Disqus for ومضات إيمانية

الجمعة، 25 مايو 2012

أمراض المجتمع وعلاجها الشافى






اختارنا الله من أمة خير المرسلين التى جعلها خير أمة أخرجت للناس وقذف فى قـلوبـنا الإيمان وحبب إلينا فعل الصالحات واستباق الخيرات وحفظنا بحفظه عز وجل من المعاصى والمخالفات ، سبحانه سبحانه لا قوة لعبد على طاعته إلا بتوفيقه ، ومعونته ، ولا حول لعبد عن ناصيته إلا بسعادة من الله ، وحفظ وفق إرادته يسوق الخير إلينا ويسوقنا إليه ويأمرنا بفعل الخير ويحبب أعضائنا فى فعله ليثبتنا ويرفع درجاتنا ويجعلنا من المحبوبين لديه. ، لو نظرنا نظرة عابرة إلى مجتمع المؤمنين وهو بأن من المشاكل وبكثرة فيه التقاطع والتدابر والتطاحن على دنيا فانية أو مناصب دانية أو اشيئا غير باقية وتسأل المرء فينا مع نفسه ، من أين جاءات هذه الاحقاد والأوجاع والامراض إلى مجتمع المؤمنين ونحن لو تدبرنا فى كتاب الله ونظرنا فى سنة حبيب الله ومصطفاه قبل أن ننظر إلى احوال المسلمين لظننا كماظن الذين يهتدون إلى الإسلام فى عصرنا من أهل أوروبا وامريكا أن مجتمع المسلمين مجتمع الجنة فأهل الإسلام فى أى عصر يمثلون جنة الله عز وجل فى الأرض فهم جميعا داخلين فى قول الله 
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } الحجر47 وقوله تعالى{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الحشر9
فقد ذبح رجل خروف فى عهد الخلفاء الراشدين واعطى رأسه لفقير من المسلمين فجلس مع زوجته وقال يام فلان ألا ترين أن أخى فلان الفقير أحوج إلى هذه الرأس منا ثم أخذها واعطاها إليه وجلس الأخر بعد ذلك مع زوجته وقال يأم فلان ألا ترين أن أخى فلان الفقير احواج إلى هذه الرأس منا ثم أخذها واعطاها إليه ، فمرت هذه الرأس على سبعة منازل ثم عادت إلى صاحبها الأول كيف هذا ؟ ولما هذا ؟ لأنهم كما قال الله فى شأنهم
{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ 
            وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الحشر 10
فقد حدث قحط فى المدينة المنورة ولم يعد عند التجار كفاً من الدقيق وجاءت تجارة لتاجر من الدقيق يحملها ألف جمل فانتهز الفرصة لا ينال المكاسب العاجلة ولكن لينال المكاسب الباقية عند الباقى عز وجل وذهب إليه تجار المدينة وقوالوا : تبع لنا هذه التجارة قال : بكم قالوا نعطيك مثل ثمنها قال : جأنى من اعطانى أكثر من ذلك قالوا : نعيطك ضعفى ثمنها قال : جأنى من أعطنى أكثر من ذلك قالوا : من ونحن تجار المدينة ولم يبقى فيها تاجر غيرنا قال : جأنى من اشتراها بعشرة أضعاف قالوا بالله عليك من هو ؟ قال أشهدكم إنى جعلتها صدقة على فقراء المسلمين وإنى أرجو عشرة أضعافها من رب العالمين عز وجل .
{مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }الأنعام160
ومثل هذا الأحوال كثيرة يضيق الوقت عن حصر بعضها فى هذا المجتمع الذى رباه النبى ، والأدب ليس فى مدارس ولا فى جامعات ولا فى إذاعات أو فى تليفويونات ، ولا كتب أو مطبوعات بل أخلاق كريمة واحوال مستقيمة ومعاملات إلهية عظيمة جعلتهم جميعا ينطبق عليهم قول الله .
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }آل عمران110
يا خير أمة اخرجت للناس ، بماذا خيرتكم ، وبماذا تنالون وسام الخيرية عند رب البرية ؟ أبالغش فى الكيل والميزان لإخوانكم المسلمين أم باتخاذ الكذب اسلوباً للضحك على الصادقين والمخلصين أم بالتآمر للوصول إلى المناصب الفانية فى الأعمال على اكتاف إخوانكم المؤمنين أم بأكل حقوق إخوانكم من آباءكم وأمهاتكم وتنسون أنكم عن الله ظالمين ، أم بالأحقاد التى جعلت المؤمن يحقد على أخيه إذا نجح ابنه وسقط ذاويه أو ينال شئ لكاعة الدنيا الفانية قد تطغيه ، وقد تجعله ينسى أمر خلقه باريه ابهذا الأحوال وغيرها ننال وسام الخيرية ونحشر يوم القيامة
{ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }النساء69
ولا يكون ذلك ابداً وقد سمعنا قول الله عز وجل اليوم يقول على لسان أبى الأنبياء عليه السلام
{ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }إبراهيم36
فمن تابع رسول الله فى هديه واخلاقه وشمائله ، وسلوكه ، ولو كان أميا لا يقرأ ولا يكتب فاز بهذه المعية الرضوانية ، وكان معه يوم الزحام { يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }التحريم8
لا تظنوا أننا فى بلدنا وفى إسلامنا نحتاج إلى كنوز الأموال كما يقول بعض المختصين وإلى التكنولوجيا العصرية وإلى المخترعات التى تبارى فيها أهل الغرب فنحن مهما بلغنا وفعلنا ومهما صارعنا لن نلحقهم فى ذلك الآن إلا إذا نظرنا ما تخلينا عنه من دين الديان ومن منهج النبى العدنان
إن السلام الذى يفتح الله لنا به كل كنوز الأرض وينزل لنا بسببه خيرات من السماء ويجعلنا فى الدنيا فى ارغد عيش واهنأ حال يتم ديننا واخلاق قرآننا هى التى تفتح لنا كل تلكم الأبواب وهى التى تجعلنا فى هذا الكون ائمة فى الخيرات تقيدى بنا تتنافس بقاع الأرض وصناع السماء فى خدمتنا وتأتى الأرزاق من كل حدب وصوب فى ايدينا لاننا انتهجنا نهج الله وعملنا بما يحبه ويرضاه وقد قال عز وجل فى كتابه {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97
فقد تفضل الكريم عز وجل على هذه الأمة فأعطاها ما لم تناله المخترعات وما لا تصل إليه المكتشفات من الصدق والأمانة والإخلاص ، والصفاء ، والنقاء ، والوفاء ، وجعل هذه بضاعة المؤمنين إذا حملوها واستظلوا بظلها فتح الله لهم ، وبهم مشارق الأرض ومغاربها ، وإذا تخلوا عنها وعدتهم إبليس واستظلوا بلواء الغدر والخديعة والكذب ذهبت عنهم الدنيا ، ولم يحصلوها وتباعدت عنهم الآخرة ولم ينالوها وخسروا الدنيا والآخرة وصاروا طغاه فى عالم الناس لأنهم نسوا السلاح الأعظم الذى ساد به الأإسلام على جميع الأنام .
فبما فتح إخوانكم اندونسيا ، والفلبين ، وافريقيا والصين ، والهند ؟ أبالسيف ، كلا أبالطائرات أو الدبابات لم يعرفوها ، ولكن فتحوها بالأخلاق النيرات ، والمعاملات الطيبات ، والصفاء ، والنقاء الذى جملهم به الله عز وجل باتباعهم لشرع السماء فدام لهم الفتح فى الدنيا واكتسبوا بذلك ثواب العظيم يوم العرض والجزاء .
هذه باختصار شديد احوال المؤمنين ، وما بها يصلح الله عز وجل شأن المسلمين ، ما المسلم يا رسول ؟ قال فى اختصار شديد ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) لم يعرفه باعراض فانية ولا درجات علميه ، ولا مؤهلات قرأية ، وإنما بصفات واخلاق نورانية سلم المسلمون من لسانه ويده لا يغتب ولا يسب ولا يشتم ولا ينم ولا يلعن ولا يلوك الاعراض ولا يخرج من لسانه شئ يؤذى المؤمنين ، فقد قيل لرجل منهم اغتاب رجل من إخوانه هل جاهدت اليهود فى هذا اليوم ؟ قال : لا هل جاهدت الكافرين فى هذا اليوم ؟
 قال لا قال له يا اخى يسلم منك اليهود والكافرين ولا يسلم منك اخاك المؤمن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده لا يشكوه بشكايه ولا يكيد بيده سواء كان محقاً أو مبطلات لا يغشه ولا يخونه ولا يغدر به ولا يستولى على حقه إلا بإذنه ولا يفعل شئ يغضب الله فى شأنه فما بالكم بمن يذهب للمستشفى وياـى بتقرير زور ليوقف أخاه أمام النيابة ، والمحاكم باطلاً ، وهو يعلم أنه باطلاً فى دعواه ماذا يفعل هذا يوم يلقى الله ؟ حتى ولو كان مديماً علىالصلاة ، ويحج كل عام بيت الله ، قالوا يا رسول الله إن فلانه تقوم الليل وتصوم النهار ، ولكنها تؤذى جيرانها فقال ( لا خير فيها هى فى النار ، هى فى النار ، هى فى النار ) 
سنقف سويا أمام الله بعد لحظات وإلى السماء ينظر الله منا إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى اموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم واعمالكم ، ما بال المرء الذى ينظر إليه الله فى الصلاة فيجده يحقد على فلان لأن الله اعطاه ، ويحسد فلان لان الله رقاه ، ويفكر فى الكيد لفلان لان الله اكرمه وجوده اغناه وقلبه يكاد يتلظى من الفم لان فلان المريض شفاه الله ، فكيف يقبل الله على مثل هذا العبد وهو فى الصلاة ، قال فى شأن المؤمنين
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ }الحجر47
البضاعة التى تدخلك الجنة وتنال بها رضوان الله هى صفاء القلب لله والحب لكل خلق الله واخراج الشحناء والبغضاء لجميع خلق الله فقد رأى النبى الكريم فى اصحابه وينبهم على ذلك فقال سيدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة فدخل سيدنا عبد الله بن سلام رضى الله عنه ثم قام بعد هنيه ثم قال قام عنكم الآن رجل من أهل الجنة فسمع ذلك المجدون ، والمجتهدون فى العبادة ، ومنهم سيدنا عبد الله بن عمر رضى الله عنهما فتبعه حتى دخل بيته فدق عليه الباب وأوهمه أنه حدث خلاف بينه وبين أبيه فأختاره أن يبقى عنده حتى يرضى عنه اباه ، وهو ينوى أن ينظر إلى عمله ، لان عبد الله بن عمر كان يحيى الليل ، يصوم الدهر كله ، فوجده يصلى العشاء ثم ينام ول يزيد على فرائض الله فى وقتها شيئاً وبعد مرور ثلاثة أيام( وقت الضيافة ) قال له يا هذا أنى لم يحدث بينى وبين أبى خلاف ، ولكنى سمعت رسول الله يقول فى شأنك يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة فأردت أن اتحقق من عملك الذى استوجبت عليه هذه المنزلة فقال : لا ازيد عما رأيت شيئاً ثم سكت لحظة ورفع رأسه وقال : غير إنى ابيت وليس فى قلبى غل ، ولا غش ، ولا حقد لاحد من السمليمن فقال : عبد الله بن عمر بذلك أى بذلك نلت هذه المنزلة .
قال أتق المحارم تكن اعبد الناس وخالق الناس بخلق حسن
أو كما قال أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة
إن اكبر الأمراض التى تخرب فى علاقتنا الاجتماعية واحوالنا الإسلامية هى هذه الأمراض التى ذكرنا بعضها واشار إليها القرآن والسنة امراض القلوب وامراض النفوس من الأثره والأنانية وحب الذات والاحقاد والغل والحرص والطمع والشح وغيرها من هذه الامراض التى لم ولن يعالجها إلا كتاب الله وسنة رسول الله وقد عالج بالآيات القرآنية ، والمراهم النبوية هذه الامراض النفسية والقلبية فالف خير أمة اخرجت للناس ورد طبيب الاجسام واكتف من الله عز وجل بالخير العامة فأغناه الله وأمته عن جميع الأنام عندما رق الإيمان فى القلوب وتطلعت النفوس إلى حب الدنيا رجعت هذه الأمراض إلى الأمة فأصابها فى مقتلها اصابها فى القلب وفى الفؤاد وليس علاج فى المستشفيات أو فى الصيدليات أو فى بلاد الشرق أو فى بلاد الغرب ، ولكن علاجها فى كتاب الله وسنة رسول الله .
فإذا عالجة الأمة وافرادها داء القلوب وامراض النفوس وصرنا كما يحب الله ويرضى ، سخر الله لنا كل شئ وقهر لنا كل عدو ومكنا من ناصية الاشيائ وجعل لنا الغلبة فى عالم الأرض بل وجعل لنا كلمة مسموعة فى عالم السماء وهى الدعاء فإذا دعى العبد مولاه لباه واجابه فى أقل من لمح البصر ،وهذا سلا لا يوجد إلا معكم من الذى يستطيع أن ينزل الماء من السماء غير المؤمنين ، إذا اجتمعوا ودعوا الله أنزل الله الماذ من السماء بدعائهم من الذى يمنع الكروب إلا دعاء المؤمنين ، لكن دعاء من قلوب طاهرة ونفوس تقية مؤمنة يقول فى شأنها الله
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }المائدة27
نسأل الله عز وجل أن يرفع عنا كل عناء وبلاء وأن يرزقنا برد العافية والشفاء وأن يجعلنا من أهل النقاء والصفاء
من مقالات فضيلة السيخ فوزى محمد ابوزيد
http://www.fawzyabuzeid.com/articles.php

تقرير بمشاركة سيئة  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق