🌷 منهج الصوفية السديد(1) 🌷
ظن الناس في زماننا لما رأوه من الأدعياء،أن الصوفية تدعوا إلى السلبية ، والانعزالية ، والانسحاب من الحياة الاجتماعية، والتخفف من المسئوليات الأسرية والاجتماعية، والانشغال بالعبادات، والذكر ، وتلاوة القرآن ، وغيرها مما شابه ذلك،وليست هذه هي الصوفية
ولكن الصوفية هي:نفس المنهج النبوي الذي كان عليه خير البرية وصحبه الكرام رضي الله عنهم أجمعين ، ولذلك تجد أن الرعيل الأول من الصوفية كما يقول شيخنا الدكتور عبدا لحليم محمود رضوان الله عليه :
🌷 كلهم أصحاب حرف نابغين فيها منهم :
الجنيد القواريري سيد الطائفة وكان يشتغل بالقوارير وهي صناعة الزجاج.
ومنهم الصبَّاغ.ومنهم النسَّـاج.ومنهم الحــدَّاد.ومنهم الورَّاق .ومنهم ، و منهم في كل الصناعات والحرف .
وكان الله عز وجل يكرمهم بالكرامات ، وهم في هذه الحرف والصناعات ، وذلك لأنهم يراعون الله ، ويريدون أن يغنوا إخوانهم المسلمين عن الإحتياج إلى عداهم.
🌷 فقد اشتهر الشيخ الحدَّاد على سبيل المثال في بلاد اليمن ، وما زالت أسرته موجودة هناك تتبوأ منزلة عالية في الصوفية هناك ، لماذا؟
لأنه فتح مدرسة بجوار بيته لتعليم المسلمين قواعد الدين وأحكام الدين.
ثم تطبيقها عملياً في هذه الحياة كما كان سيدنا رسول الله .
وآثر رغم كل ذلك أن يشتغل بمهنة الحدادة ليأكل من كد يده.
فلما كثرت النفقات وزاد اشتغاله بذكر الله ، كان أحياناً يؤخذ بذكر الله ويضع يده ويخرج الحديدة المحمَّاة فلا تؤذيه ، ولذلك اشتهر بهذا اللقب بين عباد الله.
ولم يفعل ذلك رغبة في العلو في الأرض ، ولا لحب الظهور ، بل قد حدث له الأمر دون أن يشعر به ، لأنه كان في غيبة بذكر ربه عز وجل ، وكانوا يوجهون تلاميذهم إلى استنباط العلوم والأعمال التى تنفع المسلمين
(1)راجع كتابينا "الصوفية في القرآن والسنة" و " المنهج الصوفى والحياة العصرية " ، وغيره من كتبنا فى الدراسات والسير الصوفية لمن أراد المزيد.
🌷 من كتاب كونوا قراّناً يمشى بين الناس
🌷 لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبو زيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق