Disqus for ومضات إيمانية

الخميس، 26 يوليو 2018

أفضل عباد الله يوم القيامة

🌻🌹💧❅وصف الحامدين   ❅🌻🌹💧

الإنسان الحامد لله هو المقر والمعترف ليس بلسانه بل بقلبه وجنانه بأن الفضل كله من الله وإلى الله عز وجل، يقولون له أولادك ما شاء الله ربنا بارك فيهم وبرره ومطيعين ومتفوقين، يقول الحامد: هذا من فضل الله هو الذى هداهم ووفقهم وماذا كنت فاعلاً لهم لولا توفيق الله ومعونته، فهذا الرجل أصبح إنساناً حامداً لأنه نسب الفضل لله عز وجل، أما الآخر فيقول: إنني أقوم بتأديبهم وأحضر لهم العصا وأراقبهم ليل نهار وأتابعهم وينسب الفضل لنفسه، فمثل هذا خرج من دائرة الحامدين لأن الحامد ينسب الفضل كله والنعمة كلها لله رب العالمين.
وهكذا يا إخوانى فى أى أمر فإن كان طبيباً يقولون له أنت السبب فى علاج فلان يقول لا الفضل لله ومن الله وإلى الله عز وجل، لكن النساء الواحدة منهن تقول لصاحبتها انظرى ما أنجبت؟ وكيف شكله وصورته؟ والحقيقة أنها لم تأت به أو بشكله أو صورته فالذى أعطي هو الله الذى يقول: 
هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ) ( [6 آل عمران )]
من فيهن صورت؟ ومن فيهن قصرت أو أطالت أو لونت؟ هذا أبيض وهذا أسود وهذا أحمر، ومن فيهن كونت؟ لكن يا إخوانى لمن الفضل؟ لله عز وجل هو الذى صور وهو الذى كون وهو الذى لون وهو الذى دبر وهو الذى هيأ هذا الإنسان فالفضل من الله وإلى الله عز وجل، فالإنسان الحامد هو الذى ينسب كل شئ إلى الله عز وجل وهذا مثله واضح فى قول سيدنا إبراهيم عليه السلام:
( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )((80)  [الشعراء]
مع أن المرض ليس منه لكنه أدب الحضرة نسب المرض لأنه عيب لنفسه عليه السلام، فينسب الحامد كل كمال إلى الله وكل نقص وكل تقصير وكل سهو وكل غفلة إلى نفسه، وهذا يا إخوانى فى كل حال، الكلام سهل لكنه فى حال الفعال صعب ولا يأتى به إلا كمل الصالحين وكمل المقربين والذين إحساسهم دائماً فى كل وقت وحين انه معهم وأنه سبحانه لو تخلى عنهم طرفة عين لا يستطيع الواحد أن يطرف أو يحرك أصبع أو لسان أو أى عضو ويعلم أن الله  هو الفعال لما يريد ... هذا يا إخوانى الحمد.
فالحمد يا إخوانى أجمله سيدنا أبو بكر فى جملة واحدة قال فيها:
 { الحمد لله الذى لم يصل أحد إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته }
 وهذه خطبة كاملة خطبها سيدنا أبو بكر ونزل!!
ومعنى هذه الخطبة أن أهل الحمد الأعظم هم الذين وصلوا ووقفوا على لا حول ولا قوة إلا بالله فيرى الواحد منهم فى نفسه أنه ليس له حول ولا طول ولا قوة ولا فضل
 إلا إذا أمده بذلك الله عز وجل.
فعندما يطلب من أحدهم مصلحة يقول إذا وفقنى ربنا سأفعلها، وعندما يطلب منه علماً يقول إذا ألهمنى ربنا سأعلمك فهو دائم واقف على أعتاب فضل الله يستمطر الخير والنعم كلها من الله لأنه يرى الفضل كله من الله وإلى الله عز وجل.

🌻♢♢❅• ❅♢♢❅• ❅• ❅♢♢🌻
🌹💧مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد🌹💧


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق