Disqus for ومضات إيمانية

الأربعاء، 25 يوليو 2018

نعم الله فى الإنسان

🌻🌹💧❅ نعم الله فى الإنسان.   ❅🌻🌹💧
فعندما ذهب رجل إلى أحد العلماء العاملين يشتكى سوء الزمان وأن الزمان جنى عليه وأنه ليس به خير .. ولا بر ... ولا شئ !!  فقال له: يا أخى أترضى أن يأخذوا عينيك ويعطوك عشرة آلاف دينار؟ ... قال: لا، ...فقال له: أترضى أن يأخذوا أذنيك ويعطوك عشرة آلاف دينار؟ .... قال: لا،  فقال له: أترضى أن يأخذوا لسانك ويعطوك عشرة آلاف دينار؟ ... قال: لا، فقال له: أترضى أن تكف رجلاك عن المشى وتأخذ عشرة آلاف دينار؟ قال: لا، فقال له: أترضى أن يمسك يديك عن الحركة وتأخذ عشرة آلاف دينار؟ قال: لا، فقال له يا أخى معك خمسين ألف دينار من هؤلاء فقط وتقول إننى فقير ومحتاج ولا أحد يعطف على ويعطينى، فما بالك لو أتى بالنعم الأخرى ومنها العقل وما الذى يساويه فى الدنيا والآخرة؟
 فهذه النعم من الذى يحفظها؟ ومن الذى يؤمن عليها؟
 الله عز وجل، فلو أنه أخذ نعمة من هذه النعم:
لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) [23 الأنبياء ) ]
من الذى يقول له لم فعلت هذا؟ إذا أصبحت فى الصباح ووجدت العين لا ترى هل أقول له لماذا أخذتها أبداً:
 ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة  بعباده بصيرا  ) [45 فاطر]
لو يؤاخذنا ببعض ذنوبنا لا نساوى شيئاً لكنها نعم لا عد لها ولا حصر لها سواء بداخلى أو من حولى أو فى منزلى أو بعقلى وكل هذه النعم من أجلى صنعت لماذا؟ 
قال: لأنك مطلوب لله تـعالى وقد حملك الأمانة التى من أجلها صرت خليفة عـن الله عز وجل فى هذا الكون !!!
من أجل هذا كل شئ مجهز لك.
فأنا مطالب عندما لأقف بين يدى الله عز وجل فى الصلاة أن أستحضر أولاً نعم الله علىّ، من الذى أتى بى إلى هنا؟ ومن الذى حرك الأعضاء وسارت إلى هنا؟ ومن الذى فكر العقل وجعله يتذكر الكلمات التى تقولها فى الصلاة؟
لو ضغط الله على مفتاح الإيقاف هل أتذكر شيئاً وأنا فى الصلاة يا إخواني؟
لا، فكما أدخل أخرج لكن من الذى يشغل ومن الذى يعطل؟ أنا .. العقل .. لكن هل يستطيع احد أن يشغله أو يعطله يا إخوانى؟
يعنى هل تستطيع أن تقول للعقل انتظر نصف ساعة بدون تفكير حتى أستريح، لا تستطيع لأن الذى يشغله الله رب العالمين، حتى الأعضاء العادية فالجهاز الذى يأكل ويحضر الأنزيمات ويهضم الطعام من منا يستطيع تشغيله أو إيقافه؟
ومن يستطيع أن يقول للمعدة انتظرى نصف ساعة وبعد ذلك اهضمى!
الأجهزة بداخلى لكن من الذى يشغلها يا إخوانى؟
الله رب العالمين، وإن كانت معى فلكى أشكر أنا وأنت الله الشكر المطلوب فإننى مطالب أن أعرف جميع هذه النعم التى فىّ والتى من حولى والتى لى هنا والتى لى عند الله والتى لى فى الجنة حتى أشكر الله عليها هل يستطيع أحد منا أن يحيط بهذه النعم يا إخواني؟    أبداً !!
( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها  )  [18 النحل] 
نعمة واحدة وليست نعم، الله يقول نعمة واحدة من نعم الله لا نستطيع أن نعد الفضل الذى لنا فيها من الله عز وجل !!!!!!
الفضل الذى لنا فى نعمة البصر لا نستطيع أن نعده والفضل الذى لنا فى نعمة السمع لا نستطيع أن نعده، من الجائز أن بعض الأطباء الأجانب المهرة حاولوا أن يعدوا بعض هذه الوظائف فأتوا بالكبد وعدوا له حوالى ثلاثمائة وخمسين وظيفة وقالوا ربما فى المستقبل نكتشف وظائف أخرى له لا نعرفها الآن، هذا فى الكبد فقط فما بالك بباقى الأعضاء أين نذهب لا نستطيع، ماذا نفعل يارب؟
قال سبحانه إنى أعلم أنكم عاجزون فأنا أشكر نفسى وأنتم تقولون مثلما أقول كيف؟ يعنى أحدنا يعد ويستحضر هذه النعم وبعد ذلك يقول إنى لا أعرف أن أشكرك ولكنى أقول ما كلفتنى بقوله فى الصلاة وأعرف أننى عاجز: 
( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
هكذا يشكر الله وهو شاعر أنه مقصر!!
 وهو يشعر أنه لم يقم بالذى عليه وهو يشعر أنه لا يستطيع أن ينهض بشكر نعمة واحدة من النعم التى غمره بها الله.
لكن الذى دخل الصلاة وهو يظن أن ربنا غبنه وكيف أنه أعطى فلاناً كذا وكذا ولم يعطه فهذا يقول بلسانه:  
 (الحمد لله  رب العالمين) وقلبه غير راض عن الله لأنه غاضب 
منه، هل هذا يصبح شاكرًا لله  يا إخواني؟ لا !!
أو الذى يرى نفسه أنه قدم شيئاً كبيراً لله حيث يقول فى نفسه استيقظت من نومى وتوضأت وخرجت من بيتى ووقفت أمامك وبهذا فقد فعلت شيئاً عظيماً، وهذا قد تباعد صلاته بينه وبين الله عز وجل لأنه لبس رداء الكبرياء أمام المتكبر عز وجل وهذا لا يصح أبداً فالذى يقف بين الله يكون كما قال عز وجل: 
( إِنَّمَا الصَّلاةُ تَمَسْكُنٌ وَتَوَاضُعٌ وَتَضَرُّعٌ وَتَأَوُّهٌ وَتَنَادُمٌ وَتَضَع يَدَيْكَ فَتَقُولُ: اللَّهُمَّ اللَّهُمَّ فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَهِيَ خِدَاجٌ ) (6)
فحال الإنسان المؤمن أثناء الصلاة هو هذا الحال.


🌻♢♢❅• ❅♢♢❅• ❅• ❅♢♢🌻
🌹💧مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد🌹💧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق