة والحج؟ صلى الله عليه وسلم النوافل وليست الفرائض، قالوا بلى يا رسول الله عز وجل قال إصلاح ذات البين ( (18)
فالشكر يا إخوانى لله عز وجل عمل:
والشكر يشمل الشكر لله ويشمل الشكر لخلق الله، قال تعالى:
أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) [14 لقمان )]
تشكر الله وتشكر والديك على النعم التى أعطاها لك، وشكر الوالدين هنا البر بهما وطاعتهما وقضاء حاجاتهما طالما لا تخالف الشرع.
وأيضاً أى شخص أجرى الله عز وجل نعمة على يديه لى كأن علمنى مهنة أو حرفة أو علمنى كلمة علم أو صنع لى معروفاً فربنا علمنا ليدوم المعروف أن نشكر الناس وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ لم يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشكُرِ الله) سنن الترمذي عن أبى سعيد
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ أخبرني جبريل عليه السلام أنه إذا كان يوم القيامة جمع اللـه الأولين والآخرين يقول اللـه لعبده عبدي هل شكرت فلانا على ما كان منه إليك فيقول لا يا رب شكرتك لأن النعمة كانت منك قال فيقول اللـه ما شكرتني إذ لم تشكر من أديت لك النعمة على يديه } شعب الإيمان للبيهقى.
ما الذى قلل صنع المعروف فى المجتمع الآن يا إخوانى؟
أن الناس لا تعترف بالجميل، يذهب إلى الرجل ويلاطفه ويداهنه ويلاينه إلى أن يقضى مصلحته وبعد ذلك حتى كلمة السلام عليكم يبخل بها عليه فتنكسر نفسه ويقول لقد صنعت له الجميل ولم يقل حتى السلام عليكم ونحن بشر والبشرية موجودة فتقتل فى نفسه الرغبة فى عمل الخير!!
لكن عندما كان الناس يعترفون بالخير ولا ينكرون الجميل كانوا يتنافسون فى عمل الخير ويريد كل واحد منهم أن يصنع الخير حتى يرضى الله ويرضى خلق الله!
فالله عز وجل هو الذى أمرنى أن أشكر الناس على الجميل وعلى الخير الذى صنعوه معى وكل واحد يكفر بهذه النعم يكون له عقاب شديد يوم لقاء الله عز وجل.
أضرب مثلاً بسيطاً حتى أنهى حديثى الآن:
لو أحدنا احتاج مائة جنية من يعطيه الآن؟
لا أحد، لماذا؟
لأنه إذا أعطاه المبلغ يقول له سأردها بعد شهر وبعد الشهر يقول له بعد شهرين وبعد الشهرين يقول له بعد سنة وبعد هذا يهرب منه وبعدها يقول له اذهب إلى القضاء واطلبنى ويسمع ما يكره!!
فالذى يعمل هذا العمل مرة هل سيفعلها مرة أخرى؟ لا !!
لكن الإسلام لم يقل هذا إنما قال لابد أن أفى بالعهد:
وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) [34 الإسراء )]
العهد نفسه سيُسأل!!
العهد الذى أنت أخذته سوف يُسأل !!
أنا قصرت بى الأمور أذهب إليه وأستسمحه وأقول له اصبر علىَّ هذا الشهر، الشهر التالى ليس معى أقول له أيضاً ..
بل إن الله عز وجل كما أمر حبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم ، أوصى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم عندما أسدد الدين الذى على؛ قال لابد أن أزيد شيئاً عليه من عندى بدون شرط عليه حتى لا يكون ربا، أزيد شيئاً من عندى حتى يكون دليلاً على شكرى لهذا الرجل واعترافاً بالجميل أقول له هذه هدية منى لك، ولذلك أخذ النبى من الرجل اليهودى سبعة أوسق، وعندما جاء ليطالبه قال يا عمر أعطه ثلاثين !، انتبهوا أخذهم سبعة .. وأعطاهم له ثلاثين ليجذبه إلى الله عز وجلوليعرفنا كيفية رد الجميل فلم يردهم ناقصين أو على مراحل بل قال ردهم وزدهم.
لذلك لو هذا الفعل موجوداً الآن سيظل الخير موجوداً فى المجتمع وبالتالى المؤمن فى الوقت الذى يحتاج فيه سوف يجد ألف يد تمتد بالخير إليه لأنه سيشكر الله ويشكر عبيد الله على فضل الله عز وجل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق