Disqus for ومضات إيمانية

الثلاثاء، 29 مايو 2012

الفرق بين السنة والشيعة





بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين الشيعة والسنة :
كلمة شيعة : معناها شيعة الرجل يعني خاصته وأحبابه ، فشيعة الإمام علي يعني أحباب الإمام عليٍّ رضي الله عنه وكرم الله وجهه. ولكن انقسمت الشيعة إلي فرق كثيرة بحسب اختلاف العقيدة الدينية وبعض المبادئ التشريعية، وجوهر الاختلاف مابين الشيعة والسنة يرجع إلي العقيدة، في أساس الدين الأول، فنحن أهل السنة نعتقد أن رسولنا الذي اختاره الله عز وجل لنا هو محمد بن عبد الله، وكتابنا القرآن الكريم، والأمر بعد محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم شوري بين المسلمين عملا بقول الله عز شأنه: وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ (38-الشورى)، يختارون من بينهم الأنفع لهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم ليقودهم ويكون من المسلمين.
والشورى في الإسلام لها ثلاث صور ظهرت
بعد انتقال الرسول صلي الله عليه وسلم:
الصورة الأولى: 
إما أن يجتمع زعماء المسلمين فيختاروا من بينهم زعيما للأمة ، وهذا ما كان في سقيفة بني ساعده بعد انتقال النبي صلي الله عليه وسلم ، حيث اجتمع الأنصار والمهاجرين واتفقوا بعد المداولات علي أبي بكر الصديق. وهذه الصورة من الذي يختارها؟ ..زعماء الأمة .
الصورة الثانية للشورى في الإسلام:
أن يرشح الحاكم من يثق في عدالته وأمانته قبل تركه للسلطة، ثم يشاور أهل الرأي في دولته، فإن اجتمعوا علي هذا الرأي، عقد له البيعة من بعده، كما فعل سيدنا أبو بكر مع سيدنا عمر واستطلع الآراء، يعني لم ينفرد بالرأي، فاستطلع آراء علية القوم، أو كبار المستشارين بلغة عصرنا، وكبار المستشارين الذين حوله وافقوا أجمعين، فأخذ له البيعة قبل وفاته .
الصورة الثالثة :
وإما أن يختار إمام المسلمين نفراً ممن يثق في قدراتهم ومهاراتهم، ويترك لهم الحرية في أن يختاروا من بينهم رجلاً يصلح لإمامة المسلمين. وهذا كما فعل سيدنا عمر، حينما اختار ستة نفرٍ وطلب منهم أن يختاروا رجلاً من بينهم، وترك لهم حتي طريقة التصويت علي الذي يختارونه، فإن انقسموا إلي فريقين، يعني ثلاثة وثلاثة، هنا طلب منهم أن يكون صوت عبد الله بن عمر مرجحاً فيكون هو الصوت الرابع المرجح، لم يتركهم أيضاً حتي لا يختلفوا،
 ووضع لهم القواعد التي بها يحمون الأمر.
وهذه هي ثلاث طرق للديمقراطية والشورى الإسلامية، لأن الإسلام ليس فيه دكتاتورية، ولا ملكية وراثية، وإنما وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ (38-الشورى).
 وهذا أمر أهل السنة الذي نحن منهم.
أما الشيعة - مع اختلافهم - يتفقون علي أن زعامة وخلافة وإمامة المسلمين لا ينبغي أن تكون إلا في نفر، أو رجل من أولاد الإمام عليّ، وهذا هو الخلاف الجوهري الأول، ثم انقسموا بعد ذلك، فبعضهم زاد علي هذا الشرط، فجعل أنه لا تصلح إمامة المسلمين في الصلاة إلا بإمام من آل عليّ، فدخلوا في المشقة علي المسلمين، وزاد بعضهم في الاعوجاج فقالوا: إن الأمين جبريل عليه السلام كلف من قبل الله أن ينزل بالرسالة علي الإمام عليٍّ فخان الأمانة ونزل علي محمد، وهؤلاء منهم الشيعة التي تحكم إيران الآن وتسمي الإسماعيلية، أو الإثني عشرية، وسنقول السرُّ في الاثنين، وطبعا من يقول هذا القول كافر، كيف يكون الله لا يستطيع أن يضبط السفير الذي أرسله؟!! السفير يخون الأمانة!! فكيف يكون الإله؟!!
وطائفة خففت - وهذه الشيعة تسمي الشيعة المعتدلة - لأنها تؤمن برسول الله صلي الله عليه وسلم، وهذا ما تحاول الطائفة المعتدلة الآن في إيران أن تسير عليه، ومنها الشيعة الزيدية التي كانت في اليمن، وكان منها أئمة اليمن، وآخرهم الإمام البدر - ولا نعلم لا يزال علي قيد الحياة أم لا ـ وكان عايش في السعودية الإمام أحمد وكان قبله الإمام يحي، وهؤلاء هم الزيدية، وهم متفقون أن رسولنا جميعاً هو رسول الله محمد بن عبد الله، لكن وجهة نظرهم أن الإمامة كانت ينبغي أن تكون من بعده في عليّ وذرية عليّ، فكان ينبغي علي المسلمين أن يكون علىٌّ هو الخليفة ، وهؤلاء معتدلين .
طائفة أخري تشددت في هذا المنهج،
 فسبَّت أبا بكر، وسبت عمر، لاعتقادهم أنهما اغتصبا حقَّ عليٍّ، وأخذوا الخلافة رغماً عنه، ورفضوا إمامتهما، ولذلك يسمون الرافضة لأنهم يرفضون إمامة أبى بكر وإمامة عمر ويسبون ويلعنونهما، وهذه أيضاً طائفة كافرة لأنهم يسبون أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم، لقوله صلي الله عليه وسلم: ( الله .. الله .. في أصحابي، لا تتخذوهم غرضاً من بعدي )، أي: لا تنبسطوا بالقول فيهم من بعدي بسوء. فالرافضة ترفض إمامة أبى بكر وعمر، وتتهمهما بأنهما اغتصبا الإمامة من الإمام عليٍّ رضي الله عنه.
نعود للإثني عشرية، أو الإسماعيلية، وهما مسميً واحد، الاثني عشرية لأنهم اعتقدوا أن الإمامة في عليّ، ومن بعده الحسن، ومن بعده الحسين، ومن بعده علي زين العابدين، ومن بعده محمد الباقر، ومن بعده جعفر الصادق، ومن بعده موسي الكاظم ... عدوا اثني عشر إماماً، والإمام الاثني عشر اسمه إسماعيل، قالوا إنه دخل سرداباً، يعني طريقاً مظلماً في جوف جبل، بعضهم قال: في سامراء - وهي مدينة في جوار بغداد - وبعضهم قال: في قُم - وهي المدينة المقدسة عندهم - وينتظرون خروج هذا الإمام في آخر الزمان، والي يومنا هذا وفي كل صباح، كل يوم يخرج وفد منهم إلي فتحة السرداب ومعهم فرس، ومعهم زينة ينتظرون خروج الإمام، ويسمونه الإمام المنتظر، ويحيلون عليه حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي يقول فيه: ( لو لم يبقَ من عُمر الدنيا إلا يوم لأخَّر الله هذا اليوم حتي يخرج رجلٌ من آل بيتي اسمه يواطئ اسمي، واسم أبيه يواطئ اسم أبي، واسم أمه يواطئ اسم أمي، يملأ الأرض نوراً كما ملئت ظلماً وجورا ). ولذلك في إيران جعلوا قم مدينة مقدسة، يعني لا يظهر فيها شيء يخالف الشريعة، لماذا؟ لأجل ظهور الإمام المنتظر، 
وهذا هو الخلاف الجوهري .
طبعا بعد ذلك وعلي توالي العصور ظهرت طوائف أخرى حرَّفت وغيّضرت كثيراً، كالدروز فى سوريا ولبنان، وهذه طائفة أيضاً تنسب إلى الشيعة، وان كانت بريئة لكل ما ينسب إلى التشيع والإسلام، وطائفة أخرى اسمهم الحشائين وهذه موجودة أيضا فى بعض جبال لبنان يبيعون الحشيش، وطوائف كثيرة لاداعى لسردها أوذكرها، المهم الخلاف
أولاً خلاف فى العقيدة. 
الخلاف الثاني: خلافات تشريعية، فبعض الشيعه اعتقدوا أن الإمام عليًّا رضي الله عنه وكرم الله وجهه خصَّه النبي صلى الله عليه وسلم بصحيفة غير القرآن أخبره فيها ببعض الأشياء الصادقة التي ستحدث إلى آخر الزمان، ولذلك يسمون هذه الصحيفة الصادقة، ويزعمون أنَّ أول من أخرجها وجمعها الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه، وفى هذه الصحيفة ينسبون أشياء كثيرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم خصَّ بها الإمام علياًّ وذريته، وهذه الأشياء ليست موجودة فى كتب الأحاديث الصحيحة المعتمدة، ولذلك نجد عامه الشيعة يشنون حرباً هوجاء على سيدنا أبى هريرة الراوي الأول لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويزعمون أنه كذب فى أحاديثه، ونسب إلى النَّبيِّ أحاديث لم يتحدث بها، لأنه لم يصرح بهذه الأحاديث التي أودعوها فى كتبهم وأقاموا عليها بنيان عقيدتهم وتشريعهم.
ومن هنا جعل الشيعة لهم فقهاً خاصاً بهم نسبوه إلى سيدنا الإمام
جعفر الصادق رضي الله عنه، وسموه الفقه الجعفري، وهذا هو الذى عليه الشيعة فى إيران والعراق، لا يعرفون المذاهب الأربعة التي عندنا، وإنما يطبقون المذهب الجعفرى الذى نسبوه، وسيدنا جعفر كان فقيهاً لكنهم نسبوا إليه أشياء كثيرة لم يتقول بها، ودسوها عليه وسموها المذهب الجعفري. منها على سبيل المثال: نكاح المتعة، وهذه الشريعة موجودة فى العراق وإيران، النكاح والزواج عندنا أهل السنة وعند المسلمين شرطه أن يكون مؤبداً، يعنى لا يتم الفصال بين الزوجين إلا بالطلاق أو الموت، اسمه التأبيد. هم جعلوا هناك نكاحاً مشروطاً ولمده محدودة، واحد يعقد العقد على امرأة لمدة يحددانها باتفاق بينهما - قد تكون سنة أو سنتين - بعدها ينفصلان تلقائياً!!
لو صنفنا هذا التشريع على تشريع الله نجده يخالف منهج الله!! لأن الذى يفصم عرى العلاقات الزوجية الطلاق أو الموت، مادام لم يصدر طلاق من الرجل إذن كيف ننهى هذه الحياة الزوجية؟ ثم ندخل فى محاورة أخري: هل يباح لإمرأة مازالت منسوبة لرجل أن تتزوج برجل آخر؟ هذا ما حدث عندهم!! لايجوز، لكنها تتزوج!! إلى أيهما تنسب للأول أم للآخر؟!! كلاهما باطل، لأنهما لم يكن هناك مبرر شرعي للفصام أو الفصال بينهما، وشرط الطلاق أن يكون من الرجل، لأن اليوم أتانى رجل فى المسجد بعد الصلاة يسألنى سؤالاً، يقول لي: مراتى قالت لى: طلقتك فضربتها وسكت، ويقول أيضا: قالت لي: أنا طلقتك، فيقول هل الطلاق واقع أم لا؟ قلت له: هي مالها ومال هذا الموضوع؟!! هو رجل علي فطرته، وهو لا يعرف شيئاً، فيسأل!! قلت له: هي ليس لها شأن بهذا الموضوع، هذا الموضوع يخصُّك أنت وليس من حقها التطليق.
فإذن يعني الشرط لهذا الطلاق من الرجل، وقال صلي الله عليه وسلم حسماً لهذا الأمر: ( إنما الطلاق لمن أخذ بالساق )، يعني الرجل هو الذي أبيح له التمتع بهذه المرأة. حتي الأب لا يملك تطليق زوجة ابنه، ولا الأخ يملك تطليق زوجة أخيه، لازم الإنسان هو بذاته ولا يجوز فيها الإنابة، تنفع الإنابة في النكاح
ولكن لا تنفع في الطلاق.
ونسأل أهل القانون من الناحية القانونية، ويسأل فضيلته - رجلاً من أهل القانون - كان جالساً بجواره: هل يجوز التوكيل؟ قال: ينفع، ولكن الموكل بذاته.ولا يجوز أن يوكل الأب، أو ألأخ، أو غيره عنه. إذا الواحد وكَّل محاميًّا ينفع، لكن هو فقط الذي يوكله، لكن لا ينفع أبوه ولا أخوه ولا أى أحد. إذا هو نفس الموضوع، هي – أى الزوجة - لا يجوز لها أن تطلق ولكن تطلب التطليق.
وهذه يا إخوانى بعض الفروق الجوهرية بين السنة والشيعة، وهناك فروق أخري يجب أن تفطن لها: أغلب الشيعة يعتقدون في الإمام الذي هو من ذرية فاطمة وعليّ، لأن عليًّا تزوَّج بأخريات وأنجب منهن - منهم سيدنا محمد ابن الحنفية ،لأن أمه كانت من بني حنيفة، فهم اشترطوا أن يكون الإمام من ذرية عليّ وفاطمة، لكن لأحد غيرهم؟ لا.
ويعتقد أغلبهم أن الإمام معصوم - وهذا فرق جوهري - لأن عندنا العصمة ليست إلا لأنبياء الله، لكن هم ينسبون العصمة لمن؟ للإمام، وهذا منافي بصريح القرآن وسنة النبي العدنان، ويزيدون علي هذا أمراً آخر أشر، فيعتقدون أن الإمام ينزل عليه الوحي!! مع أننا نعلم علم اليقين أن الوحي انتهي، ولذلك له حق التشريع حسب ما ينزل عليه، وأظن هذا ربما يكون مأخوذ من الديانة المسيحية، لأن عندهم البابا معصوم ويوحي إليه ويشرع تشريعات جديدة. هذه الأشياء ليست موجودة لدينا جماعة المسلمين، فنحن نعتقد في كل الأولياء الحفظ وليست العصمة، وهناك فرق بين الحفظ والعصمة، فالمعصوم لا تخطر أو لا يخطر علي باله المعصية قط، والمحفوظ قد تخطر المعصية علي باله لكن يحفظه الله من عملها وتنفيذها، وواضح الفرق بين الاثنين يا إخوانى، فليس عندنا معصوم ولكن عندنا محفوظ، والمحفوظ أيضا قد يغلبه أمر الله، فيقع في هفوة لكن يرجع ويتوب إلي الله كما كان يحدث بين بعض أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم الكُمَّل. وهذا أمر جوهري في العقيدة، أن الإمام معصوم ومازال ينزل عليه الوحي، أمر لا يبيحه أمر الله ولا شرع الله الذي جاء به سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم من عند الله عز وجل.
أمر آخر يعتقده الشيعة، ويفرضونه علي أتباعهم، يعني في إيران ميزانية الإمام - الذي هو آية الله - أكثر من ميزانية الدولة!! لماذا؟ لأن الشيعي يفرض عليه بقول الله: وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ (41- الأنفال). ففرض عليه أن يخرج الخمس من كل دخل يدخل إليه ويعطيه ويسلمه للإمام، إن كان من راتب أو تجارة أو زراعة أو غيرها، وإذا لم يخرج الخمس صوروا له أنه ستعتريه النكبات وتنزل عليه البلايا، وتتوالي عليه الرزايا. إذن هو من نفسه يعطي الخمس، فخمس إرادات إيران كلها مع مَنْ؟ مع الآيات!! ولذلك الحرس الثوري الإيراني معه أحسن الأسلحة وأحدثها في العالم!! ميزانية رهيبة - التي هي الخمس - خمس الله والرسول!! هل هذا الأمر يوجد عندنا؟!! لا، إن هذا الخمس جعله الله في الغنيمة، والغنيمة هي ما كان يأتي لرسول الله صلي الله عليه وسلم بدون تعب من أحد، أو عناء من عمل.
الغنيمة التي يحصل عليها في وقت الحروب، أو الأرزاق التي ساقها الله بدون تعب، كالمعادن التي تخرج من باطن الأرض، وهذه زكاة ليست للإمام فقط بمفرده، لكن الزكاة التي يسمونها الركاز - المعادن التي في باطن الأرض - الخمس لأنها خرجت بدون تعب، لكن هل يفرض علي أن يعطي للمتبوع خمس دخله؟ هذا ليس في الإسلام لأن الله قال في قرآنه: اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ (21- يس). تتبعون مَنْ؟ هل تتبعون الذي لا يسألكم أجراً أم الذي يسألكم أجراً؟!! الذي يسأل أجراً، تكون دعوته غير صادقة، لكن اتبعوا من لا يطلب أجراً.
وللأسف فإن كثيراً من أدعياء الصوفية في بلدنا النقية ـ لأن مصر بلد نقية ليس فيها هذه الخلافات، هذه الخلافات العقائدية ليست موجودة عندنا في مصر أبداً ـ لكن كثيراً من أدعياء الصوفية أرادوا أن يبسطوا نفوذهم علي قلوب أتباعهم، فنسجوا مثل هذه العقائد الشيعية، فجعلوا الإمام - إمام الطريقة - معصوماً وينزل عليه الوحي، وفرضوا علي الأتباع أن يعطوا أيضا الخمس للإمام، لأجل أن تأتيهم البركة، ويأتيهم الخير والحفظ، وهذا أيضا تأثر بعقيدة الحركة الشيعية، وبعضهم جعل هناك أقطاباً، قالوا هؤلاء هم المدركين بالكون، وهؤلاء هم الذين أعطاهم الله التصريف، وبإمكانهم أن يسعدوا هذا ويفقروا هذا، وأنت لازم تتقرب لهم!! .. سبحان الله وهل هذا دين الله وسنة رسول الله؟!! إذا كان الله قال لحبيبه صلي الله عليه وسلم: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء (56- القصص). إذن فهل نحن نهدي الناس؟!! التي ليست في يد رسول الله، تكون في إتباع رسول الله!!
أنا أردت أن أنبه إخواني لكي يحذروا هذه الأمور الشيعية والتي اندست في الصوفية، فنجد بعض الصوفية الجاهلين يقولون عندنا إلهام!! هل الإلهام يخالف شرع سيد الأنام؟!! لو خالف الإلهام شريعة الله نضرب به عرض الحائط. أليس كذلك؟ 
هذه يا إخوانى - يعني باختصار شديد - الفرق بيننا وبين أهل الشيعة، وبين الذين تابعوهم علي هذه البضاعة الوضيعة، لكن الموضوع طبعاً واسع ويحتاج إلى مجال كبير فيه اختلاف، ففي الصوم مثلاً: لا يوجد خلاف بيننا وبين الشيعة المعتدلين، ولكن الاختلاف في الصلاة - كما قلنا - أن بعضهم لا يجوز الصلاة إلا بظهور الإمام، والصلاة التي هي الجمعة والجماعة، فيصلوا بمفردهم في الخفاء، ولكن لا يظهرون إلا في صلاة الجمعة والجماعات، إلي أن يظهر الإمام المنتظر، أو الإمام المعصوم. أما الصيام فالذين أسقطوه الجماعة الدروز، أسقطوا الصيام إلي أن يظهر الإمام، يعني لا يوجد عندهم صيام أبداً. هذه طبعاً دعاوي كثيرة لحين أن يظهر الإمام، دعاوي كثيرة.
هناك جزئية ثانية مهمة وجوهرية، أنهم أباحوا لأتباعهم شيئاً يخالف هدي الحبيب صلي الله عليه وسلم، وجعلوها مبدأً أساسيًّا عندهم يسمي التقية، والتقيه يعني: أن يظهر الرجل خلاف ما يبطن حتي لا يقع في حرج، ليس هناك مانع أن الواحد يكذب لو وجد نفسه أنه سيقع في حرج، فيظهر خلاف ما يبطن، مع أن ديننا جعل هذه صفة المنافقين، وقال صلي الله عليه وسلم: ( شر الناس ذو الوجهين، الذي يلقي هذا بوجه وهذا بوجه ).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
من مقالات قضيلة الشيخ فوزى محمد ابوزيد
                                       
http://www.fawzyabuzeid.com/   


السبت، 26 مايو 2012

الأرزاق الحلال والبركة




الرزق الحلال والبركة

الموضوع الذي أريد أن أنوه عليه وأنبه عليه بشدة أنه في هذا العصر الذي نحن فيهكثرت المشاريع والأبواب التي يحصل منها الناس الأرزاق، ولكن كان الناس فيما مضى يتحرون ويسألون قبل أي مشروع وقبل وأي باب للعمل أن يكون هذا العمل أولاً: مباحاً في شرع الله وثانياً: أن يكون هذا العمل في ذاته حلالاً أحله الله وأباحه رسول الله لكن في العصر الحالي، ونتيجة الضغوط الاقتصادية وتهافت الناس على الأموال أصبح الناس لا يبالون أم من حلال أم من حرام المهم هو المال وهذه حقيقة تحدث عنها رسول الله وكأنه رأها ويراها بيننا الآن رأى العين فقال {يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُبَالِي الْمَرْءُ مَا أَخَذَ أَمِنَ الْحَلاَلِ أَمْ مِنَ الْحَرَامِ}[1] المهم أن يجمع المال وحسب وقد ظهرت الأعمال التي لا ترضي الله ويعمل فيها المسلمون بل إنه قد دخل أيضاً ما نهى الله عنه المؤمنين دخل في الأعمال التي أحلها وأباحها الله فهذا الحال الذى أصبح فيه المسلمون قد جعلهم فى خطر جسيم، فلو أن المؤمن عبد الله عبادة دائمة ليل نهار ليلاً ونهاراً سنين طوال لكنه لا يتحرى في مطعمه اللقمة الحلال فما نصيب عبادته عند الله ؟يقول الله في هذه العبادة {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً} فهذه العبادة غير مقبول والرسول بين لنا هذه الحقيقة فيقول الحبيب {أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إنَّ الْعَبْدَ لَيَقَذِفُ اللُّقْمَةُ الْحَرَامُ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلٌ أَرْبَعُونَ يَوْمَاً}[2] لو لقمة واحدة حرام سيظل أربعين يوماً لن يرفع له صلاة أو صيام ولا زكاة ولا دعاء ولا تسبيح ولا تلاوة قرآن فهو محروم من قبول أي عمل صالح ويصدر عليه قرار حرمان من قبول الطاعات لمدة أربعين يوماً، وهذا لمن أكل لقمة واحدة حرام فما بالكم بمن يعيش كلية على الحرام ومثل هذا قال فيه حضرة النبي {كُلُّ جَسَدٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلى بِهِ}[3] ولذلك فأهم شيء نتحراه في هذا الزمن إذا كنا نريد البركة في الأرزاق والسعادة يوم لقاء الله لكي يتقبل منا الأعمال أن نحرص على القوت الحلال وهو الذي يأتي نتيجة عمل الإنسان فى الطريق الذى قد أباحه الله وأكرر قولى أن أول شيء يجب أن يتحراه المؤمن أن تكون الأرزاق حلالاً بمعنى أن تأتى هذه الأرزاق عن طريق العمل الذي أباحه الله ويتقنه الإنسان كيف ذلك؟دعونى أبين لكن بمزيد من التفصيل ولنتجول معا فى ميادين العمل المتنوعة فى هذه الحياة
فى التجارة
فأنتم يعمل أزواج الكثيرات منكن بالتجارة أو أبناؤهن أو أخوانهن بل والبعض منكن يعملن بالتجارة فيشترين ويبعن إذا كان العمل في تجارة فيجب أن يسير على مبادئ التجارة التي شرعها الإسلام بأن يوفى الكيل والميزان ولا يغش في البضاعة أو الثمن أو الصنف وإذا عمل ذلك يا هناه والنبي يقول في مثله ويعرض عليهم معية الشرف وتاج الفخار يوم القيامة {التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيِقينَ والشُّهَداءِ}[4]وحذرهم من مغبة مخالفته وسوء عاقبتهم باستبدال ثياب الفجار بتاج الفخار وياله من عار وشنار اسمعوا اخواتى إلى قول النبى المختار {يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّاراً إِلاَّ من اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ}[5]فمن يبر ويصدق هو من ينجو لكن غير ذلك فكلها مكاسب حرام فالتجارة باب من أبواب الحلال ولكن أدخلنا فيه الحرام والغش الذى أصبح عند الكثيرين شيئا عاديا لايلقون له بالا بل لونا من ألوان الفهلوة أو المهارة والشطارة ومثل هؤلاء قال النبي فيهم «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» [6] أي ليس من المسلمين على الإطلاق ويأتي يوم القيامة وحده لأنه غش الأمة المحمدية ونهى الله عن الغش وقال {أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ} وأعيد وأكرر عليكن وأقول فإن الله أحل البيع وحرم الربا فلو نظرنا إلى البيع والشراء الآن لوجدنا فيه أبواباً كثيرة حرمها الإسلام على سبيل المثال وأنتم جميعاً تذهبون إلى السوق وتلمسون ذلك من الذي يوفي الكيل الآن من التجار؟ ومن الذي يتمم الميزان من البائعين؟ إنهم عملة نادرة، فكثير من التجار عنده مكيالان مكيال كبير يشتري به ومكيال صغير يبيع به مع أن ذلك والعياذ بالله من أسباب سوء الخاتمة وانظرن للإمام أبى حنيفة إذ جاء لرجل في لحظات الموت الأخيرة وكان الرجل قد أصابه احتباس في اللسان عن نطق "لا إله إلا الله" لما يلقنه الناس ولكنهم إذا كلموه الكلام العادي يرد ويتكلم فإذا طلبوا منه أن يقول: "لا إله إلا الله" يحتبس لسانه ولا يستطيع أن ينطق بها فعندما جاءه أبو حنيفة فى مكانه سأله: ما الذي يمنع لسانك من النطق بالشهادتين؟ فنظر الرجل إلى أعلى فنظر الإمام أبو حنيفة إلى محل نظر الرجل فوجد قفَّة معلقة في السقف فأمر بإنزالها فأنزلوها فوجدوا فيها مكيالين اثنين أحدهما كبير والثانى صغير وقد كان الرجل يعمل بالتجارة فكان يشتري بالكبير ويبيع بالصغير فقال لهم الإمام أبو حنيفة: هذا هو الذي حبس لسانه النطق بالشهادتين وهذا ما لا يلقى له الناس بالاً الآن هب أنك ستجمع مليارات الجنيهات ولكنك ستأتي عند مفارقة الدنيا وتموت على غير الإسلام هل سينفعك مالك ؟ هذه هي الأمور التي لو تذكرها المسلم ينصلح حاله وهذا – أى استخدام ميكيالين مختلفين - داء من الأدواء وأليكم مثالا ثانياً .. الميزان ... كيف يزن التاجر البضاعة وما يحدث في الميزان الآن فقد تفنن الكثيرون فى حيل و أساليب اللعب بالوزن فمنهم من يضع خيطاً ويربطه في الكفة ثم يربطه من أسفل بخشبة وعند الوزن يدوس على الخشبة ليطب الميزان وهناك من يضع ثقلاً من الحديد أو مغناطيساً تحت كفة البضاعة ويتفننوا في إنقاص الميزان مع أن الله قال في القرآن {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ} والويل كما قال فيه رسول الله وادي في جهنم تستعيذ جهنم من عذابه كل يوم سبعين مرة وفى الحديث «إنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِياً يُقَالُ لَهُ: لَمْلَمُ إنَّ أَوْدِيَةَ جَهَنَّمَ لَتَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ مِنْ حَرهِ »[7] من الذي سيدخل هذا الوادي
(وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ
وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ)؟ولكي نوجه البائع فلن نسلم من لسانه وتطاوله وقلة أدبه لماذا؟ الأن الإنسان يطالب بحقه هذا إذا رأيت البائع يفعل ذلك وفى الأغلب لن تراه لأنهم أتقنوا هذه الحيل وتفننوا فيها كما قلت ناهيك أنه إذا أراد المرء أن يختار بضاعته وينقيها فيتركوه ثم يضع الكيس على الميزان ويطلب الفلوس وأثناء إخراج الزبون للنقود يبدل البائع الكيس ويضع غيره وعندما تذهب المشترية إلى البيت تجد الفاكهة التي اختارتها قد تبدلت بفاكهة معطوبة ويظنون أنهم يضحكون على الناس ولكن الله قال فيهم 
{يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} 
ومثل ذلك كثير يحدث في الأسواق هل هذه الأرزاق حرام أم حلال؟ حرام لأنها على غير المنهج الشرعي الذي بينه الله والذي وصفه رسول الله فالتجارة عموماً حلال لكن لجوء التجار إلى مثل هذه الأشياء حرام ومثال رابع :أنظر إلى التاجر الذى يأتي ببضاعة صيني ويبيعها على أنها ياباني لدرجة أن الإنسان يحتار أشد الحيرة عند شراءه لأي شيء لأنه أين يوجد التاجر الصدوق الذي سيشتري منه؟ وأين الأمان والاطمئنان الذي يجعل الإنسان يشترى وهو مطمئن؟
الفلاحة و الزراعة
والكثيرات منا يعملن فيها أو يساعدن أزواجهن الفلاح كيف يغش الفلاح؟كما نرى الآن يستعمل الهرمونات والمبيدات وكذلك الكيماويات مما جعل الأكل غير صالح للآدميين فجميع الأمراض تأتى من الأكل كالسرطان والفشل الكلوي والكبد - كل هذه الأمراض من الأكل فأين الفاكهة التي ليس بها مثل هذه الأوبئة؟ لا يوجد ومن يعمل ذلك يكون قد غش المسلمين لأنه من المفروض أن يرضى بما قسم الله ويستعمل في الزراعة الأشياء المصرح بها والضرورية التي يحتاجها النبات لكي يأكل الناس الأكل الصحي
فى الصناعة
إذا كان يعمل في الصناعة فكما ترون فإنه يعمل البضاعة ويضع عليها التكت مكتوب عليه صنع في اليابان أو فرنسا أو أي دولة فيذهب الناس ويشترونها على أنها مستوردة وتستخدم مرة واحدة فقط ولا تصلح بعد ذلك لماذا؟لأنه غش، ومن يغش في الصناعة بهذه الكيفية يكون غشاشاً وقد استمعنا آنفا لقول النبى فيه ولوعيد الله له
الأعمال الحرفية
وكذلك أي صنايعي سيعمل في أي مكان وزمان مثلاً إذا عمل عندي سباكة دورة المياه واتفقت معه على خمسمائة جنيه وأخذهم فعلاً ويعمل العمل بسرعة بلا إتقان وخلال شهر واحد أجد أن الحمام يسرب ماء من جميع النواحي فلماذا لا يعمل العمل بما يرضي الله ورسوله؟ ألم يأخذ أجره كاملاً وكما قال هو؟ إن ذلك من عدم الأمانة وكذلك في أي مجال فإذا كنا نحن المسلمون مع بعض هكذا ماذا نترك لليهود أو للكفار والمشركين ومثل هذا الغش يجعل هذه الأرزاق غير حلال

[1] رواه البخاري والنسائي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [2] جامع الأحاديث والمراسيل عن ابن عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [3] المستدرك للحاكم عن مرة الطيب، عن أبي بكر الصدّيق [4] رواه الترمذي عنْ أبي سَعِيدٍ. [5] للترمذى وابن ماجه وابن حبان فى صحيحه والحاكم فى مستدركه عن رفاعةٍ (جامع الأحاديث والمراسيل). [6] عن عائشة رواه البزار ورجاله ثقات.[7] لأبى نعيم فى الحلية عن أبي هُرَيْرَة رضيَ اللَّهُ عنهُ.(جامع الأحاديث)
المؤمنات القانتات

شروط قيول العمل



ومما يجب على المسلمة أن تتعلمه أمرا فى غاية الأهمية وهو يخص جميع الأعمال التى تعملها ما هو؟يجب عليها أن تعرف أمراً لا يتم لها القبول عند الله إلا به .. ما هو؟أو بسؤال آخر ما هي الأشياء التي تجعل العمل غير مقبول عند الله ؟ فأي عمل يعمله الإنسان لكي يقبله الله لابد له من شروط، وعلى الإنسان أن يعرف هذه الشروط التي بها قبول العمل عند الله وأول شرط من هذه الشروط وأهمها هو الإخلاص فيه لله قال الله تعالى في الحديث القدسي (من عمل لي عملاً أشرك فيه غيري تركته له) لماذا يا رب؟ قال (أنا أغنى الأغنياء عن الشرك) فيلزم أن يكون العمل لله هل يوجد عمل نعمله لغير الله؟نعم أحياناً الإنسان يعمل العمل من أجل الناس كأن ترى السيدة أن زوجها رجل متدين ويهتم بأمور الدين فعندما تلمحه يدخل من الباب تسرع للوضوء والصلاة فهي تعمل هذا العمل هنا لكي تظهر لزوجها أنها متدينة هل تصح هذه الصلاة؟

لا لأنها ليست لله متى إذاً تكون الصلاة لله؟أن تصلي سواء زوجها موجود أو غير موجود أما إذا كانت لا تصلي إلا إذا كان زوجها في البيت فصلاتها هنا لغير الله لأنها عندما يسافر زوجها لقضاء أي مصلحة تترك مصلحة تترك الصلاة خلال هذه الفترة لأنه مثلاً الزوج في العمل من في العمل من الصباح إلى ما بعد العصر فلا تصلي الظهر وعند مجيئه تصلي أمامه العصر في هذه الحالة تكون صلاتها لزوجها فلا أجر لها عند الله ومثال آخر: عندما تعرف السيدة أن موعد رجوع زوجها من العمل قد أتى تصلح من شأن نفسها وتتحجب لكي يراها وهي محجبة وعند نزوله للعمل صباحاً تخلع غطاء الرأس وتقف في هذه البلكونة فترة ثم تنتقل إلى البلكونة الأخرى وتقف فيها فترة وفى الجامعة :فتاة أعجبت بشاب زميلها في الجامعة أو في العمل وهذا الشاب متدين فتتظاهر الفتاة بالتدين وتلبس الحجاب وتمسك في يدها بكتاب ديني أمامه على الدوام لكي تلفت نظره إليها وكلما تراه تفتح الكتاب وتقرأ فيه ولكي تفتح باب الكلام تسأله: ما رأيك في هذه المشكلة؟ ما رأيك في هذا الموضوع؟ مع أن نيتها وكل همها أن تلفت نظره ليهتم بها فهل مثل هذا العمل لله؟ لا ولكن شرط العمل ليكون لله أن يعمله الإنسان بدافع ووازع من نفسه سواء رأه الناس أو لم يروه وهذه نقطة جوهرية ومهمة في دين الله ولكن نعمل ليرانا الناس هذا العمل اسمه رياء وسمعة والنبي قال فيه {مَن سمَّعَ سمَّعَ اللَّهُ به، ومَن يُرائي يُرائي اللَّهُ به}[1]

وقال أيضاً في ذلك بالنسبة للصلاة {مَنْ صَلَّى يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ ومَنْ صَامَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ وَمَنْ تَصَدَّقَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَك}[2] مثلها كذلك رجل صنايعي ويريد أن تثق به الناس وتأتيه فيربي لحيته ويذهب للصلاة في المسجد ويطيل فيها من أجل أن يقول الناس هاتوا الشيخ فلان لأنه رجل شيخ وعارف ربنا والشيخ فلان هذا لا يصلي لله ما الدليل؟ الدليل أنه لو فاته فرض فلا مشكلة عنده ولو فاته يوم كامل بدون صلاة كذلك لا مشكلة وهذا ما نسميه بالرياء وهناك نقطة أخرى يجب توضيحها وهي: نفرض أنني أصلي لله على الدوام لكن عندما يراني أحد وأنا في الصلاة أجيد في الصلاة وأتقنها على غير المعتاد فلا شيئاً في ذلك لأنني أساساً سأصلي سواء رآني أو لم يرني أحد ولكن الرياء الحقيقي و المحبط للعمل أن أصلي فقط أمام الناس وأترك الصلاة أو العمل إذا لم يرني الناس لكن إذا كنت أجود العمل عندما يراني الناس فلا شيء في ذلك لكنه ينقص من الثواب أما العمل نفسه فمقبول عند الله لأنني أصلي أساساً لله كذلك الصدقة عندما يريد إنسان أن يتصدق ويريد أن يعرف الناس فيقول:تعال يا فلان ثم يخرج المحفظة أمام الناس ويعطيه من أجل أن يقول الناس إنه رجل منفق إنه رجل كريم إنه رجل متصدق فإذا كانت هذه هي نيته فليس له أجر على هذا العمل لأن نيته الناس فقط، أما إذا كان يعطي لله فسيعطي سواء أمام الناس أو من وراء الناس لكن النبي قال لمثل هذا {إنَّ صَدَقَةَ السِّرِّ تُطْفِىءُ غَضَبَ الرَّبِّ تَبارك وتَعالى}[3]

وفى رواية{تفضل صدقة العلانية بسبعين ضعفاً}{ورجُلٌ تَصدَّقَ بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلمَ شِمالهُ ما صَنعتْ يَمينهُ}[4] وقولهُ تعالى{وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ}إلا إذا كان يريد أن يفعل ذلك لكي يقتدي به الناس فله أجر على ذلك ولكن هذا الأمر صعب ويلزمه ملاحظة شديدة في النية لأنه من المحتمل أن يشوبها شيئاً من الرياء والسمعة مثله كذلك من يذهب للحج ولكن قصده من الحج أنه عندما يرجع يقول الناس عليه الحاج فلان فمن يذهب للحج ونيته لله عندما يرجع يستوي عنده أن ينادوه ياأستاذ فلان أو ياحاج فلان لكن بعض الناس عندما يرجع يناديه أحدهم يا فلان فيقول له: يا أخي أنا دافع عشرة آلاف جنيها والآخر تقول: يافلان ويطلب منه أن يناديه: يا حاج فلان وكأنه دفع هذا المبلغ ليشتري به لقباً فإذا كانت نيته بهذه الكيفية فحجه غير مقبول لكن إذا كان سيحج لله فلا فرق أن ينادوه يا أستاذ فلان أو يا حاج فلان إذاً ليكون عملنا مقبولاً عند الله يجب أن نتحرى في النية أن هذا العمل نريد به وجه الله وهو الإخلاص ونريد تعميم هذا الموضوع خاصة عند السيدات لذلك اخترت هذا الموضوع لتوضيحه مثلاً فلانة ستتزوج فنكلفها بكتابة كشف بأسماء من أعطوها النقوط فلانة أعطتك خمس وفلانة أعطتك عشر وفلانة أحضرت كيلة أرز وفلانة أحضرت كذا لكي ترديها بعد ذلك في مناسبة عندهم وبعد فترة تكون فلانة هذه التي أعطتها النقوط عندها مناسبة والأخرى نسيت أن ترد فَتبعث من يقول لها لقد أعطتك فلانة خمسة جنيهات لماذا لم ترديها؟أليس هذا ما يحدث؟ما أجر من تفعل ذلك عند الله؟ليس لها أجر لأني أعطيها لها كالسلف وإذا لم ترد السلف أطالبها به ولكني أريد أن أعطيها وآخذ أجر على ذلك ماذا أفعل؟أعطيها لله مساعدة لله وعندما تكون لله علىَّ أن أبدأ بالفقراء لأنهم هم المحتاجين وإذا كانت السيدة تسير على النهج الإسلامي فربنا يقول لها {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}فمثلاً تقول:فلانة عملت معي جميل فيلزم أن أرد الجميل لكن المفروض ألا أنتظر الرد حتى لو فلانة هذه لم ترد فلا أطالب لأنني عملت العمل لله والأجر عند الله لكن لو طالبت العبد بهذا الأجر فليس لي أجر عند الله وهذا موضوع تضيِّع فيه السيدات حقوقهم وليس في مثل ذلك فقط ولكن لو أن هناك واحدة مريضة وأنا سمعت بذلك وأريد أن أزورها فأزورها لله وزيارة المريض هل لها أجر؟نعم يقول فيه النبي {عَائِدُ (زائر)الْمَرِيضِ فِي مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ( وسط الجنة)حَتَّى يَرْجِـعَ}[5]فيعطيه الله بهذه الزيارة أجر كأنه دخل الجنة ومشى في وسط الجنة بشرط أن تكون الزيارة لله وإن زرته وحدث عندي بعد ذلك مرض أو عند أحد من أسرتي فلا أطلب وأقول فلانة هذه لقد زرتها ثم مرض ابني فلماذا لم تزرني وبذلك يكون عملي ليس لله لأنني أطلب الرد فإن كان عملي لله فلا أطلب الأجر إلا من الله و لا أنتظر مكافأة إلا من الله {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً}حتى كلمة متشكرين أو شكراً أو أى تعبير آخر عن الشكر أو الإمتنان فنحن لا نريده لماذا؟لأننا نريد الأجر من الله وهذا لمن يريد الثواب والأجر على العمل من الله لكن إذا انتظر الأجر من العباد ما الذي مع العباد لكي يعطوه؟وإذا زرت المريض وأعطيته مثلاً اثنين كيلو سكر أوفاكهة أوأعطيته خمسة جنيه فإن أعطيته ذلك يكون من باب المعاونة والمساعدة فلا أكتبها عندي في كشف ولا أنتظر منه الرد لأنني أعمل هذا العمل تعاوناً معه من باب قول الله {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}فيكون الأجر عند الله وليس كما يحدث من بعضهم كأن تقول: يا فلانة أبلغي فلانة أنني أعطيت لها اثنين كيلو سكر وهي مريضة وأنا مرضت بعد ذلك فلم تزرني ولم تعطني أي شيء فهاتي السكر الذي أعطيته لها فلا أجد لها هنا أجر من الله ومن يريد الأجر والثواب عليه أن يعمل العمل لله ولكي يجده عندما يخرج من الدنيا مكتوبا في صحيفة الحسنات ومسجلاً في رصيدنا عند الله فإذا أعطيت مريضاً أو أعطيت عروسة أو عريساً أو أعطيت فقيراً يجب أن يكون كل ذلك لله وقال في ذلك حضرة الله {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً }ولم يقل أجر من عمل لكنه قال {أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ}وأحسن يعني جعل العمل لله فقط، ولم يطلب الأجر من العباد حتى في الزيارة إن زرت صديقتي فأجعل هذه الزيارة لله لأن الرسول قال {مَن عَادَ مَرِيضاً أَوْ زَارَ أَخاً لَهُ في الله نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً}[6] ولا تنتظر رد الزيارة كما يحدث كأن تقول لها: لقد زرتك هذه المرة فإن لم تزوريني فلن أزورك مرة أخرى فتكون الزيارة ليست لله فلن ولن آخذ أجر وهي كذلك لن تأخذ أجراً ونكون قد حرمنا أنفسنا من الأجر ولكن إن ذهبت إليها يكون لله وكذلك إن زارتني هي يكون لله فنؤجر عند الله كذلك أي عمل يعمله الإنسان المؤمن يلزم أن ينوي فيه أن هذا العمل لله ومن المفروض أن يحدث مثل ذلك حتى في صلة الأرحام فعندما تذهب واحدة لزيارة أختها أو بنت خالتها أو بنت عمها فيحدث أن نترك الهدف من الزيارة ونقول ماذا أحضرت معها؟أحضرت كذا وكذا وبعد فترة تذهب لترد الزيارة فأيضاً الأخرى تقول في نفسها ماذا أحضرت وعندما تحصر ما أحضرته تقول: لا،باقي صنف لم تحضره فأنا كنت أعطيتها صابون في زيارتي لماذا لم تحضر الصابون وهذا ما يقطع الأرحام والمفروض أن نجعل الزيارة لله وإذا أخذت معي أي شيء يكون من باب المودة والنبي قال فيها {تَهَادَوُا تَحَابُّوا}[7] هدية وهل الذي يعطي الهدية ينتظر رد الهدية؟لا فسواء ردت الهدية أو لم تردها فلا أشغل نفسي فتدوم هنا المودة ولايقطع هذه المودة إلا أننا نعمل العمل ونريد الأجرة الأجر من الناس ومن يريد الأجرة الأجر من الناس فلا ينتظر الأجر من رب الناس فأول شرط لكي يكون للعمل أجر وثواب عند الله أن الإنسان يعمل العمل لله وهذا العمل لله وهذا ما نسميه الإخلاص- والإخلاص أن يعمل الإنسان أن يعمل الإنسان العمل لله فلا يبغي أجر أو شكراً ولا حتى دعاءاً من الناس والسيدة عائشة والسيدة فاطمة عندما كانوا يعطون الخادمة صدقة لتوزعها يقولون أعطي هذه لفلانة وقبل أن يعطوها الفلوس كانوا يعطرونها قالوا لأن النبي قال {إنَّ الصدقة تقع في يد الله تعالى قبل أن تقع في يد السائل} ثم قرأ عبد الله {وَهُوَ الذي يَقْبَلُ التَّوبةَ عن عِبادِهِ}[8] فما يأخذه الله بيده يجب أن نطيبه وكذلك كانوا يقولون للخادمة أعطي هذه لفلانة واحفظي ما تقوله طبعاً عندما يعطوا واحدة صدقة تدعي لهم وعندما تأتي الخادمة يقولون لها ماذا قالت لك؟ تقول: قالت كذا وكذا فتدعي لها نفس الدعاء فسألوا السيدة عائشة والسيدة فاطمة لماذا تفعلون ذلك؟قالتا: { دعاء بدعاء حتى تسلم لنا صدقاتنا} فكانتا تخافان أن يكون دعاء من أخذت الصدقة هو أجر هذه الصدقة فكما دعت لي سأدعو لها لكي تكون الصدقة صافية لله وهذه نباهة شديدة لكن الآن تطلب سيدة من جارتها أن تقضي لها مصلحة معينة فتقول: ليس لدي وقت فتقول لماذا؟ لقد أعطيتك أول أمس كذا وكذا وعندما أطلب منك شيء لا تقضيه أليس الذي أعطيتها إياه صدقة؟ وهل تريدين مقابل الصدقة أن تشغليها به بذلك يكون قد حبط عملك ولا أجر لك فيه فمن يعمل شيئاً لله لا ينتظر أجراً ولا ثواباً إلا من الله لذلك قال النبي لسيدنا أبي ذر {أَخْلِصْ دِينَكَ يَكْفِكَ الْقَلِيلُ مِنَ الْعَمَلِ}[9]المهم الإخلاص والإخلاص أن نعمل أي عمل لله سواء كانت كلمة فهذه الكلمة الطيبة لله أو إذا كان أكلاً أو شرباً أو صدقة أو صلاة أو حجاً أو صياما فإذا نويت أن أعمل هذا العمل لله وعلى وشك أن أعمله فجاء واحد آخر وعمله فيعطيني الله الأجر كأني عملته تماماً بتمام لأنني كنت أنوي أن أعمله لله مثلاً واحدة نوت أن تركب حنفية ماء في المكان الفلاني سبيل وقبل أن تركبها جاء آخر وركب الحنفية في نفس المكان هل تحرم من الأجر؟ لا بل تأخذ الأجر كأنها ركبت الحنفية وتظل إلى يوم القيامة كل من يشرب منها يكتب لها أجره لماذا؟ لأن نيتها كانت لله لكن لو نوت أن تركب هذه الحنفية من أجل أن يقول الناس أن فلانة هذه سيدة طيبة فليس لها في ذلك ثواب ولا أجر، لذلك قال لنا النبي {إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى}[10] وليس ما عمل ولكن ما نوى والمهم هي النية وهناك رجل من بني إسرائيل حدثت عندهم مجاعة ومر على جبل عال فقال: يارب لو أن لي جبل مثل هذا من دقيق لكنت وزعته على الفقراء والمساكين لأسد جوعهم هل تعب الرجل في هذه النية؟ لا فأوحى الله للنبي الموجود في زمانه{أن اذهب لفلان وأبلغه أن الله أعطاك من الأجر والثواب كما لو كان هذا الجبل دقيقاً لك وتصدقت به على الفقراء والمساكين}بماذا؟ بنيته وهى أهم حاجة نعرفها ونحافظ عليها قبل كل عمل أن يكون هذا العمل لله

[1] متفق عليه (مشكاة المصابيح) عن جُندب. [2] مسند الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه [3] رواه الطبراني في الكبير والأوسط) عن معاوية بن حَيْدَةَ [4] أبو هريرةَ رضيَ اللَّهُ عنهُ صحيح البخارى[5] صحيح مسلم عَنْ ثَوْبَانَ رضى الله عنه ، قَالَ أَبُو الرَّبِيعِ ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ. [6] مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي عن أَبي هُرَيْرَةَ. [7] سنن البيهقي الكبرى عن أَبي هُريرةَ [8] رواه الطبراني في الكبير عن عبد الله بن مسعود [9] ابنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي الإخْلاَصِ والحاكم فى مستدركه عن معاذ [10] عن عمرَ بنَ الخَطّابِ رضي اللّهُ عنه صحيح البخاري
المؤمنات القانتات

الجمعة، 25 مايو 2012

أمراض المجتمع وعلاجها الشافى






اختارنا الله من أمة خير المرسلين التى جعلها خير أمة أخرجت للناس وقذف فى قـلوبـنا الإيمان وحبب إلينا فعل الصالحات واستباق الخيرات وحفظنا بحفظه عز وجل من المعاصى والمخالفات ، سبحانه سبحانه لا قوة لعبد على طاعته إلا بتوفيقه ، ومعونته ، ولا حول لعبد عن ناصيته إلا بسعادة من الله ، وحفظ وفق إرادته يسوق الخير إلينا ويسوقنا إليه ويأمرنا بفعل الخير ويحبب أعضائنا فى فعله ليثبتنا ويرفع درجاتنا ويجعلنا من المحبوبين لديه. ، لو نظرنا نظرة عابرة إلى مجتمع المؤمنين وهو بأن من المشاكل وبكثرة فيه التقاطع والتدابر والتطاحن على دنيا فانية أو مناصب دانية أو اشيئا غير باقية وتسأل المرء فينا مع نفسه ، من أين جاءات هذه الاحقاد والأوجاع والامراض إلى مجتمع المؤمنين ونحن لو تدبرنا فى كتاب الله ونظرنا فى سنة حبيب الله ومصطفاه قبل أن ننظر إلى احوال المسلمين لظننا كماظن الذين يهتدون إلى الإسلام فى عصرنا من أهل أوروبا وامريكا أن مجتمع المسلمين مجتمع الجنة فأهل الإسلام فى أى عصر يمثلون جنة الله عز وجل فى الأرض فهم جميعا داخلين فى قول الله 
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } الحجر47 وقوله تعالى{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الحشر9
فقد ذبح رجل خروف فى عهد الخلفاء الراشدين واعطى رأسه لفقير من المسلمين فجلس مع زوجته وقال يام فلان ألا ترين أن أخى فلان الفقير أحوج إلى هذه الرأس منا ثم أخذها واعطاها إليه وجلس الأخر بعد ذلك مع زوجته وقال يأم فلان ألا ترين أن أخى فلان الفقير احواج إلى هذه الرأس منا ثم أخذها واعطاها إليه ، فمرت هذه الرأس على سبعة منازل ثم عادت إلى صاحبها الأول كيف هذا ؟ ولما هذا ؟ لأنهم كما قال الله فى شأنهم
{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ 
            وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الحشر 10
فقد حدث قحط فى المدينة المنورة ولم يعد عند التجار كفاً من الدقيق وجاءت تجارة لتاجر من الدقيق يحملها ألف جمل فانتهز الفرصة لا ينال المكاسب العاجلة ولكن لينال المكاسب الباقية عند الباقى عز وجل وذهب إليه تجار المدينة وقوالوا : تبع لنا هذه التجارة قال : بكم قالوا نعطيك مثل ثمنها قال : جأنى من اعطانى أكثر من ذلك قالوا : نعيطك ضعفى ثمنها قال : جأنى من أعطنى أكثر من ذلك قالوا : من ونحن تجار المدينة ولم يبقى فيها تاجر غيرنا قال : جأنى من اشتراها بعشرة أضعاف قالوا بالله عليك من هو ؟ قال أشهدكم إنى جعلتها صدقة على فقراء المسلمين وإنى أرجو عشرة أضعافها من رب العالمين عز وجل .
{مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }الأنعام160
ومثل هذا الأحوال كثيرة يضيق الوقت عن حصر بعضها فى هذا المجتمع الذى رباه النبى ، والأدب ليس فى مدارس ولا فى جامعات ولا فى إذاعات أو فى تليفويونات ، ولا كتب أو مطبوعات بل أخلاق كريمة واحوال مستقيمة ومعاملات إلهية عظيمة جعلتهم جميعا ينطبق عليهم قول الله .
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }آل عمران110
يا خير أمة اخرجت للناس ، بماذا خيرتكم ، وبماذا تنالون وسام الخيرية عند رب البرية ؟ أبالغش فى الكيل والميزان لإخوانكم المسلمين أم باتخاذ الكذب اسلوباً للضحك على الصادقين والمخلصين أم بالتآمر للوصول إلى المناصب الفانية فى الأعمال على اكتاف إخوانكم المؤمنين أم بأكل حقوق إخوانكم من آباءكم وأمهاتكم وتنسون أنكم عن الله ظالمين ، أم بالأحقاد التى جعلت المؤمن يحقد على أخيه إذا نجح ابنه وسقط ذاويه أو ينال شئ لكاعة الدنيا الفانية قد تطغيه ، وقد تجعله ينسى أمر خلقه باريه ابهذا الأحوال وغيرها ننال وسام الخيرية ونحشر يوم القيامة
{ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }النساء69
ولا يكون ذلك ابداً وقد سمعنا قول الله عز وجل اليوم يقول على لسان أبى الأنبياء عليه السلام
{ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }إبراهيم36
فمن تابع رسول الله فى هديه واخلاقه وشمائله ، وسلوكه ، ولو كان أميا لا يقرأ ولا يكتب فاز بهذه المعية الرضوانية ، وكان معه يوم الزحام { يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }التحريم8
لا تظنوا أننا فى بلدنا وفى إسلامنا نحتاج إلى كنوز الأموال كما يقول بعض المختصين وإلى التكنولوجيا العصرية وإلى المخترعات التى تبارى فيها أهل الغرب فنحن مهما بلغنا وفعلنا ومهما صارعنا لن نلحقهم فى ذلك الآن إلا إذا نظرنا ما تخلينا عنه من دين الديان ومن منهج النبى العدنان
إن السلام الذى يفتح الله لنا به كل كنوز الأرض وينزل لنا بسببه خيرات من السماء ويجعلنا فى الدنيا فى ارغد عيش واهنأ حال يتم ديننا واخلاق قرآننا هى التى تفتح لنا كل تلكم الأبواب وهى التى تجعلنا فى هذا الكون ائمة فى الخيرات تقيدى بنا تتنافس بقاع الأرض وصناع السماء فى خدمتنا وتأتى الأرزاق من كل حدب وصوب فى ايدينا لاننا انتهجنا نهج الله وعملنا بما يحبه ويرضاه وقد قال عز وجل فى كتابه {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97
فقد تفضل الكريم عز وجل على هذه الأمة فأعطاها ما لم تناله المخترعات وما لا تصل إليه المكتشفات من الصدق والأمانة والإخلاص ، والصفاء ، والنقاء ، والوفاء ، وجعل هذه بضاعة المؤمنين إذا حملوها واستظلوا بظلها فتح الله لهم ، وبهم مشارق الأرض ومغاربها ، وإذا تخلوا عنها وعدتهم إبليس واستظلوا بلواء الغدر والخديعة والكذب ذهبت عنهم الدنيا ، ولم يحصلوها وتباعدت عنهم الآخرة ولم ينالوها وخسروا الدنيا والآخرة وصاروا طغاه فى عالم الناس لأنهم نسوا السلاح الأعظم الذى ساد به الأإسلام على جميع الأنام .
فبما فتح إخوانكم اندونسيا ، والفلبين ، وافريقيا والصين ، والهند ؟ أبالسيف ، كلا أبالطائرات أو الدبابات لم يعرفوها ، ولكن فتحوها بالأخلاق النيرات ، والمعاملات الطيبات ، والصفاء ، والنقاء الذى جملهم به الله عز وجل باتباعهم لشرع السماء فدام لهم الفتح فى الدنيا واكتسبوا بذلك ثواب العظيم يوم العرض والجزاء .
هذه باختصار شديد احوال المؤمنين ، وما بها يصلح الله عز وجل شأن المسلمين ، ما المسلم يا رسول ؟ قال فى اختصار شديد ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) لم يعرفه باعراض فانية ولا درجات علميه ، ولا مؤهلات قرأية ، وإنما بصفات واخلاق نورانية سلم المسلمون من لسانه ويده لا يغتب ولا يسب ولا يشتم ولا ينم ولا يلعن ولا يلوك الاعراض ولا يخرج من لسانه شئ يؤذى المؤمنين ، فقد قيل لرجل منهم اغتاب رجل من إخوانه هل جاهدت اليهود فى هذا اليوم ؟ قال : لا هل جاهدت الكافرين فى هذا اليوم ؟
 قال لا قال له يا اخى يسلم منك اليهود والكافرين ولا يسلم منك اخاك المؤمن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده لا يشكوه بشكايه ولا يكيد بيده سواء كان محقاً أو مبطلات لا يغشه ولا يخونه ولا يغدر به ولا يستولى على حقه إلا بإذنه ولا يفعل شئ يغضب الله فى شأنه فما بالكم بمن يذهب للمستشفى وياـى بتقرير زور ليوقف أخاه أمام النيابة ، والمحاكم باطلاً ، وهو يعلم أنه باطلاً فى دعواه ماذا يفعل هذا يوم يلقى الله ؟ حتى ولو كان مديماً علىالصلاة ، ويحج كل عام بيت الله ، قالوا يا رسول الله إن فلانه تقوم الليل وتصوم النهار ، ولكنها تؤذى جيرانها فقال ( لا خير فيها هى فى النار ، هى فى النار ، هى فى النار ) 
سنقف سويا أمام الله بعد لحظات وإلى السماء ينظر الله منا إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى اموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم واعمالكم ، ما بال المرء الذى ينظر إليه الله فى الصلاة فيجده يحقد على فلان لأن الله اعطاه ، ويحسد فلان لان الله رقاه ، ويفكر فى الكيد لفلان لان الله اكرمه وجوده اغناه وقلبه يكاد يتلظى من الفم لان فلان المريض شفاه الله ، فكيف يقبل الله على مثل هذا العبد وهو فى الصلاة ، قال فى شأن المؤمنين
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ }الحجر47
البضاعة التى تدخلك الجنة وتنال بها رضوان الله هى صفاء القلب لله والحب لكل خلق الله واخراج الشحناء والبغضاء لجميع خلق الله فقد رأى النبى الكريم فى اصحابه وينبهم على ذلك فقال سيدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة فدخل سيدنا عبد الله بن سلام رضى الله عنه ثم قام بعد هنيه ثم قال قام عنكم الآن رجل من أهل الجنة فسمع ذلك المجدون ، والمجتهدون فى العبادة ، ومنهم سيدنا عبد الله بن عمر رضى الله عنهما فتبعه حتى دخل بيته فدق عليه الباب وأوهمه أنه حدث خلاف بينه وبين أبيه فأختاره أن يبقى عنده حتى يرضى عنه اباه ، وهو ينوى أن ينظر إلى عمله ، لان عبد الله بن عمر كان يحيى الليل ، يصوم الدهر كله ، فوجده يصلى العشاء ثم ينام ول يزيد على فرائض الله فى وقتها شيئاً وبعد مرور ثلاثة أيام( وقت الضيافة ) قال له يا هذا أنى لم يحدث بينى وبين أبى خلاف ، ولكنى سمعت رسول الله يقول فى شأنك يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة فأردت أن اتحقق من عملك الذى استوجبت عليه هذه المنزلة فقال : لا ازيد عما رأيت شيئاً ثم سكت لحظة ورفع رأسه وقال : غير إنى ابيت وليس فى قلبى غل ، ولا غش ، ولا حقد لاحد من السمليمن فقال : عبد الله بن عمر بذلك أى بذلك نلت هذه المنزلة .
قال أتق المحارم تكن اعبد الناس وخالق الناس بخلق حسن
أو كما قال أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة
إن اكبر الأمراض التى تخرب فى علاقتنا الاجتماعية واحوالنا الإسلامية هى هذه الأمراض التى ذكرنا بعضها واشار إليها القرآن والسنة امراض القلوب وامراض النفوس من الأثره والأنانية وحب الذات والاحقاد والغل والحرص والطمع والشح وغيرها من هذه الامراض التى لم ولن يعالجها إلا كتاب الله وسنة رسول الله وقد عالج بالآيات القرآنية ، والمراهم النبوية هذه الامراض النفسية والقلبية فالف خير أمة اخرجت للناس ورد طبيب الاجسام واكتف من الله عز وجل بالخير العامة فأغناه الله وأمته عن جميع الأنام عندما رق الإيمان فى القلوب وتطلعت النفوس إلى حب الدنيا رجعت هذه الأمراض إلى الأمة فأصابها فى مقتلها اصابها فى القلب وفى الفؤاد وليس علاج فى المستشفيات أو فى الصيدليات أو فى بلاد الشرق أو فى بلاد الغرب ، ولكن علاجها فى كتاب الله وسنة رسول الله .
فإذا عالجة الأمة وافرادها داء القلوب وامراض النفوس وصرنا كما يحب الله ويرضى ، سخر الله لنا كل شئ وقهر لنا كل عدو ومكنا من ناصية الاشيائ وجعل لنا الغلبة فى عالم الأرض بل وجعل لنا كلمة مسموعة فى عالم السماء وهى الدعاء فإذا دعى العبد مولاه لباه واجابه فى أقل من لمح البصر ،وهذا سلا لا يوجد إلا معكم من الذى يستطيع أن ينزل الماء من السماء غير المؤمنين ، إذا اجتمعوا ودعوا الله أنزل الله الماذ من السماء بدعائهم من الذى يمنع الكروب إلا دعاء المؤمنين ، لكن دعاء من قلوب طاهرة ونفوس تقية مؤمنة يقول فى شأنها الله
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }المائدة27
نسأل الله عز وجل أن يرفع عنا كل عناء وبلاء وأن يرزقنا برد العافية والشفاء وأن يجعلنا من أهل النقاء والصفاء
من مقالات فضيلة السيخ فوزى محمد ابوزيد
http://www.fawzyabuzeid.com/articles.php

تقرير بمشاركة سيئة  

الخميس، 24 مايو 2012

اختلاف العلماء






بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على أصل كل نعيم، ومصدر كل تكريم، المبين الأعظم للذكر الحكيم، سيدنا محمد الذى وصفه مولاه بأنه بالمؤمنين رءوف رحيم، وآله الرحماء، وصحابته الأجلاء، وكل من سار على هديه إلى يوم العرض والجزاء، وعلينا معهم أجمعين. آمين .. آمين يا رب العالمين. 
(أما بعد)
فيا إخوانى ويا أحبابى بارك الله : فيكم أجمعين ان القضيلة التى نناقشها هى قضية اختلف فيها بعض أهل الإيمان، مع أن القرآن حسمها، والنبىصلى الله عليه وسلم أكد هذا المعنى فى أكثر من حديث وبيان.
 لكن الخلاف طبيعة فى بنى الإنسان
( وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) (118-119 هود)، ومستحيل أن العالم كله سيجتمع على رأى واحد، ومستحيل أن أهل البلد جميعاً يجتمعوا على رأى واحد، ومستحيل أن أبناء رجل واحد يجتمعوا على رأى واحد، كذلك مستحيل على العلماء الأجلاء المجتهدين أن يجتمعوا على رأى واحد.
وخلاف العلماء له خصوصية. 
خلاف الأبناء والأشقاء، وخلاف العائلات والجيران والأقارب، هذا لا يحبذه شرع الله، ولايؤيده رسول الله، لأن الخلاف يؤدى إلى الإتلاف، إتلاف العلاقات، إتلاف المودات، إتلاف المحبة فى القلوب فلا تكون على وفاق.
الخلاف الوحيد الذى ليس فيه مشاكل، اختلاف العلماء المجتهدين الرحماء، شرطهم أن يكونوا مجتهدين، ويكونوا رحماء، لأن كلهم يبغون الحق، والآخر يبغى إظهار الحق، وما داموا علماء لايختلفون فى أمر أصيل، أو أساس متين، جاءت به الشريعة السمحاء، وهذه ما يسمونها الأصول. لا يختلفون فى أصول الشرع، لأن القاعدة الشرعية المرعية عندهم: ( لا اجتهاد مع نص)، طالما نص صحيح وصريح فى كتاب الله، أو فى سنة حبيب الله ومصطفاه، كيف يختلفون؟ لا يقدرون أن يختلفوا، لكن يختلفون فى مفهومهم وتوجيههم لهذا النص.
فمثلاً الإمام الشافعى، والإمام أبو حنيفة، والإمام مالك - رضى الله عنهم أجمعين – اختلفوا فى مصافحة النساء هل تنقض الوضوء أم لا؟ والخلاف جاء من فهمهم للنص. أين هذا النص؟( أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء) ( 43-النساء).
فالإمام الشافعى قال: اللمس هو هذا اللمس العادى، فالآية منعته، اللمس بدون حائل – منديل أو فوطة- ينقض الوضوء. الإمام أبو حنيفة قال: اللمس هنا يعنى الجماع. لماذا؟ لأن السيدة مريم عليها السلام قالت: 
( وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ) (20-مريم)، ولذلك قال: إذن اللمس هنا بالسلام لا ينقض الوضوء. والإمام مالك هنا توسط، قال: الأعمال بالنيات والمهم النية، لو سلم على إمرأة ونيته سليمة، إذن ما الذى ينقض وضوءه؟ لكن لو نظر بشهوة ينقض الوضوء. هذا مذهب الإمام مالك.
واجتهادهم فى فهمهم للنص، لكن لم يعلن أحدهم الحرب على الآخر، ولا جرح أحدهم فى الآخر، ولا سب أحدهم الآخر، ولا أساء أحدهم إلى الآخر، لماذا؟ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فى شأنهم: (اختلاف أمتى رحمة). رحمة، يوسع الأمر، إذا وجدت الأمر مشدداً عند الإمام الشافعى، أجده ميسراً عند الإمام أبى حنيفة، وكذلك عند الإمام أحمد والإمام مالك. تكون هناك وسعة، وتكون هناك رحمة. هذا هو خلاف العلماء الذين يعرفون دين الله.
لكن هل سمعنا أنهم اختلفوا فى أصل من الأصول؟!! أبداً، لم يحدث أنهم اختلفوا فى أصل من أصول الشريعة. مثلاً عدد ركعات الظهر أو العصر أو المغرب، هل هناك خلاف فى هذا الأصل؟ أبداً. هل هناك خلاف فى عدد الركعات؟ هل هناك خلاف بينهم فى هيئة الصلاة المؤكدة، الوقوف والركوع والسجود، هل أحد منهم قال: هى سجدة واحدة، أو ثلاث سجدات؟ أبداً، لم يختلفوا فى هذا أبداً. ولم يختلفوا فى شهر رمضان، ولم يختلفوا فى الحج إلى بيت الله الحرام –
وبعض الجهلاء فى هذه الأيام يقترح ويقول: نجعل عرفات ثلاثة أو أربعة أيام، حتى يتفادوا الزحام فى عرفة.
 وهذا شطط وجهل، هذا كلام سفسطة لا أساس له من الدين. 
من مقالات فضيلة الشيخ فوزى محمد ابوزيد




الأربعاء، 23 مايو 2012

تقوى الله




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جمعنا بتوفيقه في بيته، علي مائدة فضله وجوده وكرمه، المنزلة من فيض كتابه. والصلاة والسلام علي معاني كتاب الله الغيبية، وسر أسرار الآيات القرآنية، والكاشف للخلق أجمعين ما فيها من الحقائق الربانية والعلوم الإلهية، سيدنا محمد صاحب العطية المخصوصة الربانية، وآله وصحبه وكل من اهتدي بهديه إلي يوم الدين، آمين ..أمين، يارب العالمين. (أما بعد) 
فيا إخواني ويا أحبابي بارك الله عزَّ وجلَّ فيكم أجمعين
اختار الله عزَّ وجلَّ الإنسان خليفة عنه في الأكوان، وجهَّز كل ما يحتاجه إليه الإبسان في حياته .. في بيته .. في عمله .. مع نفسه .. مع أهله .. مع جيرانه .. مع أهل مجتمعه. كل ما يحتاج إليه في جسمه، أو في عقله، أو في فؤاده أو قلبه أو روحه، أو في بناء حياته الدنيوية في تعامله مع الآخرين، في حضوره بين يدي رب العالمين - كل ذلك وأكثر من ذلك - جعله الله في هذا الكتاب، الذي هو بمثابة - ما يطلقون عليه بلغة العصر - كتالوج ملك الملوك لهذا الإنسان الذي كرَّمه الله علي من سواه، ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) (70 -الإسراء).
هذا التكريم - والحديث عنه - ليس محل اليوم، ولكنه بسبب اختصاص الإنسان بسرِّ الرحمن - عزَّ وجلَّ - الذي أشار إليه القرآن، وحقائق هذا السرّ وخفاياه لا يعلمها إلا الله، أو مَنْ علَّمه مولاه إجمالاً في قول الله عزَّ شأنه: ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ) (29 -الحجر). ولا يطمئن قلبي للحديث في هذا السرّ بما فسره بعض المفسرين بقولهم أو بفلسفتهم، لأن السرَّ مضمون، ومن العلم المكنون، ولا يعلمه إلاَّ خالق الكون- عز شأنه، وتبارك اسمه، ولا اله غيره- ولذلك قال في هذا السر:( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) (85 -الإسراء). يعني الرُّوح وسرُّها ليس من هذا القليل الذي علَّمكم الله عزَّ وجلَّ. فكرَّم الله عزَّ وجلَّ الإنسان غلي جميع الكائنات العلوية والسفلية، الظاهرة والباطنة، وبسرِّ هذا التكريم كان لنا المقام الكريم عند الله في الآخرة، والحياة الطيبة عند الله عزَّ وجلَّ بين خلق الله في الدنيا.
الإنسان الذي اختاره الله لخلافته .. اختاره نائباً عن حضرته في الأرض يعمل بشريعته، فأوضح الله له الطريق المستقيم، والمنهج القويم، الموصل إلي رضوان الله عزَّ وجلَّ في الدار الآخرة والحياة الطيبة في الدنيا. والاثنان متلازمان، فمن يردد الدعوة أن المسلم سعادته في الآخرة، وأن عيشته في الدنيا تكون في ضنك وشقاء، وعناء وبلاء، ليفوز بخير جزاء، لم يفقه كلام ربِّ العزة عزَّ وجلَّ. ومن قال أن المؤمن يتمتع بالدنيا كما يجب وكما تهوي النفس وما يتفق مع الهوى، وإذا تقدَّم به العمرُ سارع إلي التوبة النصوح، وأطاع الله في بقية عمره، فسوَّف .. - والمسوف لا يدري نهاية أجله - فهو علي خطر عظيم. لكن منهج الله مَنْ عمل به سعد في الحياتين - واحتيا حياة طيبة في الدنيا والآخرة - في بيان الله في المادة القرآنية التي صاغها الله عزَّ وجلَّ بعناية ربانية، ويقول فيها لنا - ولِمَنْ قبلنا- وللخلق أجمعين: ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً - هذا في الدنيا، وحتى لا يخطر ببال البعض أن هذا العطاء في الآخرة عقَّب عليه ربُّ العزَّة بقوله - وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )(97 -النحل).
اذاً المسلم سعيد في الدنيا والآخرة، ولابد - إن استقام ومشي علي منهج الله، ونفذ الكتالوج الذي أنزله له مولاه - ومن يجد مشقة أو شدة، أو تعب أو عناء، فإن هذا إذا استمر ولم يتغير، إنما خطأه في تنفيذ منهج الله، لكن لو كان - للحظة أو لِبُرْهَة أو لساعة، أو ليوم أو بعض يوم، أو شهر وزمن قليل - فان هذا أمر يسير، وقال فيه العلي الكبير: ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) (5،6 -الشرح). ولم يقل ربُّ العزة: ( إن بعد العسر )، ولكن قال: معه!! وقال في ذلك الحبيب صلوات الله وسلامه عليه: ( لن يغلب عسرٌ يسرين )فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) (5،6 -الشرح). العسر جاء بالألف واللام فهو واجد هنا وهنا، ولكن اليسر الذى هنا غير الذى هنا، هذا وهذا يسرٌ جديد. فالعسرُ واحد في الآيتين، لكن اليسرَ تنوع في المقامين، فأصبح يسرين مع عسر واحد، ولن يغلب عسرٌ يسرين أبدا.
فالمؤمن قدَّر الله عزَّ وجلَّ له أن يسير في دنياه بهذا الجسم - وجعله كالسيارة التي نركبها، يحتاج إلي طاقة تحركه، ويحتاج إلي بطارية تنير له الطريق، وتبين له المطبات والمتاهات التي يتعثر فيها في سيره في الطريق. والذي ييسِّر للمسلم أمور دنياه أن يأخذها بالكيفية التي أمر بها الله، ولا يأخذها بما يُمليه عليه حظُّه وهواه، إن كان أكلٌ أو شرب، أو لهوٌ أو لعب، أو نكاحٌ أو عمل، أو أيُّ أمر من أمور الدنيا، المخلص منها جميعا، أن يأخذها الإنسان كما وضحها القرآن - لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ووضحها بأحلى بيان، وأوضح برهان:لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا )(49 -الكهف).
والخطأ الذي وقع فيه كثير من أهل عصرنا: أنهم استناروا بنور القرآن، وتشبهوا بالنبي العدنان، في العبادة - في الصلاة وما يتبعها من طهارة ووضوء، ونوافل وسنن، والصيام، والزكاة، والحج - ولم ينظروا إلي بيان القرآن لكل حقائق الأكوان!! وجعلوا هذا الاجتهاد والإنسان - وهذا خطأ!! فقد قال الله عز شأنه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )(21 -الأحزاب). فى أي شيء؟ فى كل أمره .. فى كل شأنه .. فى كل أحواله.
لا أقول بعقلي الكاسد: إن تعامله صلى الله عليه وسلم - مثلاً مع زوجاته - فى زمان لا يلائم زماني وعصري. لأنه صلى الله عليه وسلم جاء بما يلائم كل عصر، لكن يحتاج إلى المؤمن الفقيه الذى يأخذ من دين الله، ومن سنة حبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم، ما يلائم العصر. لا يأخذ القوالب الجامدة، ولكن يأخذ الثوابت القرآنية، والمصادر الأساسية فى السنة المحمدية، وبقيه التشكيلات القابلة للتغير- على حسب كل زمان ومكان - يأخذها من العلماء العاملين فى عصره وزمانه. فان الله عزَّ وجلَّ جعل فى القرآن أحكاماً ثابتة لا تتغير ولا تتبدل - هي الأصول القرآنية - والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم جاء فى سنَّته بأصول لا تتغير مع أى زمان أو مكان، لكن جاء فيها بصور صالحة - صورة تصلح للسليم وصورة تصلح للسقيم والمريض، وصورة تصلح للشيخ الكبير وصورة تصلح للشاب، وصوره تصلح للمريض الذى لا يستطيع الحركة، وصورة تصلح لمن يسكن في بلاد شديدة الحرارة، وصورة تصلح لمن يعيش في بلاد شديدة البرودة - وكلُّها واردة في سنة حبيب الله صلوات الله وسلامه عليه.
خذ لك علي سبيل المثال: صلاة الخوف التي أوجبها الله عزَّ وجلَّ علي المقاتلين ساعة القتال، أعدَّ الإمام بن قدامة في كتابه (المغنى) سبعين صورة لصلاة الخوف، كلَّها واردة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم لتناسب كل الأجناس، وكل الطبائع القتالية في زمانه، وبعد زمانه إلي أن يرث الله عزَّ وجلَّ الأرض ومن عليها، فمن لم يستطع أن ينفذ الأولى ينفذ الثانية أو الثالثة إلي السبعين، المهم ألا يقف عند صورة ويقول: هذه هي الصورة الواردة والباقي مخالف. وهذه مشكلة العصر!!! أن يعرف الإنسان باباً من السنَّة ويغلق بقية الأبواب أمام المسلمين، ويقول: هذا الباب هو الذي ورد وما سواه مخالف. وقد قيل في ذلك كما قال علماؤنا الأجلاء:
( التشدد .. يحسنه كل أحد، ولكن التيسير .. لا يحسنه إلا من اتسع علمه)،
لأن إتساع العلم يكشف له عما ورد.
وحبيب الله ومصطفاه صلي الله عليه وسلم، قال الله لنا في شأنه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا (7 -الحشر). وهنا وقفة!! لم يقل الله: وما أتاكم القرآن فخذوه لأن الرسول يأخذ من القرآن!!، لكنه يأخذ من القرآن ما يلائم الفرد الذي أمامه، وحال الإنسان الذي يواجهه. تتعدد الفتوى في الحالة الواحدة من حضرته صلوات الله وسلامه عليه لتباين القدرات واختلاف الطاقات، فيعطي هذا ما تسمح به قدراته، وما يلائم ميوله ورغباته - في طاعة الله وعبادته عزَّ وجلَّ.
ولذا نوَّع الله عزَّ وجلَّ العبادات القرآنية، ونوَّع الحبيب النوافل الشرعية، لماذا؟!! منا من يميل إلي قيام الليل، ومنا من يميل إلي الصيام، ومنا من يميل إلي الإنفاق والصدقة، ومنا من يميل إلي الخدمة - خدمة الناس - ومنا من يميل إلي السعي في الصلح بين المتخاصمين، ومنا من يميل إلي صلة الأرحام، ومنا من يميل إلي كفالة الأيتام. كل امرئ له في كتاب الله نصيب، فالذي يأخذ نصيبه الذي يلائم رغباته، ويريد أن يسير الناس علي طريقته وعلي هديه قد أخطأ، لأن دين الله واسع، وسنة الحبيب صلي الله عليه وسلم وسعت الخلق جميعا.
فالإنسان المؤمن الذي يمشي علي شرع الله بما يلائم هذا العصر الذي يعيش فيه - من العلماء العاملين، لا يقلب في كتب السابقين، ويقيس الأمور الحاضرة - التي لم تكن موجودة عندهم - بأشياء لا شبيه لها في كتبهم، ولكن هناك أئمة مجتهدون أعطاهم الله عزَّ وجلَّ الحجَّة واليقين والبرهان، وقال فيهم الله: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ - من الذي يعرفه؟ - لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ (83 -النساء). هناك جماعة مهمتهم الاستنباط منهم، يعين في كل زمان ومكان، قائمين بأمر الله إلي أن يرث الله عزَّ وجلَّ ومن عليها.
أنا أريد أن آخذ بسنة الحبيب صلوات الله وسلامه عليه في المعيشة في الأكل والشرب واللبس والنوم، هل ينفع في هذا الزمن أن أبحث في كتب الأقدمين عن الأكلات التي كان يأكلها رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصنعها، وأجبر أولادي وبناتي وزوجتي علي أكلها؟ لا، فأنا إذاً أنفِّرهم من دين الله!! ذهب نفر من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، وقالوا لها: يا أم المؤمنين أو يا أماه: نريد أن تصنعي لنا طعاماً كان يحبُّه رسول الله صلي الله عليه وسلم ، قالت: لا تستطيعون أكله!! قالوا: ولم؟ قالت: لقد انتقل رسول الله صلي الله غليه وسلم إلي جوار ربِّه ولم يأكل منخولاً قط!! لم يكن هناك شيء ينخل، لم يكن كما نري في العالم الآن أنواع الدقيق التي لا حصر لها ولا عد لها. هل نلغي المطاحن؟!! ونلغي النخيل ونأتي بخبز الشعير ونأكل؟!! هل هذا يليق بدين الله عزَّ وجلَّ ؟ من يفعل هذا ينفِّرُ خَلْقَ الله من دين الله سبحانه وتعالي بطريقته العقيمة في الاقتداء بالسنة!! ولكن دين الله واسع.
الأمر الجامع في الطعام، ما هو؟ قول الله: فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24 -عبس) - لا من حيث الشكل ولا اللون، ولا الطعم ولا الرائحة، وإنما - أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا. ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا. فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا. وَعِنَبًا وَقَضْبًا. وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً. وَحَدَائِقَ غُلْبًا. وَفَاكِهَةً وَأَبًّا. مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ (25: 32-عبس).
إذن ما المطلوب هنا؟ التفكر في هذه النعم. كل ماشئت - كما قال صلي الله عليه وسلم: ( كُلْ ماشئت، والبسْ ما شئت، في غير إسراف ولا مخيلة ). لا يكون فيه إسراف ولا مباهاة ولا خيلاء. إذن: إذا حصَّلته من حلال، وصغته من مباح، وجعلت فيه التفكر، وجنبته الإسراف والمباهاة، أي طعام بعد ذلك يدخل في قول الله: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ (40 -الأعراف).
إذن خلاصة الأمر بعد ذلك، الهدي النبوي الآخر: آكل بثلاث أصابع، آكل بيميني، كل هذه أمور مسنونة، ويجب علينا أن نعلِّمَها لأنفسنا، ونعلِّمَها لأولادنا بعد ذلك، حتي لا أرهقهم وأقول لهم تعالوا هذا هو الأكل الذي كان - في سنن أبو داود - يأكله النبي، وأنت لا بد أن تعمليه وإلا تكوني مخالفة لسنة رسول الله، من الذي قال هذا الكلام؟
جعل الله زيًّا شرعيًّا، فما الزِّىُّ الشرعيّ؟ قالوا: ما يستر بين الصرة وركبتيه، المهم أن يبعد عن الحرير الطبيعي والذهب. مادام الإنسان يستر مابين سرته وركبته، ويلبس من حلال، وليس فيه حرير ولا ذهب للرجال - لكن للنساء لا بأس، والنساء تستر جميع جسمها ما عدا الوجه والكفين - ما الذي يَحْرُمُ فى هذا؟!! فإن الإسلام جاء بصفاء للقلوب، وجاء بنقاء للنفوس، وجاء بطهارة للسرائر، فمن شغل نفسه بهذه المشاغل، والتفت عن الأساس - وهو القلب - هذا يحدث له في الحياة معيشةٌ يقول فيها عزَّ وجلّ: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ) (124-طه). هذه الآية طبعاً في الكافرين، ومعشيتهم ضنك - مع أن عندهم الوسعة في الأقوات والأموال، لكن ليس عندهم وسعة في القلوب ولا في الصدور، ولا طهارة في النفوس.
ما الذي يجعل المؤمن يعيش حياته الحياة الطيبة التي وعدنا بها الله؟ إصلاح النفس، وطهارة القلب. إذا أصلح نفسه وطهَّرها، ونقَّي قلبه وجعله قلباً سليماً ييسِّرُ الله عزَّ وجلَّ له كُلَّ أمر. المهمة الأساسية لإصلاح هذا الإنسان هي قول الحبيب صلي الله عليه وسلم: ( إن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ). صلاح القلب بأى شىء؟ صلاحه بالعقيدة الحقَّة، واليقين في الله عزَّ وجلّ.
إذا علم الإنسان - علم اليقين - أن ما كان له فسوف يأتيه، ( وإن نَفْساً لن تموت حتي تستوفي رزقها ) ماذا سيفعل؟ سينفذ بقية الحديث: ( فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ). لن يسعي إلي حرام، وبالتالي لن يعاقبه المولي عزَّ وجلّ. إذا أكل حراماً - بالوقوع في الذنوب والآثام - يوقعه في الشرور ويجعل دائماً حياته في همٍّ واغتمام .. لأنه يحرص دائماً أن يسعي سعياً حثيثاً ويأكل من حلال، ولذلك يصلح الله كل شأنه.
إذا علم الإنسان - علم اليقين - أن كل كلمة - تستفز - يسمعها الله فسيحاسبه عليها، فسيتَّقي الله ويقول للناس كما قال الله: ( وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ) (83 -البقرة). ما سبب مشاكل المجتمع؟ سببها الكلام!! كلمة علي هذا، أو كلمة في حق هذا، وهذا قالها!! وهذا نقلها!! لكن إذا دخل في زمرة القوم الذين قال الله فيهم: ( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ) (24 -الحج)، فسيحمر وجهه خجلا من هذا، لماذا؟!! وسيفرُّ من هذا الشارع، لماذا؟!! لكي لا يقابله. لماذا ؟ لأنه لا يقول إلا ما يرضي الله، ولا يخرج منه إلا الكلام الذي يعلم أنه في ميزان حسناته يوم يلقي الله.
فمن يريد الحياة الطيبة، أول ما يبحث عنه القلب ويصلح شأنه مع الله، ويملأه بشحنات من سياج القرآن، وأنوار سنَّة النبي العدنان صلي الله عليه وسلم. إذا كانت البطارية سليمة تكون الإضاءة كريمة، يمشي في الدنيا كما يقول الله عزَّ وجلّ:( أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) (122 -الأنعام)، فيكون معه النور يري الإشارات فلا يمدُّ يده لهذا الحرام، ستضيء اللمبة الحمراء فيعرف أن هذا ممنوع ... إذا مشي في طريق خطأ، ستضيء له العواكس فيعرف أن هنا مطب فيمشي علي رِسْلِهِ ... يقول له إنسان كلمة أو قولاً، علي الفور يعرضها علي الكمبيوتر الرباني القرآني - الذي في داخله - فيقول المعمل الداخلي: افرزوا هذه الكلمة: إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ) (6-الحجرات)، انظروا الأولى - والأولى معك - وأنت معك بنور الله، لو استضأت بنور الله - نورٌ ربانيّ يعرف ما في الصين، و يعرف ما في الوجه، وساعة ما تراه تقول أنا أرى عينه ليست مضبوطة، أري ضحكته صفراء، يهيىء إليَّ أنه كاذب!! من أين هذا؟ من الإحساس!!
فلو قوَّينا هذا الإحساس من كتاب الله، وبالعمل خلف حبيب الله ومصطفاه، سندخل في قوله صلوات الله وسلامه، ويكون لنا جهاز مكتوب عليه: ( اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله ) ، فالذي سينظر بنور الله وينطق بتوفيق الله ، أين يكون هذا ؟ يكون مع الله!! وهذا يأخذ مفتاح سحري!! ستقول عليه خاتم سليمان؟!! الصواب: أن تقول معه دعوة مستجابة، الصواب: أن تقول معه سرٌّ مرموز، يفتح لك كل الكنوز النافعة، الظاهرة والباطنة!! ينفع في ماذا؟ ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) (2، 3-الطلاق).
تكنولوجيا قرآنية في هذه الأجهزة الربانية وأكثر منها، ومعروضة في محلات الحبيب صلوات الله وسلامه عليه، لكن كما قال ربنا فيها: وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ 20 -يوسف) .. المسلمون زاهدون في هذه الأجهزة!! يريدون الأجهزة الحسية الملموسة، لكن أجهزة القلوب التي كانت مع الحبيب ومع أصحابه - وأنتم حافظين طبعا الروايات والكرامات والمعجزات التي أيَّد ربُّنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في هذه الأمور.
فمن أين أتت يااخوانى هذه العطايا؟ كانوا يحرصون ألا يدخلوا في أي أمر - مهما كان شأنه - إلا إذا استشار كتاب الله، واستوضح من سُنَّة حبيب الله ومصطفاه. ماذا يقول الدستور في هذا الأمر؟ والمذكرة التفسيرية ماذا تقول في توضيح هذا القانون؟ حتي المشي، حتي النظر، حتي النوم، حتي إتيان الزوجة!! لا يوجد أمر من الأمور إلا وفيه قانون راسخ، وتفصيل واسع، من الحبيب صلوات الله وسلامه عليه.
نحن جعلنا الدين في المسجد، وباقي الأشياء؟!! لا، علي حسب هوانا، وعلي حسب حظِّنا. آكل كما أريد!! وأشرب كما أريد!! وألبس كما أريد!! وأقول: هذا ليس له علاقة بالدين، هذا شيء وهذا شيء!! فنجد مثلاً الأمثلة الغريبة والعجيبة في عالم اليوم: رجل يحجُّ كُلَّ عام - ويفتخر أمام الناس أنه يحجُّ كُلَّ عام - ويُخرج الزكاة، ولكنه يغش في البضاعة، سواء في الكيل أو في الوزن أو في الصنف!! ما هذا يا فلان؟!! يقول: هذا شيء وهذا شيء، كيف هذا الكلام؟!! ... أنت لم تُحْكِمْ الأساس ... إذن فلابد أن تغيِّر حياتك كما وصَّى ربُّ الناس عزَّ وجلّ.
عين الخليفة هارون الرشيد - أخاه - محتسباً في الأسواق ليراقب البضاعة،كالتسعيرة والبضاعة وأصنافها - وكان أخوه هذا علي ورع وزهد - فجاءه بعد عام وقال له: أنت لم تحرر أي مخالفة!! لماذا؟ قال: يا أمير المؤمنين: رأيت الله عزَّ وجلَّ ينتقم من الظالمين أولاً بأول، فلم أرد أن أجمع عليهم همَّين. قال له: كيف؟ قال له: كُلُّ مالٍ جمعوه من حرام، جعلهم الله ينفقونه في الذنوب والمعاصي والآثام، فلا ينفقه في طاعة الله!! ولا يوفقه به الله!! فوجدت أن ربَّنا أولاً بأول يٌنهى هذه القضية، والسبب أنه لم يسمع قول الله عزَّ وجلَّ لحبيبه ومصطفاه - ولنا جميعاً عباد الله المؤمنين: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ(172-البقرة)، كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ) (51-المؤمنون)، إذن تحسم القضية.
فلو اهتدي المؤمن إلي أن يتحكم في عمله وفي قوله، في سلوكه وفي حركاته وفي سكناته، علي كتاب الله وسنة رسول الله، إذن يصلح الله له جميع شأنه، ويجعله في الدنيا غنيًّا بالله عن جميع من سواه، فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65 -النساء). جعل الله عزَّ وجلَّ قواعد كلية في كتابه الكريم، وتفصيلها في سنة حبيبه العظيم، مَنْ عمل بها في نفسه وفي أهله، وفي عمله وفي مجتمعه، أحياه الله في الدنيا الحياة الطيبة. وكلمة الحياة الطيبة ليست كما يفهمها البعض -الناس تفهم الحياة الطيبة يعني المال الكثير، الأرصدة التي في البنوك، والعمارات والسيارات، ولكن ليست هذه هي الحياة، إنما اسمها المعيشة - أما الحياة الطيبة لا تكون إلا بالإيمان، ولذلك يقول الله لنا فيها - ونحن مؤمنون: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ (24 -الأنفال)، وهل نحن لسنا بأحياء؟!! قال: لا، لأن الحياة الطيبة لا تكون إلا مع الله، وأول علامة من علامات الحياة الطيبة أن يصبح صاحبها ذوقه القلبي سليم، فيذوق حلاوة العبادة، ويحسُّ بالخشوع في الطاعة.
فأول علامة من علامات المريض الذي عنده حمي، ما هي؟ ارتفاع في درجة الحرارة، العلامة الثانية: يتغير طعم الفم، يعطوه السكر يقول إنه مرّ!! المياه العذبة، يقول: مرة!! ما الذي غيَّر طعم فمه؟!! مرضه.. فالمؤمن أول علامة من علامات حياته الطيبة أن يكون ذوقه القلبي سليم، لحظة ما يسمع القرآن يحسُّ بنشوة وسعادة، وعندما يؤدي عملاً صالحاً يحسُّ بسرورٍ بالغ أنه عمل عملاً لله عزَّ وجلّ. ويمكن رأينا هذا الكلام مع أجدادنا!! عندما كان أحدهم يذهب للحج كانوا يعملون له احتفالات وزينات ليس لها مثيل!! ما أكبر حفلات كانت تقام يا إخوانى؟ الحجاج، لماذا؟ لأنه ذاهبٌ يؤدي فريضة الحج!! والكل يأتى ليهنئه ويبارك له!! وبعدما يرجع .. لماذا؟ لأنه أدي عملاً صالحاً لله عزَّ وجلَّ!! إذا صار الذوق سليماً لا يقبل إلا الشيء القويم الذي يوافق الذكر الحكيم.
إذا أتى أحد يعرض عليه شيئاً لا يرضي الله، يجد المُنبِّه الداخلي يقول له: لا!! إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ (201 -الأعراف)، فيعرف إن هذا خطأ!! وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: ( الحلالُ بيِّنٌ والحرامُ بيِّنٌ ). هذا واضح، وهذا واضح، لكنه محتاج إلى القلب.
القطة عندما نعطيها قطعة لحم، تأكل وهي مطمئنة. وعندما تخطف قطعة اللحم ماذا تفعل؟!! علمتْ أنها سرقتْ، علمت أنها سارقة وسرقت، لأنه لا يوجد أحد لا يعرف الحلال ولا الحرام، لكن محتاج إلي المنبه. إذا كان عند الإنسان حرارة الإيمان، يشعر في الحال بأنه فعل شيئاً يغضب الله، كيف؟!! كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا فقدوا التوفيق في عمل صالح، علموا أنهم خالفوا الله، فجعل الله لهم التنبيه بينهم، كيف؟ كان من يفوته تكبيرة الإحرام الأولي في الصلاة، يقدمون له العزاء ثلاثة أيام!! يعني يصبِّروه، لأجل الأجر الكثير الذي فاته!! فإذا فاتته صلاة الجماعة يقدمون له العزاء أسبوعاً، لماذا ؟ لأن الأجر الذي فاته!! قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ( أول الوقت رضوان الله، وأوسط الوقت رحمة الله، وآخر الوقت مغفرة الله ) .
هو يريد أن يأكل، من أين؟ من الرضوان!! ولا يريد أن يكون في آخر القطار في السبنسة، يريد أن يكون في المقدمة في قطار الرضوان المسافر إلي حضرة الرحمن عزَّ وجلّ. فلو أن أحداً منهم فاته صلاة الفجر في يوم، يصبح في الصباح مهموماً!! ما الذي فعلته اليوم حتي لا أقوم في ساعة الفجر؟ والذي يحبُّه الله يوقظه في هذه الساعة، لماذا لم يوقظني؟ لماذا لم يرسل لي أحداً من رسله ليوقظني؟!! لماذا لم يجعل مَلَكاً يهُزُّني؟!! ويظل نادماً طول النهار أنه فاته صلاة الفجر.
إذا تعثر عليه أمر من أمور الدنيا .. يبحث .. ماذا تركت من أعمال البر؟!! أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم كان من عادتِهِم لا يوجد في أي معركة قوة تستطيع أن تغلبهم - ولو كان عددهم قليلاً - لأن الله عزَّ شأنه، وتباركت حكمته جعل قوة الإنسان تزيد مع قوة الإيمان؟ كيف؟!! إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ (65 -الأنفال)، إذا وجد عشرون منكم يغلبوا مائتين، بأى شيء؟!! بالإيمان. عندما قَلَّ الإيمان قليلاً، قال سأخفف عنكم: الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ(40 -الأحزاب)، ليس هذا فى الجسم، لا، هنا في القلب. فإذا وجد مائة أيضاً يغلبوا مائتين. حتي المؤمن الذي إيمانه ضعيف مثل إثنين!! لكن المؤمن الذي إيمانه قوي - الرسول في غزوة خيبر أتي آخر النهار وقال: غداً سأعطي الراية لرجل يُحِبُّ اللهَ ورسولَه، ويُحِبُّهُ اللهُ ورسولُه. يقول سيدنا عمر رضى الله عنه: ما تمنيت الإمارة في يوم إلا في ذلك اليوم. وفي الصباح، قال: أين عليّ؟ قالوا: عنده رمد .. قال إإتوني به، فأخذ من ريقه ووضع في عينيه فشفي في الحال، ثم أعطاه الراية.دخل سيدنا عليٌّ علي باب الحصن فانكسر سيفه، وانكسر ترسه الذي يحمي به جسمه، فأمسك بباب الحصن وخلعه وتترس به - يعني احتمي به من الأعداء - ودخل الحصن. بعد المعركة اجتمع سبعون رجلاً علي أن يحركوه من مكانه فلم يستطيعوا!! فكيف كان يحمله؟ .. ويحارب به؟ هذه هي قوة الإيمان.
فكان أحدهم عندما يستعصي عليه أمرٌ يسأل نفسه ماذا فعلت؟!! استعصي علي أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فتح حصن بابليون - الذي هو القاهرة الآن - ومكثوا ستة أشهر، فقالوا ما الأمر؟ لم يحدث هذا من قبل؟ فطلبوا استشاري من المدينة المنورة ينظر في هذا الموضوع - إستشاري قرآني ينظر في ما هذا السرِّ الذي قصرنا فيه - فقال لهم: أنتم تركتم سُنَّة، وهي السواك!! العصا التي كان النبي أمرهم بها. ألم تعلموا ماذا نسيتم من الفرائض أو من النوافل؟!! قال: السواك!! والسواك هو السرّ. فقال لهم: استخدموا السواك، فرآهم الأعداء فقالوا لبعضهم: لقد أتي هؤلاء القوم مدد ويأكلون الخشب، وإذا كنا لم نستطع أن نحارب هؤلاء، فكيف نستطيع أن نحارب من يأكلون الخشب؟!! أعلنوا الاستسلام. إذن فبماذا انتصروا؟ .. بإتباع السُّنة.
كان يقول قائلهم : إني لأعلم حالي مع الله في خلق زوجتي، وفي تشاكس دابتي!! إذا كانت زوجتي مطيعة، وفي بومٍ عصتني أعود لنفسي وأعلم أنني قصَّرتُ في واجبٍ وحقٍّ من واجبات الله عزَّ وجلّ .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
************
من مقالات فضيلة الشيخ فوزى محمد ابوزيد
http://www.fawzyabuzeid.com/table_ar...ED%CF%C9&t=t31
الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ /
 فوزى محمد أبوزيد 

شروط قبول العمل




الإخلاص وشروط قبول العمل

ومما يجب على المسلمة أن تتعلمه أمرا فى غاية الأهمية وهو يخص جميع الأعمال التى تعملها ما هو؟يجب عليها أن تعرف أمراً لا يتم لها القبول عند الله إلا به .. ما هو؟أو بسؤال آخر ما هي الأشياء التي تجعل العمل غير مقبول عند الله ؟ فأي عمل يعمله الإنسان لكي يقبله الله لابد له من شروط، وعلى الإنسان أن يعرف هذه الشروط التي بها قبول العمل عند الله وأول شرط من هذه الشروط وأهمها هو الإخلاص فيه لله قال الله تعالى في الحديث القدسي (من عمل لي عملاً أشرك فيه غيري تركته له) لماذا يا رب؟ قال (أنا أغنى الأغنياء عن الشرك) فيلزم أن يكون العمل لله هل يوجد عمل نعمله لغير الله؟نعم أحياناً الإنسان يعمل العمل من أجل الناس كأن ترى السيدة أن زوجها رجل متدين ويهتم بأمور الدين فعندما تلمحه يدخل من الباب تسرع للوضوء والصلاة فهي تعمل هذا العمل هنا لكي تظهر لزوجها أنها متدينة هل تصح هذه الصلاة؟ لا لأنها ليست لله متى إذاً تكون الصلاة لله؟أن تصلي سواء زوجها موجود أو غير موجود أما إذا كانت لا تصلي إلا إذا كان زوجها في البيت فصلاتها هنا لغير الله لأنها عندما يسافر زوجها لقضاء أي مصلحة تترك مصلحة تترك الصلاة خلال هذه الفترة لأنه مثلاً الزوج في العمل من في العمل من الصباح إلى ما بعد العصر فلا تصلي الظهر وعند مجيئه تصلي أمامه العصر في هذه الحالة تكون صلاتها لزوجها فلا أجر لها عند الله ومثال آخر: عندما تعرف السيدة أن موعد رجوع زوجها من العمل قد أتى تصلح من شأن نفسها وتتحجب لكي يراها وهي محجبة وعند نزوله للعمل صباحاً تخلع غطاء الرأس وتقف في هذه البلكونة فترة ثم تنتقل إلى البلكونة الأخرى وتقف فيها فترة وفى الجامعة :فتاة أعجبت بشاب زميلها في الجامعة أو في العمل وهذا الشاب متدين فتتظاهر الفتاة بالتدين وتلبس الحجاب وتمسك في يدها بكتاب ديني أمامه على الدوام لكي تلفت نظره إليها وكلما تراه تفتح الكتاب وتقرأ فيه ولكي تفتح باب الكلام تسأله: ما رأيك في هذه المشكلة؟ ما رأيك في هذا الموضوع؟ مع أن نيتها وكل همها أن تلفت نظره ليهتم بها فهل مثل هذا العمل لله؟ لا ولكن شرط العمل ليكون لله أن يعمله الإنسان بدافع ووازع من نفسه سواء رأه الناس أو لم يروه وهذه نقطة جوهرية ومهمة في دين الله ولكن نعمل ليرانا الناس هذا العمل اسمه رياء وسمعة والنبي قال فيه {مَن سمَّعَ سمَّعَ اللَّهُ به، ومَن يُرائي يُرائي اللَّهُ به}[1] وقال أيضاً في ذلك بالنسبة للصلاة {مَنْ صَلَّى يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ ومَنْ صَامَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ وَمَنْ تَصَدَّقَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَك}[2] مثلها كذلك رجل صنايعي ويريد أن تثق به الناس وتأتيه فيربي لحيته ويذهب للصلاة في المسجد ويطيل فيها من أجل أن يقول الناس هاتوا الشيخ فلان لأنه رجل شيخ وعارف ربنا والشيخ فلان هذا لا يصلي لله ما الدليل؟ الدليل أنه لو فاته فرض فلا مشكلة عنده ولو فاته يوم كامل بدون صلاة كذلك لا مشكلة وهذا ما نسميه بالرياء وهناك نقطة أخرى يجب توضيحها وهي: نفرض أنني أصلي لله على الدوام لكن عندما يراني أحد وأنا في الصلاة أجيد في الصلاة وأتقنها على غير المعتاد فلا شيئاً في ذلك لأنني أساساً سأصلي سواء رآني أو لم يرني أحد ولكن الرياء الحقيقي و المحبط للعمل أن أصلي فقط أمام الناس وأترك الصلاة أو العمل إذا لم يرني الناس لكن إذا كنت أجود العمل عندما يراني الناس فلا شيء في ذلك لكنه ينقص من الثواب أما العمل نفسه فمقبول عند الله لأنني أصلي أساساً لله كذلك الصدقة عندما يريد إنسان أن يتصدق ويريد أن يعرف الناس فيقول:تعال يا فلان ثم يخرج المحفظة أمام الناس ويعطيه من أجل أن يقول الناس إنه رجل منفق إنه رجل كريم إنه رجل متصدق فإذا كانت هذه هي نيته فليس له أجر على هذا العمل لأن نيته الناس فقط، أما إذا كان يعطي لله فسيعطي سواء أمام الناس أو من وراء الناس لكن النبي قال لمثل هذا {إنَّ صَدَقَةَ السِّرِّ تُطْفِىءُ غَضَبَ الرَّبِّ تَبارك وتَعالى}[3] وفى رواية{تفضل صدقة العلانية بسبعين ضعفاً}{ورجُلٌ تَصدَّقَ بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلمَ شِمالهُ ما صَنعتْ يَمينهُ}[4] وقولهُ تعالى{وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ}إلا إذا كان يريد أن يفعل ذلك لكي يقتدي به الناس فله أجر على ذلك ولكن هذا الأمر صعب ويلزمه ملاحظة شديدة في النية لأنه من المحتمل أن يشوبها شيئاً من الرياء والسمعة مثله كذلك من يذهب للحج ولكن قصده من الحج أنه عندما يرجع يقول الناس عليه الحاج فلان فمن يذهب للحج ونيته لله عندما يرجع يستوي عنده أن ينادوه ياأستاذ فلان أو ياحاج فلان لكن بعض الناس عندما يرجع يناديه أحدهم يا فلان فيقول له: يا أخي أنا دافع عشرة آلاف جنيها والآخر تقول: يافلان ويطلب منه أن يناديه: يا حاج فلان وكأنه دفع هذا المبلغ ليشتري به لقباً فإذا كانت نيته بهذه الكيفية فحجه غير مقبول لكن إذا كان سيحج لله فلا فرق أن ينادوه يا أستاذ فلان أو يا حاج فلان إذاً ليكون عملنا مقبولاً عند الله يجب أن نتحرى في النية أن هذا العمل نريد به وجه الله وهو الإخلاص ونريد تعميم هذا الموضوع خاصة عند السيدات لذلك اخترت هذا الموضوع لتوضيحه مثلاً فلانة ستتزوج فنكلفها بكتابة كشف بأسماء من أعطوها النقوط فلانة أعطتك خمس وفلانة أعطتك عشر وفلانة أحضرت كيلة أرز وفلانة أحضرت كذا لكي ترديها بعد ذلك في مناسبة عندهم وبعد فترة تكون فلانة هذه التي أعطتها النقوط عندها مناسبة والأخرى نسيت أن ترد فَتبعث من يقول لها لقد أعطتك فلانة خمسة جنيهات لماذا لم ترديها؟أليس هذا ما يحدث؟ما أجر من تفعل ذلك عند الله؟ليس لها أجر لأني أعطيها لها كالسلف وإذا لم ترد السلف أطالبها به ولكني أريد أن أعطيها وآخذ أجر على ذلك ماذا أفعل؟أعطيها لله مساعدة لله وعندما تكون لله علىَّ أن أبدأ بالفقراء لأنهم هم المحتاجين وإذا كانت السيدة تسير على النهج الإسلامي فربنا يقول لها {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}فمثلاً تقول:فلانة عملت معي جميل فيلزم أن أرد الجميل لكن المفروض ألا أنتظر الرد حتى لو فلانة هذه لم ترد فلا أطالب لأنني عملت العمل لله والأجر عند الله لكن لو طالبت العبد بهذا الأجر فليس لي أجر عند الله وهذا موضوع تضيِّع فيه السيدات حقوقهم وليس في مثل ذلك فقط ولكن لو أن هناك واحدة مريضة وأنا سمعت بذلك وأريد أن أزورها فأزورها لله وزيارة المريض هل لها أجر؟نعم يقول فيه النبي {عَائِدُ (زائر)الْمَرِيضِ فِي مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ( وسط الجنة)حَتَّى يَرْجِـعَ}[5]فيعطيه الله بهذه الزيارة أجر كأنه دخل الجنة ومشى في وسط الجنة بشرط أن تكون الزيارة لله وإن زرته وحدث عندي بعد ذلك مرض أو عند أحد من أسرتي فلا أطلب وأقول فلانة هذه لقد زرتها ثم مرض ابني فلماذا لم تزرني وبذلك يكون عملي ليس لله لأنني أطلب الرد فإن كان عملي لله فلا أطلب الأجر إلا من الله و لا أنتظر مكافأة إلا من الله {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً}حتى كلمة متشكرين أو شكراً أو أى تعبير آخر عن الشكر أو الإمتنان فنحن لا نريده لماذا؟لأننا نريد الأجر من الله وهذا لمن يريد الثواب والأجر على العمل من الله لكن إذا انتظر الأجر من العباد ما الذي مع العباد لكي يعطوه؟وإذا زرت المريض وأعطيته مثلاً اثنين كيلو سكر أوفاكهة أوأعطيته خمسة جنيه فإن أعطيته ذلك يكون من باب المعاونة والمساعدة فلا أكتبها عندي في كشف ولا أنتظر منه الرد لأنني أعمل هذا العمل تعاوناً معه من باب قول الله {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}فيكون الأجر عند الله وليس كما يحدث من بعضهم كأن تقول: يا فلانة أبلغي فلانة أنني أعطيت لها اثنين كيلو سكر وهي مريضة وأنا مرضت بعد ذلك فلم تزرني ولم تعطني أي شيء فهاتي السكر الذي أعطيته لها فلا أجد لها هنا أجر من الله ومن يريد الأجر والثواب عليه أن يعمل العمل لله ولكي يجده عندما يخرج من الدنيا مكتوبا في صحيفة الحسنات ومسجلاً في رصيدنا عند الله فإذا أعطيت مريضاً أو أعطيت عروسة أو عريساً أو أعطيت فقيراً يجب أن يكون كل ذلك لله وقال في ذلك حضرة الله {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً }ولم يقل أجر من عمل لكنه قال {أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ}وأحسن يعني جعل العمل لله فقط، ولم يطلب الأجر من العباد حتى في الزيارة إن زرت صديقتي فأجعل هذه الزيارة لله لأن الرسول قال {مَن عَادَ مَرِيضاً أَوْ زَارَ أَخاً لَهُ في الله نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً}[6] ولا تنتظر رد الزيارة كما يحدث كأن تقول لها: لقد زرتك هذه المرة فإن لم تزوريني فلن أزورك مرة أخرى فتكون الزيارة ليست لله فلن ولن آخذ أجر وهي كذلك لن تأخذ أجراً ونكون قد حرمنا أنفسنا من الأجر ولكن إن ذهبت إليها يكون لله وكذلك إن زارتني هي يكون لله فنؤجر عند الله كذلك أي عمل يعمله الإنسان المؤمن يلزم أن ينوي فيه أن هذا العمل لله ومن المفروض أن يحدث مثل ذلك حتى في صلة الأرحام فعندما تذهب واحدة لزيارة أختها أو بنت خالتها أو بنت عمها فيحدث أن نترك الهدف من الزيارة ونقول ماذا أحضرت معها؟أحضرت كذا وكذا وبعد فترة تذهب لترد الزيارة فأيضاً الأخرى تقول في نفسها ماذا أحضرت وعندما تحصر ما أحضرته تقول: لا،باقي صنف لم تحضره فأنا كنت أعطيتها صابون في زيارتي لماذا لم تحضر الصابون وهذا ما يقطع الأرحام والمفروض أن نجعل الزيارة لله وإذا أخذت معي أي شيء يكون من باب المودة والنبي قال فيها {تَهَادَوُا تَحَابُّوا}[7] هدية وهل الذي يعطي الهدية ينتظر رد الهدية؟لا فسواء ردت الهدية أو لم تردها فلا أشغل نفسي فتدوم هنا المودة ولايقطع هذه المودة إلا أننا نعمل العمل ونريد الأجرة الأجر من الناس ومن يريد الأجرة الأجر من الناس فلا ينتظر الأجر من رب الناس فأول شرط لكي يكون للعمل أجر وثواب عند الله أن الإنسان يعمل العمل لله وهذا العمل لله وهذا ما نسميه الإخلاص- والإخلاص أن يعمل الإنسان أن يعمل الإنسان العمل لله فلا يبغي أجر أو شكراً ولا حتى دعاءاً من الناس والسيدة عائشة والسيدة فاطمة عندما كانوا يعطون الخادمة صدقة لتوزعها يقولون أعطي هذه لفلانة وقبل أن يعطوها الفلوس كانوا يعطرونها قالوا لأن النبي قال {إنَّ الصدقة تقع في يد الله تعالى قبل أن تقع في يد السائل} ثم قرأ عبد الله {وَهُوَ الذي يَقْبَلُ التَّوبةَ عن عِبادِهِ}[8] فما يأخذه الله بيده يجب أن نطيبه وكذلك كانوا يقولون للخادمة أعطي هذه لفلانة واحفظي ما تقوله طبعاً عندما يعطوا واحدة صدقة تدعي لهم وعندما تأتي الخادمة يقولون لها ماذا قالت لك؟ تقول: قالت كذا وكذا فتدعي لها نفس الدعاء فسألوا السيدة عائشة والسيدة فاطمة لماذا تفعلون ذلك؟قالتا: { دعاء بدعاء حتى تسلم لنا صدقاتنا} فكانتا تخافان أن يكون دعاء من أخذت الصدقة هو أجر هذه الصدقة فكما دعت لي سأدعو لها لكي تكون الصدقة صافية لله وهذه نباهة شديدة لكن الآن تطلب سيدة من جارتها أن تقضي لها مصلحة معينة فتقول: ليس لدي وقت فتقول لماذا؟ لقد أعطيتك أول أمس كذا وكذا وعندما أطلب منك شيء لا تقضيه أليس الذي أعطيتها إياه صدقة؟ وهل تريدين مقابل الصدقة أن تشغليها به بذلك يكون قد حبط عملك ولا أجر لك فيه فمن يعمل شيئاً لله لا ينتظر أجراً ولا ثواباً إلا من الله لذلك قال النبي لسيدنا أبي ذر {أَخْلِصْ دِينَكَ يَكْفِكَ الْقَلِيلُ مِنَ الْعَمَلِ}[9]المهم الإخلاص والإخلاص أن نعمل أي عمل لله سواء كانت كلمة فهذه الكلمة الطيبة لله أو إذا كان أكلاً أو شرباً أو صدقة أو صلاة أو حجاً أو صياما فإذا نويت أن أعمل هذا العمل لله وعلى وشك أن أعمله فجاء واحد آخر وعمله فيعطيني الله الأجر كأني عملته تماماً بتمام لأنني كنت أنوي أن أعمله لله مثلاً واحدة نوت أن تركب حنفية ماء في المكان الفلاني سبيل وقبل أن تركبها جاء آخر وركب الحنفية في نفس المكان هل تحرم من الأجر؟ لا بل تأخذ الأجر كأنها ركبت الحنفية وتظل إلى يوم القيامة كل من يشرب منها يكتب لها أجره لماذا؟ لأن نيتها كانت لله لكن لو نوت أن تركب هذه الحنفية من أجل أن يقول الناس أن فلانة هذه سيدة طيبة فليس لها في ذلك ثواب ولا أجر، لذلك قال لنا النبي {إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى}[10] وليس ما عمل ولكن ما نوى والمهم هي النية وهناك رجل من بني إسرائيل حدثت عندهم مجاعة ومر على جبل عال فقال: يارب لو أن لي جبل مثل هذا من دقيق لكنت وزعته على الفقراء والمساكين لأسد جوعهم هل تعب الرجل في هذه النية؟ لا فأوحى الله للنبي الموجود في زمانه{أن اذهب لفلان وأبلغه أن الله أعطاك من الأجر والثواب كما لو كان هذا الجبل دقيقاً لك وتصدقت به على الفقراء والمساكين}بماذا؟ بنيته وهى أهم حاجة نعرفها ونحافظ عليها قبل كل عمل أن يكون هذا العمل لله 
[1] متفق عليه (مشكاة المصابيح) عن جُندب. [2] مسند الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه [3] رواه الطبراني في الكبير والأوسط) عن معاوية بن حَيْدَةَ [4] أبو هريرةَ رضيَ اللَّهُ عنهُ صحيح البخارى[5] صحيح مسلم عَنْ ثَوْبَانَ رضى الله عنه ، قَالَ أَبُو الرَّبِيعِ ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ. [6] مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي عن أَبي هُرَيْرَةَ. [7] سنن البيهقي الكبرى عن أَبي هُريرةَ [8] رواه الطبراني في الكبير عن عبد الله بن مسعود [9] ابنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي الإخْلاَصِ والحاكم فى مستدركه عن معاذ [10] عن عمرَ بنَ الخَطّابِ رضي اللّهُ عنه صحيح البخاري